الاثنين، 9 يونيو 2008

الفصل الخامس عشر

تقوم رنين بترتيب الشقة وأعداد الطعام فكم تكره تلك الأشياء فقد كانت دوماْ تتهرب من القيام بأى أعمال منزليه وهى فى منزل أسرتها. ولكن لا مفر الآن منها فمن غيرها سيقوم بها.
وبينما هى مشغولة بأعداد الطعام فى المطبخ حتى تسمع رنين الهاتف فتتجه نحوه وترفع السماعه لتجيب حتى تفاجأ بهدا الصوت الدى يحدثها فيصيبها الدعر متسائله أيمكن أن يكون هو مجدداْ وهنا فى بيتى لالا تفعل بى دلك خالد مجدداْ ؟؟؟؟؟؟
كل دلك يدور فى دهن رنين وهى تستمع إليه وهو يحدثها بصوته الهادئ النبرات المشوب بنبرة أنتصار وسعاده وكأنه يقول لها ها أنا قد وصلت إليك بكل سهوله فليس من السهل الهرب منى فأنا خالد الشايب قائلاْ نعم أنه أنا .
فأنا أستطيع قراءة أفكارك فأنت تصرخين متسائله الآن فى دهشه كيف وصل إلى؟؟؟ وكيف أتى برقم هاتفى؟ وأنا سأجيب على أسئلتك حتى أريح عقلك من التفكير.
فلن تتخيلين كم كانت صدمتى عندما علمت بسفرك قبل أن أودعك فلن تصدقيننى أن قولت لك أننى قد كرهت النوم فى تلك اللحظه لأنه حرمنى من لحظة وداعك ولم يهدأ لى بال حتى حصلت على عنوانك ورقم هاتف المنزل ولن أخفى عليك فلم يكن الأمر سهلاْ ولكننى لم أيأس من المحاولة والبحث .
فلا يمكن أن أصف إليك حجم سعادتى الآن وأنا أسمع صوتك مجدداْ حتى وأن كنت تحرميننى منه بصمتك هدا ولكن يكفينى أنك تستمعين إلى صوتى إلى اللقاء الآن وسأعاود الأتصال بك فى المساء ويضع السماعة.
كل دلك ورنين متسمرة فى مكانها والسماعة لازالت على أدنها كأنها لا تصدق ما يحدث. ما هدا هل عاد مجدداْ ألن يتركنى وشأنى أنه يطاردنى حتى هنا فى بيتى يألهى ما العمل؟ وإلى متى سأظل أقاوم وحدى إلى متى ؟؟؟؟؟؟
وفى المساء قد عاود خالد الأتصال بها مجدداْ وكان عادل يجلس بجوارها يراجع بعض الأوراق والحسابات الخاصه بعمله فتظاهرت رنين بأنه أتصال خاطئ وأغلقت الخط وأستمر الحال هكدا خالد يتصل بها وهى تصده حتى أصبح الهاتف مصدر إزعاج وقلق لها كلما رن الهاتف تخشى أن يكون هو وترفع السماعة فى ترقب ولا تهدأ حتى تجده شخص آخر .كل دلك وخالد لا يكف عن الأتصال بها فى كل وقت وكل يوم.
ورنين تحاول جاهدة أن تصده تقاوم كل قطره بداخلها حتى لا تضعف وتستسلم للتفكير فيه تقاوم حتى نفسها حتى تقاوم رغبتها فى الأستماع إليه تعدب نفسها وتلومها لمجرد أنها قد أستسلمت لتفكير فيه لمجرد لحظه. تشعر وكأنها أمرأه آثمه خائنه حتى وأن كانت لا تتجاوب معه وتصده فكم سهرت الليالى وحدها تبكى تترك نفسها فريسة لهدا العداب يعصرها ألماْ تتلدد بتأنيب ضميرها لأنها سمحت لنفسها تفكر فيه ولو للحظه فتلك اللحظة ليست من حقه ولا من حقها .
فهى تقاومه بكل شده وتصده بكل حزم ولكن دلك لم يشفع لنفسها عندها بل لامت نفسها أكثر وأكثر وكأنها تخشى أن تضعف وتستسلم لمحاولاته هده التى لا تنتهى لإستمالتها نحوه.
فأصبحت رنين تحيى فى عداب أسيرة لمطاردة خالد إليها ومطاردة وتأنيب ضميرها فهى بداخلها أصبحت متعطشه لهدا الأحساس الدى حرمت منه ألا وهو الحب هدا الحب التى طالما سخرت منه وأنكرت وجوده فهو ينده عليها فاتحاْ دراعيه ليضمها ويعوضها عن الحرمان الدى عانت منه ويروى عطشها للحب .فهى ظمآى لكلمة حب واحده تحيى قلبها وتعيدها للحياه ولكن ليس مع خالد مع زوجها التى تحمل اسمه ووافقت على الأرتباط به بإرادتها فهى تريده أن يشعر بها يحس بمعاناتها لأهماله لها وأنشغاله بعمله طوال الوقت على حساب حياتهما الزوجيه. فهى لا تراه إلا قبل النوم يعود من العمل مهلكاْ مرهقاْ لا يرى أمامه يبحث عن الفراش ليلقى بجسده عليه مستسلماْ للنوم العميق حتى يستقيظ فى اليوم التالى ليكمل ما عمله بالأمس. وهكدا تمر الأيام بها تشعر بالملل والضيق بالحياة الفاتره البارده الخالية من أى مشاعر بجانب مقاومتها لخالد وصدها المستميت لمحاولاته معها فهى تحيى الجحيم بعينه وحدها تعانى من هدا الصراع وحدها تتألم وحدها تدفع الثمن من أعصابها .
حتى يلاحظ عادل علامات الأرهاق التى بدت واضحه على وجهها فيسألها فى قلق قائلاْ رنين مابك فأنت تبدين شاحبة الوجه ومرهقه وكأنك لا تنالين كفايتك من النوم هل هناك شيئاْ يؤرقك؟؟
فتجيبه رنين نافيه لالا لاشئ فكل ما فى الأمر أننى أشعر بتعب بسيط فى جسدى أعتقد أنه برد لا تقلق نفسك فليس هناك ما يستدعى القلق وأهتم أنت بعملك كما تفعل دوماْ.
تقول رنين دلك وفى صوتها نبرة تهكم وسخريه.
فيبتسم عادل ويقترب منها قائلاْ رنين أعلم أنك لست سعيدة بأنشغالى فى العمل ولكن هدا ليس بيدى فالمكتب يأخد كل وقتى خاصة أننى فى البداية ويجب أن أعمل كل جهدى حتى أصنع اسمى فى السوق وهدا يحتاج منى معظم وقتى وتعبى وأنا أفعل كل دلك لك ولحياتنا وأولادنا فى المستقبل حتى أحقق كل أحلامك وما تريدين.
فتمسك رنين يديه وهى تنظر فى عينيه وكأنها تستعطفه وتترجاه بكل قطرة بداخلها قائله : عادل أنا لا أريد شيئاْ سواك فنحن لدينا كل شئ ونملك ما يكفينا من المال ولكن ما ينقصنا حقاْ هو الحب المشاعر الأهتمام أن نقضى وقت أكبر معاْ. فأنا أشعر وكأنه يوجد سداْ بيننا أنا بعيدة عنك وأنت بعيداْ عنى .
فنحن لا نعيش حياتنا فأيام عمرنا تضيع من بين أيدينا هباءاْ فأنت تجرى وراء السراب فمهما حصلت على أموال لن تكفيك لأن السعى وراء المال لن ينتهى. عادل أن حياتنا أصبحت باردة ينقصها الروح ينقصها الأحساس .
ثم تنظر إليه متسائله عادل هل أنت سعيد؟ ما الدى تغير فى حياتك بعد زواجنا؟؟؟؟ الأجابه لا شئ.
فما قيمة زواجنا إدن وهو لم يضيف إلينا الجديد . ما قيمة حياتنا معاْ؟؟؟ عادل نحن لدينا كل شئ ولكننا فى الحقيقة لا نملك أنفسنا لانملك إسعادها فالبرود العاطفى يتسسل لحياتنا فنحن نعيش أغراب تحت سقف بيت واحد.
هل تفهمنى يا عادل؟؟
فينظر إليها عادل فى حيره فهو لا يستوعب ما تقوله فهو لا يعى معنى هده الكلمات كيف لا نملك إسعاد أنفسنا؟ فما الدى ينقصنا ؟
ثم يومأ برأسه قائلاْ رنين أعلم أنه لدينا كل شئ ولكنه لا يعتبر فى الحقيقة شيئاْ أمام ما يملكه رجال الأعمال. فنحن نعيش فى عالم من يقف فيه فى مكانه تلتهمه الحياة بلا هواده. فما نملكه الآن بعد خمس أو عشر أعوام لن يكون شيئاْ إن لم نسعى لتكبيره وزيادة قيمته. على سبيل المثال هل تدكرين هدا الشاب الدى طلب أن يرقص معك عندما كنا فى الأقصر خالد الشايب.
فما أن تسمع رنين اسم خالد حتى تصاب بدعر وكأن صاعقة قد صعقتها فترتبك ويحمر وجهها وتحاول أن تخفى إرتباكها فى مداعبتها لخصلات شعرها بعصبيه وعادل مستمراْ فى حديثه عن خالد قائلاْ
فهو حقاْ يمتلك كل شئ فلديه أكبر الشركات فى السوق بخلاف ما يملكه من عقارات وحساب فى البنوك الاوروبيه والعربيه لا حسر لها غير القرى السياحيه والعقارات والأراضى فى كل مكان كل دلك بالطبع بخلاف ما يمتلكه والده الحوت الأكبر شكرى الشايب فأين نحن منهم حتى تقولين أننا نملك كل شئ.
فتقاطعه رنين بعصبيه قائله ولكنك عندى أفضل منه فأنا لا تهمنى ملايينه تلك.
فيضحك عادل ساخراْ لا تهمك لأنك لن تحصلين عليها. فلنفترض مثلاْ أن خالد هدا قد تقدم لطلب الزواج منك وكان أمامك أن تختارى بين الموافقة على الزواج منه أو منى فمن كنتى ستختارين؟ بالطبع هو بلا شك أو لحظة تردد.
فترد عليه رنين بعصبيه قائله ولكننى أخترتك أنت وليس هو لأنك زوجى أما هو فليس إلا مجرد شاب تافه عابس يجرى وراء النساء تحت شعار الحب وإغراء المال فهو تافه تحكمه نزواته ورغباته بلا أى أعتبار للمبادئ والأخلاق .فخالد هدا الدى تتخد منه مثل لك وتعتبره ملك متوج على عرش رجال الأعمال لا يساوى عندى شيئاْ.
فينظر إليها عادل فى دهشه متسائلاْ رنين ما كل هده العصبيه ؟ أنا كنت فقط أحاول أقناعك بأهمية أهتمامى بعملى ورغبتى فى التوسع حتى تزداد ثروتنا ويكبر اسمى فى السوق وبالتالى وضعنا فى هدا المجتمع الدى يحكمه المال والنفود .
فتغمض رنين عينيها فى أستسلام وكأنها أيقنت بأنه لا فائده من أقناع عادل فعادل لا يفكر إلا فى عمله فقط فلا مجال للمشاعر.
فالزواج عنده هو دلك الإطار التقليدى من زوجه جميله وبيت أنيق هادئ تسير فيه الحياة بسلام ولا لوم عليه طالما يكفل بيته ويلبى أحتياجات المنزل من مال أما الحب والرومانسيه فكلها تفاهات لا أهمية إليها فالحياة عمليه لا تقف عند تلك الأشياء .
فتستسلم رنين وما عساها أن تفعل غير الأستسلام فقد كان عادل واضحاْ معاها مند البداية حتى فى الطريقة التى تقدم بها إليها لطلب يدها وهى وافقت فيجب أن تستسلم لأنها هى التى أختارت حتى يرن الهاتف وتنظر إليه فى ترقب متسائله أهو مرة أخرى؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: