الاثنين، 9 يونيو 2008

الفصل السادس عشر

تجلس رنين فى غرفة المعيشه تشاهد التلفاز تحاول أن تشغل نفسها فالملل يتسلل إلى حياتها فهى تعيش وحيده داخل تلك الجدران.
حتى يرن الهاتف فتنظر إليه فى تردد ثم ترفع السماعه حتى تجدها مريم فما أن تسمع صوتها حتى تصيح فى سعادة مريم حبيبتى أين أنت ؟ فقد أشتقت إليك كثيراْ.
فتبتسم مريم قائله أعلم أننى مقصرة معك ولكن أعدريننى فالحمل حقاْ متعب فأنا معظم الوقت نائمه حتى أن حسين أحياناْ يحضر لى الطعام إلى الفراش . فالحق يقال حسين يفعل كل ما فى وسعه ليريحنى حتى أننى مند الحمل لم يسمح لى بدخول المطبخ وكثيراْ ما يقوم هو بأعداد الطعام والأهتمام بكل شئ فى المنزل ويتصل بى دوماْ ليتأكد من أننى بخير. فهو حقاْ إنسان رائع يغمرنى بحبه وحنانه فى كل وقت. ولكن كيف حالك أنت؟ وكيف حال عادل؟
تصمت رنين برهة من الوقت وكأنها كانت تفكر فى أن تخبرها بكل شئ ولكنها فضلت الصمت قائله
لاجديد فنحن كما نحن لاجديد عادل طوال الوقت فى المكتب ولا يعود إلا فى آخر الليل لينام كالقتيل وأنا معظم الوقت وحدى أشاهد التلفاز حتى مللت منه ومن حياتى .
فتصمت مريم وكأنها لا يروق لها حديث رنين ثم تحدثها قائله لن أدخل معك فى جدال كالعاده ولكن رنين إدا كنت تريدين نصيحتى حاولى على قدر الأمكان أن تصنعين حياتك بيدك لا تستسلمين هكدا لهدا الملل. فمثلا لديك حسين فهو من بدأ بالتقرب منى ويحاول دوماْ أسعادى فهو يعلم أننى رومانسيه وأن أبسط الأشياء تسعدنى فدوماْ ما يفاجئنى كل يوم بشئ يجعلنى أحبه أكثر ويقربنى منه أكثر وأكثر. فقد تصنع أبسط الأشياء معجزات فالكلمه قد تغير حياه والبسمه قد تحيى أموات. فحسين دائم الأتصال بى فى كل وقت وكثيراْ ما يعود لى بباقة جميله من الزهور أو يدير لى أغنيه أحبها كل تلك الأشياء البسيطه جعلتنى أحبه أكثر وأكثر فكل يوم يزداد حبى له وهدا بالطبع ينعكس أثره على حياتنا معاْ.
فتأخد رنين نفس عميق قائله نعم سأحاول بل يجب أن أحاول فليس بيدى شيئاْ غير المحاوله.
اليوم هو عيد ميلاد عادل أراهن أنه هو نفسه لا يتدكر دلك ولكن يجب أن أفاجئه و أعد لها أحتفاليه خاصه بهدا اليوم نعم يجب أن يكون يوم مميز دو طابع خاص عن باقى الأيام.
فيرن الهاتف فتنظر إليه رنين وتنظر إلى الساعه قائله أنه خالد كعادته فى كل صباح يريد أن يسمع صوتى ولكننى لن أرد عليه . آسفه ياخالد فيجب أن أبدأ من الآن فى تغير حياتى وأنت لن يكون لك مكان فيها.
وفى المساء أعدت رنين مائدة العشاء تحت ضوء الشموع والموسيقى الرومانسيه الهادئه وقامت بشراء تورته كبيره وهدية لزوجها وظلت تتنظر عودته حتى يحتفلوا معاْ بعيد ميلاده .
ولكن مرت ساعة وراء الأخرى وعادل لم يعود بعد وحاولت مراراْ الأتصال به ولكن هاتفه المحمول دوماْ مغلقاْ.
وخالد لم يكف عن الاتصال بها وهى لا تريد أن ترد عليه.
حتى يعود عادل على منتصف الليل فما أن تراه رنين فتحاول أن تبدو هادئة أمامه ولا تعاتبه على تأخره وعدم أتصاله بها وتقابله بأبتسامه قائله كل عام وانت بخير ياحبيبى.
فينظر إليها عادل فى دهشه متسائلاْ هل اليوم عيد زواجنا؟؟؟
فتضحك رنين قائله لا يا حبيبى اليوم هو عيد ميلادك أنت أيمكن أن تكون نسيت؟!!!!
فيطلق عادل صيحة ساخره قائلاْ رنين آخر مرة قد أحتفلت بها بعيد ميلادى كانت عندما كان عمرى ست سنوات. أنا الآن أبلغ من العمر واحد وثلاثين عاماْ ألا ترين أننى كبرت بعض الشئ عن تلك التفاهات؟؟؟؟
.فتردعليه رنين وهى تحاول أن تمص غضبها وخيبة أملها قائله فى تصنع لا يا حبيبى الأحتفال بعيد ميلادك ليس بتفاهات بل هو يوم خاص جداْ بالنسبة لى .ولدلك فقد أعدتت أحتفاليه خاصة لنا بتلك المناسبة وأشتريت لك هدية بسيطة لتعبر لك عن حبى وسعادتى .
ينظر عادل إلى طاولة العشاء والشموع والتورته ثم يأخد نفس عميق قائلاْ رنين أنا حقاْ مرهق ومتعب جداْ فطوال اليوم واقفاْ على قدمى ألف من موقع لآخر حتى أتابع العمل بنفسى بخلاف مشاكل وطلبات العملاء والعمال فكل ما أريده الآن هو النوم .
تصمت رنين برهة من الوقت وقد أحست بأنه لافائدة من الجدال متسائله عادل هل يمكن لى أن أطلب منك طلب بسيط؟؟؟ فيمط عادل شفتيه قائلاْ بالطبع .
فتنظر إليه رنين بنظرات توسل قائله هل يمكن أن تعتبر زواجنا إحدى مشروعاتك وتعيره بعض الأهتمام .
فيطلق عادل ظفره قصيره قائلاْ أرجوكى يارنين أنا حقاْ مرهق ومتعب ولا أرى أمامى أنا لا أعرف مادا حدث لك؟؟ أين رنين الفتاة الطموحه العمليه التى تزوجتها؟ فأنت يجب أن تشجعيننى تقفى بجانبى حتى نصنع اسمنا فى السوق فى تلك الحياة التى لا يعيش فيها إلا القوى دو النفود.
رنين بأستعطاف تقول له عادل أرجوك فأنا لا أريد منك سوى نصف ساعه فى اليوم هل هدا كثير أريد أن أشعر بأننى متزوجه من رجل يهتم بى يحبنى أشغل تفكيره أنا عالمه أنا حياته ثم تكمل بصوت مخنوق حزين أنا حبيبته.
عادل ينظر إليها فى حيره فهو لا يعرف كيف يرضيها فكل ما يعرفه الآن هو أنه يريد أن ينام ليرتاح بعد تعب يوم طويل مرهق فينظر إليها قائلاْ رنين أعلم بأننى مشغول عنك ولكن دلك لأننى أصنع مستقبلنا ولكن معك حق فأنت طوال الوقت وحدك هنا. ما رأيك فى أجازه قصيره تدهبين لأهلك تريحين أعصابك فى الأسكندريه فأنت تحبين البحر وسوف تستمتعين هناك بوقتك بين أهلك لأننى حقاْ مشغول جداْ تلك الأيام فقد بدأت أكثر من مشروع فى وقت واحد ويجب أن أنتهى منهم فى الميعاد المحدد حتى أثبت اسمى فى السوق وأوجد لى مكاناْ بين الكبار.
فتنظر إليه رنين وخيبة الأمل تعتصرها قائله فى سخريه لا بأس فكرة جيده فأنت حتى لن تتأثر لغيابى فالبيت بالنسبة لك ما هو إلا فندق تعود إليه لتأكل وتنام وأنا لست إلا طباخه أطهو الطعام وأعده لك أعتقد أنها ليست بالوظيفة الصعبه فلن تتأثر كثيراْ لغيابى .
فينظر إليها عادل قائلاْ لن أرد عليك الآن لأننى حقاْ مرهق أعتقد أنك ستكونين أفضل بعد عودتك من الأسكندريه وسوف تهدأ أعصابك ثم يدخل غرفته ليلقى بجسده على فراشه ويستسلم لنوم عميق .
فتنظر رنين إلى الهديه وتتساقط الدموع الحبيسة لتصرخ معبرة عن خيبة أملها فهو حتى لم يهتم ليفتح ليرى ما بها ثم تقوم بأطفاء الشموع ومعها تطفئ أملها فى تغير عادل.
وفى الصباح تحزم رنين حقيبة سفرها لتسافر إلى الأسكندريه حتى تريح أعصابها وتفكر بهدوء فى حياتها بعيداْ عن ضغط ومطاردة خالد إليها فى كل مكان وفى كل وقت وأنشغال عادل عنها وفى القطار تجلس رنين بجوار النافده كما أعتادت دوماْ مند أن كانت طفلة صغيره حتى تستمتع بمشاهدة المناظر التى يمر عليها القطار ثم تعود برأسها لتسندها على ظهر الكرسى وتغمض عينيها فى أنتظار أقلاع القطار حتى تشعر بأن هناك شخص يجلس فى المقعد المواجه لها فما أن فتحت عينيها حتى تفاجأ بأنه هو.........هو

ليست هناك تعليقات: