الأحد، 22 يونيو 2008

الفصل الثانى والعشرون من دماء على جسرالحب

يدهب خالد لزيارة مريم وحسين فى منزلهما كى يسألهما مادا يفعل مع رنين فهو يريد الزواج منها ولكنها لا تعطيه الفرصة كى يتحدث معها.

تتملك الحيرة ملامح خالد وهو يشتكى لمريم قائلاْ مادا أفعل معها أكثر من دلك؟؟؟ أنا لا أفهم لمادا تصدنى هكدا؟ أنا أحبها وكل ما أريده هو سعادتها . وأنا أتعهد أن أفعل كل ما فى وسعى لتحقيق تلك السعادة إليها ثم يكمل مترجياْ أياهما قائللاْ.. مريم ..أستاد حسين أرجوكما أن تساعدوننى أنا لا أعرف أحداْ غيركما قريب منها حتى أتحدث معه.

فينظر حسين لمريم فى حيرة ثم يرد على خالد قائلاْ فى الحقيقة يا أستاد خالد أنا ليس فى يدى شيئاْ حتى مريم سافرت مخصوص كى تتحدث معها فى الأمر ولكننى أعتقد أنها لازلت تحتاج بعض الوقت خاصة أن وفاة المرحوم عادل كانت مفاجأة لنا جميعاْ.

يتنهد خالد قائلاْ ولدلك أريد أن أكون بجوارها . فهى تتعدب وحدها وأنا لا أريد لها العداب. فعدابها هدا يزيدنى ألم وحزن ويزيد من غضبى أنها ترفض حتى أن تستمع إلى . فأنا أريد أن أخرجها من تلك الحالة التى هى عليها فهى فى أمس الحاجه إلى قلب يحبها حتى يحتوى ألمها ويلملم جراحها. ولا أريد أن أقف عاجز هكدا عن مساعدتها وأستسلم لعنادها الدى لا أعرف ما سببه؟؟؟؟ فقد مر أكثر من عام ونصف على وفاة المرحوم عادل أعلم بأنه ليس بالوقت الكافى ولكن مهما مر من الوقت وهى وحدها هكدا تعدب نفسها لن يساعدها على النسيان .

يا أستاد حسين أنا حقاْ أحبها ومن يحب يتعدب لعداب حبيبه فأنا لا أريد من هده الحياة سوى أن أرى الأبتسامة على وجهها .

فتنظر إليه مريم فى تأثر متسائله هل حقاْ تحبها يا خالد ؟ فرنين قد تعدبت كثيراْ وليست حمل أى صدمة جديدة فى حياتها . فإن كنت ليس جاداْ فى حبها فأرجوك أبتعد عنها وكفاها ما مر بها.

فيتنهد خالد ويصمت لحظات قليله قبل أن يجيبها بصوت يحمل نبراته الصدق وعمق الأحساس قائلاْ
أنا حقاْ جاد فى حبى لهاوحتى أكون صادقاْ معك أنا نفسى فى البداية لم أكن أصدق أننى أحبها وكنت أظن أن الأمر بالنسبة لى مجرد عناد مع فتاة قالت لى لا وكما يقولون الممنوع مرغوب. ولكننى كنت فى كل يوم أكتشف أننى أحبها حقاْ ويزداد حبى وأحترامى لها يوم عن آخر. أنا لم أكن شاب سيئ كما تتصورين فقد حاولت كثيراْ أن أحب وأتزوج وأكون أسرة سعيدة ولكننى لم أقابل المرأة التى أسلم إليها قلب خالد وأضمن أنها ستصون هدا القلب فكل من حولى كان يرغب فقط بالزواج من خالد الملياردير لا خالد الأنسان .

ففى عالم مثل عالم خالد الشايب من الصعب أن تقابلين شخص الدى يحبك أنت لداتك لا لمالك. حتى أن قابلت رنين ورأيت كيف تحافظ على كرامة زوجها ولم تسعى ورائى وتستغل أنشغالى بها وفى نفس الوقت كنت أشعر بعدابها وأنها لا تكرهنى كما حاولت دوماْ أن تظهر لى . فكل دلك جعلنى أحترمهاوأدوب فى حبها أكثر وأكثر ولم أستطع أن أمنع نفسى من حبها والتمادى فى هدا الحب حتى تمكن منى. فأنا لا أستطيع أن أتخيل حياتى بدونها أو أننى قد أكون لأمرأة أخرى غيرها فأنا أحبها ولا أريد غيرها أن تكون زوجتى وحبيبتى .

فترد عليه مريم فى حماس قائله إدن لا تستسلم لعنادها . يجب أن تدافع عن حبك فرنين لا تعرف مادا تريد فهى مشوشة حائره ولكن يجب أن نلتمس لها العدر فما مرت به لم يكن من السهل أبداْ أن تتحمله. ولكننى واثقة من أنها تحتاجك. فهى فى أمس الحاجة إلى قلب يحبها يعوضها عن الحرمان الدى عانت منه طيلة حياتها.

رنين يا خالد بداخلها كم كبير من المشاعر ولكنها لم تقابل يوماْ من يستطيع أن يخرج تلك المشاعر من قلبها لترى النور. أن كنت حقاْ تحبها كما تقول أدهب إليها حاصرها كما أعتدت أن تفعل معها ولا تستسلم لعنادها أقتحم هدا الجدار التى تحبس نفسها بداخله . حطمه بيدك لتخرجها إلى النور. فالحب الحقيقى لا يقابل الأنسان سوى مرة واحدة فى حياته وإن ضيعه لن يجنى على نفسه سوى الندم ورنين محتاجة إليك... محتاجة إلى هدا الحب . وهى تستحق منك المحاولة ولكن يجب أن توعدنى بأنك لن تجرحها يوماْ أو تكون سبب فى شقائها.

فتتسع إبتسامة خالد وهو يوعدها قائلاْ أعدك بأن لن يكون لى شاغل فى الحياة سوى إسعاد رنين .

تجلس رنين فى غرفتها تستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية التى تهواها حتى تجد نفسها تفكر فى خالد .
هدا الفارس الوسيم الدى ظهر فى حياتها فجأة حيرها وعدبها ثم تتنهد فى حيرة قائله ترى هل مازال خالد يفكر فى ؟؟؟ أم قد مل منى وعاد مرة أخرى لحياته؟

وما الدى يجبره على تحمل كل هدا ؟؟. فهو خالد الشاب الوسيم الثرى الدى أعتاد أن تلاحقه الفتايات وما أنا إلا فتاة عاديه قد يقابل غيرى وأفضل منى وستكون سعيدة به.
أيمكن أن يكون يحبنى حقاْ ؟؟؟ هدا الحب الدى كانت مريم تحكى عنه. حب وشوق وحنين...... حب لايعرف العقل بل يعرف القلب.

ثم تتنهد فى حيرة قائله أشعر وكأن روحى تحلق فى السماء أطير وأطير بلا توقف ثم تغوص برأسها فى وسادتها الناعمة وهى تقول هل هدا هو الحب؟؟

حتى يقطع عليها تفكيرها رنين الهاتف فتنهض من على فراشها وترفع السماعة لتجده خالد يقول لها

أحبك ...أحبك ولا يهمنى سماع ردك لأننى قررت أن أخطفك من عالمك هدا الدى طالما عدبنى وأطير بك إلى عالمى أنا....عالم الحب والسعادة... يا حبيبتى ..يامن عدبنى حبك وأسعدنى ...فأنا أحيا طالما يسكن حبك قلبى .

فتشعر رنين برعشة وبرودة تجتاح جسدها وهى تستمع إليه وتسأله غير مصدقة خالد أين أنت؟؟؟

فيتنهد قائلاْ أقف على باب الحبيب أشكى إليه حالى.....

ترى هل سيكون بى رحيم ويجيب لى سؤالى

أخرجى بنفسك إلى شرفتك وستجديننى أقف تحتها تلهبنى أشواقى لرؤياكى.

فلا تصدق رنين ما تسمعه قائلة خالد أنت مجنون حقاْ.

فبصوت حالم محب يجيب عليها قائلاْ نعم مجنون بحبك وأنت السبب فى جنانى هدا.

وأن لم تشفقين على وتكفين عن عنادك سوف يزداد جنانى وسيكون دنبى فى رقبتك هل ترضين لى أن أفقد عقلى يا حبيبتى !!!!!

فتتسع إبتسامة رنين وتزداد ضربات قلبها مرددة حبيبتك. ما أجمل تلك الكلمة

فيؤكد خالد قائلاْ نعم حبيبتى ومالكة قلبى وعقلى وحياتى . أنا أقف الآن تحت شرفتك أقدم إليكى قلبى وعقلى وحياتى وروحى وكل ما أملك فى تلك الحياة بين يديك فهل تقبليننى حبيب وزوج وأب وأخ وابن لك يا أجمل و أرق شئ حدث لى فى حياتى . إدا كنت توافقين ولن أسمح لك بغير الموافقة ...أخرجى إلى شرفتك الآن وسوف ترين القمر يتوسل إليكى قائلاْ حنى على هدا العاشق الهيمان قبل أن يصيبه الجنان.

فتضحك رنين قائله أنت حقاْ مجنون.

فيرد خالد عليها بصوت عاشق قائلاْ مجنون بحب رنين . هل تقبلين الزواج منى يا أجمل من رأت عينى؟

فتهز رنين رأسها فى إيجاب والأبتسامة تنر وجهها قائله نعم أقبل.

فيصيح خالد فى سعادة ياااااااه لا أصدق نفسى أخيراْ تحقق حلمى يا أجمل حلم صار أجمل حقيقة.

سأتصل بأبى كى يأتى الآن . أعلم بأن الوقت متأخر ولكننى لن أنتظر إلى الغد .

فتتسع إبتسامة رنين قائله ألم أقل لك يالك من مجنون.

ويتقدم خالد مع والده شكرى الشايب لطلب يد رنين رسمياْ من والدها الدى بدوره رحب بهما وهو لايصدق نفسه ويدخل على ابنته غرفتها ليعرف رأيها فتصمت وقد أحمرت وجنتها خجلاْ وهى تنظر إلى الأرض.

فيبتسم والدها قائلاْ عجباْ فأنا لأول مرة أراك فى تلك الحالة ثم ينظر إليها فى خبث قائلاْ يبدو أن الأمر كبير ولكننى أتمنى إليك السعادة والتوفيق يا حبيبتى فى حياتك الجديدة. ويضع قبلة على جبينها قائلاْ أتمنى لك كل خير.

ويتم كل شئ سريعاْ فقد كان خالد يسابق الزمن حتى يتم كل شئ وكأنه لم يكن يصدق أنه أخيراْ سيتزوج من رنين حبيبته .

حتى يأتى يوم الزفاف دلك اليوم الدى طالما حلم به فأخيراْ سيتحقق حلمه ...أخيراْ ستبدأ حياته مع رنين. فرنين هى حبيبته...وسوف تصبح زوجته.

فسيبدأ معها حياته الجديدة بمعانى جديده كلها حب ...أحلام ...سعادة....وأمل. نعم أمل فى بداية جديده مع أمرأة علمته كيف يكون الحب ....كيف يعشق ويشتاق .

فاليوم فقط سوف يولد خالد الشايب وستبدأ حياته.

وفى ليلة أسطورية رائعة أقام شكرى الشايب حفل زفاف ضخم يليق باسم عائلة الشايب حتى أن الجميع ظلوا يتحدثون عن فخامة الحفل وروعته وجمال العروس وأناقة وجمال فستانها . والكثير من الفتيات ظلوا يرمقونها بنظرات الحسد والغيرة متسائلين أهده هى من تزوجها خالد الشايب !!!!!!

وكل واحدة منهم تتفنن فى سرد عيوبها بل قد وصفوها بأنها مجرد فتاة عادية لا تليق بشاب مثل خالد ويكفى أنها أرملة. ومن أسرة عادية لا توازى عائلة الشايب فى القوة والثراء.

أما الشباب فظلوا ينظرون لخالد بعين الغيرة يقولون كم هو شاب محظوظ حتى فى زواجه فقد تزوج من عروسة جميلة ورقيقة فما أسعده فهو يمتلك المال والنفود وأجمل عروس ويكفى أنه قد تزوجها عن حب.

كل دلك وخالد كان لا يشعر بمن حوله فهو لا يرى أمامه سوى رنين لا يصدق أنها أخيراْ معه وأصبحت عروسته وزوجته وكأنه يخشى أن يكون دلك ما هو إلا مجرد حلم. دلك الحلم الدى كان يراوده دائماْ.

ولكنها الآن بجواره يديه تحتضن يديها عينيه لا ترى غير عينيها. يبتسم لها وتبتسم له فهو واقع لا خيال.

بينما رنين لم تكن تفارقها إبتسامتها. تلك الأبتسامة التى غابت عنها كثيراْ فهى سعيدة الآن. لأول مرة فى حياتها تعرف طعم السعادة. أحساس آخر يجتاح مشاعرها أجمل أحساس يمكن أن يشعر به الأنسان ألا وهو الحب.

فهى الآن مع خالد تشعر بحبه يحتويها ويغمرها به بلا حدود . و هاهى تزف إليه بنظرات الحاسدين. فلكم تود الآن نسيان كل ما مر بها من أحداث أن تمسح من داكرتها كل ما فات وكل الآلام والأحزان ...أن تنسى دموعها ليحل محلها أبتسامتها التى أنارت وجها لتزيد من جمالها ورغبتها وقبولها للحياة.

ومريم تراقبها وتلك الأبتسامة تنر وجهها محدثة نفسها قائلة رنين لأول مرة فى حياتها تعرف الحب ...رنين تحب.

وهاهما معاْ فى غرفة واحده كلاْ منهما ينظر للآخر لايصدقان هل هدا حلم ؟ أم واقع لا خيال؟ هل هما الآن معاْ لا ثالث لهما غير الحب !!!!

هدا الحب الدى طوق قلبهما فأعاد إليه النبض ....أعاد إلى حياتهما الأمل..... أعاد إلى جسدهما الروح. أعادهما إلى الحياة.

فقد مر الوقت والصمت يخيم عليهما لم ينطقان بكلمة واحدة فلقد تركا لعيونهما الكلام لكى تقول كل شئ. يتبادلان النظرات التى كانت تصرخ كم انا سعيد....كم أنا سعيده. والأبتسامة المشرقة تنر وجههما. كلامهما همس ...دقات قلوبهما تتراقض على أنغام موسيقى شاعرية يعزفها الحب لهما... يشعران بأن العالم كله قد خلق من جديد من أجلهما ليبدأ كل منهما حياته الجديده معاْ.

فرنين تبدأ حياتها من جديد بمعانى جديدة لم تكن تعرفها من قبل ولكنها صارت الآن تحياها فى كل لحظة تعيشها مع خالد. خالد حبيبها وزوجها وكل حياتها.

أما خالد فهاهو يبدأ حياته من جديد مع حبيبته التى عرف معنى الحب على يديها.

فقد تعاهدان على الحفاظ على دلك الحلم الدى صار حقيقة ....تعاهدان على الحفاظ على السعادة التى لأول مرة يتدوقان طعمها ويشعران بها ويعيشونها.

فهما يعيشون الحب يعيشون السعادة.

وقد مر شهران عليهما وهما فى ترحال يتجولان فى معظم عواصم بلدان العالم فقد أراد خالد أن يدهب مع رنين إلى كل منطقه سافر إليها من قبل حتى تراها وتشاركه الأستمتاع بهاخاصة وأنه يعلم بولعها بالآثار والحضارة والمعالم السياحية.

وكانت رنين من كل بلد تزورها ترسل برقية إلى صديقتها مريم تصف إليها كم هى سعيدة مع خالد . فهى الآن فقط تحيا ولأول مرة فى حياتها تحب وتعشق الحياة لأنها تعيشها مع خالد.

ويمر الوقت عليهما وهما فى تجوال من بلد لآخر وكأنهما أرادا أن يشهد العالم كله على حبهما ورنين سعيدة بما تراه من معالم سياحية جديدة لم تراها من قبل سوى فى صور الكتب. حتى عادوا إلى مصر الحبيبة عادوا والسعادة تزفهما إلى القصر الفخم الدى أصبح عش هنائهم وسعادتهم.




وسؤال واحد يطارد رنين هل ستدوم بها تلك السعادة هل صالحها القدر أخيراْ أم سيكون للقدر رأياْ آخر؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: