الاثنين، 9 يونيو 2008

الفصل الحادي عشر

وفى المساء يدهبون جميعاْ إلى أحدى الفنادق الراقية ويحجزون غرفتين لكلاْ منهما ثم يتناولون طعام العشاء على أنغام الموسيقى الهادئة .
فتنهض مريم مع حسين ليرقصان معاْ.
أما عادل فيفضل البقاء فى مكانه فتنظر إليه رنين فى ضيق قائله لا أعرف مادا أفعل معك. لمادا لا تريد أن نرقص فالموسيقى رائعه .
فيطلق عادل زفره قصيره قائلاْ أنا لا أعرف ما فائدة هده المصاريف؟ ألم يكن منزلنا أولى بها؟؟؟
فتأخد رنين نفس عميق قائله فى ضيق بيتنا لاينقصه شيئاْ ولكن ماينقصنا حقاْ هو ليله مثل هده فنحن فى حاجه إلى التغير ألم تمل من العمل طيله اليوم؟؟ أما أنا فقد مللت من المنزل مللت من الروتين اليومى لحياتنا. أنظر لمريم وحسين أنظر كيف يتراقصان على أنغام الموسيقى أنظر كيف يستمتعان بالليله أترى كيف تتهامس عيونهما كيف تتلامس أطراف أصابعهما ؟؟؟ ألا ترى هدا الشوق الدى يتلألأ فى عيونهما كأنهما عاشقان لا زوجان قد مر على زواجهما عام كامل. ثم أنظر إلى نفسك لتجدك مهموماْ لإنفاق بعض المال .
فيرد عليها نافياْ لا ليس لإنفاق بعض المال كما تظنين بل لإضاعه المال فى أشياء تافهه مادا كان سيحدث لو كنا رقصنا فى المنزل أليس لدينا شقة واسعه وجهاز أستريو ضخم يسمع حى المعادى بأكمله وجميع الأسطوانات لكل أنواع الأغانى والموسيقى .
فلا تملك رنين غير الصمت فالكلام لن يفيد بشئ فعادل هو عادل فلن يتغير ولا فائده من الجدال معه فهو نمودج للشاب العملى لا يضيع وقته إلا فيما يفيد من وجهه نظره . فهى لاتملك الآن سوى أن تكتفى بالنظر إلى مريم وحسين وهما يتراقصان معاْ يتسامران فى همس. فكم هى سعيده الآن فهى لأول مره ترى صديقتها سعيده تبدو كالفراشه وهى تتراقص وتتمايل على أنغام الموسيقى لتعكس مدى سعادتها. وهدا يكفيها فقد أعتادت رنين أن تحرم من السعاده تلك الكلمه التى لم تعرف طريقاْ إلى حياتها فلم يتغير شيئاْ حتى تحزن أو تشعر بالضيق فقد أعتادت على دلك.
أما مايسعدها حقاْ هو رؤيتها لصديقتها وهى سعيده . السعاده التى طالماْ حلمت بها وتمنتها فهاهى تعيشها الآن . فلم تكن تريد سوى أن تملأ عينيها بهدا المنظر الجميل الدى قد كتب عليها القدر الحرمان منه للأبد.
أما مريم فهى تراقص حسين والسعاده تطوقها وعيناها تبتسم تلمع ببيرقٍ ساطعٍ يعكس مدى سعادتها لا تملك غير النظر إلى وجهه دون أن تنطق بكلمة واحده.
فيبتسم حسين قائلاْ ألا تلاحظين أنك لم تنطقين بكلمه واحده مند أن خرجنا .
فتغمض مريم عيناها فى هيام قائله بصوت محب حالم أخشى الكلام ليضيع منى هدا الحلم الجميل .
فيبتسم قائلاْ لا لن يضيع ياحبيبتى فلن أسمح له بأن يضيع لأنه ليس حلماْ بل واقع فأنا معك الآن يديكى تحتضن يدى عينى تتمتع بجمالك الدى أحمد الله كل يوم لأنه أنعم على بزوجة مثلك تتمتع بهدا الجمال والرقة التى ليس لها مثيل. فتخرج مريم تنهيده مفعمه بالحب وتسأله وعيناها يغمرها الحب حالمة هائمه فى بحور سعادتها قائله حسين هل أنا أحلم ؟ أم هده هى الحقيقه؟؟ أنا معك الآن تراقصنى وأراقصك تحدثنى وأحدثك .عينيك هده التى تنظر إلى بهدا الشوق وأنا أراها تفيض حب وشوق إلى . أقلبك هدا الدى أسمع دقاته وكأنها أنغام موسيقى ساحره تخلب الأدهان. هل أنا أحلم أم هده هى الحقيقة؟؟ أنا لا أصدق أحلمى يتحقق؟؟؟
فيأخد حسين نفس عميق وتلك الأبتسامه الساحرة لا تترك شفتيه قائلأ نعم ياحبيبتى هده هى الحقيقه لا حلم.
فتغمض مريم عينيها وتسلم رأسها الجميل على كتفه لتستمتع بهدا الحلم الجميل الدى طالما تمنت تحقيقه فى أرض الواقع تتمايل على أنغام الموسيقى تغمض عينيها وكأنها تخشى أن يضيع منها هدا الحلم.
ثم ترفع رأسها وتنظر إلى حسين متساءله بصوت حالم حسين هل تحبنى ؟
فيبتسم ويصمت قليلاْ ثم يأخد نفساْ عميقاْ ويجيبها قائلاْ بالطبع أحبك ولما أدن تزوجت منك
فتنظر إليه مريم فى حب قائله ولكنك لم تقولها يوما لى.
فيجيبها قائلاْ لأننى أردت أن تحبيننى كما أحببتك حتى تقدرين قيمة هدا الحب.فقد أحببتك مند أن رأيتك لأول مره نعم فأنا أتدكر دلك اليوم جيدا وكأنه أمس لحظه أن وقعت عينى عليك وأنت بثوبك الرمادى الجميل الدى كان يعكس لونه على لون عينيكى فيزيدها جمالاْ ورونقاْ .كنت تمرحين على الشاطئ تضحكين كالأطفال ويداعب نسيم البحر خصلات شعرك الدهبى فى هدوء وأنتى مستسلمه إليه فى سكون فقد تمنيت فى تلك اللحظه أن تكونين زوجتى حبيبتى . كنت أريد أن أتحدث إليك أعبر عن أعجابى بك ولكننى فى الحقيقة خشيت أن تسيئين الظن بى وتصديننى فأكتفيت بمراقبتك فى هدوء وأنا أملى عينى من جمالك. ومند تلك اللحظه لم تفارق صورتك خيالى وظلت أمام عينى لاتفارقنى ولكم لمت نفسى لأننى لم أحاول أن ألفت نظرك إلى أو أفعل أى شئ ولم أنم فى تلك الليله فكلما كنت أحاول النوم كانت صورتك تقفز أمام عينى تطاردنى وعزمت أن أدهب إلى نفس الشاطئ فى اليوم التالى حتى أراكى وأتحدث معك مهما كانت النتيجه ولكننى للأسف لم أجدك. ولن تتخيلين كم حزنت فكنت مثل من كان أمامه جوهره ثمينه ثم فجأه فقدها ومند هدا اليوم لم تغيبين عن تفكيرى وعدت إلى القاهره وأنت مازلتى تمتلكين كل تفكيرى حتى أننى أصبحت أرى كل فتاة أراها وكأنها أنت. فصورتك ظلت تلاحقنى حتى وصل بى الأمر أننى كنت أقارن بينك وبين كل فتاة أراها أو تلفت نظرى. وبالطبع تكونين أنت الفائزه مما كان يزيد من غضبى على نفسى لأننى لم أتحدث معك فى تلك المره التى رأيتك فيها.
حتى عرض على والدى فى يوم أن أرافقه فى زيارته لوالدك فوافقت ودهبت معه وكم أحمد لله لأننى وافقت لأننى رأيتك هناك فما أن وقعت عينى عليكى فلم أصدق نفسى وكدت أن أصرخ ها أنا قد وجدتك أخيراْ وفى تلك اللحظه قررت أن أتقدم لخطبتك ولا أضيع أى وقت خوفاْ من أن تضيعين مرة أخرى من بين يدى ويعاودنى الندم.
فتكاد مريم أن أن تصرخ من فرط سعادتها وهى تستمع إلى هدا الكلام فتسأله وعيناها تفيض حباْ حسين هل كنت تحبنى ؟ لما لم تخبرنى ؟ لمادا تركتنى أضيع عام كامل من عمرى وأنا لا أعرف بكل هدا؟
فتضيق عينيه قائلاْ بصوت يغلب على نبراته الأسى لقد شعرت بأنك لست سعيده معى كنت أرى فى عينيكى حزن عميق لم أكن أعلم سببه فلن تتخيلين كم كنت أتألم وأنا أرى هدا الحزن يسكن عينيكى. فكنت أراكى لا تتجاوبين معى فجرح هدا كبريائى ففضلت أن أبتعد عنك ألا أضغط عليك حتى أعطى إليك الفرصه أن تفكرين وتقررين أن كنت تريدين الأستمرار فى حياتك معى أم ل؟؟ا ولن أخفى عليك فقد كنت أظن فى بعض الأحيان أنه قد يكون هناك شخص آخر فى حياتك أو حب قديم مازال يسكن قلبك وكم كان هدا الاحتمال يؤلمنى فقد كنت أتعدب عداباْ قاسياْ كلما كنت أفكر فى هدا الاحتمال.
فتهز مريم رأسها يساراْ ويميناْ وعيناها تكاد أن تصرخ الآن أحبك الآن أريدك الآن فقط أنا أحيا قائله بصوت يتملكه الندم وفى نفس الوقت السعادة . كم كنت غبيه حتى أحرم نفسى من كل هدا الحب ثم تكمل قائله لا لم يكن هناك أحد قبلك ولن يكون هناك أحد بعدك فقط أنت حبيبى وستبقى حبيبى دائماْ .
فدعنا من الآن نعوض كل مافاتنا من أيام ضاعت فى أوهام لم تجنى علينا سوى الآلام . فأنا أحبك فأنت لا تتخيل كم كنت متعطشه للحظه كهده فالآن فقط بدأت حياتى أشعر بحبك يتدفق فى دمى يملأ قلبى فأنت الحبيب الدى كنت أنتظره أنت الزوج الدى أحمد الله لأننى تزوجته. فدعنا نعوض ما فاتنا ونستمتع بكل لحظه سنعيشها بكل حب وشوق ورومانسيه.
فيضمها حسين إلى صدره قائلاْ بصوت حالم محب أعدك ياحبيبتى بأن كل لحظه فى عمرنا سنعيشها فى حب وسعادة طالما سنحياها سوياْ.
وظلوا يتراقصان على أنغام الموسيقى فى سعاده وكأن القدر قد صالح مريم أخيراْ وحقق لها حلم السعادة ... حلم الحب.
أما رنين فهى تجلس وحيده تراقب هدا المشهد الرائع المفعم بالحب والرومانسية ولكن الحزن يسكن قلبها لأنها رأت السعادة إدن فهناك شيئاْ يسمى الحب. ولكنها لم ولن تعيشه أبداْ وكأن الحب قد ظهر أمامها كى يعدبها صارخاْ فى وجهها أنا هنا موجوداْ أمامك أطهر فقط لمن يريدنى ويتمنانى لمن يؤمن بوجودى فأنا حقيقة لا وهم.فتظفر عيناها بدمعه حزينه والحزن يسكن قلبها وهى تنظر إلى حالها .إدن فهى لن تعرف الحب أبداْ..

ليست هناك تعليقات: