الخميس، 26 يونيو 2008

الفصل الثالث والعشرون من دماء على جسر الحب

وما أن تصل رنين إلى القصر حتى تقوم بالأتصال على أسرتها حتى تطمئن عليهم وتقوم بدعوة صديقتها مريم هى وزوجها على العشاء عندهما فى القصر.

وفى المساء تصل مريم وحسين ومعهما طفلتهما الجميلة ملك إلى القصر. وما أن يفتح لهما الخادم الباب ويدخلان حتى تقف مريم مبهورة بما تراه من فخامة وجمال المكان وكأنها ترى قصر من قصور المماليك والأمراء.

فتتأمله بعين ذاهلة مبهورة وهى تحدث حسين قائلة

هل أنا أحلم يا حسين؟ أنا لأول مرة فى حياتى أرى شيئاْ بهذا الجمال وتلك الفخامة.

فيبتسم حسين قائلاْ أهلاْ بك فى عالم الشايب. ماذا كنت تتوقعين غير ذلك .

فتضحك قائله أعتقد لو أننى أعيش فى مكان مثل هذا لن أتركه أبداْ ولن أذهب إلى أى مكان آخر. لأننى لن أجد أى مكان يوازيه جمالاْ.

فينظر إليها حسين متسائلاْ هل تتمنين أن يكون لدينا قصر مثله يوماْ؟

فتنظر إليه مريم بحب وتجيب عليه قائله بيتنا يا حبيبى فى نظرى أجمل قصر. لأنه العش الجميل الذى يجمعنا سوياْ. فلا يهم أين تعيش ولكن الأهم مع من تعيش.وأنا أعيش مع أحن وأطيب وأرق زوج فى العالم .وبيتى فى نظرى أجمل من هذا القصر لأنه يجمعنى بك ولكن هذا لايمنع أننى أرى هذا القصر فخماْ حقاْ ويجعلنى أتعجب من حال الدنيا . ناس تعيش فى قصور وناس أخرى يعيشون فى جحور وتلك هى الحياة.

حتى ترى رنين قادمة نحوهما. فما أن تراها مريم حتى تصيح فى دعابة مهلله

هاهى تلك الخائنة. ما هذا تغيبين عنا ثلاثة أشهر كاملة ولا أراكى.....ألم أوحشك؟

فتبتسم رنين وتجيب عليها فى دعابة قائلة

لا بالطبع .ألم تملين بعد من صداقتنا .... فنحن صديقتان منذ دهر. فمنذ أن فتحت عينى على الدنيا وأنت صديقتى لا أعرف غيرك.

فتضحك مريم قائلة نعم الآن تقولين ذلك. طبعاْ معك حق ألم تتزوجين من خالد الشايب فأين أنا منه؟؟؟؟؟

حتى ينضم خالد إليهم مازحاْ
ما هذا أسمع اسمى خير أن شاء الله

فتضحك رنين قائلة مريم تلومنى لغيابى عنها ثلاثة أشهر. وتتهمك بأنك أنت السبب فى ذلك.

فيرد عليها خالد فى دعابة قائلاْ

نعم ولو أملك لأخفيتها عن العالم كله حتى لا يراها أحد غيرى.

فتصيح مريم قائلة
لاه أحمد الله إذن أننى أراكى الآن . فلا أضمن أن كنت سأراكى غداْ أم لا.

فيضحكون جميعاْ

وعلى مائدة العشاء الفخمة التى كانت مليئة بألذ وأشهى المأكولات كانت مريم تتأمل رنين وهى تراها قد زادت جمالاْ وحيويه والأبتسامة لا تفارق وجهها وروح الدعابة قد عادت إليها . وكأنها عادت مرة أخرى إلى الحياة من جديد وكل قطرة بداخلها تصرخ معلنه كم أنا سعيدة.


فتتسع أبتسامة مريم وهى تحدث نفسها قائلة لقد صالح القدر رنين أخيراْ وأبتسمت إليها الأيام و زارها الحب.

وبعد عودة مريم وحسين من زيارة خالد ورنين يجلسان فى شرفتهما يتحدثان معاْ
فيحدث حسين مريم قائلاْ لم أكن أعلم أن خالد شخصيته ظريفة وجذابة هكذا. فقد تحدثنا ثلاثة ساعات كامله دون أن أمل أو أشعر بمرور الوقت معه.

فتبتسم مريم قائلة ورنين فأنا لأول مرة أراها سعيدة وأنا حقاْ سعيدة جداْ من أجلها . فرنين تستحق كل خير وقد حان الوقت كى تعيش سعيدة وأهم ما يريحنى هو شعورى بأن خالد يحبها حقاْ فكل تصرفاته معها تشهد على ذلك والأعجب أن رنين هى الأخرى تحب . عجباْ من هذا القدر فلم أتخيل يوماْ أن رنين قد تحب. رنين من كانت دوماْ تسخر من الحب هاهى الآن غارقة فى بحور الحب.

وفى صباح اليوم التالى تستيقظ رنين من نومها لتجد خالد لا يزال نائماْ


فتنهض من على فراشها وتزيح الستائر جانباْ عن الشرفة لتسمح لنور الشمس أن يتسلل إلى الغرفة ليضيئها نوراْ وإشراقاْ . وتبتسم عندما تجد خالد لا يزال مستغرقاْ فى نومه العميق. فتجلس بجواره تتأمله وتطلق تنهيده عميقه نابعة من قلبها قائلة
آهن يا خالد لو تعلم كم أحبك وتترك أصابعها تداعب خصلات شعره برفق وتهمس فى أذنه بصوت خافت رقيق قائله

خالد حبيبى كفاك كسلاْ الساعة الآن العاشرة والنصف صباحاْ .

فيمط خالد ذراعيه فى كسل وخمول وما أن يفتح عينيه حتى يبتسم وبصوت حالم محب يحدثها قائلاْ

ما أجمل أن يستيقظ الأنسان على وجه بهذا الجمال والرقة .

فتتسع أبتسامة رنين قائلة


ألن تكف عن مغازلتى فى كل وقت هكذا؟؟؟؟

فيحتويها بنظراته العاشقة لها قائلاْ

إن كفت الأرض عن الدوران سأكف أنا فى تلك اللحظة عن مغازلتك. فأنا أراكى أجمل أمرأة على وجه الأرض صاحبة أجمل عيون عرفت كيف تروض قلبى وجعلته يخضع لها معلناْ حبه وعشقه وفى كل دقة من دقاته يصرخ كم أحبك........ أحبك.

فتنظر إليه رنين وعيناها تكاد أن تصرخ من سعادتها والحب يتراقص فى نظراتها إليه قائلة

أخشى أن أعتاد على هذا الكلام الجميل ولا أقدر عن الأستغناء عنه.

فيرمقها خالد بنظراته اللامعة بحبه قائلاْ

معى لا تخشين شيئاْ . فكلمة الخوف يجب أن تنسيها من قاموس حياتك لأننى سأكون دوماْ معك . وأعدك بأننى لن أكف يوماْ عن مغازلتك. لأننى فى كل يوم يزداد حبى لك وأراكى أجمل شئ حدث لى فى حياتى.

فتتنهد رنين وتنهض من على الفراش قائلة

الأن قد أنتهى وقت الدلع وحان وقت الجد.

فيحدق خالد فى وجهها بدهشة متسائلاْ

لماذا يراودنى شعور بالقلق مما ستقولينه؟

فتجيبه رنين قائلة

أنا جادة حقاْ . فالساعة الأن قد أقتربت من الحادية عشر وأنت منذ عودتنا من شهور العسل وأنا لم أسمعك تتحدث عن العمل أو رأيتك تذهب إلى الشركة ولو حتى ليوم واحد. وهذا بالطبع لا يروق لى فأنا لا أحب أن يقال عن زوجى أنه رجل كسول . فهلم الآن إلى العمل يا حبيبى الكسول.

فيرفع خالد أحدى شفتيه ويومأ برأسه فى ضيق قائلاْ
ما هذا أسرعان ما مللتى منى هكذا؟؟؟؟؟؟

فتبتسم رنين قائلة

لا تتهرب مثل الأطفال. فأنت تعلم جيداْ بأننى لم ولن أمل منك أبداْ ولكننى أيضاْ لا أحب أن يكون زوجى رجل كسول . بل أحبه نشيطاْ ناجحاْ لا يعتمد على اسم ونفوذ والده. فأنا أحب أن يقال هاهى زوجة خالد الشايب رجل الأعمال الناجح لا زوجه نجل رجل الأعمال الناجح . فهيا يا حبيبى بلا كسل فأمامك عمل جاد لتقوم به

فيطلق خالد زفرة قصيره فى ضيق قائلاْ

أليس من الممكن أن يؤجل حلمك هذا إلى الغد ؟؟؟؟

فتهز رنين رأسها نافية


لا لا لن يؤجل ولن أتغاضى عن تحقيق حلمى هذا يا زوجى الكسول.

فيهز خالد رأسه فى إستسلام قائلاْ

إذن لا فائدة من الجدال. ولكن تعالى معى. فأنا أريدك تكونين بجوارى فى كل مكان أذهب إليه حتى لا تفارقيننى لحظة واحدة . نعم فهذا شرطى حتى أذهب إلى الشركة.

فتبتسم رنين فى دعابة قائلة

أمرى لله مابيدى شيئاْ فهذا قدرى . ولكننى سأقف بجانبك يا حبيبى حتى تصبح أكبر رجل أعمال فى العالم كله ...أليس من الممكن تحقيق ذلك؟؟؟

فينظر خالد فى عينيها بحب قائلاْ

طالما ستكونين معى ستتحقق كل الأحلام مهما كانت مستحيلة....فعينيكى ستكون شمسى التى سأستمد منها قوتى وعزيمتى لتحقيق كل ما تريدين.

فتبتسم رنين قائلة

وأنا على يقين من أنك ستنجح فى تحقيق كل ما أريد. فأنا أتمنى أن أراك أفضل رجل فى العالم فى كل شئ لأنك حقاْ هكذا . فلن تكون بعد الآن مجرد خالد الشايب هذا الشاب الذى ولد فوجد نفسه يملك كل شئ. بل ستكون خالد الذى يصنع مستقبله وحياته بنفسه ومجهوده.

فيقبل خالد يديها وينظر إلى عينيها بنظراته الوالعة بحبها قائلاْ

طالما ستكونين معى ستتحقق كل الأحلام يا حبيبتى..... يا أجمل و أرق زوجة على وجه الأرض.

وتذهب رنين مع خالد إلى الشركة وما أن تخطو بقدميها بداخلها حتى يراودها شعور بالرهبة من فخامة وكبر الشركة وهى ترى جميع الموظفين يرحبون بعودتهما حتى تدخل مع خالد مكتبه وتصيح قائلة

ما هذا العالم أنا أشعر وكأننى دخلت عالم آخر لأول مرة أراه .ما هذا الكم الكبير من الموظفين والعملاء ؟ كيف تتعامل مع كل هؤلاء؟ أنه لأمر مرهق حقاْ. أعتقد أننى أمامى مائة عام حتى أفهم طبيعة العمل هنا وأن نجحت فى ذلك!!!!!

فيضحك خالد قائلاْ

ألم أقل لك أن وجودنا معاْ فى البيت أفضل ولكن لا تخشى شيئاْ فأنا سأكون معك وسوف أحاول أن أبسط إليك الأمور . ولكن فى الحقيقة أنا نفسى لا أعلم أى شئ عن الشركة منذ عودتى من إيطاليا فقد كنت مشغول بك يا حبيبتى. ولكن لا يهم سوف أتصل بشوقى الآن كى يأتى إلينا ونرى بأى شئ سنبدأ

فتعقد رنين حاجبيها فى دهشة متسائلة من شوقى هذا؟

فيجيبها خالد قائلاْ

شوقى مدير أعمال المؤسسه وذراع والدى اليمين فى كل شئ . سوف تقابلينه الآن وسوف يساعدنا كثيراْ فهو دوماْ يساعدنى فى كل شئ.

حتى يدخل عليهما شوقى مرحباْ
لم أصدق السكرتيرة عندما أبلغتنى بوجودكما. ولكن المؤسسة حقاْ زادت نوراْ

فيحدثه خالد قائلاْ

كنت تواْ أتحدث مع رنين عنك.

فينظر شوقى إلى رنين قائلاْ

هذا شرف كبير لى

فتنظر إليه رنين وقد راودها شعور غريب نحوه فلم ترتاح إليه ولا لنظراته إليها فكانت عينيه تخيفها ترى فيهما مكر وخبث لم تراهما من قبل فى حياتها. فكان يراودها شعور خفى بكره هذا الرجل.

فيحدث خالد شوقى قائلاْ نريد أن نبدأ العمل الجاد يا شوقى ورنين ستكون معى . فما المطلوب منى كى نبدأ به.

فينظر شوقى لرنين قائلاْ العمل هنا جاد ومرهق وأنا أخشى أن تملين منه

فتنظر إليه رنين وتجيبه بتحدى قائلة

ولكننى دوماْ أحب المحاولة ولا أسلم بسهولة.

فيحدق شوقى فى وجهها وهو يرمقها بنظراته قائلاْ

سوف نرى. والآن أتركما لأننى ورائى الكثير من الأعمال ثم ينظر إلى رنين قائلاْ

مرة أخرى تشرفت بمقابلتك يا رنين هانم.

فتحدق رنين فى وجهه بثبات قائلة شكراْ

وبعد أن يغادر شوقى المكتب تنظر رنين إلى خالد قائلة

لا أعرف لماذا لم أرتاح لشوقى هذا.

فيضحك خالد قائلاْ لما فهو رجل ظريف وطيب القلب . حقاْ هو يبدو جامد المشاعر وجاد بعض الشئ ولكنه فى النهاية رجل طيب وغير ذلك فهو يعلم الكثير من أسرار السوق فوالدى لا يستغنى عنه أبداْ

فتطلق رنين زفرة قصيرة قائلة

ربما ولكننى حقاْ لا أعلم سر هذا الشعور الغريب الذى أجتاحنى عندما رأيته. وكأننى شعرت بإنقباض بل شعرت بأننى أخشاه.

فيقترب منها خالد ويحتويها بنظراته الحانية محاولاْ التخفيف عنها قلقها قائلاْ

كل ما فى الأمر يا حبيبتى هو أنك مازلتى تشعرين بالرهبة من المكان وهذا شعوراْ طبيعياْ قد شعرت به عندما دخلت هنا لأول مرة فى حياتى ولكن بعد ذلك سوف تعتادين على المكان والعمل والتعامل مع العملاء والموظفين . فمرحباْ بك فى مملكة الشايب.

فتغمض رنين عينيها وتتنهد قائلة ربما. ولكننى حقاْ ما زلت لا أرتاح لهذا الرجل. ولا أعرف لماذا......لماذا؟

ولكننى الآن سوف أتركك فى عالمك هذا وسوف أذهب لشراء بعض الطلبات وسوف أعود إليك فى وقت الغذاء.

فيتنهد خالد قائلاْ أمرى لله ولكننى سوف أفتقدك فى هذا الوقت

فتبتسم رنين قائلة لديك صورتى على مكتبك كلما تشتاق إلى أنظر إليها كى تعطيك القوة وتعمل بجدية ونشاط يا حبيبى.

وبينما كانت رنين فى طريقها إلى الباب الخارجى للشركة حتى يستوقفها صوت صياح رجل وهو يستغيث مردداْ

هذا ظلم ... ... حرام .........ماذا أفعل الآن؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: