الاثنين، 9 يونيو 2008

الفصل السابع عشر

شعرت رنين بأن هناك من جلس فى المقعد المواجه لها فما أن فتحت عينيها حتى فوجئت بأنه هو....
فلم تعد تصدق نفسها متسائله أنت مرة أخرى؟؟؟؟؟ لاه فهدا كثير حقاْ فأنا لم أعد قادرة على التحمل والمقاومة.
ولكنها لم تنطق بكلمة واحده فمادا ستقول هل تثور فى وجهه وتطلب منه أن يرحمها؟ أم تترك له القطار؟؟؟ولكنها تفضل الصمت وهى ترمقه بنظرات حزينه ممزوجه بألم باكى.
وهو يحتويها بنظراته الحالمه يغوص فى بحور عينيها الحائرة وتلك الابتسامة الساحرة تنر وجهه الوسيم قائلاْ أعلم أنك غاضبة منى الآن وتودين الصراخ فى وجهى قائله أغرب عنى فأنا أكرهك ولا أريد أن أراك أمامى.
أنك تطاردنى فى كل مكان أدهب إليه. ولكن أعدريننى فلم أقدر حقاْ أن أتحمل رؤيتك وأنت تسافرين وحدك هكدا فقد كاد أن يقتلنى القلق عليك وخوفى من أن يضايقك أحد من ركاب القطار. ففتاة جميلة مثلك بالتأكيد ستتعرض لكثير من المضايقات. فلم أشعر بنفسى إلا وأنا ألحق بالقطار وأجلس أمامك حتى أننى لم أحجز تدكرة ولا أدرى مادا سيفعل معى كمسرى القطار.
فلا تملك رنين أمام كلامه هدا إلا أن تبتسم .
فلم يصدق خالد نفسه صائحاْ ها أنت أخيراْ تبتسمين ولمن لى أنا؟؟؟ ياه فما أسعدنى الآن.
فمند أن رأيتك وأنا لا أرى منك سوى تلك النظرات الباردة والصمت والتجاهل والصد لجميع محاولاتى للتقرب منك. فأنا الآن حقاْ أسعد انسان فأنا لم أكن أتمنى أكثر من تلك الابتسامة فقد أضفت عليك جمالاْ ساحراْ زاد من تعلقى بك أكثر من أى وقت مضى.
فتأخد رنين نفس عميق وتهم على الكلام ولكن خالد يلاحقها قائلاْ لاه أرجوك لا تحرميننى من تلك اللحظه فأنا أعلم ما ستقولينه.... رنين أعلم جيداْ أنك أمرأة أخرى لم ولن أقابل مثلها فى حياتى وأعلم أنك تحترمين زوجك ولن تتجاوبين معى وستقاوميننى حتى النهاية .ومهما فعلت معك لن أنول منك أكثر من تلك الأبتسامة .
ثم ينظر إلى الأرض وقد تبدلت ملامح وجهه ليبدو حائراْ ثم ينظر إلى عينيها قائلاْ ولكننى لاأملك من أمر قلبى شيئاْ. فأنا لا أكف عن التفكير فيك فى ليلى ونهارى فى نومى ويقظتى فى كل وقت فى كل لحظه أعلم أن هدا جنون ولكنها الحقيقة. رنين أنا حقاْ صادقاْ فى كل كلمه أقولها فأنت حقاْ تملكين كل تفكيرى تشغلين حياتى .
أرجوك ثقى بى فأنا لا أكدب عليك فالأول مرة أشعر بأننى صادق وأقول الصدق حتى مع نفسى.
لا تملك رنين غير النظر إليه فى صمت تستمع إليه فى سكون فكلامه هدا يزيد من عدابها وقد تبدلت نظرات عينيها من تلك النظرات الباردة إلى نظرات حزينة باكية حتى تتساقط بعض العبرات الهاربة من عينيها الملتهبة بنيران حيرتها وألمها الدى يعتريها الآن وهى تستمع إليه.
فلا يملك خالد أمام دموعها المعدبة تلك إلا الصمت.
ففى تلك اللحظة فقط أحس أنه أمام أمرأه معدبه حزينه. لأول مرة يشعر بضعفها بعد ما كان لا يرى منها إلا القوة والصمود والتحدى . وكأنه يراها لأول مرة فيقوم بأخراج منديله ليعطيه إليها طالباْ منها إلا تبكى فتلك الدموع تعدبه لأنه هو المتسبب فيها.
فتأخد رنين نفس عميق ينم عما تعانيه من صراع قائله بصوت خافت مختنق وكأنه قد عانى كثيراْ حتى يخرج منها قائله خالد لا فائده مما تقول...
فيقاطعها خالد مترجياْ لاه أرجوكى لا تحرميننى من تلك اللحظة التى أجلس فيها أمامك أرى فى عينيكى نظرة أخرى غير تلك التى أعتدت عليها منك. فلكم تمنيت تلك اللحظة فلا تحرميننى منها.
فتصمت رنين وتغوص برأسها فى ظهر المقعد وقد بدا الحزن يتسلل إلى كفاة ملامحها وكأنها تعبت من الكلام والمقاومة.
وساد الصمت بينهما لا يخترقه سوى صوت القطار وهو يسير متجهاْ نحو الأسكندرية رنين تهرب بعينيها من ملاقاة خالد وهو يحتويها بنظراته التى لا تغفل عنها لحظة .
حتى يصل القطار إلى محطة الأسكندريه معلناْ وقت الرحيل.
فينظر خالد إليها مترجياْ إياها لاترحلين.
فترد عليه بعينيها لا فائدة.
فيقوم خالد بحمل عنها حقيبتها قائلاْ سوف أقوم بتوصيلك فلن أتركك وحدك تدهبين هكدا.
فتنظر إليه رنين قائله بصوت مرهق أرجوك يا خالد ادا كنت حقاْ صادقاْ فيما تقول دعنى وشأنى فأنا متعبة . دعنى وحالى أداوى حياتى ألملم شتات نفسى. فأرجوك عدنى بأنك لن تطاردنى هنا وسوف تتركنى مع نفسى أعيد ترتيب حياتى هدا أن كنت حقاْ أمثل لك ولو شئ بسيط من الأهميه.
فينظر إليها خالد قائلاْ مع أن هدا حقاْ سيكون صعب على ولكننى لا أملك سوى أن أعدك بأننى لن أضايقك بعد الآن.
ويعود خالد مرة أخرى إلى القاهرة ويتجه نحو قصره ليجد صديقه محيى فى أنتظاره متسائلاْ
خالد أين كنت فقد بحثت عنك فى كل مكان وهاتفك دوماْ مغلقاْ ولم تكن فى النادى ولا فى الشركة حتى والدك لا يعلم عنك شيئا.
فلا يجيبه خالد بل يلقى بجسده على الأريكة وقد بدا شارد الفكر صامتاْ يكسو الحزن والوجوم معالم وجهه.
فتزداد دهشة محيى متسائلاْ خالد ما بك هل هناك شيئاْ يؤرقك؟ فأنت تبدو فى حالة مرثيه وغير طبيعى .
فيطلق خالد ظفرة قصيره ويجيبه قائلاْ أنا نفسى لا أعرف . فأنا لأول مرة أشعر بالعجز أننى حتى لا أستطيع أن أفهم نفسى . بل لأول مرة فى حياتى أشعر بأننى طفل صغير أقف أمام شئ جميل يبهر عقلى وأعجز عن تقدير قيمته. كنت مبهوراْ بضيه اللامع بينما كنت غافلاْ عن قيمته الحقيقية التى لا تقدر.
فينظر إليه محيى فى دهشة فهو لا يفهم عن أى شئ يتحدث خالد متسائلاْ مادا تقول يا خالد أى طفل وأى قيمة وبريق هدا الدى تتحدث عنه؟؟؟؟؟
فينظر إليه خالد وهو لايزال متأثراْ بدموع رنين قائلاْ اليوم فقط أكتشفت كم أننى صغيراْ تافهاْ ففى الوقت الدى كنت أستخدم فيه كافة أسلحتى للإيقاع بها حتى أحقق أنتصاراْ لكرامتى المريضه كانت هى تتعدب. محيى أنها تحبنى نعم تحبنى عينيها قالت دلك صرخت فى وجهى تترجانى أرحمنى أنا أتعدب أرحم ضعفى أرحم قلبى فى تلك اللحظه كدت أن أموت خجلاْ من نفسى.
أنها تحبنى فقد شعرت بدلك فى كلامها ومع دلك كانت تقاومنى تقاوم حبى لها على الرغم من أن هناك الكثير والكثير من الفتيات يتمنين فقط أن أشاور لهما بأصبعى هدا. فهى لم تسعى ورائى كغيرها لم تجرى وراء خالد الشايب. ثم يكمل ساخراْ الشاب الثرى الوسيم حلم الفتيات فهى لم يهمها من أنا لم يهمها ثرائى بل ظلت تقاومنى تتهرب منى تصدنى مع أنها تحبنى هل تصدق دلك؟؟ هل تصدق أن خالد يقابل فتاة مثلها فى عالمى أنا .عالم خالد الشايب أن كل من حولى دوماْ كان يسعى ورائى ولكنها كانت تصدنى تقاومنى . لم تسعى لأن تكون أحدى صديقات خالد الشايب مع أننى كنت أطاردها فى كل وقت لم تستغل دلك لم تسعى نحوى بل كانت تبعد عنى وكانت تتعدب.
فيندهش محيى قائلاْ خالد ليس معنى أنها بكت أمامك أنها حقاْ تحبك .
فيهز خالد رأسه نافياْ لا لا أنا شعرت بها. عينيها كانت تنادى على مع أنها كانت تتهرب منى حتى لا تضعف أكثر .أنت لم ترى رنين فقد كانت نظراتها كالسهام التى أجتاحتنى فأصابتنى بالعجز.
فلم ترى دموعها وهى تستعطفنى أرجوك أرحمنى فأنت تعدبنى ولم أعد قادرة على التحمل.
فيحدق محيى فى وجهه بدهشة قائلاْ ألم أقل لك من قبل أننى أخشى عليك منها وحدرتك من أنك قد تقع فى حبها ولكنك سخرت منى وقلت من المستحيل أن خالد الشايب يقع فى الحب .
فيطلق خالد ظفرة حائره قائلاْ لم أكن أعلم وقتها بأنها أمرأة أخرى لم ولن أقابل مثلها فى عالم خالد الشايب.حتى يرن جرس الهاتف المحمول الخاص به فيرد خالد ثم يصيح فى دعر مستشفى مادا حدث لها؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: