الاثنين، 9 يونيو 2008

الفصل السابع

تقف مريم أمام المرآه وقد بدت فى أبهى زينتها والتاج الأبيض والطرحة تنر وجهها دو الملامح الهادئه الجميله حتى تدخل عليها رنين ومظاهر الفرحه والسعاده ترتسم على وجها وكأنها أسعد واحدة بهدا اليوم. فهى حقا تحب مريم فهى مرتبطة بها أكثر من أرتباطها بأسرتها فقد وجدت فى علاقتها بها عوضا لها عن جفاء العلاقة بينها وبين أخوتها. فمريم بالنسبه لها اختها وصديقتها الحميمة فرنين ليست فتاه جامده المشاعر بل أن بداخلها كم كبير من المشاعر والأحاسيس الفياضه ولكنها لا تحب أن تعترف بهده المشاعر والأحاسيس لأنها تراها دائما سبب فى الضعف وهى تكره أن تكون ضعيفه .فهى لا تحب أن تجد نفسها صورة من والدتها فقد جعل منها الحب ضعيفه مستسلمه وهى تكره الحب والأستسلام. وهدا ما كان دوما يجعلها تسخر من مشاعر مريم فمريم تمثل بالنسبه لها صورة من مشاعرها المكبوته بداخلها فرنين بداخلها متعطشه للحب ولكن عقلها يرفض هدا الحب ولدلك فهى دائما كانت تنجح فى كبت تلك المشاعر ورفضها ودوما كانت تسخر من مريم وكأنها تسخر من رنين الأخرى الكامنه بداخلها.
أما اليوم فبقدر سعادتها بهدا اليوم على قدر حزنها لفراقها لصديقتها الوحيده فهى ستبتعد عنها وستعود مره أخرى لوحدتها. فما أن ترى مريم بثوب الزفاف الأبيض حتى تتساقط الدموع من عينيها وتعانقها بشده فلا تملك مريم غير البكاء هى الأخرى .
فمن كان يراهما الآن فى تلك اللحظه لن يملك غير أن تدمع عيناه على جمال هدا المنظر المؤثر فتحاول رنين أن تتماسك وأن تمسح دموعها لتحل محلها الأبتسامة قائله ما هدا الهراء هل يوجد عروسه تبكى فى ليلة عرسها !!! فتجيبها مريم بصوت باكى لا أستطيع أن أتخيل أننا سوف نفترق.
فتتصنع رنين الضحك قائله آهن لو سمعك حسين الآن فقد يظن أننا عاشقتان لا صديقتان . لا تكونى حمقاء ياحبيبتى قاليوم هو يوم عرسك فأنتى مقبله على حياة جديده كما أنه من المفترض كما يقولون أنها ليلة من أسعد ليالى العمر. أنا الآن أراكى أجمل عروس فأبتسمى وأستمتعى بتلك الليله فهى لن تعوض وهيا بنا حتى لا نتأخر فالعريس منتظر على أحر من الجمر. ومعه حق فى دلك فمن تكون عروسه فى مثل جمالك له أن يفقد عقله من سعادته فهيا بنا .
ثم تخرج تنهيده من أعماقها وهى تتأملها قائله أتمنى لك السعادة لأنكى تستحقينها ثم تضع قبلة عميقة على جبينها وتتركها وحدها تتصفح حجرتها تودع كل شئ تودع أحلامها تودع دكرياتها التى شهدتها تلك الغرفة عليها .
وهاهى تتقدم نحو حسين وهى تخطو بخطوات ثقيله نحوه وهى يتملكها الخجل فتلقى بنظره عليه فقد بدا إليها وسيما فالبدلة قد أضفت اليه وسامة وجادبيه وهو عينيه متسمرتان نحوها يتأملها والابتسامة لاتفارق شفتيه لتعلن عن سعادته فقد كانت مريم فى أجمل حالتها وكامل زينتها بثوب الزفاف الأبيض المرصع بحبات الألماظ المتناثرة على ديله الطويل والتاج مرصع بفصوص الألماظ المتلألأه على رأسها ليعكس ضيه على وجهها فيزيدها جمالا وبريقاْ هدا الوجه الجميل الهادئ بملامحه الجدابة البريئه وكأنه وجه ملاك يسكن على سطح الأرض.
وهاهى تقف أمامه وخجلها يزفها إليه فيمد يديه ليمسك يدها ويضع قبلة على وجنتها وسط تصفيق الحاضرين وتقف رنين بعيدْا والدموع متحجرة فى عينيها والأبتسامة لا تفارق شفتيها فهى تحب مريم وكم تتمنى ألا تفارقها ولكن هده هى الحياة.

ليست هناك تعليقات: