الاثنين، 9 يونيو 2008

الفصل الثامن

وأثناء الحفل أخد شاب يبدو فى نهاية العشرينات من عمره يرمق رنين بنظرات متفحصه يراقب كل حركاتها ومع من تتحدث وكأنه يحاول أكتشافها حتى يتجه نحو حسين ويسأله عنها. فيعرف منه أنها صديقة مريم الحميمه والمقربة إليها فيسأله عما يعرفه عنها وعن أسرتها وغير دلك من معلومات ثم بعد دلك يراها تتجه نحو الشرفة فيلاحقها حتى يقترب منها متسائلا هل تسمحين لى بلحظة؟
فتنظر إليه رنين فى دهشة ثم تمط شفتيها قائلة لا مانع تفضل مادا تريد؟
فيتردد عادل فى مفاتحتها فى الأمر وبدا وكأنه يبحث عن الكلمات وكأنها تاهت منه أو أنه قد نسى مادا يريد أن يقول.
فتدرك رنين إرتباكه وتردده فتعقد حاجبيها فى دهشة متسائله فى خبث هل الموضوع خطيراْ إلى هدا الحد؟؟
فيجيبها نافياْ فى أرتباك لا لا ولكننى فى الحقيقة محرج بعد الشئ فأنا لأول مره أكون فى مثل هدا الموقف.
فتزداد دهشة رنين قائله لايوجد شئ يستدعى الحرج فإن كان الأمر الدى تود محادثتنى فيه سخيفاْ . أعدك بأننى سأنسى تماماْ أنك تحدثت معى فيه .
فيهز عادل رأسه نافياْ لالا بل الموضوع هام وحساس بعض الشئ ولا أخفى عليكى محرج أيضاْ. ثم يصمت للحظه وكأنه يبحث عن طريقه ليبدأ بها الموضوع حتى يسألها فى ترقب هل لى أن أسالك سؤال محرج بعض الشئ؟
فترفع رنين أحدى حاجبيها فى دهشه ثم تبتسم وهى تهز رأسها فى إيجاب قائله نعم لك دلك .ثم تومأ برأسها مؤكده لا بأس لك دلك.
فيسألها بصوت خافت ينم عن خجله وتردده قائلا هل أنت مرتبطه؟؟
فتعقد رنين حاجبيها فى دهشه مردده مرتبطه..... ثم تبتسم فى خبث وترفع كفيها متسائله هل ترى دبله فى يدى؟ فيجيبها نافياْ لا .
فتقول له إدن فأنا لست مرتبطه. فالآرتباط عندى هو الدبله وليس له معنىِ آخر .
فيشعر عادل بالأرتياح لهدا الرد وتنر الأبتسامة وجهه قائلاْ كنت أريد أن أتأكد فقط .
فتنظر إليه رنين فى خبث متساءله هل لى أن أسألك أنا سؤال؟؟ فأعتقد أن هدا هو دورى أنا ؟
فيجيبها مرحباْ نعم بالتأكيد .
فتسأله رنين لمادا سألتنى هدا السؤال؟ ماالدى يعنيك أن كنت مرتبطه أم لا؟
فيأخد عادل نفساْ عميقاْ ثم يجيبها قائلاْ لأننى فى الحقيقه أريد الأرتباط بكى يعنى أقصد بالطبع الزواج منك.
فترتسم الدهشه والمفاجأه على وجه رنين متساءله هكدا من أول مرة؟!
فيجيبها مؤكده نعم من أول مره.
فتحدق رنين فى وجه برهه من الوقت ثم تقول ولكنك لا تعرف عنى شيئاْ .
فيجيبها نافيا بل عرفت كل شئ أريد أن أعرفه عنك . ثم يكمل قائلاْ انت صديقه مريم الحميمه وهدا لاحظته من الحفل فسألت حسين عنك وعن أسرتك وقد شكر لى فى أخلاقك وعائلتك المحترمه .بجانب أننى قد أرتحت إليك مند اللحظه الأولى التى وقعت عينى عليك فيها.
فتندهش رنين قائله أنك لا تضيع وقتك
فيجيبها قائلاْ بثقة أظن أن دلك كافياْ حتى أتعرف عليك و أتقدم لخطبتك
فتومأ رنين برأسها قائله نعم هدا يكفى .
فقد كان عادل نمودج للشاب العملى الجاد كما كانت تؤمن رنين فلا مجال للعاطفه أو الحب. بل أهم شئ التفاهم والتكافؤ بين الطرفين. فالحب وهم لا وجود له فى أرض الواقع كما أنه صديق حسين وجاره وشقته تقع بجوار شقه مريم فمعنى دلك أنها لن تفارق صديقتها. كما أن عادل دو مركز أجتماعى جيد ومستوى مادى مرتفع فهو شاب تتمناه أى فتاه ورنين لم تكن تهتم بالحب أو العاطفه .لأنها لم تكن تؤمن بوجودهما. أدن فليس هناك سبب لرفض شاب مثله.
أما مريم فقد كانت أكثر واحده سعيده بهدا الأرتباط فصديقتها الحميمه لن تفارقها . فزواج رنين بجوارها سيخفف عنها شعورها بالغربة فى حياتها الجديده وشعورها بالرهبة من تلك الحياة المقبلة عليها . وكأن الأقدار أبت أن تبعدهما وتفرقهما عن بعض وكما كانا رفيقتان فى مرحلة الطفوله والمراهقة سيكونا معاْ فى حياتهما الجديده .
ولم تدم فنره الخطبة طويلاْ فقد كانت رنين متفقة مع عادل على كل شئ . فقد كان زواجهما دلك الزواج التقليدى القائم على العقل لا العاطفة . فعادل شاب طموح عملى لفتت رنين أنتباهه لجمالها وحسن أخلاقها ولكن كلاْ منهما لم يهتم بالعاطفه .فلم يسأل أحد الآخر هل يوجد حب بينهما؟؟ هل حقا يريد كل منهما الزواج من الآخر؟؟
فلم تكن تعنيهم تلك المسائل كثيراْ. حتى تم الزواج سريعا وتعاهد كلاْ منهما على العمل على نجاح هدا الزواج.
فالأقدار جمعت بين مريم ورنين مرة أخرى ولكن كلاْ منهما له حياته الخاصه به ودلك المجهول الدى لايعلمه أحد إلا الله. فهل سيكونا سعداء ؟؟هل سترضى كل واحدة منهما بحياتها ؟هل ستكون مريم سعيده فى حياتها مع حسين ؟هل ستحبه كما تريد ؟ هل ستكون رنين سعيده فى حياتها ؟فهى التى أختارتها كما كانت تؤمن . فكل تلك التساؤلات لن يجيب عنها سوى الأيام . ولكن كل ما كان يسعدهما حقاْ أنهما لن يفترقان. فالأقدار كما جمعت بينهما فى حياتهما الأولى أرادت أن تجمع بينهما فى حياتهما الجديده حتى تستمر صداقتهما للأبد.

ليست هناك تعليقات: