الاثنين، 9 يونيو 2008

الفصل الثاني عشر

فى صباح اليوم التالى أستعدوا جميعاْ للسفر إلى الأقصر وكالعادة ترتسم معالم السعاده على ملامح مريم وحسين وكأنهما طفلين يمرحان فى سماء الحياه الواسعه وكأن العالم لا يوجد فيه سواهما يمتلكانه ويملآنه حب ومرح وسعاده.
ورنين كالعاده تجلس وحدها تراقب ما تشاهده وكأنه فيلم سينيمائى لا واقع يحيا أمامها فهى لا تصدق ماتراه. ولكن هناك شعوراْ خفياْ كأنه صوت يناديها قائلاْ لا يجب أن تصدقى فهدا هو الحب .
فتسير وحدها تفكر فى حالها وما وصلت إليه متسائله هل أخطأت فى شئ ؟ ولكن ما الفائده فلن يفيد دلك شيئاْ فلن يغير الواقع فهى الآن وحدها عادل يجلس أمام جهاز الكمبيوتر يتابع أخبار البورصه وهى هنا وحيده تفكر حتى أعياها التفكير فتجلس أسفل شجره تسند رأسهاعليها وتسلم نفسها للأحلام تلك الأحلام التى كثيراْ ما سخرت منها فى الماضى وظنتها أوهام لا وجود لها فى عالم الواقع ولكن ما كان بيديها شيئاْ فلقد تربت فى منزل لم يعرف الحب طريقه يوماْ .فهى لم تراه أو تعرفه حتى تؤمن بوجوده وتنتظره.
فتأخد نفس عميق ينم عما بداخلها من حيره وألم وتغمض عيناها مستسلمه للأحلام عسى أن تهرب إليها من الواقع الدى تحياه وحدها حتى تسمع صوت يحدثها قائلاْ
هل من عاقل يترك كل هدا الجمال وحيداْ هكدا؟؟؟؟
فتفتح رنين عينيها لتجد نفسها أمام شاب يبدو فى بدايه الثلاثين من عمره وسيم جداب دو أبتسامة ساحره وعينان جريئتان على أستعداد للإيقاع بأى فتاة تقف فى طريقها وكأنها ساحر يعرف كيف يسحر العقول .
فتحدق رنين فى وجهه بدهشه وقد تاه منها الكلام حتى أنها لم تنطق بكلمه واحده .
حتى فوجئت به يهم على أن يجلس أمامها ونظراته متجهه نحوها وكأنها سهاماْ تخترق جسدها بلا هواده.حتى أستطاعت رنين أن تستجمع قواها وشتات أفكارها فتحولت ملامح الدهشة إلى غضب ونظرت إليه فى أحتقار قائله
بصوت غاضب من الأفضل لك أن تنصرف الأن قبل أن يعود زوجى وفى تلك اللحظه لن أستطيع أن أخمن مادا يمكن أن يفعل بك.
فيبتسم فى سخريه وكأنه يقول لها أنه لا يعنيه فى شئ إن كانت متزوجه أم لا فتلك المسائل لا تفرق معه كثيراْ.
فيرمقها بنظراته الجريئه قائلاْ فى غزل معه حق فمن يرى من يحاول أن يقترب من هدا الجمال فلن يملك سوى أن يفترسه حياْ ولكن العيب عليه هو كيف له أن يترك زوجته وهى بهدا الجمال هكدا وحيده فياله من شخص أحمق.
فتزداد دهشه رنين من جرأته الزائده عن الحد فلا تجد مفر من مغادره المكان فتمسك بحقيبه يدها وتهم على الوقوف ولكنها تفاجأ بأنه يمسك يديها قائلاْ بتلك السرعه.
فتنظر إليه رنين فى غضب وهى تقول له بلهجه ثائره ادا كنت تظن أننى لن أستطيع أن أجعلك تخجل من نفسك وتندم حتى على أنك قد فكرت فى الأقتراب منى فأنت مخطئ. لأننى أجيد التعامل مع أمثالك من التافهين جيداْ.
وتتركه وحده مصدوماْ يحاول أن يستوعب ما قالته بهده الثوره فهو لأول مره تعامله أمرأه بتلك الطريقه وتصده هكدا ومن تجرؤ على دلك وهو خالد الشايب ابن عضو مجلس الشعب المشهور صاحب أكبر الشركات الإستثماريه فى البلد كل دلك بخلاف مايتمتع به من وسامه وجادبيه قد ورثهما عن والدته الأيطاليه لا تستطيع أى فتاه مقاومتهما بسهوله.
وتعود رنين لغرفتها بالفندق لتجد زوجها نائماْ فيصيبها الضيق والحنق عليه فكم تود الصراخ فى وجهه الآن قم تحرك أشعرنى بأنك موجوداْ فى حياتى وأنك زوجى أفعل أى شئ تشاجر معى أصرخ فى وجهى. لا تكن هكدا كالتمثال البارد ولكن ما الفائده؟ فهى لا تملك غير الصمت والإستسلام لهدا الملل الدى يتسلل إلى حياتها ويسيطر عليها.
فقد كانت من قبل تود الهرب من حياة الشجار والخلافات والآن تود الهرب من الملل والرتابه ولكن لا مفر فقد كتب عليها القدر الحرمان من السعاده ولا بيديها شيئاْ إلا الأنتظار فقد يكون للأيام رأيا آخر ويحمل لها القدر مفاجأه قد لا يستوعبها عقلها . أما الآن فهى لا تملك سوى الأنتظار فلا فائده من غضبها فلن يجنى عليها سوى الألم والحزن وهدا ما لاتريده.
وفى المساء أتجهوا جميعاْ لتناول طعام العشاء فى أحدى المطاعم وأخدوا يتبادلون الحديث والمزاح
حتى فجأه تلمح رنين دلك الشاب مجدداْ وهو يدخل الكازينو فبدون أن تشعر شعرت بتوتر وقلق وهى تحدث نفسها متسائله أليس هو ؟
نعم ولكنه يبدو أكثر وسامه وأناقة عن الصباح فقد كان خالد يرتدى بدله أنيقه تحمل اسم أحدى الماركات العالميه فقد بدا وكأنه نجم سينيمائى عالمى خاصه وقد كان على جانبيه رجلين ضخمين الجثه يبدو أنهما حارسيه الخاصين به .وهاهو يجلس على أحدى الطاولات المواجهه لرنين وما أن لمحها حتى رفع كأسه ليحييها فتحمر وجنتها خجلاْ وتنكس رأسها وكأنها أرتكبت حماقة للنظر إليه فتحاول أن تشغل نفسها بأى شئ حتى لايلاحظ أحد أرتباكها
حتى يقول حسين متسائلاْ أليس هدا خالد الشايب؟
فيلتفت عادل ليراه مؤكداْ نعم هو فمن مثله يمتلك هو وولده نصف البلد فهو حوتاْ كبيراْ لا يستطيع أحد أن يقف أمامه. فتنضم مريم إلى الحديث قائله مع أن مظهره يوحى إلى أنه شاب تافهه لا علاقة له بالعمل.
فيضيف حسين قائلاْ بل أنه أيضا زير نساء فلديه علاقات نسائيه بعدد شعر رأسه مستغلاْ مركزه ونفوده.
فيضيف عادل قائلا ْولا تنسى أيضاْ وسامته .
كل دلك ورنين تكاد أن تفقد وعيها مما تسمعه فلكم تود أن تصيح فيهما كفاكم كلام عنه. أن يرحموها من سيرته فهى لازالت واقعه تحت تأثير عينيه الجريئتين وكأن سهام نظراته قد أخترقت عقلها وقلبها وروحها فأصبحوا جميعاْ أسرى إليه.
ولكن ما هدا الهراء يجب أن تفق من هدا الوهم ولا تستسلم لهدا الشعور فهى متزوجه ولا فائده من الانسياق وراء شعورها هدا فلن يجنى عليها دلك إلا العداب والألم.
أما خالد فما أن وقعت عينيه على رنين وهو لم يرفعهما عنها فهى الفتاه الوحيده التى قابلها وعاملته هكدا فظل يرمقها بنظرات متفحصه متسائلاْ من أنت؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: