الاثنين، 9 يونيو 2008

الفصل الرابع عشر

تفضل رنين أن تبقى فى غرفتها ولم تخرج مع مريم وحسين فهى تريد أن تتجنب رؤية خالد وأن ترحم نفسها من ضغطه عليها ولكنها تشعر بالملل . فقد ملت مشاهدة التلفاز فتغلقه وتتلفت حول نفسها وكأنها تبحث عن شئ تنشغل به ويرحمها من هدا الملل القاتل. ثم تخرج نفس عميق فى يأس وتلقى بجسدها على فراشها تفكر فى حالها متسائله مادا حدث لى؟
ماالدى تغير فى؟ فأنا أشعر وكأننى فتاة أخرى لا أعرفها أشعر وكأن هناك شيئاْ جديداْ قد ولد بداخلى ولكن هل حقاْ ولد أم كان يسكن كامناْ بداخلى وأنا لاأعلم به؟؟؟؟
آه لا أعلم لا أعلم وخالد هو الآخر لما ظهر فى حياتى ؟ وفى مثل هدا التوقيت ولكن مادا يريد منى ؟هل يظن أننى فتاة سهلة المنال ؟ هل يظن أننى طفله يسهل خداعى بهده المحاولات الصبيانية التافهه؟
ولكن يجب أن أكف حتى فى التفكير فيه فمجرد التفكير فيه الآن يعد أثم وخطيئه وهو لايستحق أن أفكر فيه. ولكننى أيضاْ لن أستسلم لهدا الملل الدى يتسلل لحياتى فقد أخترتها بإرادتى ويجب أن أسعد بها ولكن هل حقاْ قد أخترت حياتى أم أنها قد فرضت على؟؟؟ فالواقع الدى عشت فيه هو الدى فرض على هدا الاختيار ثم تطلق صيحة حائره ...آه يارنين لم أكن أتخيل أبداْ أننى سأفكر بتلك الطريقة يوماْ ولكن يجب أن أترك الخيال وأعود إلى الواقع لأن هدا الخيال لن يجنى على إلا العداب وكفانى مامريت به فى حياتى فقد حرمت من الاستقرار العائلى والحنان الاسرى الدى كنت أقرأعنه فى الجرائد والروايات ولا أحب أن أحرم أيضاْ من أستقرار زواجى .فقد وافقت على الزواج من عادل ويجب أن أفعل كل ما فى وسعى حتى ينجح هدا الزواج.
ثم تميل برأسها على وسادتها وسؤال واحد يدور فى عقلها هل ستنجح فى دلك؟؟؟
حتى تسمع رنين الهاتف فترفع رنين السماعه لتجده هو خالد يحدثها قائلاْ بصوت ناعم مفعم بالرومانسيه .. لم أستطع مقاومة رغبتى فى أن تشاركيننى بالأستمتاع بهدا المنظر الرائع فأنا لا أريد منك سوى أن تتأملين السماء وتتمتعين بهدا المنظر الخلاب.... القمر وهو يقف ملك متوج بين النجوم و كأن النجوم حاشيته ينيرون السماء أما النخيل فيتمايل على الأشجار يداعب أغصانها وهى تميل عنه فى إستيحاء وصوت الاغصان وهى تتمايل على نسمات الليل العليل كأنها موسيقى كلاسيكيه تعزفها أوتار القلب العاشق المتلهف للحب والأحلام.
فأنا لا أطلب منك سوى أن تتركين نفسك لهدا المنظر الجميل وتتأملينه بعمق حتى تشاركيننى هدا التخيل وتدوبين فى جماله وروعته.
ويضع السماعه وكأنه بكلماته هده قام بتخديرها فلم تشعر بنفسها إلا وهى تقف فى شرفتها تنظر إلى السماء لترى القمر وهو يبتسم إليها وكأنه يناديها للأنضمام لعالمه الخاص عالم الحب والخيال فالقمر هو ملك القلوب ورمز الحب.
فما من عاشق إلا وناجاه فما من عاشق لم يرى صورة حبيبه فى وجهه. تخيل القمر والنجوم من حوله تتلألأ فى صفحة السماء كأنها حبات من اللؤلؤ والألماظ تنر وجهه الحبيب. فهاهى ترى النخيل وهو يتمايل على الأغصان وكأنه يغازلها وهى تميل عنه فى إستيحاء وخجل تلك الصوره التى رسمها خالد إليها فلم تملك رنين إلا الأستسلام لنسمات الليل تداعب خيالها حتى كاد نور الفجر أن يشق السماء معلناْ عن قدوم النهار وكأنه يندر القمر وعشاقه هلموا إلى الأنسحاب قبل أن تغزو الشمس السماء فيستسلم الملك وحاشيته على وعد بأنه سيأتى مجدداْ فى المساء.
فتتنبه رنين بأنه كاد أن يطلع عليها الصباح وهى لم تخلد للنوم بعد وكلها ساعات معدوده وستجد مريم أمامها ليستعدوا للسفر والعودة للقاهره.
فتحاول هباءاْ النوم ولكن بلا فائدة فالنوم يعاندها ولا يستجيب لمحاولاتها .
أما خالد فيسهر مع صديقه محيى أمام حوض السباحه الخاص بالفندق يتحدثان عن رنين فيتعجب محيى من اسمها قائلاْ رنين اسم غريب وجديد
فيضيف خالد قائلاْ وهى أغرب من اسمها.
فيسأله محيى قائلاْ ولكن الأغرب هو تمسكك بها فأنا لا أفهم ما سر ملاحقتك لها بتلك الطريقه ؟على الرغم من صدها إليك.
فيبتسم خالد قائلاْ التحدى هو غلطة رنين معى فهى تحاول أن تتحدانى ولكنها أقل من هدا التحدى.
فيسخر محيى منه قائلاْ ولكنها نجحت بالفعل فقد حولتك إلى شاعر.
فيضحك خالد قائلاْ فى ثقه يا عزيزى حتى تنتصر على خصمك لابد من أن تدرسه جيداْ . ثم يكمل قائلاْ فرنين على الرغم من أنها تبدو أمامك قويه بارده فهى فى حقيقتها رقيقة مفعمه بالمشاعر والرومانسيه وضعيفه جداْ أمام أى كلمة حب وهدا هو مدخلها.
فعندما كانت فى المعبد وقفت أمام رسالة حب مكتوبة على إحدى التماثيل هناك لنصف ساعة كامله وكانت منسجمة معها وكأن المعبد قد خلا من كل التماثيل إلا هدا التمثال. حتى أنها لم تشعر بوجودى وأنا أقف خلفها كما أننى أشعر بأن العلاقة بينها وبين زوجها ليست جيده فهى معظم الوقت وحدها وهو حده يجلس أمام حاسبه الشخصى مشغول عنها حتى أنه سافر وتركها هنا مع أصدقائها أو أقاربها لا أعلم بالضبط كل هدا يجعل منها إنسانه ضعيفه أمام كلمة حب أو أهتمام من أى شخص . يحدثها بلغتها يروى عطشها للرومانسيه وأنا سأمثل هدا الدور وسأتسلح بكافة الأسلحة التى ستمكنى من الفوز بالمعركة فمهما حاولت مقاومتى فلن تنجح لأنها بداخلها تريدنى تنادى على تريد حبى.
فيمط محيى شفتيه قائلاْ لا أعرف لمادا يراودنى شعور بأنك سوف تقع فى حب هده الفتاة.
فيضحك خالد فى سخريه قائلاْ فى ثقه هدا من المستحيلات فلم يحدث أبداْ أن خالد وقع فى الحب. فيا صديقى العزيز أنا قد حصنت نفسى جيداْ ضد الحب ودائماْ ما أحقق نجاحاْ باهراْ فى دلك فلا تقلق على.
فرنين ليست إلا مغامره جديده أخوضها وسوف أحقق فى النهاية النصر وسأجعلها تعترف بأنها والعة بحبى ولا تستطيع الحياة بدونى.
فيومأ محيى برأسه قائلاْ ولكن لاتنسى ياخالد رنين متزوجه ولن تسلم لك بتلك السهولة التى تظنها فليست كل الفتيات خائنات . نعم ربما قد تحبك ولكنها لن تسلم لك.
فيمط خالد شفتيه فى لامبالاه قائلاْ ومن قال لك أننى أريدها أن تسلم لى فأنا كل ماأسعى إليه أنها تعترف بحبها لى وتركع أمامى وتطلب منى أن أسامحها على تحديها هدا إلى.
وأنا فى تلك اللحظه سوف أتركها تتعدب وحدها تدفع ثمن تحديها ورفضها لخالد الشايب . فرنين لاتعنى لى شيئاْ سوى مغامره جديده تسلى وقتى نوع جديد من التسليه لم أخوضه من قبل.
محيى مادا أقول فأنت خالد الشايب فيالها من مسكينه قد ساقها القدر أمامك.
فيضحك خالد قائلاْ ولما لاتقول أن دلك من حظها فخالد الشايب سوف يعطيها جزءاْ من وقته غيرها من الفتيات يحلم بدلك فهى حقاْ محظوظه......
وفى الصباح الباكر تجد رنين مريم واقفة أمامها تيقظها من نومها لتساعدها على حزم حقائبها حتى لاتفوتهم ميعاد الطائره .
وفى صالة الأستقبال تسلم رنين مفتاح غرفتها لموظف الأستقبال الخاص بالفندق وهى تتلفت حولها عسى أن تراه لآخر مره . نعم لآخر مره فكم ودت أن تراه أمامها كما أعتادت منه ولكنه لم يظهر ولا تعرف لمادا شعرت بالحزن لأنها لم تراه ولكنها سرعان مافاقت لنفسها وطردت هدا الأحساس وقررت أن تودع كل شئ وتترك هدا الأحساس الدى ولد بداخلها لتدعه يموت فى مكان ولادته وتعود مرة أخرى لحياتها التى أختارتها .
وما أن تعود إلى شقتها حتى تجدها خالية من زوجها فهو لن يعود إلا فى المساء فحتى زوجته التى غابت عنه إلى ما يقرب من أسبوع لا تستحق منه أن يعود مبكراْ من أجل أستقبالها فالعمل لديه أهم من أى شئ فلا مكان لديه لتلك العواطف الزائفة كما يقول عنها فلا تملك رنين غير الأستسلام لقدرها فكم ودت أن تعود لتجده فى أنتظارها ويستقبلها بباقة من الورود يخبرها بأنه قد أفتقدها وأنه لن يسمح لها بالبعد عنه مرة أخرى.
ولكن هدا لم يحدث فتسلم رأسها لوسادتها وتغوص فيها تتدكر كلام مريم عن الحب والمشاعر والرومانسيه تترك قلبها ينبض وتطوق عقلها لتوقف تفكيره حتى لايعيدها إلى الواقع فلم تعد تريد العودة إلى الواقع كما كانت من قبل فقد قررت أن تترك نفسها للخيال فهى ظمآى لكلمة حب لكلمة أهتمام.

ليست هناك تعليقات: