الاثنين، 9 يونيو 2008

الفصل الثامن عشر

تجلس رنين على أحدى الصخور تشاهد الامواج المتراطمة وهى تتصارع لتصل إلى الشاطئ وتضرب الصخور فى قوة وكأنها تمثل إليها مشاعرها المتناقضه التى تتصارع بداخلها.
وهى تسترجع شريط حياتها مند الطفولة حتى الآن.وصوت شجار والديها يتردد فى أدنيها تلاحقها كلماتهما اللادعه وكأنها عقارب شرسه تهاجمها بلا رحمه فيرتعد جسدها وتشعر ببروده فتضم جسدها بين دراعيهاوتغمض عينيها فى سكون.
حتى تظهر صورة خالد أمامها وهو يبتسم إليها ويمد يده لها بالحب . فتنظر إليه فى حيرة وتردد ولكن سرعان ما تظهر صورة عادل تهاجمها فيرتجف جسدها ويعتريها الاحساس بالدنب وتصيح فى رفض... لا لن أضعف فالضعف هو بداية السقوط وأنا لن أقبل بدلك.ثم تتسائل بصوت باكى حائرقائلهما الدى حدث لى ؟ ماالدى تغير فى ؟ أين رنين؟ أين رنين؟رنين يجب أن تفوقين من هدا الوهم. نعم أنه وهم.
فالحب وهم كبير كما كنت دوماْ تؤمنين. لا يوجد شئ يسمى الحب بل هو وهم نصنعه بأيدينا ونتركه بعد دلك يتحكم فينا ونخضع له مع أنه من صنعنا نحن نعم الحب وهم لا وجود له إلا فى الخيال وأنا بدأت أعيش الخيال . و يجب أن أعود إلى أرض الواقع قبل أن أهوى فى بحور الظلام وأغرق ولا أجد من ينقدنى .
رنين أنت تعيشين الواقع وخالد هو الوهم وأنت لا تؤمنين بالوهم وعادل هو الحقيقه. تلك الحقيقة التى أخترتها من قبل ورضيت بها وأنا أختار الآن أن أعيشه فلابد من أن أتكيف مع حياتى وأحاول أن أحيى رنين بداخلى نعم رنين التى أعرفها التى لم تكن تقتنع بوجود الحب وأن أودع هنا رنين المتعطشه له وأن ألقى فى هدا البحر هدا الحلم لتحمله الامواج بعيداْ عن شاطيئ حتى لايدمر حياتى فالحب وهم وخداع .
ستار يخفى وراءه الآلام والأحزان وأنا قد عانيت كثيراْ فى حياتى وليس لدى أى أستعداد للمعاناة أكثر من دلك فأنا قد أخترت وسوف أتحمل نتيجة هدا الاختيار حتى النهايه..... حتى النهاية.
يجلس خالد أمام حمام السباحة الخاص بالقصر صامتاْ يسكن الحزن ملامح وجهه.
وصديقه محيى ينظر إليه محاولاْ أن يواسيه قائلاْخالد إنها إرادة الله وهدا هو أجلها. ونحن لا نملك الآن غير أن ندعولها بالرحمة.
فينظر إليه خالد والدموع متحجرة فى عينيه قائلاْ كانت تشعر بالموت يقترب منها وقالت لى دلك ولكننى أنشغلت عنها ولم أدهب لرؤيتها. لقد أتصلت بى وقالت لى أنها تريد رؤيتى ولكننى لم أهتم. ثم يصيح فى غضب أنا شخص أحمق لقد كانت أقرب لى من أمى التى لم أراها فى حياتى إلا مرات قليله . ولكن هى من قامت بتربيتى ولم تبخل على بحنانها وحبها فهى لم تكن عمتى فقط بل كانت أمى أيضاْ. ولكننى لم أهتم بها كما هى أهتمت بى .ثم ينظر إلى محيى متسائلاْ هل أنا شاب تافه مغرور أنانى لا أهتم إلا بنفسى فقط؟؟؟؟؟؟
فينظر إليه محيى فى تأثر محاولاْ التخفيف عنهقائلاْ خالد أهدئ أرجوك ولا تفعل بنفسك دلك . نعم لا أنكر أن عمتك كانت بمثابة والدتك ولكن هدا هو أجلها وأنت لم تكن تعلم بأنها سوف تموت فكل ما حدث لها حدث فجأه فهى لم تكن مريضه وأنت أهملت زيارتها ولم تسأل عنها فقد كانت فى أحسن حاله وماحدث قد حدث فجأة وبدون أى مقدمات ولكن هدا هو أجلها .
يبتسم خالد فى سخريه قائلاْ أنا لم أكن أعلم سوى شيئاْ واحداْ فى حياتى هو خالد الشايب. ثم يكمل فى استهجان قائلاْ حتى عمتى التى غمرتنى بحبها وحنانها لم أهتم بها. فأنا لا أهتم سوى بما يريده خالد ولم أهتم أبداْ بما يريده غيرى نعم هدا ما قالته لى رنين.فيينظر إليه محيى فى تأثر قائلاْ خالد يجب أن تخرج من تلك الحاله مارأيك فى أن ندهب إلى النادى أو حتى نسير بالسياره ندهب إلى أى مكان المهم أن تخرج من تلك الحاله.
فيتنهد خالد قائلاْ لا فأنا مرهق وأريد أن أجلس مع نفسى . أجلس مع خالد أدهب أنت كما تريد فأنا أريد أن أكون وحدى. فلا يملك محيى أمام أصراره سوى أن يتركه على وعد بالأتصال به غداْ.
فيفكر خالد مع نفسه متسائلاْ هل أنا حقاْ أنانى؟حتى يجد صورة رنين أمامه ودموعها المعدبه تنسال من عينيها فيحدثها وكأنها أمامه قائلاْ أعلم بأننى من تسبب فى هده الدموع ولكن تلك الدموع تسببت فى خلق خالد جديد خالد يحس ويشعر .
رنين أنا لأول مره أشعر بهدا الأحساس ألا وهو الشوق. نعم فأنا أشتاق إليك الآن.
أود أن أحكى لك عما أعانيه من غضب بداخلى من نفسى. وأنت تنصتين إلى وتمدين يدك لمساعدتى . نعم فأنت المرأه الوحيده التى يمكن أن تساعدنى على التغير الدى أريده. فعينيكى علمتنى الطاعه. علمتنى كيف يكون الحب ؟ وكيف يكون الوفاء؟ الوفاء حتى لمن لا يستحق .
أعلم أنك تصديننى ولن تجاوبين معى ولكننى حقاْ أحبك . نعم أحبك وكم أشتاق إليك الآن أشتاق حتى لنظراتك البارده لى . حتى نظرة التحدى التى كنت أكرها وتثير غضبى منك أشتاق إليها الآن.
رنين أن هدا الحب الدى لأول مرة يسكن قلبى هو الأمل الوحيد فى خلق خالد جديد وهدا الأمل لن اتنازل عنه لأنك تريدينه كما أريده فهدا الحب من حقنا أن نحياه معاْ لأنه خلق من أجلنا نحن .......أنا وأنت.
وتمر الأيام ورنين مازالت هاربة من حياتها فى منزل أسرتها ولكن لا مفر من العودة والمواجهه فهى قد حصنت نفسها جيداْ وتعهدت على المقاومة والحفاظ على بيتها حتى النهاية .
تقف رنين أمام باب شقتها وتدير المفتاح وما أن تخطو بقدميها إلى الداخل تتصفح بعينيها شقتها وكأنها تراها لأول مرة فلقد تحولت إلى قضبان حديدية تطوقها ولكنها سرعان ما طردت هده الهواجس من رأسها قائله لا مجال للخيال فى حياتى فلن أعيش إلا فى أرض الواقع.حتى تسمع صوت يحدثها ...............قائلاْ.
رنين حمد لله على سلامتكثم يقترب منها ويضع قبلة بارده على جبينها قائلاْ كيف كانت الرحلة ؟ هل كنتى سعيددة هناك؟ وكيف حال والديكى؟ أتمنى أن يكونا بخير.
فتمط رنين شفتيها قائله نعم كل شئ بخير ثم تنظر إليه متسائله وأنت كيف كان حالك ؟ فأنت حتى لم تتصل بى سوى مرة واحده لكى تطمئن أننى قد وصلت إلى بيت أهلى.
ومن بعد دلك لم تتصل وقد قلقت عليك ولكننى أستنتجت أنك كالعادة كنت مشغول أليس كدلك؟؟؟؟؟
فيلقى عادل بجسده على الأريكه ويغوص برأسه فى ظهر المقعد ويطلق تنهيده عميقه تنم عن تعبه قائلاْ لن تتصورين كيف كانت حالتى فى الأيام الماضيه فأنا حتى لم أخلد للنوم سوى ساعات قليلة.
فقد كنت أصارع الزمن حتى أستطيع أن أنتهى من المشاريع و أسلمها فى الميعاد. فالسوق لا يرحم وأن لم أصنع اسمى من الآن فلن أصنعه أبداْ. ولكن زوجك بطل وأستطعت أنجاز كل شئ وفى الميعاد المحدد.
فتصيح رنين فى سعادة إدن فيجب أن نحتفل بهدا الأنجاز ونسافر معاْ إلى أى مكان تختاره ونقضى معاْ أحلى وقت حتى نعوض هدا الغياب وأنت أيضا ترتاح وتهدأ أعصابك بعد هدا المجهود الشاق.
فيبتسم عادل أبتسامة باهتة قائلاْ كنت أود دلك حقاْ ولكن أحد العملاء قد أسعده كثيراْ عملى ثم يصيح فى سعادة ويكمل فى حماس وفخر قائلاْ ومضى معى عقد صفقة العمر لن تتخيلين مشروع ضخم ومكتبى هو الدى سيقوم به.
فلم أصدق نفسى أنها حقاْ الخطوة التى ستنقلنا لعالم آخر ....عالم الكبار.
ويجب أن أبدأ من الغد فليس أمامى أى وقت لكى أضيعه.
فتصمت رنين وقد تجمدت ملامح وجهها وهى تحدق به غير مصدقه تحدث نفسها فى حزن من خيبة أملها قائلة
نعم أنها حقاْ مفاجأة ثم تغمض عيناها فى سكون قائلة مفاجأة ساره.
يشعر خالد بأنه يريد أن يسمع صوت رنين ولكنه يقاوم فقد وعدها بألا يضايقها بعد الآن ولكنه لا يستطيع المقاومة فقد ملكت عليه تفكيره وكل حياته فقد صارت رنين شاغله الأكبر عينيها لاتفارقه فى كل مكان يدهب إليه يتمنى أن يراها يسمع صوتها.
فينظر إلى هاتفه المحمول فى تردد ولكنه يقرر أن يتصل بها.
يرن الهاتف فتنظر رنين إليه محدثه نفسها أيمكن أن يكون هو؟؟؟؟ لا لا فلن أرد عليه.
فقد أتخدت قرارى ويجب أن أصمد حتى النهاية.
فيسمع عادل رنين الهاتف المستمر فيخرج من غرفته متسائلاْ
رنين لما لاتردين فقد يكون أحد العملاء؟؟؟؟
فتجيبه رنين قائله لن أرد عليه فأنا مرهقه.
فيقوم عادل برفع السماعة ورنين تنظر إليه فى ترقب حتى تجد عادل يصيح فى ذعرمادا تقول؟؟؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: