يعقد خالد حاجبيه فى دهشة متسائلاْ مادا تقصد يا شوقى؟
فيومأ شوقى برأسه قائلاْ... لاتشغل بالك أنت بتلك المسائل. الأهم الآن هل قررت متى ستسافر إلى ايطاليا؟
فيأخد خالد نفس عميق ويجيبه قائلاْ نعم ...فقد قررت السفر غداْ.
فيهم شوقى على الأنصراف قائلاْ هدا رائع حتى ننتهى من عقد تلك الصفقة . فشكرى بك الشايب مهتم بها ولا يريدها أن تضيع من أيدينا.
فيجيبه خالد بصوت واهن مشوب بنبرة حزن قائلاْ لا لن تضيع . أمانينا فقط هى التى تضيع.
فيمط شوقى شفتيه قائلاْ أمانى خالد الشايب لايمكن أن تضيع أبداْ. ثق بى أنت وسوف ترى. فأنا هنا لإزالة كل ما يعوق سعادتك ولا عليك سوى الأنتظار . وخادمك شوقى سوف يتولى أمر كل شئ. وينصرف دون أن يفهم خالد مادا كان يقصد شوقى من كلامه هدا.
تجلس رنين على الأريكه سارحة وهى تستمع إلى موسيقى هادئة . حتى يرن الهاتف فتقوم برفع السماعة لتجد خالد يحدثها قائلاْ
رنين أرجوك لا تغلقين الخط. فأنا أود أن أتحدث معك لآخر مرة .....نعم لآخر مرة. حتى لا أريد أن أسمع ردك فقط دعينى أتحدث . وستكون آخر مرة أضايقك فيها لأننى سوف أغادر مصر وقد لا أعود مرة أخرى.
تفاجأ رنين وتصمت برهة من الوقت ثم تسأله مردده ....لن تعود لمادا؟
فيأخد خالد نفس عميق ويجيبها قائلاْ سوف أسافر إلى فرع الشركة فى ايطاليا وسوف أبقى فترة حتى أشرف على سير العمل هناك وأفكر جدياْ بألا أعود مرة أخرى إلى مصر قبل سنة على الأقل وقد لا أعود أبداْ. ولن أخفى عليك فالسبب الرئيسى هو أنت.
تصمت رنين ولا ترد عليه
فيكمل خالد قائلاْ لقد فكرت مع نفسى طويلاْ ووجدت أن وجودى هنا يسبب لك العداب فأنا لا أكف عن التفكير بك ودون أن أقصد أسبب لك الكثير من الإزعاج والمضايقات وأنت لا تستحقين منى دلك. فليس دنبك أننى أحببتك وتعلقت بك فأنت ترفضين حبى هدا . ودلك من حقك وأنا أحترم رغبتك فى البقاء مع زوجك . ولن أخفى عليك كم أحسده عليك. فهو يمتلك جوهرة ثمينة حقاْ. ثم يصمت برهة قصيرة من الوقت ويكمل بصوت تدل نبراته العميقة على صدقه قائلاْ
ولكن قبل أن أغادر مصر أود أن تعلمين شيئاْ هاماْ قد لا تصدقينه ولكنها الحقيقة.....لقد تغيرت أو بمعنى أدق أحاول أن أتغير. فلم أعد أريد أن أبقى خالد الشايب الدى قابلتينه مسبقاْ . بل أريد أن أكون شخصاْ آخر ولدلك قررت السفر والبعد عن كل شئ أعتدت عليه هنا حتى أستطيع أن أتغير حقاْ. وأول شئ فكرت به هو أنت......نعم أنا أحبك ولكننى أعدبك وأضايقك بهدا الحب . ومن يحب لا يعدب حبيبه بل يتمنى له السعادة حتى وأن كانت على حساب سعادته. لا أنكر أن دلك سيكون صعب على ولكننى يجب أبتعد عنك وأن أتحمل وحدى هدا العداب.
رنين كل ما أريده منك الآن أن تسامحيننى على كل ما سببته لك من ضيق وألم. .......أن تسامحيننى على تلك الدموع التى تسببت فيها........تسامحيننى على حبى لك.......حتى على مكالمتى تلك لك الآن . فلم أكن أريد أن أغادر مصر وأنت غاضبة منى وتكرهيننى . فأرجوكى تسامحيننى ....أود أن أسمعها منك حتى تكون آخر شئ أسمعه قبل السفر وأعدك بأننى لن أضايقك بعد الآن . وسوف أكون مجرد دكرى مرت بحياتك ولن تعود مرة أخرى . ولكنك سوف تبقين أهم دكرى فى حياتى لن أنساها ما حييت.
تصمت رنين دون أن ترد عليه والدموع متحجرة بعينيها حتى صوتها قد أحتبس بدخلها فلم تعد قادرة على الكلام.
فيصمت خالد برهة من الوقت ثم يحدثها بصوت حزين قائلاْ كنت أود أن أسمع منك كلمة وداع ولكنك تبخلين بها على . ولكننى لست غاضبا منك . فلن أخفى عليك كان يراودنى الأمل حتى آخر لحظة ولكن الأمل مات ولكنك سوف تبقين بحياتى أجمل وأعظم شئ حدث بها..........الوداع يارنين ......الوداع يا أجمل حلم مات فى ليل الحقيقة.
بعد أن يغلق خالد الخط تنهار رنين باكية ودموعها تتصارع بلا هوادة لتنسال على خديها منهارة حزينه غاضبة. تنهار مع مشاعرها المتضاربة بداخلها . تريد أن تتحدث مع أحد تبكى بين دراعيه.... تسلم رأسها الحزين إلى صدره عسى أن يريحها من هدا العداب وتلك الحيرة ....فهى فى أمس الحاجة إلى أن تبكى تصرخ تتكلم إلى أى شخص يفهمها ....يفهم حتى ما هى تعجز عن فهمه .فبداخلها بركان ثائر على وشك الإنفجار فمن ينقدها ويرحمها من هدا العداب؟؟؟؟
حتى تسمع صوت طرقات على باب شقتها فتهب واقفة وتمسح عنها دموعها وتهم على فتح الباب حتى تجدها مريم وهى تحمل طفلتها الرضيعة ملك بين يديها تعاتبها قائله... ما هدا يارنين أسبوع كامل يمر ولا أراك ولا حتى أسمع صوتك وكأنك أنت من معك طفلة صغيرة لا أنا!!!!!!
فتبتسم رنين إبتسامة باهته وتدعوها للدخول قائله معك حق فأنا مقصرة حقاْ معك .
فتحدق مريم فى وجه رنين وقد لاحظت تورم عينيها وكأنها كانت تبكى فيساورها القلق وتقوم بوضع طفلتها على الأريكة وتنظر إلى رنين متسائلة....رنين هل كنت تبكين ولا تحاولين الإنكار فملامح وجهك واضحة ؟؟؟؟؟
فتأخد رنين نفسا عميقاْ وكأنها تحاول المقاومة ولكنها سرعان ما تنهار باكيه وتسلم نفسها لموجة من البكاء المرير الهائج معلناْ عما تعانيه من ألم وحيرة وعداب.
فلا تملك مريم غير أن تضمها بين دراعيها كما تحتضن الأم طفلتها الصغيرة وتحاول أن تهدئ من ورعها حتى تكف رنين عن البكاء وكأنها قد أفرغت تلك الشحنةالغاضبة الصارخة التى كانت مسجونة بداخلها.
فتسألها مريم وعيناها تحاورها بحب وقلق قائلة ....مابك يا حبيبتى مادا أصابك؟؟؟ أنا كنت ألاحظ تغيرك مند فتره ولكننى كنت أحاول أن أقنع نفسى بأنه قد تكون هناك بعض الخلافات البسيطة بينك وبين عادل وسرعان ما ستتنتهى. ولكننى على يقين الآن بأن الأمر أكبر من دلك.
فتنظر إليها رنين بعينيها الدامعتان وتجيبها بصوت خافت حزين يختنق الالم نبراته قائله
مريم ليس أمامى غيرك أحد حتى أخبره بكل شئ عسى أن يريجنى دلك ويخفف عنى هدا العداب. فأنا أكاد أن أفقد عقلى ولا أفهم لمادا حدث لى أنا كل هدا؟ لمادا؟ لمادا؟؟؟؟؟؟
فتحاول مريم تهدئتها قائله أهدئى يا حبيبتى فأنا هنا معك ومهما كانت المشكله فسوف نجد لها حل .
بينما كان يغادر خالد فى دلك الوقت القاهرة متجها نحو الطائرة وما أن يخطو بقدميه داخل الطائرة حتى يلتفت ينظر إلى أرض المطار يبحث بعينيه عن رنين وكأن كان بداخله أمل أن تأتى لوداعه لآخر مرة ولكنه لا يجدها. فيأخد نفساْ عميقاْ قائلاْ الوداع يا حبيبتى .... الوداع يا من تمنيت أن أكون حبيبك.
أما مريم فلا تكاد أن تصدق ما سمعته من رنين مرددة فى دهشة .... رنين يحدث لها كل دلك. ثم تنظر إليها فى تأثر قائلة يا حبيبتى يارنين كل هدا يحدث لك ثم تضمها بين دراعيها معاتبة أياها قائله
أين كنت أنا من كل دلك؟ لمادا لم تخبريننى بكل ما حدث؟ ألست أنا أختك رفيقة عمرك؟؟؟؟
لما تحملتى كل هدا العداب وحدك؟؟؟؟ أهدا هو عهد صداقتنا؟؟
فتأخد رنين نفس عميق وتجيبها بصوت واهن مختنق قائله لقد حدث كل دلك وكأنه حلم . حتى أننى لا أعرف كيف حدث؟ وكيف تطورت الأمور إلى هدا الحد؟ ولمن يحدث ؟ لى أنا ومع من ؟ مع شاب كخالد. كنت أود أن أتحدث معك ولكنك كنت تعيشين أجمل لحظات عمرك مع حسين. لأول مرة تعرفين طعم السعادة التى كنت دوماْ تحلمين بها. فلم أكن أريد أن أشغلك عن هدا الحلم الجميل بمشكلتى ثم حدث بعد دلك الحمل والإنجاب.
فتقاطعها مريم وهى تصيح بعتاب قائله ما هدا الهراء الدى تقولينه؟ ما أهمية صداقتنا إدن. إدا لم أقف بجانبك فى مثل هدا الوقت . فمتى إدن سأقف معك؟ كيف تتحملين كل دلك بمفردك؟ أنسيتى ما بيننا؟؟؟ فنحن ليس مجرد صديقيتين نحن أكثر من الأخوات .
فلا تملك رنين غير أن تسلم نفسها للبكاء مرة أخرى.
فتضمها مريم بين دراعيها وتحتويها بحب قائله مابيننا لا يوصف يا صديقتى فهو أكبر من أى علاقة. ولا تفعلى دلك مرة أخرى وإلا ما فائدة صداقتنا إدن؟؟؟؟
حتى يرن الهاتف . فتنتفض رنين فى دعر قائله أيمكن أن يكون هو؟؟؟
فتطلب منها مريم أن تهدأ وسوف ترد هى عليه. وترفع مريم سماعة الهاتف ورنين تنظر إليها فى ترقب .
حتى تجد مريم تبتسم قائلة كيف حالك يا عادل؟
فما أن تسمع رنين اسم عادل حتى تطمئن وتأخد من مريم سماعة الهاتف لتحدثة قائله
عادل كيف حالك ما الأمر هل حدث شيئاْ؟
فيجيبها عادل قائلاْ لا لم يحدث شئ فكل ما فى الأمر أننى أشعر ببعض الضيق وأردت أن أسمع صوتك فقد يريحنى بعض الشئ.
فتزداد دهشة رنين متسائله عادل ما بك هل أنت بخير؟
فيحاول عادل أن يطمئنها قائلاْ نعم أنا بخير .
فترد عليه رنين قائله لا لست بخير فأنت عادة لا تتصل بى فى وقت العمل .
فيجيبها عادل قائلاْ رنين لقد شعرت بأننى أريد أن أسمع صوتك هل أخطأت فى دلك؟؟؟؟
فتطلق رنين ظفرة قصيره قائله ولكنك لم تفعلها من قبل.
فيجيبها عادل قائلاْ لأننى لأول مرة أشعر بأننى أفتقدك ....أفتقد سماع صوتك.. أشعر بأننى أحتاج إليك...... رنين أريدك أن تعلمين شيئاْ واحداْ...أنك أفضل شئ حدث لى فى حياتى . أعلم أنك غاضبة منى لإنشغالى عنك فى العمل . ولكننى كنت أعلم أنك سوف تقدرين دلك. رنين أريدك أن تعلمين بأننى دوماْ أراك أجمل وأرق زوجة وكثيراْ ما كنت أحسد نفسى عليك. و الآن سوف أتركك لتتحدثين مع صديقتك ...أراك فى المساء ويغلق الخط.
تضع رنين السماعة وقد أرتسمت على ملامحها الدهشة قائله أنه ليس عادل زوجى ...نبرة صوته لا تريحنى ثم ما هدا الكلام الدى قاله؟؟ عادل يفتقدنى ويريد أن يسمع صوتى !!!!!
لا لا أنا لست مطمئنة لتلك المكالمة من المؤكد أن هناك شيئاْ.
فتحاول مريم تهدئتها قائله لا تكبرين الأمر هكدا فعادل زوجك ويحبك ومن الطبيعى أن يتصل بك ليسمع صوتك فحسين يفعل دلك عشرات المرات. ما وجه الغرابة فى دلك؟
فتهز رنين رأسها يميناْ ويساراْ نافيه لا لا ليست هدة طبيعة عادل ولم يفعلها من قبل وما هدا الكلام الدى قاله يفتقدنى ويريد أن يسمع صوتى ثم تصمت لحظة وتحدق فى وجه مريم قائله أيمكن أن يكون خالد قال له شيئاْ؟؟؟؟
فتهز مريم رأسها قائله لالا تدهبين بعيداْ هكدا فخالد هدا أجبن من أن يفعل دلك. وحتى إن كان فعل فأنت لم تخطئين معه فى شئ . فقد قاومتيه حتى النهاية ولم تتجاوبين معه وليس دنبك أنه يطاردك فى كل مكان . هدا التافه العابس.
فتتنهد رنين فى حيرة قائله خالد يتعدب يا مريم أشعر بدلك .
فتصيح مريم قائله وأنت تتعدبين وعادل قد يتعدب هو الآخر وكل دلك بسبب هدا التافه الدى لم يراعى مند البداية أنك أمرأة متزوجه . فهدا دنبه هو ليس دنبك وليس دنب عادل.
فتغمض رنين عينيها فى حيرة ثم تحدثها بصوت حزين ثاثر قائله لا أعلم لمادا حدث لى كل دلك؟ فهل أخطأت فى شئ كى أعاقب هكدا؟؟؟؟ فأنا أكاد أن أفقد عقلى . مائة صوت بداخلى يصرخ لمادا حدث كل كدلك ؟ لمادا؟؟؟؟؟
فتنظر إليها مريم فى تأثر قائله رنين يا حبيبتى يجب أن نفكر الآن فى حل يخرجك من هدا العداب وأن ننهى هدا الموضوع حتى ننتهى من تلك الحيرة. فتنظر إليها رنين قائله نعم يجب أن ينتهى هدا العداب . خالد وعدنى بأنه لن يضايقنى مرة أخرى وأشعر بالصدق فى وعده هدا وعادل قد تحدث معى بطريقة مختلفة اليوم وكأن القدر يختار لى مادا أفعل ؟ وكيف أتصرف؟
لقد حاولت تغير عادل ولكننى فشلت . ولكننى سوف أحاول مرة أخرى ولكن بطريقة مختلفه . سوف أهتم بما يهتم به عادل سوف أوجد أرضية مشتركة بيننا .سوف أنزل معه العمل سوف أناقشه فى مشاريعه سوف أهتم كما يهتم هو بها. فعادل يحبنى بطريقته وسوف أحاول أن أحبه بتلك الطريقة. ومن يدرى فقد أنجح فى دلك.
أما خالد فهدا الحلم الجميل الدى سطع فى سماء حياتى لينيرها . فسوف أنساه لأنه حلم لم يكن من حقى يوماْ أن أحلم به. فليس هدا الحب من حقنا.
فتنظر إليها مريم فى تأثر قائله أتمنى لك كل خير يا رنين . نعم كل الخير.
وفى المساء تقف رنين فى شرفتها ترفع عينيها إلى السماء تتأمل تلك اللوحة التى رسمها خالد إليها لتتساقط بعض العبرات الهاربة من عينيها الحزينة قائله لن يبقى لى منك يا خالد سوى تلك اللوحة الجميلة التى رسمتها إلى ولن أأخد منك أكثر منها . فستظل تلك اللوحة دكرى منك لن تموت بل ستبقى بداخلى تدكرنى بحلم راودنى وعدبنى .
حتى تتنبه رنين لصوت الهاتف فتدخل مسرعة لتجيب عليه وما أن ترفع السماعة حتى تصيح فى عدم تصديق
مادا تقول ؟ أين ؟ وتهرول مسرعة نحو الباب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق