الجمعة، 13 يونيو 2008

الفصل التاسع عشر من دماء على جسر الحب

تنظر رنين إلى عادل فى ترقب ودقات قلبها تتصارع من قلقها. تتسائل فى ترقب .......أيمكن أن يكون خالد؟؟؟

ولكنها سرعان ما هدأت عندما سمعت عادل يقول حسين أرجوك أهدأ. إدن أنه لم يكن خالد . ولكنها تتنبه صائحه....حسين ....مريم. ثم تسأل عادل فى قلق عادل هل مريم بخير؟ هل حدث لها أى مكروه ؟

عادل يحاول تهدئتها قائلاْ رنين أرجوكى أهدئى ....ثم يكمل حديثه مع حسين قائلاْ دقائق معدوده وسوف أنقلكما إلى المستشفى حالاْ. يمكن أن تسبقنى أنت وسوف ألقاكما عند مدخل العماره.

تتسائل رنين فى قلق قائله عادل أرجوك هل مريم بخير ؟

يجيبها عادل قائلاْ لا تقلقى هكدا فقد هاجمتها آلام الولاده . وحسين متوتر بعض الشئ ولن يستطيع قيادة سيارته . وطلب منى أن أقوم بتوصيلهما إلى المستشفى.

فتصيح رنين فى قلق قائله يا حبيبتى يا مريم . سوف أأتى معك فلن أتركها وحدها فى هدا الوقت . فمن الصعب أن تأتى والدتها من الاسكندريه الآن.

فيمط عادل شفتيه قائلاْ لا بأس حتى من الممكن أن تبقين معها فى المستشفى لأننى سوف أوصلكما وأعود حتى أنام . فأنا مرهق جداْ وينتظرنى غداْ يوم شاق من العمل.

فتجيبه رنين قائله لابأس فلن أترك مريم وحدها. فلن أهدأ حتى أطمئن عليها.

أما خالد يشعر بالضيق لعدم رد رنين على مكالمته وعندما يحاول مرة أخرى يجد الهاتف مشغول. فيقوم بألقاء هاتفه المحمول بعصبيه فى حمام السباحه ويضرب بيده على المقعد فى ضيق قائلاْ

لمادا تعامليننى هكدا ؟؟ فلم أكن أريد منك سوى سماع صوتك. ما كل تلك القسوة التى تتعاملين بها معى ؟؟؟ ثم يكمل بصوت منكسر حزين قائلاْ

فأنا أحتاج إليك. أحتاج منك أن تسمعيننى . هل هدا بالشئ الكثير.

ثم يصمت برهة قصيرة من الوقت وهو ينظر إلى صورته المنعكسة على صفحة المياه. يحدث نفسه متسائلاْ

خالد مادا حدث لك؟ لقد أصبحت متعلق بها أكثر مما كنت تتخيل. ثم يطلق تنهيدة حائره ثم يقول آهن لو تعلمين حجم عدابى الآن؟ لما كنت تعامليننى بكل تلك القسوة. بل كنت ستشفقين على حالى . فأنا أشعر بالضعف وأريد من يستمع إلى. ..... يستمع إلى بحب وأحساس. يستمع إلى خالد الأنسان لا خالد الملياردير الوسيم.

وفى المستشفى يقف حسين أمام غرفة العمليات والقلق والتوتر يفتكان به. ورنين هى الأخرى لاتملك سوى الدعاء لمريم وهى فى غرفه الولاده بين يد الله. ثم تنظر إلى حسين تتأمله وهو يدعى الله برجاء وتوسل قائلاْ يارب قف معها....يارب تقوم لى بالسلامة.

فتحاول رنين تهدئته قائله حسين لا تقلق إن شاء الله ستقوم بالسلامه وستكون أب لأجمل طفل.

فيتنهد حسين قائلا لايهمنى أى شئ الآن سوى مريم. فالطبيب قال أن الوضع خطير وقد يحدث لها أى مكروه لا قدر الله.

فتقاطعه رنين قائله لا تقلق قلبى يقول لى بأن كل شئ سيكون على ما يرام.

فيحاول حسين أن يمنع دموعه قائلاْ أن حدث لمريم أى شئ فسوف تنتهى حياتى فلن أعيش لحظة واحدة بعدها.

فتنظر إليه رنين فى تأمل متسائله هل لتلك الدرجة تحب مريم؟؟؟

فيجيبها حسين قائلاْ بالطبع فمريم حياتى حبيبتى ابنتى بل هى أمى. نعم فقد عوضتنى عن أمى التى حرمت منها وأنا طفل صغير . لا أنكر أن ما عجبنى فى مريم فى البداية جمالها الملائكى وأبتسامتها الناعمة ولكن بعد الزواج ومعاشرتى لها أحببتها أكثر وأكثر أحببت حتى طفولتها ورومنسيتها. فقد عرف قلبى معنى الحب معها . فحياتى قد بدأت بعد الزواج منها. ثم يصيح فى حزن ولدلك لا أتخيل أنها يمكن أن تضيع منى فى لحظه هكدا .....لا يمكن أن أحتمل دلك. فلن أعيش بعدها . لأننى سأعيش بلا قلب أو روح. فهى قلبى وروحى وحياتى.

فتنظر إليه رنين فى تأثر والدموع تنسال من عينيها قائله لقد حلمت مريم دوماْ بقلب مثلك يحبها وتحبه . وقد حقق لها الله أمنيتها تلك. فقد آمنت مريم بالحب حتى جاء إليها وسكن قلبها كما تمنت. وأعتقد أن الله لن يحرمكما من بعض لأنكم أردتم تلك الحياة.

حتى يخرج الطبيب من غرفة العمليات فيهرول حسين نحوه متسائلا بلهفة وقلق ....هل مريم بخير؟؟؟؟؟

فيجيبه الطبيب قائلا أهدأ فيجب أن تكون أكثر صبرا بعد الآن فقد أصبحت أب لطفلة جميله. وثق بى ليس هدا بالأمر الهين.

فيصيح حسين متسائلاْ الأهم لدى مريم ...هل هى بخير؟؟؟

فيجيبه الطبيب قائلاْ الحمد لله لن أخفى عليك فقد كانت ولادة متعثره ولكن الله كتب لها وللطفلة النجاة مبروك

فيصيح حسين فى سعادة الحمد لله ....الحمد لله.

وتدخل رنين غرفة مريم لتجدها نائمة وبجوارها الطفلة الجميلة وحسين يمسك يد مريم يقبلها فى سعادة قائلاْ

لن تتخيلين كيف كانت حالتى وأنت فى غرفة العمليات فقد كنت كالمجنون وأنا أقف عاجزا عن فعل أى شئ لك.

فتبتسم مريم أبتسامة هافته تنم عن تعبها قائله الحمد لله فقد كانت ولادة صعبه وتعدبت كثيراْ ولكن الحمد لله . ثم تنظر إلى رنين التى كانت تقف من بعيد فى آخر الغرفة تتأملهما فى سكون. فتنده عليها مريم قائله

رنين حبيبتى لما تقفين بعيداْ هكدا ؟ تعالى لترى طفلتى الصغيره. هل تصدقين دلك مريم صديقتك الطفلة كما كنت تقولين على أصبحت الآن أم لأجمل طفله.

فتقترب منها رنين والابتسامة تنر وجهها قائله حمد لله على سلامتك. فحسين كاد أن يقتله القلق عليك ولا أخفى عليك لقد كنت قلقه أكثر منه ولكننى حاولت أن أتماسك أمامه.

فتبتسم مريم قائله ما أسعدنى فقد رزقنى الله بأجمل صديقه وأطيب وأحن زوج والآن طفلتى الجميله.

فتومأ رنين برأسها قائله أنت تستحقين كل خير يامريم . .....نعم كل خير .

وتمر الأيام وخالد لا يكف عن التفكير فى رنين فقد أصبحت تشغل تفكيره أكثر من أى وقت مضى . فعنادها يزيد من تعلقه بها . يحاول أن يتحدث إليها ولكنها تصده دوماْ كما تعهدت. ولا تعطيه أى مجال للحديث معها.

أما رنين فلم يتغير حالها كثيراْ فعادل كما هو دوماْ مشغول عنها بمشاريعه . فما أن ينتهى من مشروع حتى يبدأ فى آخر. ولم تعد رنين تطلب منه أن يهتم بها أو يعطيها جزء من وقته فقد ملت من المحاوله وأصبحت على يقين من فشل أى محاولة أخرى. فقد صار كل هدف عادل هو الوصول إلى القمة . ولن يتخلى عن هدا الحلم.

وبينما كان يجلس خالد فى مكتبه بالشركة سارحاْ يفكر فى رنين وعنادها وصدها إليه . تارة يشتاق إليها وتارة أخرى يغضب منها ومن تجاهلها له.

يدخل عليه مدير أعمال شركة الشايب شوقى . ولكن خالد لم يتنبه لوجوده. فيبتسم شوقى تلك الأبتسامة الخبيثه التى تخفى وراءها ملامحه التى تنم عن رجل جامد القلب لا يعرف سوى مصلحته وكيف يحقق ما يريد قائلاْ

فى مزاح.....لا تقل لى أنك تفكر فى أمرأة الآن !!!!

فيتنبه خالد لوجوده فيسأله مردداْ مادا قلت؟

فيضحك شوقى قائلاْ لم أكن أعرف أن هناك أمرأة على هدا القدر من الدكاء حتى تجعل خالد الشايب يفكر فيها هكدا وتشغل تفكيره. ومن خالد الشايب ملك قلوب النساء.

فيطلق خالد ظفرة قصيره فى حيرة وينهض من على مكتبه وبصوت مختنق حزين يشوب اليأس نبراته يجيبه قائلاْ

لا يا شوقى إنها ليست كأى أمرأة . فهى حقاْ نوع آخر من النساء لم أقابل مثله فى حياتى . حياة خالد الشايب. ثم يصيح فى غضب....كم أكره عنادها وصدها إلى.....وكم أحبها وأشتاق إليها.....أشتاق لسماع صوتها التى حرمتنى حتى منه.

فيضحك شوقى قائلاْ..ألم أقل لك أن وراء حالتك تلك أمرأة. ولكن ما دمت متعلق بها هكدا وكما أرى أنك والع بها لدرجة كبيره . فلما لا تتزوجها؟؟؟؟؟؟

فيمط خالد شفتيه قائلاْ بصوت يائس ....أنها متزوجه.

فيمط شوقى شفتيه فى دهشة قائلاْ وما المشكله تنفصل عن زوجها فأنت خالد الشايب. من سيكون زوجها حتى يقارن بك؟؟؟؟؟؟؟

فيضرب خالد بقبضه يده المكتب بعنف وعيناه تمتلئ بإنفعالات الضيق والغضب صائحاْ .....أنها ترفض الأنفصال عن زوجها. ترفض حتى الأستماع إلى ثم يكمل فى عصبيه وثوره تنم عن غضبه الشديد قائلاْ

لا يهمها مشاعرى .... لا يهمها هدا الحب الدى سكن قلبى لأول مرة فى حياتى ..... لا يهمها أننى أصبحت لا أستطيع الحياة بدون التفكير بها .... كل دلك لا يهمها. ولكن ما يهمها هو هدا التافه زوجها الدى لا يشعر بوجودها فى حياته من الأصل. أنا لا أعرف مادا أفعل معها ومع عنادها هدا. شوقى فأنا لا أكف عن التفكير بها. فأنا أريدها فى حياتى .فهى المرأة الوحيدة القادرة على أن تأخد بيدى من تلك الحياة الضائعه التى أعيشها .أشعر بأننى معها سأكون شخص آخر أكثر سعادة . سأكون مطمئن معها على اسمى وقلبى وحياتى . فهى المرأة الوحيدة التى أستطاعت أن تؤثر فى خالد الشايب. حاولت نسيانها حاولت الكف عن التفكير بها .....حاولت أن أكرهها وأبتعد عنها......ولكننى لم أستطع .كنت فى كل مرة أحاول أن أقنع نفسى بأنها مجرد أمرأة عاديه وسوف أقابل يوماْ أفضل منها....ولكننى كنت أكتشف أننى فى كل يوم يمر أحبها أكثر وأكثر .....فلن تصدق أن قلت لك... أننى حتى أحب عنادها. فهدا العناد يزيد من تمسكى بها أكثر وأكثر . فهى تريدنى كما أريدها . نعم أنا أشعر بدلك حتى وأن كانت تصدنى ولكن قلبى يقول لى أنها تريدنى كما أريدها . ولكنها تعاند نفسها قبل أن تعاندنى. فأنا أريد أسعادها نعم أشعر بأنها تحتاجنى كما أحتاج أنا إليها. فعينيها دوماْ يسكنها الحزن . وكم أود أن أبدل هدا الحزن بنظرات يملؤها السعادة .أريد أن أعيش معها حياة جديده لم تراها من قبل. أن أدهب معها إلى كل مكان فى العالم لم تراه . أريد أن أمنحها السعادة .....الحب .

فيومأ شوقى برأسه فى دهشة قائلاْ أنها حقاْ أمرأة غريبه. فأنت خالد الشايب حلم أى فتاة . ولكن هل المشكلة كلها تكمن فى زوجها هدا؟

فيأخد خالد نفس عميق قائلاْ نعم . كل المشكلة تكمن فى زوجها.

فيمط شوقى شفتيه قائلاْ....إدن فليس هناك مشكلة.

فيحدق خالد فى وجهه بدهشة متسائلاْ.........مادا تقصد؟؟؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: