الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

الحلقة السابعة عشر من دنيا مدينة نصر

تقف آية متسمرة فى مكانها وهى تحدق فى وجه طارق وهى تراه يجلس على كرسى متحرك بينما عندما وقعت عين طارق عليها تهرب من ملاقاتها وظل ينظر إلى الأرض فيهرولون جميعا للترحيب بطارق مهللين فى سعادة لعودته سالماْ. بينما ظلت آيه كما هى تقف واجمة فى مكانها وكأنها لازالت واقعة تحت تأثير الصدمة عليها . 

فينظر إليها محروس فى ضيق قائلاْ 

آيه تعالى سلمى على طارق هدنك واقفه كده كثير.

فتتنبه آيه لصوت والدها وتقترب من طارق بكل لهفة وقلق قائلة

وحشتنى قوى قوى كنت هموت وأطمن عليك .

ولكن طارق لا يبالى لكلامها ولا حتى يرد عليها وينظر إلى والدته قائلاْ

ماما ياله بينا محتاج أرتاح.

فتندهش آيه وتحدق فى وجهه بدهشة لتصرفه هكذا معها .

فتتدخل والدته لتلطيف الأمر قائلة لآيه 

معلشى يا حبيبتى هو تعبان فعلا وأعصابه تعبانه شويه بعد الحادثه إن شاء الله لما هنروح البيت وهيرتاح أبقى تعالى وكلميه براحتك.

بينما ينظر محروس لعز زوج عزه متسائلاْ

أنت قفلت المعرض ولا أيه؟

عز: لاه مين قال كده عبله هناك من الصبح بصراحه يا حاج ما شاء الله عليها دى ذى ما تكون أتولدت فى السوق . عارف أنها قدرت فى أقل من أسبوع أنها تبيع ربع شحنة العربيات الجديده ما كانشى فى زبون يدخل المحل إلا ويطلع ماضى عقد عربية جديده لاه وكمان بأحسن سعر ....بصراحه من غير زعل يا حاج دى غلبتك فى شطارتك.

فتكاد أن تطق عزه من الغيظ وهى تسمع زوجها يقول هذا الكلام لوالدها وتحاول أن تغطى على الموضوع قائلة

أزاى بقى هو فيه فى شطارة الحاج ثم ترمق عز بنظرة غيظ تجعله يصمت ولا يتحدث
وهو ينتظر وعده منها فى المنزل.

بينما وهما فى طريق عودتهما إلى المنزل ظلت آيه واجمة وقد حيرها كثيراْ موقف طارق منها . فتسأل زينب محروس عن حالة طارق قائلة

هو طارق يا حاج خلاص هيدنه يتحرك بكرسى متحرك على طول

محروس: مين قال كده دى فتره مؤقته لحد ما يقدر يقف ثانى على رجليه . أنتوا مستهونين بالحادثه ولا أيه هو الدكتور قال هيقدر يكون طبيعى من سته شهور لسنه وهيحتاج علاج طبيعى ....الحمد لله أن ربنا نجاة وقام بالسلامة.

حلا: الحمد لله أحنا كلنا كنا بندعيله

زينب: الحمد لله أهو دلوقتى بقى نقدر نعمل خطوبة حلا وبوسى بعد ما أطمنا عليه

محروس: طبعا خلاص أنا هتصل بمجدى وأحدد معاه ميعاد وأنت بقى كلمى والدة محمد وشوفى الميعاد إللى يناسبهم

فما أن تسمع حلا هذا الكلام حتى تشعر بالضيق وهى تحدث نفسها قائلة 

يظهر أن ما فيش فايده .

وفى معرض السيارات 

يدخل محروس المعرض ليجد عبلة تجلس على المكتب وهى تتحدث مع إحدى الزبائن وتقنعه بشراء أحدى السيارات . فيقف محروس بعيداْ عنها حتى لا تراه وهو يراقبها حتى تقنع الزبون ويمضى العقد معها . فما أن ينصرف الزبون حتى يقترب منها 

محروس قائلاْ فى سعادة 

أيه الشطاره دى كلها أنا بجد ما صدقتش نفسى أنا لو مكان الزبون كنت أشتريت من موديل العربيه أثنين .

فتتسع أبتسامة عبلة وتسلم على والدها بترحاب قائلة

بابا حمد لله على سلامتك . بجد يا بابا عجبتك ومبسوط منى 

محروس : مبسوط إلا مبسوط ....مبسوط جدا كمان دا أنتى حققتيلى حلمى إللى كنت يئست أنه يتحقق ...طول عمرى كنت بحلم يكون عندى ولد يقف معايا ويساعدنى ويشيل معايا المسؤليه ولحد دلوقتى أنا شايف أنك بميت ولد كمان كفايا شحنة العربيات اللى سلكتيها من الجمرك من غير مشاكل وكمان ذى ما سمعت من عز وذى ما شوفت بعنيه دلوقتى ما شاء الله ما فيش زبون بيخش المعرض إلا ويطلع وهو ماضى عقد عربيه 

فتصيح عبلة فى سعادة قائلة

طبعا يا حاج دنا بنتك يعنى طالعالك أومال يعنى هطلع لمين؟؟؟

محروس : كنت فين من زمان

فتختفى أبتسامة عبلة وتنظر إليه قائلة بصوت تحمل نبراته الحسرة والألم
طول عمرى كنت موجوده يا حاج أنت إللى كنت سايبنى وما بتسألشى عليه

ينكس محروس رأسه ثم ينظر إليها قائلاْ

خلاص أنسى إللى فات يا بنتى وهنبدأ من النهاردة صفحة جديده وكمان بقى أنت ليكى عندى مكافأه كبيره على تعبك الفترة إللى فاتت.

فتهلل عبلة وتصيح فى سعادة قائلة

صحيح بجد مكافأة أيه؟ 

محروس : أيه رأيك نروح نتغذى فى مطعم شيك كده من بتوع الناس الكبارات صحيح أنا طول عمرى أقول عليهم حرميه بس فداكى أنشاله ما حد حوش ونطلع بعد كده على محل جواهرجى ونشتريلك خاتم ذهب كمان ولا تحبى تاخدى حقك ناشف وتشترى بقى إللى أنت عايزاه

فتصيح عبلة قائلة :لاه دنا ما صدقت أنى أخرج معاك ونقعد ناكل مع بعض ذى أى بنت وأبوها دا كان حلم ياما حلمته كثير زمان لدرجة أنى كثر ما يئست أنه يتحقق بطلت أحلمه

محروس: سامحينى يا عبلة 

فتنظر إليه عبلة وقد سكنت عينيها الدموع قائلة

ربنا يسامحنا كلنا

وفى شقة عزه وعز

تصيح عزه فى عز بضيق وعصبية قائلة

أنا خلاص كنت هجنن منك..... أنت أيه ما بتفهمشى دنا نبهت عليك ميت مره ما تقولشى الكلام ده لبابا تروح أول ما تشوفوا قايلهوله ولا كأنى أتهببت ونبهت عليك 

عز: أنا نفسى أفهم بس أنت كنت عايزانى أقوله أيه لما يسألنى ؟؟؟ دى حقيقه كنت أزاى أخبيها وبعدين فعلاْ عبلة شاطره وأشطر من والدك نفسه كمان دى بنت سوق وعليها ذكاء وقدرة على الأقناع بصراحه ما شوفتهاش عند حد .

فتصيح فيه عزه بغيظ قائلة

يا رجل أنت عايز تغيظنى ...ناوى على أيه قولى ...عايز تجيبلى نقطة وأنا لسه فى عز شبابى. عبله دى بنت سمية وأنا الوحيده بقى من أخواتى إللى شوفت سميه وعرفاها كويس دى كانت أفعى قدرت تخطف أبويا وتخليه يرمينا ولا يسأل فينا وأكيد بنتها طالعالها وناويه على نيه سوده لينا ...ما هو ما تحاولشى تقنعنى يا سبع البرمبه أنها بتعمل كل ده كده لله فى لله ....لاه دى أكيد راسمه على ثقيل قوى وأنا بقى إللى كشفاها لأن حظها بقى أنها وقعت معايا ومبروم على مبروم ما يلفش

عز: بقولك أيه أنا ماليش دعوه أنتوا أخوات أتصافو مع بعض أنا خارج الموضوع ده وما دخلنيش فيه

عزه : يا خويا إللى يسمعك وأنت بتكلم يقول عليك فالح قوى ويجى منك فى حاجه . دا أحسن حاجه أنك تخرج بره الموضوع بدل ما تبوظه .أنا عارفه كانت وكسة أيه دى بس ياربى على رأى أمى شكلنا كده مكتوب علينا أننا نتوكس فى رجالتنا. 

يطلق عز زفرة قصيرة فى ضيق قائلاْ

لا حول ولا قوة إلا بالله هو أنت كده يا عزه الواحد ما يعرفشى أزاى يرضيكى. ... المهم دلوقتى أنا جعان هنتغذا ولا هنقضيها كلام عن عبلة

عزه : عقاباْ ليك يا عز ما فيش غذا النهارده لو جعان عندك المطبخ أدخل أطبخ أنت . أنا هنزل أقعد مع أمى نشوف هنعمل أيه فى عبلة هانم وهنوقفها عند حدها أزاى.
وتتركه وتنزل إلى شقة والدتها

فيحدث عز نفسه قائلاْ
إللى يسمعك كده يقول عليكى حرمتينى من أحلى أكل دنا مستحمله بالعافيه ... ويعنى أنا هغلب ما المطاعم ماليه الدنيا ماله الفول قال لأه يعنى .

وفى طنطا يجلس مجدى مع أخوته يتحدثون عن أمر خطوبته

مجدى : النهارده الحاج محروس أتصل بيه عشان نحدد ميعاد عشان نشترى الشبكه ونعمل الخطوبه

أخت مجدى: طب أنتوا أتفقتوا على ثمن الشبكه دى عيله كبيره يا مجدى وأكيد هيكونوا عايزين لبنتهم شبكه غاليه وقيمه هتقدر أنت على ثمنها أزاى ومنين؟؟؟

مجدى : أنا فكرت كويس ولقيت أنى لازم أجيبلها شبكه كويسه وغاليه عشان يعرفوا أنى شارى فعلاْ . وبعد كده هما بقى أكيد هيساهموا فى الباقى أنا لما أحط كل إللى معايا فى الشبكه وأقولهم أنى لسه محتاج وقت عشان أحوش عشان أجيب ثمن العفش أكيد هيدخلوا عشان نسرع بالجواز بس الأهم أنى أبينلهم أنى فعلاْ لو كان معايا كنت جيبت أحسن حاجه . أنا معايا دلوقتى خمستاشر ألف هستلف كمان خمسه وأجيبلها شبكه بعشرين ألف كده أعتقد هتكون شبكه كويسه قوى ويبقى هو ده أول وآخر حاجه هدفعها فى الجوازه دى.

أخت مجدى : أنت مش سهل أبداْ يا مجدى جيبت الأفكار دى منين؟؟؟

مجدى : من الدنيا يا اختى ....الدنيا ياما بتعلم ..تخيلى لو قولتلهم أنى هحتاج سنتين عشان أقدر أوفر ثمن الشقه وبعد كده العفش متهيئلى أنهم عشان يسرعوا بالجواز هيدونا الشقه وهيجيبوا العفش وكده أبقى أنا خلصت من أهم حاجه وبعدين بنته الكبيره مجوزه فى نفس العماره وجوزها مجرد موظف عند الحاج فى المعرض يعنى أكيد الحاج برده هو إللى كلف الجوازه من أولها لآخرها ...بس الشطاره بقى أنى أخليه يعمل كده وهو راضى ومبسوط وهو إللى يتحايل عليه كمان.

أخت مجدى: والله البنت كويسه وهاديه وبعدين هتكون دكتوره فى الجامعه وحلوه يعنى عروسه لقطه ربنا يتملك على خير هو أنا أكره لما اخويا يجوز جوازه كويسه ذى دى.

مجدى : أيوه هو ده إللى أنا عايزه منك الدعاء أن ربنا يتمها على خير ...لأن لو الجوازه دى تمت ذى ما أنا عايز تبقى هى دى الجوازه ولا بلاش .

بينما ظلت آيه حبيسة غرفتها تفكر فى طريقة طارق معها وتجاهله إليها هكذا فتدخل عليها مى متسائلة فى قلق قائلة

مى : أيه يا بنتى قلقتينى فيه أيه ؟

آيه : طارق يا مى ..طارق متغير معايا خالص ومابيكلمنيش أنا خلاص هجنن نفسى أعرف ماله معقوله يكون لسه زعلان منى عشان روحت الديسكو من وراه ؟؟؟

مى : أيه معقوله ..لاه يا آيه ما أعتقدشى أبداْ أن طارق يفكر كده 

آيه : طب قوليلى أنت أيه السبب أنا هجنن من التفكير 

مى: هى فعلاْ حاجه تحير ...بس ماهو جايز فعلاْ يكون ذى ما طنط قالت وهو أعصابه لسه تعبانه من الحادثه برده يا آيه بلاش تستهونى بيها أكيد أتعذب كثير ولسه بيتألم

آيه : لاه يا مى ما فيش أى تفسير منطقى لتجاهل طارق ليه دا ماكلمنيش خالص. أمبارح بليل طلعت ليه عشان أقعد معاه عمل نفسه نايم مع أنى كنت حاسه أنه صاحى والنهارده كلمته خمس مرات كل مره خالتى تقولى نايم ... أنا نفسى أعرف بيتجاهلنى ليه ليه ؟؟؟؟

مى : خلاص سبيه يومين يرتاح وبعد كده واجهيه صدقينى أحسن حاجه المواجهه شوفى زعلان منك ليه ولا أيه بالضبط الموضوع ...مع أنى أعتقد أنه فعلاْ تعبان ومحتاج يرتاح وهى دى كل الحكايه أنت بس إللى مكبره الموضوع أكبر من حجمه.

آيه : ياريت يكون معاكى حق مع أنى حاسه أن فى حاجه كبيره قوى وخايفه منها جداْ.

تجلس حلا فى غرفتها شاردة الفكر صامته الملامح فتنظر إليها عبلة فى دهشة متسائلة

عبله : مالك يا حلا ساكته ليه حتى ما قولتليش رأيك فى الخاتم إللى بابا أشتراهولى ؟

فتتنهد حلا وترسم على شفتيها أبتسامة باهته وتجيب عليها قائلة
الخاتم جميل مبروك

عبلة: الله يبارك فيكى بس بجد مالك؟

حلا: هيكون مالى يعنى ..ما فيش بفكر فى حالى 

عبله : هو ده برده حال واحده خطوبتها فاضل عليها يومين . المفروض تكونى مبسوطه وتنزلى تجيبى فستان الخطوبه كمان

حلا : مبسوطه هنبسط على أيه؟ على جوازه أنا رفضاها ...ولا هنبسط أن أهلى رافضين حتى أنهم يسمعونى وأصدروا أوامرهم بالموافقه على انسان ما فيش أى قبول منى من ناحيته ولا حتى بطيق أسمع صوته

عبله: يا ستى بكره هتاخدى عليه معظم البنات بتجوز بالطريقه دى وبعدين يعنى إللى حبوا خادوا أيه . ولا أقولك أنا خادوا أيه ...خادوا عذاب وألم ومراره من خيانه وغدر الحبيب إللى طلع فى الآخر ما يستحقش دمعه واحده بكيتها عليه . مع أنى كنت راضيه أنى أعيش معاه فى أوده فوق السطوح ولا كنت عايزه غير مرتبه ننام عليها وطبليه ناكل عليها تصدقى وبعد كل ده هو كمان إللى سابنى وراح أجوز واحده ألمانيه قد أمه عشان هتديله الجنسيه وهتشغله فى ألمانيا . آدى يا ستى إللى نابنى من الحب 

حلا: لاه يا عبله مش معنى أبداْ أنك حبيتى الشخص الغلط مره أن العيب فى الحب .

مع أنى عمرى ما فكرت أنى أجوز عن حب ....أنا كل إللى كنت عايزاه أنى أجوز انسان فينا حاجات مشتركه يكون صحبى نفكر مع بعض نكلم سوى فى كل المواضيع إللى تهمنا أحس أنى سعيده وأنا معاه ....ما أملش أبداْ من الكلام معاه ...عارفه أحس وأنا وياه أنه حبيبى وجوزى وأخويا وصحبى حتى كمان أحس أنه ابنى .هو ده الأنسان إللى أنا عايزه أجوزه يا عبله فهمتينى 

فتحدق عبله فى وجهها بدهشة ثم ترد عليها قائلة

ما أخبيش عليكى ما فهمتش حاجه . أصل أنا غيرك أتربيت من غير أب وكنت دايما بشوف الخوف فى عين أمى من بكره . ما كانشى عندى وقت أفكر ذيك كده حتى الانسان إللى حبيته كان جارى فتحت عينى على الدنيا لقيت نفسى بلعب معاه وبكبر معاه وحبيته وحبنى بس عمرى بقى ما فكرت فى الكلام إللى قولتيه ده جايز لو كنت أتربيت ذيك فى بيت بين أبويا وأمى وعيشه مرتاحه وأستقرار وطلباتى كلها مجابه كنت فكرت ذيك كده .

فتبتسم حلا أبتسامة باهته وترد على عبلة قائلة

ضحكتينى يا عبله وأنا ماليش نفس أضحك ... هو أنت فاكره أننا كنا عايشين حياه أسريه سعيده بين أب وأم بيحبوا بعض والأسر دى إللى بتفرج عليها فى التلفزيون أو بنقرى عنها فى الروايات . يا حبيبتى أنت هتشوفى بنفسك أحنا هنا كل طرف متناقض مع الطرف الثانى بابا طول اليوم فى المعرض لإما مسافر وماما ست طيبه من بتوع زمان كل إللى بتفكر فيه هناكل أيه النهارده وهجوز البنات وهشوف أولادهم أمتى وعزه واحده كارهه حياتها ولا راضيه عن جوزها مع أنها هى إللى وافقت عليه وبصراحه عز رجل طيب جدا وبيحبها ومستحملها بس هى دى عزه طول عمرها ما بترضاش عن حالها ولا عاجبها حاجه ومطلعاه على الغلبان جوزها وأنا ذى ما أنت شايفه مجبره أنى أجوز انسان ما بطيقهوش ولا قادره أعترض لأن ما حدش أصلاْ راضى يسمعنى ... أما بوسى بقى فهى فى التراوه رسمى كل إللى بتفكر فيه المرايا والموضه وجمالها وآيه لسه صغيره فتحت عينها على الدنيا لقت طارق بيحبها وهى بتحبه لسه بريئه ما أتعرفتشى على الدنيا عالمها مقتصر على طارق وصحبتها وخلاص ...هى دى يا عبله الأسره إللى بتحسدينى عليها صدقينى ما تفرقشى كثير عن حالك بالعكس يمكن بالنسبالك كانت والدتك بتهتم بيكى وكنتى كل عالمها . هنا بقى كل واحد بيهتم بنفسه لأن كل واحد مختلف عن الثانى .

عبله : جايز بس لسه برده عند رأيى كفايه أنك أتربيتى بين أب وأم وعيشتى فى المستوى ده .مش فى شقه فى حته شعبيه وعايشه على مبلغ صغير بيبعتوا أبوكى كل شهر مع جوز بنته يا دوبك كان بيكفينا بالعافيه.

حلا: بصى يا عبله أنا عندى قناعه أن كل واحد دايما بيبص على حال غيره بأنه أفضل من حاله.

فى دخلة آيه عليهما وهى تبكى قائلة
ألحقينى يا حلا.

بينما كانت مى تجلس فى غرفتها تتصفح أحدى مجلات الموضه حتى يرن هاتفها المحمول فتنظر إلى الرقم فى دهشة قائلة


أيه ده محمد......................
....؟؟؟؟؟؟

الحلقة السادسة عشر من دنيا مدينة نصر


يصيح محروس قائلاْ بجد طب هو كويس؟ يعنى الدكاتره قالوا أيه؟ طمنى يابنى وحياة والدك....خلاص أحنا هنحجز على أول طياره وهنكون عنده . شكراْ يابنى ربنا يطمنك وأنا طبعاْ مش هوصيك خالى بالك منه وأحنا على طول أن شاء الله هنكون عندكم.

الكل ينظر إلى محروس فى ترقب فتسأله زينب فى لهفة قائلة

خير يا حاج طارق فاق وبقى بخير طمنى الله يخليك

محروس: الحمد لله صاحبه قالى أنه لسه فايق من الغيبوبه دلوقتى وعمال ينده على آيه .تقريباْ لأنها كانت آخر واحده معاه على التليفون ساعة الحادث عقله لسه بيفكر فيها . المهم دلوقتى أنا هسافر ليه .

فتدخل عليهما والدة طارق قائلة وأنا كمان هسافر معاك أنا جواز السفر بتاعى جاهز طارق حبيبى كان مجهزهولى عشان الحج 

محروس : مع أنى ما أحبش أنك تتعبى نفسك أصله سفر بعيد دى كندا فى آخر بلاد المسلمين بس خلاص مادام ده هيريحك ياله حضرى نفسك لحد ما أسأل أيه أجراءات السفر وهنحتاج فيز ولا أيه النظام . ثم ينظر إلى مجدى قائلاْ 

معلشى يا مجدى يابنى أنت شايف الظروف وبصراحه أفضل نأجل قراية الفاتحه شويه لحد ما نطمن على طارق خليها لبعد ما نرجع من السفر معلشى يابنى أنت بقيت واحد مننا دلوقتى وأكيد هتقدر الظروف

يشعر مجدى بالضيق ولكنه يتظاهر بالموافقة قائلاْ

آه طبعا ....طبعا ودى عايزه كلام وأنا بعد إذنك هبقى أتصل كل يوم فى البيت عشان أطمن عليهم فى غيابك ما أحنا خلاص بقينا عيله ولا أيه؟

محروس طبعاْ طبعاْ

بينما كانت آيه تجلس فى حجرتها منهارة تحتضن صورة طارق والدموع تنهار من عينيها وهى تردد بصوت هائج حزين قائلة

سامحنى يا طارق ......سامحنى يا طارق

فتدخل عليها مى وهى تشعر بالذنب وتنظر إليها فى تأثر وتقترب منها وهى لاتعرف كيف تبدأ معها الكلام ثم تجلس أمامها وتنظر إليها قائلة

أنا آسفه يا آيه أنا بجد حاسه بالذنب وأنى أنا السبب فى كل إللى حصل أرجوكى سامحينى مع أن أنا مش قادرة أسامح نفسى خالص 

فتنظر إليه آيه بعينيها الباكية قائلة

ربنا يسامحنا كلنا ويقف مع طارق ويشفيه يارب ....أنا لو حصله حاجه هموت.... بجد الموت عندى أفضل .دا فاق من الغيبوبه وهو بينده عليه يا مى ....ثم تكمل بصوت باكى قائلة أنا السبب فى إللى حصله أنا السبب

فتحاول مى تهدئتها قائلة

آيه حبيبتى أهدى حرام عليكى كده دا نصيبه كل شئ مكتوب علينا ولازم هنشوفه المهم دلوقتى أنه يقوم بالسلامه والحمد لله باباكى قال أن صاحبه طمنه وأهو باباكى هيسافر مع خالتك وطارق هيجى معاهم وهتطمنى عليه بنفسك

آيه: كان نفسى قوى أروح معاهم بس بابا مارضيش قالى لسه أقبال ما أطلع جواز سفر هاخد وقت وهما مستعجلين على السفر . حاسه بالعجز وأنا هنا وهو بعيد عنى حاسه بيه بيتألم وأنا بعيده آخر حاجه كنت أتوقعها أن هيجى يوم طارق هيكون فيه محتاجلى وأنا بعيده عنه ولا قادره أساعده ...أحساس صعب قوى يا مى صعب قوى ....قوى.

فتقوم مى بضم آيه بين ذراعيها وهى تحاول أن تخفف عنها قائلة

إن شاء الله طارق هيكون كويس وهيوصل بالسلامه وهتشوفيه وهتقفى جمبه وربنا هيشفهولك لأن طارق شاب محترم وأكيد ربنا هيقف معاه...... إن شاء الله هيقف معاه.

بينما كان محروس يجلس على مكتبه فى المعرض يفكر مع نفسه حتى فجأه يجد عبله تقف أمامه وهى تبتسم قائلة

بتفكر فى أيه كده وشاغل بالك ؟؟؟؟ 

محروس: عبله أنت أيه إللى نزلك هنا ؟ فى حاجه؟

عبله : أبداْ حسيت بيك كده على الفطار كنت مشغول وسرحان مع نفسك فقولت أكيد فى حاجه شغلاك فحبيت أطمن عليك...ثم تنظر إليه متسائله ما هو أنا بنتك وليه الحق أنى أقلق عليك ولا أيه؟؟؟؟

محروس: ياه يا عبله أنت الوحيده إللى خادت بالها أن فى فعلاْ حاجه شغلانى.

فتتسع أبتسامة عبله قائلة

لأنى بنتك من لحمك ودمك هما كلهم مشغولين دلوقتى بطارق بس أنا بقى مشغوله بيك أنت 

محروس: والله فيكى الخير

عبله : هاه قولى بقى أيه إللى شاغلك جايز لما نفكر سوى أقدر أساعدك

محروس: لاه دى مسأله كده بخصوص الشغل 

عبله: طيب كويس أنها بخصوص الشغل لأن فى أحتمال كبير فعلاْ أنى أقدر أساعدك
ينظر إليها محروس فى دهشة متسائلاْ

أشمعنى ؟

عبله : أنت نسيت أنى كنت بشتغل وكنت دايسه فى السوق يعنى عندى خبره وبعدين نظام السوق معظمه واحد بس بيختلف بس فى أنواع البضاعه

محروس: طيب حيس كده بقى المشكله أن المفروض بعد أسبوع أنى أستلم شحنة عربيات جديده لسه واصله من اليابان والمفروض أنى كنت هستلمها بنفسى من المينا بس طبعا أنا هسافر بعد بكره عشان طارق وبينى وبينك عز جوز اختك لخمه وخايف ليبوظ الدنيا ويعكها وهو أصلاْ بيغرق فى شبر ميه وأنا محتار ولا منى قادر على تأجيل سفرى عشان طارق الغلبان إللى مرمى لوحده فى المستشفى ده ولا منى قادر على تأجيل موعد أستلام الشحنه دى مواعيد وأتفاقات ولازم تحترم وفيها غرامات وخراب بيوت والبديل الوحيد إللى أدامى هو عز ودا حل فى مخاطره كبيره قوى 

فتتسع أبتسامة عبلة قائلة

شوفت بقى أن كلامى معاك هيجيب نتيجه أزاى أولاْ يا أحلى أب فى الدنيا ماتشيلشى خالص هم أستلام الشحنه أدينى أنت بس كراسه المواصفات وأنا هذاكرها كويس وأنا بنفسى هروح أستلمها من المينا هيكون عز معايا مجرد شيال شنطه بس طبعا هحتاج توكيل منك عشان أقدر أمضى وأخلص كل الأجراءات بنفسى 

فيحدق محروس فى وجهها بدهشه متسائلاْ

وأنت هتفهمى فى الكلام ده يا عبله؟

فتجيب عليه عبله بكل ثقة قائلة

طبعاْ هفهم ما أخبيش عليك فريد كان معظم شغل المصنع راميه عليه ماهو كان بيستجدعنى وطبعاْ هو كان عايز يجوزنى ليه ما هو عشان شطارتى

يتعصب محروس قائلاْ

ماتجبليش سيرة الموضوع ده بيعصبنى أنا ما صدقت نسيته.

فتضحك عبلة قائلة فى مكر

خلاص بقى يا بابا يا قمر أنت ..كانت غلطه . المهم دلوقتى أدينى بقى كراسة مواصفات العربيات وحالتها عشان أراجعها كويس وأكون عارفه أنا بستلم أيه بالضبط وأقارنها بالشحنه إللى هستلمها وأوعدك أن كل شئ هيتم كأنك كنت موجود بالضبط وطبعا هتابعنى بالموبايل هى التكنولوجيا سابت حاجه دلوقتى 

فينظر إليها محروس فى أبهار قائلاْ

لأول مره أحس أن ربنا أدانى الولد إللى كان نفسى فيه

عبله: طبعا وأجدع ولد كمان وهتشوف بنفسك

بينما كان محمد يجلس فى غرفته سارحاْ يفكر فى مى يتذكر ملامحها الملائكيه ضحكتها الصافية صوتها الرقيق فيقوم بالأستماع إلى أغنية أم كلثوم فات الميعاد وبقينا بعاد . 

فتدخل عليه والدته وهى تنظر إليه فى ضيق وهى لا يروق إليها حال ابنها قائلة

وبعدين يا محمد هدنك على الحال ده كثير.... يابنى ياحبيبى هو أنت غاوى تغلبنى معاك

فيقوم محمد بإيقاف الأغنيه وينظر إلى والدته قائلاْ خير يا أمى مالى.... أيه إللى ماعجبكيش فى حالى ؟

والدة محمد: قول أيه إللى عاجبنى وبعدين أنا قولتلك هنروح النهارده نسلم على الحاج محروس قبل ما يسافر وسيادتك لسه ما لبستش لحد دلوقتى 

محمد: ييه أنا بصراحه ماشايفشى أى لزوم للزياره دى .أحنا لسه ما فيش أى شئ رسمى بينا عشان نروح نسلم عليه

والدة محمد: أزاى بقى يا محمد احنا بينا كلمه ويعنى شبه متفقين على كل حاجه . ثم تخرج من جيبها علبة قطيفه صغيره وتفتحها لتريه مابداخلها قائلة

شوفت بقى أشتريت امبارح الخاتم الجميل ده عشان تهديه لخطيبتك البنات يا حبيبى بيحبوا الرجل إللى يجيبلهم هدايا 

فيتذكر محمد كلامه مع مى

محمد: تحبى أجيبلك هديه أيه معايا وأحنا بنزوركم أنا طبعا كان نفسى أجيبلك حاجه مفاجأه بس خوفت لأنى الحقيقه ما بفهمشى فى حاجات البنات قوى وبصراحه عايز أجيبلك حاجه تفرحى بيها

مى: يا محمد أنا بجد مش عايزه حاجه أنت هديتى وكفايا عليه قوى كمان بجد سعادتى الحقيقيه أنك تكون سعيد معايا هو ده إللى أنا بتمناه

تلاحظ والدة محمد سرحان ابنها فتحدثه قائلة

رجعنا للسرحان ثانى 

يتنبه محمد لكلامها قائلاْ

خير يا أمى بتقولى أيه

فتمط والدته شفتيها قائلة فى ضيق أبداْ هقول أيه يعنى عجبك الخاتم

محمد: المهم يعجب العروسه 

والدته : لاه هيعجبها دا خاتم غالى يستاهل صابعها بس ياله بقى ألبس عشان مانتأخرشى على الناس

محمد: أمرى لله لما نشوف آخرة إللى أحنا فيه ده أيه

والدته: آخرته كل خير طبعاْ إن شاء الله

وفى النادى تجلس مى وحدها وهى تقرأ فى أحدى الروايات حتى تقع عينيها على تامر وهو يجلس مع أصدقائه على أحدى الطاولات القريبة منها فتندهش متسائلة

غريبه تامر هنا من أمتى؟؟؟ ومحاولشى حتى أنه يسلم عليه أيه يكون زعل منى بجد وخلاص ماهيكلمنيش ثانى ؟؟؟؟ وطب أنت أيه إللى مزعلك ماهو ده إللى أنت كنتى عايزاه . يووه بقى والله منا عارفه بس ما أحبش أنه يزعل منى هو بصراحه كان لطيف جداْ معايا وما كنتش أحب أنه يزعل من طريقتى معاه. مى بقولك أيه ريحى دماغك وروحى أحسن أنت ولا ناقصه تامر ولا أى حد دلوقتى بس برده هو زعلان منى بجد طب أروح أكلمه ...ييه أنا هروح أحسن. وتقوم بلم حاجتها ومغادرة النادى.

بينما كان تامر يراقبها بعينيه من مكانه ولم يغفل عنها حتى أختفت عن ناظريه تماماْ.

بينما كان يجلس عز مع زوجته عزه على مائدة الغذاء يتحدث معها عما حدث فى المينا

عز: بصراحه عبله كانت ولا أجدع رجل ولا كأنها كانت مولوده فى المينا لو شوفتيها وهى بتكلم مع موظفين الجمارك وتفاصل معاهم لحد ما قدرت تخرج الشحنه من غير أى خساره لاه بجد تصدقى ولا الحاج محروس نفسه كان يقدر يعمل إللى هى عملته بنت جدعه بجد

تشعر عزه بالغيرة قائلة فى ضيق

يا سلام وهى أصلاْ دى كانت شغلانه ما أى حد كان يقدر يعمل كده

عز : لاه شغل المينا مافيش أى حد يقدر يخلصه بالساهل دا بيحتاج ناس مخلصه ودايسه فيه كويس

عزه: وهى ياعنى ست عبله كانت دايسه فيه دى كانت شغاله فى مصنع ملابس وبعدين أنت أزاى تسمح أنها تعمل كل حاجه لوحدها أهى دلوقتى هتبان أدام بابا أنها هى إللى خلصت كل حاجه

عز: ماهى دى الحقيقه ياعزه أنا فعلا كل إللى عملته أنى كنت بوريها السكه والموظفين وهى إللى كانت بتتصرف فى كل حاجه

فتصيح فيه عزه بسخريه قائلة

يافرحتى بيك ياسبع البرومبه أهى دلوقتى أكيد هتخلى بابا يشغلها معاه وأكيد الهانم راسمه أنها تبقى الكل فى الكل ماهو طبعا ماهى بنت سميه إللى رسمت قبل كده على بابا وعرفت تخليه يرمينا كلنا زمان عشان خاطر عيونها والهانم طبعا طالعه لأمها والله أعلم راسمه على أيه بقى . لكن لاه وحياة أمى إللى لسه عايشه على وش الدنيا لأكون مفتحلها قوى ولو كانت هى بنت سميه أنا بقى عزه وهنشوف مين إللى هيضحك على مين فى الآخر

يحدث نفسه عز وهو ينظر إلى عزه فى غيظ قائلاْ

والله البنت غلبانه أنت بس إللى نيتك سوده بس هقول أيه هو الطيب كده لازم ينداس فى عالمنا ده ربنا يلطف بينا

تجلس آيه فى حجرتها حائرة قلقة تمسك تليفونها المحمول بين يديها تنتظر مكالمة من طارق أو حتى والدها حتى يطمئنها على طارق حبيبها

فتدخل عليها حلا وهى تنظر إليها فى تأثر قائلة

هدنك على الحاله دى كثير

فتجيبها آيه بصوت حزين قائلة

لحد ما أطمن على طارق وأسمع صوته بنفسى أنا عايزه أفهم ليه طارق ما بيكلمنيش بنفسه طالما الحمد لله فاق من الغيبوبه حتى صوت خالتى قلقلنى أكثر وأنا بكلمها حاسه كده أن فى حاجه مخبينها عليه وطارق إللى ما كلمنيش خالص ده ..معقوله أنا كنت فاكره أنه أول ما هيفوق هيكلمنى على طول وبعدين بجد ما أعرفشى ليه مش مصدقه موضوع أنه تعبان ولا قادره يكلم عشان كده مابيكلمنيش أنا خايفه قوى يا حلا ليكونوا بيضحكوا عليه ومخبين مصيبه عنى .

حلا: إن شاء الله خير بس أنت أهدى بس وبعدين ياستى ما هما خلاص راجعين مصر بعد ثلاث أيام يعنى هتشوفى طارق ذى ما أنت عايزه وهتطمنى عليه بنفسك 

آيه : ياريت يا حلا نفسى بجد أشوفه وأطمن عليه . أنا هجنن وأسمع صوته 

حلا: إن شاء الله هيقوم بالسلامه وهتجوزوا وهتخلفوا وهتكون ليكم أحلى حياة كفايا أنكم مختارين بعض وعايزين بعض.

فتنظر إليها آيه فى تأثر قائلة

وأنت يا حلا لسه برده ناويه تستسلمى لبابا وماما وهتكملى فى موضوع مجدى ده

تومأ حلا برأسها فى حسرة قائلة

وأنا بأديه حاجه ثانيه
آيه : أيوه بأديكى أنك ترفضى وتصممى على الرفض دا جواز يا حلا ومجدى الحقيقه أنا نفسى ما برتحلوش خالص وده كمان شعورك أنت يبقى أزاى هتجوزيه!!!!! 

حلا: بصوت حزين تجيب عليها قائلة

ربنا يقدم إللى فيه الخير ومين عارف بكره فيه أيه كل أملى فى بكره وأنا أملى فى ربنا كبير


وفى المطار تذهب العائلة كلها لأستقبال طارق وكانت آيه أكثرهم لهفة وشوق لرؤيته والأطمئنان عليه وما أن تلمح آيه والدها حتى تصيح فى لهفة بابا أهو وخالتى وووثم 



تصمت وقد فاجئها ما رأته ...........؟؟؟؟؟


الحلقة الخامسة عشر من دنيا مدينة نصر


تدخل والدة طارق عليهم وهى منهارة باكية تصيح قائلة

ألحقونى طارق هيضيع منى ابنى الوحيد يازينب إللى طلعت بيه من الدنيا بيضيع وأنا هنا ولا قادرة أعمله حاجه.

محروس: أهدى بس يا أم طارق وفهمينا بهدوء وقعتى قلبنا من الخضة
والدة طارق: طارق بقاله يومين ما بيتصلشى بيه وهو متعود يكلمنى فى اليوم مرتين

ثلاثه على الأقل . طبعا قلقت عليه وحاولت كثير أتصل عليه ما ردشى عليه وهو كان سايبلى نمر أصحابه إللى فى كندا روحت أتصلت بيهم ما حدش فيهم رد خالص وده إللى جننى أكثر وقولت جايز لما بيشوفوا النمره ما بيردوش عليه أكيد فى حاجه عشان كده خايفين يردوا أمال يعنى ما بيردوش ليه . نزلت وأتصلت من السنترال إللى جمبنا قامت ردت عليه واحده تقريباْ مرات صاحبه وأول ما عرفت أنى والدة طارق أتلخبطت . فسألتها عنه فقالتلى مسافر وتوهت فى الكلام بعد كده. ثم تصيح بصوت باكى ياحبيبى يابنى أكيد جراله حاجه أنا عايزه أروحله دلوقتى سفرونى لأبنى أشوفه وأشوف حصله أيه بدل منا قاعدة هنا هجنن عليه.

آيه: وأنا كمان لازم أسافر أنا ما أقدرشى أقعد هنا وطارق جايز يكون محتاجنى .

محروس: أهدوا بس كده الأول نتأكد أن فى حاجه وجايز يكون فعلا مسافر وهو بخير وأنتوا بس إللى قلقلين زياده عن اللزوم . ثم ينظر لوالدة طارق قائلاْ
هاتيلى نمرة صاحبه وأنا هكلم معاه وأعرف فى أيه ولو أستدعى الأمر للسفر هنسافر كلنا دا طارق ابنى ذى ما هو ابنك بالضبط

فتنهار آيه باكيه فتحتضنها حلا فى تأثر وتحاول تهدئتها قائلة

أهدى يا آيه أن شاء الله هيكون بخير . يارب يكون بخير

فتنظر زينب لمحروس قائلة

أتصل بقى بمجدى وخليه يأجل الميعاد للأسبوع الجاى أحنا ولا فايقين لقراية فاتحه دلوقتى ولا فينا أعصاب لأى حاجه.

فتنظر عبلة لزينب نظرة تحمل البغض تجاهها

محروس: بس على الله ما يكونوش فى الطريق أصلا ميعادهم دلوقتى وأكيد أخواته هنا فى القاهرة من بدرى

حلا: ما فيهاش مشكله لما نأجل الميعاد هو من الأصل كان المفروض يتأجل 

والدة طارق: معلشى يا حلا يا حبيبتى والله غصب عنى وبعدين أنا ما يخلصنيش نأجل قراية فاتحتك أحنا عايزين نفرح بيكى يا حبيبتى 

حلا: لاه يا خالتى ولا يهمك أن كان عليه ولا عايزاها من الأصل بس أقول أيه إللى عايزه ربنا هيكون

فيرن جرس الباب

زينب: دا أكيد هما

محروس: دى ورطة أيه دى بقى هنقولهم أيه دلوقتى ؟

والدة طارق: لاه يا جماعه مادام جم لحد عندنا عيب نمشيهم خلاص قابلوهم وأنا بعد أذنكم هدخل مع آيه أودتها أنا ما فياش أعصاب أنى أقعد وأكلم مع حد ولا هيهدالى بال إلا لما أشوف طارق أدام عينى وأطمن عليه. يقطع الغربه وسنينها ياريته كان سمع كلامى وماسافرشى على الأقل كان زمانه أدام عينى دلوقتى ومطمنه عليه

زينب: ربنا أن شاء الله هيطمنا عليه ويكون بخير

يقوم محروس بأستقبال مجدى وأخوته فى حجرة الضيوف ويستأذن منهما للحظات حتى ينده لحلا 

أخت مجدى الكبرى: يخرب عقلك يا مجدى وقعت على الناس دول منين دول شكلهم متريشين ومرتاحين قوى ودول موافقين عليك على أيه أكيد بنتهم وحشه

مجدى: لا حلوه وهتشفيها دلوقتى وبعدين أختى حبيبتى أرجوكى بلاش عنيكى الحلوه تشتغل خالى الموضوع يمشى على خير 
أخت مجدى: أخص عليك يا مجدى أنا برده هقر عليك ولا أحسدك دا أنت أخويا حبيبى
بس برده لسه مستغربه الناس دى موافقين عليك ليه 

أخو مجدى الكبير: يا سلام وماله مجدى مهندس قد الدنيا وشباب هما هيعوزوا أيه ثانى وهما شكلهم مبسوطين ومرتاحين يعنى ماهماش محتاجين فلوس يعنى من الأخر بيشتروا رجل ومجدى سيد الرجاله

مجدى: الله يخليك يا أبيه ثم ينظر لأخته قائلاْ فى غيظ
أختى حبيبتى أرحمينى وأدعى أن الموضوع يمشى ذى ما أنا راسمله بالضبط وياريت تسيبينى أنا أكلم و ما تتطوعيش كعادتك وتكلمى عنى أنا الحمد لله ليه لسان وأعرف أكلم كويس خالى الموضوع يمشى على خير 

أخت مجدى: يارب يا خويا هو أنا أكره بس برده نفسى أشوفها

مجدى : أهى جايه علينا هى ووالدتها ثم ينظر إلى أخته قائلاْ

ذى ما وصيتك 

فما أن تدخل حلا عليهما حتى تصيح أخت مجدى مهللة وتنهض لتقبلها قائلة

بسم الله ما شاء الله أيه الجمال ده بصراحه يا مجدى عرفت تختار بجد قمر

زينب: ده من ذوقك يا حبيبتى بجد نورتونا وشرفتونا بالزياره وطبعا لازم هتكرر كثير ما أحنا خلاص هنبقى أهل 

أخت مجدى : طبعا يا حبيبتى طبعا ربنا يتمم بخير

ثم تحدث نفسها فى صمت بدهشة قائلة

ياختى البت حلوه وماهياش وحشة خالص ذى ما كنت فاكره أمال أيه إللى مخليهم يوافقوا على مجدى دا ولا حيلته أبيض ولا أسود عجايب شكلك محظوظ يا مجدى مع أنك بخيل جلده ولا عمرك دخلت عليه حتى بكيس جوافه بس أقول أيه نصيب وأنت طول عمرك تعرف أزاى تحسبها صح بس المرادى الله الوكيل حسبتها صح قوى.

تجلس مى فى حجرتها تستمع إلى الموسيقى وهى تقرأ فى أحدى الروايات حتى يرن هاتفها المحمول فتنظر إلى رقم المتصل لتجده تامر فتنظر إليه وتأخذ نفس عميق متسائلة

هتردى عليه ولا لأ يا مى ؟ بس هو عايز أيه منى؟ أرد وخلاص فتقوم بالرد عليه

تامر: مى أزيك 

مى : الحمد لله خير فى حاجه يا أستاذ تامر؟

تامر: أيه أستاذ تامر دى حاسس أنها ثقيله قوى

مى: أمال عايزنى أقولك أيه؟

تامر: تقوليلى ذى ما بقولك باسمى على طول من غير ألقاب أعتقد ما فيش ألقاب بين الأصحاب ولا أيه؟

مى: بس لما يكونوا أصحاب وأنا ما أعتقدشى أننا أصحاب

يصمت تامر لحظة قبل أن يجيب عليها قائلاْ

أنا آسف شكلى مضايقك وأنا طبعاْ ما أحبش خالص أنى أسبب ليكى أى ضيق . أنا آسف مره ثانيه وأوعدك أن ده ما هيتكرر ثانى ويغلق الخط

تشعر مى بالذنب والضيق وتلقى بالهاتف جانباْ ثم تخرج صيحة ضيق قائله يووه بقى شكلى كنت مزوداها قوى ...هو أنا كنت ناقصاك أنت كمان يا تامر ما كفايا إللى أنا فيه؟؟؟

بينما كانت بوسى تتحدث فى الهاتف مع صديقتها أنجى فى غرفتها قائلة

بوسى: الجو عندنا مكهرب قوى عشان طارق ربنا يستر بقى ويكون بخير

أنجى : طب وموضوعك هتأجلوه لحد أمتى؟

بوسى : هو النهارده الصبح والدة محمد كانت أتصلت بماما وحددوا ميعاد جديد الأسبوع الجاى عشان نقرى الفاتحه وننزل نشترى الشبكه بس الحقيقه ما أعرفشى بعد التطورات دى هيحصل أيه ؟

أنجى: لاه يا بوسى لازم تعملى حفله كبيره هو أنت هتنخطبى كام مره يعنى وبعدين تعزمى بقى كل أصحاب محمد وخصوصاْ تامر

بوسى : يا سلام وأشمعنى تامر يعنى

أنجى : كده يا بوسى أخص عليكى يعنى ما تعرفيش دا خطوبتك هتكون فرصه كويسه أنى ألاقى فرصه أكلم معاه وجايز بقى أقدر أوقعه ويحبنى ياه يا بوسى دا لو حصل هيبقى هو ده إللى هتخطبله على طول من غير تردد.

بوسى: أنت غريبه يا أنجى أمال الثانين إللى أنت مربطه معاهم دول أيه؟

أنجى : هما كويسين بس برده ما حدش فيهم مالى عينى قوى . بينى وبينك هو تامر ده إللى عينى عليه أما الباقى فلو يعنى حبكت هبقى أشوف أفضل واحد فيهم وأوافق بقى أنى أتخطبله وخلاص

بوسى : طب ما أستنى أنا كمان جايز يجيلى حد أفضل من محمد ده بينى وبينك بصراحه أنا ولا مبسوطه بيه ولا حاجه 

أنجى : يا حبيبتى أنت ما ينفعشى تستنى لأنك ما عندكيش فرصه أنك تختلطى بالناس ولا أهلك سايبينك على راحتك تخرجى وتروحى وبعدين بصراحه أنا لو كان محمد أتقدملى كنت هوافق واحد غنى وابن ناس يعنى كويس ما فيهوش عيب أى حاجه ثانيه بقى تقدرى أنت تغيريها براحتك وزمان قالوا جوزك وعلى ماتعوديه ومحمد ده واحد خام يعنى هيتشكل معاكى بسهوله يعنى أنت وشطارتك

بوسى: تتنهد قائلة

ياله أهو أرحم من غيره على الأقل أفضل من مجدى وأن كان على ستايل لبسه وحياته أنا هغيره ذى ما أنا عايزه وأول حاجه هبدأ بيها هى ست والدته إللى واضح جداْ أنها مسيطره عليه وأنا عشان أمشيه ذى ما أنا عايزه أول حاجه لازم أعملها أنى ما أخليش حد غيرى يكون ليه تأثير عليه حتى والدته.

تجلس عبله وحدها فى حجرة حلا وتقوم بفتح حقيبتها وتخرج منها صورة والدتها وما أن تقع عينيها عليها حتى تنهار باكية وهى تصيح بصوت باكى قائلة

سامحينى يا أمى ياحبيبتى سامحينى ..... آه سبتينى لمين بس..... سبتينى لناس ولا حاسين بيه ولا بوجودى ولا حاسين بالنار إللى فيه قايده وأب ولا حتى حاول أنه ياخدنى فى حضنه ويواسينى على بعدك يا حبيبتى ...آه يا ماما أكيد أنت حاسه بعذابى دلوقتى ...يا حبيبتى يا أمى عيشتى غريبه وموتى غريبه ثم تصمت للحظات وهى تفكر مع نفسها والدموع تنهمر من عينيها قائلة
بس أنا لازم أفوق لنفسى وكفاية لحد كده ولا هسمح أنى أعيش غريبه ويضيع منى حقى كفايه لحد كده يا عبله إللى بيستسلم للظلم يبقى يستحق أنه يتظلم وأنا أتظلمت كثير ولا هسمح أنى أتظلم ثانى ..أنا هعرف أخذ حقى كويس وهعرف أزاى أدفعك يا بابا ثمن السنين إللى فاتت .. ولا هسمح أنى أكون ضحيه ثانى لاه من النهارده هكون قويه وهقدر أعرفكم كلكم مين هى عبله إللى أتظلمت من كل إللى حوليها وأقرب الناس ليها وأولهم أنت يا محروس بيه يا بابا يا معلم يا كبير قوى أنا ليه حق عندك وحقى ده كبير قوى ومهما دفعت ولا هتقدر توفيه دينك كبير قوى يا حاج محروس وأنت يا زينب هانم دينك ذيه بالضبط ومهما دفعتوا هدنكم مديونين لأن دينكم ليه مالوش آخر...وجاه الوقت أنكوا تبتدوا تدفعوا وده هيكون على أديه أنا .....أيوه على أديه أنا.

بينما كان مجدى واخوته لا يزالون فى حجرة الضيوف يتحدثون مع حلا ووالدتها

مجدى: والله كان نفسى أجيبلك يا حلا أحلى هديه معايا النهارده بس قولت بقى تكونى معايا أحسن وتنقى هديتك بنفسك أصلى بصراحه أخاف ذوقى ما يعجبكيش وقولت الكلام ده لأختى حتى أسأليها

زينب: أزاى بقى ما يعجبهاش يا مجدى دا أنت كلك ذوق 

مجدى : والله يا ماما أنت إللى مخليانى أتمسك بالموضوع ده أنه يتم أصل بصراحه ما فيش حمى فى الدنيا بالطيابه والذوق ده كله وذى ما قولتلك قبل كده بحس أنك والله أحن عليه كمان من الست والدتى الله يرحمها

زينب : وأنت يا مجدى بجد بعتبرك ذى ابنى وبعدين يا حبيبى ولا تحط فى مخك موضوع الهدايا ده أنت هديتنا ولا تكلف نفسك خالص ويكون فى علمك لو أشتريت أى حاجه هزعل منك الأهم عندنا أنك تصون حلا وتحطها فى عنيك

مجدى : طبعا طبعاْ هو أنا هيكون ليه بركة إلا هى 

أخت مجدى تحدث نفسها فى صمت قائله

ولا قولتلى ولا حاجه بس أقول أيه طول عمرك شاطر فى الكلام ولا يتخاف عليك أبداْ والناس ذى ما أنا شايفه فرحانين بيك قوى مع أن العروسه من ساعة ما قعدت ولا فتحت بقها بكلمه بس واضح أن والدتها طايره بيك ومادام حماتك راضيه عنك يبقى يا سعدك ما هو طبعا مفتاح أى جوازه رضا الحمى وهى راضيه وأربعه وعشرين قيراط كمان.

فيدخل عليهما محروس قائلاْ

معلشى يا جماعه أتأخرت عليكم أصل فى ظروف كده مش ولابد فمعلشى بقى هنقرى بس كده الفاتحه النهارده ونبقى نحدد يوم بعدين لشرا الدبل معلشى الظروف حكمت

مجدى : خير يا حاج قلقتنى وبعدين أنا بقيت ذى ابنك دلوقتى وأحب أنى أطمن 

محروس : والله أنا لسه متصل بناس فى كندا دلوقتى وعرفت أن طارق ابن اخت الحاجه وخطيب آيه بنتى فى المستشفى عمل حادثه وهو فى غيبوبه دلوقتى بقاله يومين وأعتقد أننا هنسافرله عشان نتابع حالته هناك لأن حالته ما تسمحشى خالص بالسفر 

زينب : تصيح فى ذعر يا حبيبى يا طارق هى أمه عرفت 

محروس: أنا لسه ما قولتلهاش ولا هقدر أقولها هسيبلك أنت بقى الموضوع ده أنتى وحلا والمشكله الثانيه فى آيه كمان دى منهاره فى أودتها ولا عارف أزاى هنقولها

حلا: أنا هقوم أروحلها وهحاول أقولها وربنا يقويها

مجدى ينظر إلى أخته فى ضيق ويحدث نفسه قائلاْ فى غيظ

شكل عنيكى أشتغلت أنا كنت عارف من الأول أنك مش هترتاحى ولا هيهدالك بال إلا لما تنبرى فيها سرك باتع الحقيقه.

فيرن هاتف محروس المحمول فينظر إلى الرقم قائلاْ

ربنا يستر دا رقم صاحب طارق يارب يكون خير ويقوم بالرد عليه


والكل يترقب فيصيح محروس قائلاْ..........؟