الخميس، 19 يونيو 2008

الفصل الحادى والعشرون من دماء على جسر الحب

تصل رنين إلى المستشفى وهى لا تكاد أن تصدق ما سمعته شخص يتصل بها ليخبرها بأن زوجها عادل قد صدمته سيارة مسرعه وهو فى طريقه إلى سيارته وهو الآن فى المستشفى وحالة خطيرة.

تصعد رنين إلى غرفة عادل وتهرول نحوه مسرعة وهى تصيح فى حزن قائله عادل حبيبى هل أنت بخير؟

فينظر إليها عادل وبصوت واهن متألم يجيبها قائلاْ

لم أكن أعلم أن الحياة قصيرة هكدا.فلم أكن أتخيل أنها بهدا القصر. رنين أنا أخشى الموت.

فتصيح رنين قائله لا لن تمت لا تخف لن تمت.

فيدخل الطبيب ومعه الممرضات عليهما قائلاْ

أرجوك يا مدام يجب أن تنتظرى بالخارج حتى نستطيع أن ننقله إلى غرفة العمليات .

فتنظر رنين إلى عادل بعينين دامعتين وتحدثه قائله سوف أنتظر بالخارج ولا تخف ستعيش إن شاء الله ستعيش.

فيغمض عادل عينيه فى وهن قائلاْ الحياة القصيره....... الحياة قصيره

فتخرج رنين من غرفته وهى منهارة باكيه حتى تجد مريم وحسين أمامها . فتلقى بنفسها بين دراعى مريم قائله بصوت باكى عادل يصارع الموت يا مريم..... عادل يصارع الموت.

حتى يخرج الطبيب من غرفة عادل وقد أرتسمت ملامح الحزن والتأثر على وجهه
فتنظر إليه رنين فى ترقب متسائله
هل عادل بخير؟

فيجيبها الطبيب قائلاْ للأسف لم نستطيع أن نفعل له شيئاْ. فقد نفد أمر الله.... البقاء لله.

فتتسمر رنين فى مكانها وقد تجمدت ملامح وجهها وهى تنظر إلى الطبيب غير مصدقه ما قاله حتى فجأه تتنبه وكأنها قد فاقت من غيبوبة قصيره قد أصابتها وتهرول إلى غرفة عادل وتقترب من فراشه وهى تحدق فى وجهه غير مصدقة . لتراه جثة هامده وقد سلم روحه لخالقها وقد غطت الدماء معظم جسده فتصرخ رنين فى هيستريا عادل أرجوك قم ....تحرك ....قل لى أنك حى لم تمت... لا تتركنى لوحدى.... ولمن ستتركنى.

فتلحق بها مريم وتحاول تهدئتها وتضمها بين دراعيها قائله أنه أمر الله يارنين..... أمر الله.

فتسلم رنين نفسها لموجة من البكاء الهائج المرير.

ويتولى حسين القيام بإجراءات دفن الجثة والجنازه . وتعود رنين إلى شقتها بعد الإنتهاء من مراسم الجنازة وهى ترتدى السواد وقد سكن الحزن ملامح وجهها وهى لازلت لا تصدق ما حدث . فقد كان الأمر كله فى لحظة سيارة مسرعة تصدمه وهو يعبر الطريق متجهاْ نحو سيارته. فى لحظة مات عادل . فى لحظة مات زوجها. ثم تغمض عينيها فى حزن قائله كم أنت قصيرة يا حياة . كم أنت قصيره

وتقرر رنين العودة إلى أسرتها مرة أخرى فلم يعد هناك سبب لبقائها فى القاهرة .

فقامت بتصفية أعمال عادل . وأغلقت مكتبه وأعدت حقيبتها لمغادرة الشقة وقبل أن تغادرها وقفت تتأملها وكأنه تودعها . تودع كل دكرياتها وكل ما مر بها هنا من آلام وأحزان وضيق وحيرة . حتى تقع عينيها على صورة عادل التى كانت معلقة على الحائط . فتقترب منها وتحدثه بصوت واهن حزين قائله لقد كرست كل حياتك للعمل والسعى وراء المال وضيعت علينا أجمل لحظات العمر . وها أنت تترك كل ما جمعته من مال واسم وثروة فى لحظه وضاع عمرك هباءاْ ولم تنل من الدنيا سوى دلك القبر الدى يسكن جسدك فيه الآن. آهن لو كل أنسان يوقن حقيقة حياته ما كان أبداْ يضيعها سعياْ وراء السراب. فالموت هو الحقيقة الوحيده فى حياتنا ولكننا نصر على إغفالها وكأنه لن يحدث لنا وسنخلد فى دنيانا إلى الأبد.

ولكننى أريدك أن تعلم بأننى أسامحك على كل ما فات . أسامحك وأتمنى أن تسامحنى أن كنت قد قصرت معك فى أى شئ.

ثم تودعه بعينيها وتغادر الشقة وتغلقها وتودعها تاركة بها فترة من حياتها ودكرياتها لم تكن سهلة أبداْ عليها.

وتعود رنين مرة أخرى من حيث بدأت . تعود إلى دلك المنزل التى كانت دوماْ تود أن تهرب منه وتغادره كى ترتاح من هدا العداب التى كانت تعيش فيه . ولكن هاهى تعود إليه مرة أخرى بجراح وآلام جديده . وتدخل حجرتها التى طالما شهدت على دموعها التى بكتها أثناء المشاحنات التى كانت تدب بين والديها. تعود إلى شرفتها التى كانت دوماْ تقف بها وتنظر إلى السماء تدعى خالقها بأن يريحها من هدا العداب ويخلصها من هدا المنزل ومن أصوات الصياح والسباب التى كانت تعدبها تلتهم أيام عمرها طفولتها وشبابها التى ضاعت بين الآلام والخوف . فهاهى تعود مرة أخرى إلى كل دلك . تعود من حيث بدأت ولكن بلا هدف ....بلا أمل فى الحياة فكل ما مرت به كان بمثابة بركان هز كيانها زلزل تفكيرها حتى أصبحت إنسانه مشوشة لا تعلم مادا تريد ومادا ستفعل؟

فلا تملك رنين غير أن تلقى بجسدها المرهق الواهن على فراشها تسلم نفسها لدموعها تؤنس وحدتها ولا تملك غير كلمة يارب أعنى على ما أنا فيه. وسامحنى أن كنت أخطأت فى حقك وفى حق نفسى يوماْ . وتغمض عينيها وتغوص برأسها فى وسادتها مرددة ...يارب...يارب.

وفى شركة شكرى الشايب . يدخل شوقى على شكرى كى يخبره بنجاح خالد فى اقتناص الصفقة من منافسيهم قائلاْ

لقد مضى خالد العقد الآن . فقد أتصل بى تواْ مدير فرع شركتنا هناك وأخبرنى بأن خالد قد نجح فى أقتناص الصفقة وهم الآن يحتفلون بدلك.

فيأخد شكرى نفس عميق قائلاْ رائع . فقد كانت صفقة مهمه لشركتنا ولكن الأهم الصفقة الأكبر .

فينظر إليه شوقى فى دهشة متسائلاْ ما هى الصفقة الأكبر فليس لدى أى علم بها؟

فيبتسم شكرى قائلاْ الصفقة الأكبر هى عقد زواج خالد بابنة لوراندو خاله رجل الأعمال الايطالى الكبير . فلن أخفى عليك من أحدى الأسباب المهمة التى جعلتنى أوافق على سفر خالد إلى ايطاليا وبقائه هناك هى رغبتى فى زواجه من ابنة خاله فتلك الزيجه سوف تفتح لنا مجال أوسع فى أوروبا فلوراندوا مكتسح السوق الأوروبيه بلا منازع. وهدا الزواج سوف يساعدنا على دمج الشركتين معاْ نحن بالسوق العربية وشركة لوراندوا السوق الأوروبيه .

شوقى يمط شفتيه قائلاْ فكرة ممتازة حقاْ وأعتقد أن خالد لن يمانع فى أتمام هدا الزواج طالما فى صالح شركتنا . خالد شاب عاقل ويعرف أن المصلحة هى الأساس.

وتمر الأيام وتعقبها الشهور وخالد مندمج فى العمل يخرج من صفقه لأخرى . فقد أصبح الشغل سلوته ولم يعد يدهب إلى البارات كما كان يفعل دوماْ ولم يحاول إقامة أى علاقة مع أى أمرأه فقد كان يهتم بالعمل فقط لا غير.

وفى المساء يجلس وحده فى شرفة غرفته ينظر إلى السماء يتدكر تلك اللوحة التى قد رسمها لرنين يوماْ عن القمر والنجوم متسائلاْ

ترى كيف حالك يارنين ؟ هل لازلتى تتدكريننى ؟ أم أصبحت مجرد دكرى مدفونة فى عالم النسيان. وترى هل أنت سعيدة الآن؟ هل رزقك الله بطفل أو طفلة فقد مر عام كامل ولم أعرف أى شئ عنك . ولا تخافى يا حبيبتى لن أحاول أن أعرف شيئاْ فقد وعدتك بهدا ولن أخلف وعدى هدا أبداْ . حتى أن كنت أتعدب وأريد سماع صوتك ولكننى سأقاوم نفسى ...سأقاوم قلبى.. لأننى وعدتك بدلك . آهن يا رنين لو تعلمين كم أحبك. آهن لو تعلمين كم أحتاج إليك. أريدك أن تقابلين خالد الجديد الدى صنعه حبك لا خالد القديم الدى لم يكن يهتم يوما ْ بأحد غير نفسه فقط. ولكن يكفينى أن حبك هدا هو الدى غيرنى ويكفينى أننى سأبقى طيلة حياتى أفكر فيك وفى قلبك الدى علمنى الحب علمنى كيف أكون أنسان يشعر ويحس ويتألم.

حتى يسمع خالد صوت طرقات على الباب فيهب واقفاْ ليدهب ليرى من أتى لزيارته .

حتى يفاجأ بأنه والده شكرى الشايب . فيصيح خالد فى سعادة قائلاْ

أبى لا أصدق نفسى لمادا لم تخبرنى بأنك سوف تأتى حتى أستقبلك فى المطار.

فيبتسم شكرى قائلاْ لقد فضلت أن تكون زيارتى مفاجأة . ولكن قل لى كيف حال الحياة معك؟ هل أنت سعيد هنا ؟ أم تفضل العودة إلى القاهرة؟

فيأخد خالد نفس عميق قائلاْ لا أخفى عليك الحياة هنا صعبة حقاْ ولكننى أستمتع بالعمل هنا .

فيومأ شكرى برأسه قائلاْ وسوف تستمتع أكثر عندما تتزوج .

فيعقد خالد حاجبيه فى دهشة مردداْ أتزوج !!!!

فيؤكد شكرى قائلاْ نعم تتزوج وقد أخترت لك العروسه وهى ممتازة فى كل شئ جمال ومال ونفود . تليق حقاْ بخالد الشايب.

فيحدق خالد فى وجهه متسائلاْ من تقصد؟

فيجيبه شكرى قائلاْ لورا ابنة خالك لوراندو

فيصيح خالد قائلاْ لا يا أبى لا تقل دلك. أنها فتاة جامدة القلب والمشاعر لا تهتم سوى بالمال والصفقات التجارية .

فينظر إليه شكرى فى خبث قائلاْ كنت متأكد من ردك هدا.

فيعقد خالد حاجبيه فى دهشة متسائلاْ مادا تقصد؟

فيبتسم شكرى قائلاْ لقد أخبرنى شوقى بحكاية تلك الفتاة التى تحبها.

فينكس خالد رأسه قائلاْ لا يا أبى ليس الأمر يخص رنين . فهى ترفض حبى ولن يكون هناك أى أمل لدى فى الأرتباط بها. ولكننى فى نفس الوقت قد قررت ألا أتزوج من أى فتاة إلا لو كنت أحبها فقد جربت الحب ولن أتنازل عنه فى حياتى. فزواجى لن يكون مجرد صفقه أخوضها بل سيكون حياة يجب أن تكون مبنية على الحب والتفاهم والرغبة المشتركة بيننا لنجاح تلك العلاقه. نعم قد خسرت رنين ولكننى كسبت حياتى . كسبت خالد جديد يشعر ويحس ويحب. فالقلب الدى داق الحب لا يتنازل عنه أبداْ.

فيطلق شكرى ظفرة قصيرة قائلاْ أنا لن أجبرك على شئ فأنت ابنى الوحيد وأهم شئ عندى هو سعادتك . ولكننى لا أفهم هل تلك الفتاة حمقاء لتلك الدرجه حتى ترفض شاب مثلك.

فينظر إليه خالد فى حزن قائلاْ أنا أحترم رغبتها يا أبى فهدا من حقها.

فيومأ شكرى برأسه قائلاْ أنا لا أفهم ما يمنع زواجك منها خاصة بعد وفاة زوجها كما أخبرنى شوقى.

فيحدق خالد فى وجه والده وهو لا يصدق ما سمعه مردداْ وفاة زوجها مادا تقول يا أبى ؟ من قال لك دلك؟

فيجيبه شكرى مؤكداْ شوقى أخبرنى بأن زوجها قد توفى فى حادث سيارة مند أكثر من عام مضى وكان يظن أنك تعلم دلك .

فيصيح خالد لا لم أعلم ولا أعرف أى شئ عنها مند أن سافرت . ولكن زوجها مات وهى كيف حالها ؟ هل تعدبت ؟ هل هى حزينه؟ كيف أستقبلت الأمر؟ وأنا هنا بعيداْ عنها. لم أكن بجوارها . يالنى من أحمق.

فينظر إليه شكرى فى دهشة قائلاْ إلى تلك الدرجة تحبها. لم أكن أعلم دلك. ولكن الآن ما دا ستفعل؟

فيجيبه خالد بلا تردد سوف أعود إلى مصر يجب أن أقف بجانبها وأعتدر لها عن بعدى عنها فلم أكن أعلم شيئاْ عن وفاة زوجها.

فيمط شكرى شفتيه قائلاْ خالد هل أنت جاد حقاْ فى أمر زواجك من تلك الفتاة . أنا أخشى أن يكون الأمر مجرد مغامرة جديده من مغامراتك . فأن كنت تريد رأيى فأنا افضل زواجك من لورا . فهدا الزواج سوف يفتح لنا مجال جديد لكى نتوسع ويكبر اسمنا أكثر فى السوق. فلا تضيع علينا تلك الفرصة من أجل مغامرة.

فيصيح خالد مؤكداْ لا يا أبى ليست مجرد مغامرة بل حبى لرنين حقيقة . أعلم أنها لم تحبنى كما أحبها أعلم أنها قد تكون غاضبة منى ساخطة على ولكننى سوف أثبت لها أننى أحبها أكثر من أى شئ يمكن أن تتخيله . فأنا أحبها ولا أريد من تلك الحياة سوى أن أراها سعيدة . أن أمنحها السعادة ....الحب أن ترى معى مالم تراه فى حياتها. فأنا أحبها يا أبى أحبها كما لم أحب أحداْ من قبل.

ويعود خالد إلى القاهرة ويحاول الأتصال برنين ولكنه يتفاجأ بأنه قد صدته ولم تستمع إليه. وقد تملكته الحيره لمادا تفعل معه دلك فهى يريد الزواج منها. وقد حاول أكثر من مرة أن يتحدث معها ولكنها كانت فى كل مرة تصده ولا تعطيه الفرصه أن يتحدث.

مما زاد من غضب خالد وحيرته من تصرفها هدا.

بينما كانت رنين تجلس حبيسة غرفتها كعادتها بعد وفاة زوجها شاردة الدهن حزينة الملامح دامعة العينين . حتى تسمع صوت يحدثها قائلاْ لا تقولين أنك تفكرين فى الآن.

فتتنبه رنين لهدا الصوت لتجدها مريم .

فتصيح رنين فى سعادة مريم حبيبتى لقد أفتقدتك كثيراْ.

فتومأ مريم برأسها وهى تعاتبها قائلة يا لك من كادبة لأنه لو كنت حق تهتمين بى لما لم تزوريننى كل تلك الأيام الماضية.

فتختفى إبتسامة رنين وتجيبها بصوت خافت حزين قائلة أنت تعلمين يا مريم بأننى مند وفاة المرحوم عادل وأنا لا أقدر على العودة للقاهرة مرة أخرى . فهى تدكرنى بكل ما حدث وما مر بى وأنا أريد أن أنسى عسى أن أرتاح من هدا العداب الدى يعصف بى بلا هوادة.

فتصيح فيها مريم قائلة ومادا حدث لك؟ فأنت لست أول أمرأة يموت عنها زوجها.

فتنظر إليها رنين بعينين دامعتين معدبتين قائله ولكننى لم أكن بالزوجة الصالحة.

فتصيح مريم بغضب مرددة لم تكونين بالزوجة الصالحة لمادا؟ ما الدى فعلتيه حتى لا تكونين زوجة صالحة ؟ هل تستطيعين الرد على؟

فتصمت رنين ولا ترد عليها

فتقترب منها مريم فى تودد قائلة رنين لمادا تتلددين بتعديب نفسك هكدا؟ لما تصرين على حرمان نفسك من السعادة؟

فتنظر إليها رنين متسائلة مادا تقصدين؟

فتطلق مريم ظفرة قصيره قائله أقصد خالد

فتحدق رنين فى وجهها بدهشة مرددة خالد.

فتؤكد مريم قائلة نعم خالد. ثم تقترب منها قائلة رنين يا حبيبتى لا تكلفين نفسك أكثر مما تستطع . لقد مات عادل مند أكثر من عام وأنت فتاة شابة وجميلة ولا مفر من زواجك مرة أخرى. فلما إدن لا يكون خالد هو دلك الزوج. لما تحرمين نفسك من الحب مرة أخرى؟ لمادا تصرين على أن تظلمين نفسك مرتين؟
مرة عندما تزوجتى من شخص لا تحبينه والآن عندما ترفضين الزواج من شاب يحبك ولا تنكرين أنت الأخرى تحبينه.

فتنظر إليها رنين فى حيرة مرددة أحبه ....لا أعرف أن كنت أحبه أو لا أنا لا أعرف ما هو الحب .

فتنظر إليها مريم فى تأثر قائلة رنين لقد دفعتى ثمناْ باهظاْ لهدا الخواء العاطفى الدى عشتينه وعانيتى منه فى طفولتك وصباكى وليس من المعقول أن تدفعين الثمن بقية حياتك.

رنين فكرى بعقلانية فستجدين الأمر بسيطاْ للغاية ولا يستحق كل هدا التعقيد. لما لا تتركين لخالد الفرصة فقد تعيشين معه السعادة . تلك السعادة التى لم تريها يوماْ فى حياتك .

لا أخفى عليك أنا كنت فى البداية أظن أن خالد شاب تافه يبحث عن نزواته الخاصة به ولكننى الآن أشعر بأنه صادق حقاْ فى حبك. فقد أتصل بى وبحسين عشرات المرات حتى نستطيع أقناعك . ولا أخفى عليك حسين قد مل من أتصالاته وقال لى بالحرف الواحد إن لم توافق رنين على الزواج منه سوف يزوجك منه بالقوة حتى نرتاح من ملاحقة لنا.

أن خالد يحبك حقاْ يارنين .

رنين يا حبيبتى هل تتدكرين عندما كنت تقنعيننى بالزواج من حسين لأنه شاب جيد وعريس من المقايس التقليدية ممتاز . أنا الآن أقنعك بالزواج من خالد لأنه يحبك .

رنين الحياة بسيطة فلا تعقدينها بأفكار لا وجود إليها سوى فى خيالك . أفتحى الطريق للحب ليسكن حياتك فقد ينيرها وتعيشين السعادة ...تعيشين الحياة كما ينبغى أن تكون.

فتجلس رنين مع نفسها تفكر فى كلام مريم إليها متسائلة
هل حقاْ يمكن أن أتزوج من خالد ؟ هل صالحنى القدر أخيراْ هل سأحيا تلك السعادة التى حرمت منها دوماْ فى حياتى؟
ولكننى أخشى أن يكون القدر يخفى إلى نوع جديد من العداب . أنا أكاد لا أصدق هل يمكن أن يكون أخيراْ سأعيش حياة هادئة سعيدة ..هل يحبنى خالد حقاْ؟ هل سأكون سعيدة معه؟ أم أن تلك الكلمة لا وجود لها فى قاموس حياتى . وكما كنت من قبل أظن واهمة أن زواجى من عادل سوف يريحنى من العداب الدى أعيش فيه مع أسرتى. أيضا سوف ينتظرنى نوع آخر من العداب فى حياتى مع شاب كخالد.

فتغمض عينيها فى حيرة محدثة نفسها قائلة يا آلهى كن بجوارى فأنا حائرة....حائرة.

ليست هناك تعليقات: