الاثنين، 15 ديسمبر 2008

الحلقة الخامسة والثلاثون والأخيرة من قصة دنيا مدينة نصر

ينظر محروس إلى بناته متسائلاْ

هى فين عبله؟

وقبل أن تجيب عليه حلا تدخل عليهما عبله وعلى وجهها أبتسامة عريضه تدل على سعادتها قائلة

ماشاء الله ما أحنا بقينا ذى الفل أهو

فينظر إليها محروس متسائلاْ

كنت فين يا بنتى قلقتينى عليكى؟

عبله: معلشى يا حاج أعذرنى كنت واخده عهد على نفسى ما أجيش أشوفك إلا وأنا مخلصه كل حاجه

فينظر إليها محروس فى دهشة متسائلاْ

مخلصه أيه؟

فتتسع أبتسامه عبله قائلة

خلاص يا حاج ماتشيلشى هم...أنا أكلمت مع الناس أصحاب المشروع وفهمتهم الظروف وهما الحقيقه تفهموا الوضع وكانو ناس عملين وماتعبونيش وأتفقنا بأن شركة رؤوف هتكمل الشغل فى المشروع ومدينا مدة التسليم شهر كمان ورؤوف تعهد بأنه هيشطب المبانى كلها وهيسلمها فى الميعاد الجديد وخلاص مافيش غرامه ومافيش تعب أعصاب ولا قلق والكل بقى مرضى حتى رؤوف خاد فى الآخر الصفقه ذى ماكان عايز........وأنت ياحاج صحيح خسرت فلوس كثير بس الحمد لله أرحم بكثير من إللى كان هيحصل 

فينظر إليها محروس وعينيه ترمقها بنظرات إبهار قائلاْ

ياه يا عبله قدرتى تعملى كل ده لوحدك

عبله: هى بس كانت عايزه تخطيط وقدرة على الأقناع والعقبه الوحيده إللى كانت أدامى هى الناس أصحاب المشروع خوفت يتمسكوا بالعقد وميعاد التسليم ...بس الحمد لله قدرت أقنعهم وهما كمان كانو متفهمين وكان كل همهم هو أنتهاء المشروع فى أقرب وقت ممكن لأنهم هما كمان ملتزمين بعقود وأعتقد رؤوف هيقدر على ده لأن رؤوف شركته كبيره وعنده عمال تقدر تخلص 

محروس: ورؤوف وافق كده بسهوله غريبه دى

عبله: لاه طبعا ماكنشى بالساهل بس فى الآخر قدرت أتصرف معاه وهو كمان طلع كسبان فى الآخر وخاد إللى هو عايزه ....يعنى فى الآخر الكل طلع كسبان ومرضى

محروس: لأول مره يا عبله بحس بأنى فخور بأنى خلفتك وأنك بميت رجل....وأن ربنا أدانى الولد إللى كنت طول عمرى بحلم بيه... ...أنت أنقذتى مالى ومال أخواتك وعملتى إللى ما قدرتش أعمله 

فتبتسم عبله وهى تنظر إليه قائلة

أنا عملت إللى أى بنت أو ولد لازم يعمله لو كان فى الموقف ده ....يابابا مش مهم أنك خلفت ولد أو بنت المهم أنك تربى صح ....وأنا إللى ربانى وعلمنى هى الدنيا ......صحيح هى علمتنى القسوه بس برده لسه جوايا عبله إللى بتحلم بحضن أبوها يضمها ويعوضها عن حرمانها سنين منه 

فيمد محروس يديه إليها ويفتح ذراعيه قائلاْ

وحضن أبوكى بيناديكى يا بنتى

فتنظر إليه عبله والدموع تحتبس فى عينيها وتلقى بنفسها بين ذراعيه قائله

ياه أخيراْ يا بابا ....أخيرا بقيت فى حضنك .....ياه حلم حلمته طول عمرى وأخيراْ بيتحقق

فينظر محروس إلى زينب قائلاْ

عبله أنقذتنا من الأفلاس يا زينب ....أنقذت مالك ومال بناتك

فتنظر إليه زينب قائلة

أنقذت مالها كمان يا حاج ....أنا صحيح كان شرطى زمان عشان ترجعلى هو أنك تكتب نص ثروتك باسمى عشان أضمن أنك ماتغدرشى بيه ثانى ...ثم تكمل فى دعابة قائلة

.بس دلوقتى خلاص يعنى أنت ماعدشى فيك صحه تجوز ثانى ولا حتى أولانى .ثم 

تنظر إلى عبله وتكمل قائلة

وبصراحه يا عبله بعد كل إللى حصلنا لقيت الدنيا دى ماتستحقش أن الواحد يغضب ربنا عشانها.......عشان كده أنا هرجع كل حاجه باسم محروس عشان يبقى نصيبك بعد عمر طويل فى مال أبوكى زيك ذى أخواتك ومايكونشى فى فرق بينكم عشان ده حقك وشرع ربنا

فتدمع عين عبله وهى لاتصدق ما يحدث فهى لأول مره تشعر بأنها بين عيلتها ....لأول مره تشعر بأن لها أب وأخوات وأسرة تنتمى إليها ........لأول مره تشعر بأن مابداخلها من كره وقسوه يفارقانها ليحل محلهما الحب والأنتماء لأسرتها التى لأول مره تشعر حقاْ بها 

فتصيح حلا قائلة فى سعادة

أنا متفائلة خير وحاسه أن إن شاء الله ربنا هيفرجها علينا كلنا

بوسى: ربنا يسمع منك

فينظر محروس لآيه قائلاْ

وأنت يا آيه حضرى نفسك عشان يكون كتب كتابك على طارق فى نفس اليوم إللى صحبتك مى هتكتب فيه كتب كتابها وربنا يكتبلكم الخير يا بنتى ويسعدكم 

فتصيح آيه فى سعادة قائلة

شكراْ يا أحلى وأحن أب فى الدنيا .......طيب أسيبكم بقى عشان ألحق أجهز نفسى دا ده اليوم إللى عيشت طول عمرى أحلم بيه .

فتنظر إليهم عزه وقد بدا عليها الحسرة وخيبة الأمل وتنسحب بهدوء من الحجره وتتركهم وتخرج خارج الغرفة

زينب: يا عينى على بختك يا عزه أكيد زعلانه من النبى حارسه وصاينه البيه جوزها إللى ما حتى سلم عليها ولا كأنه يعرفها وشكله كده أستحلى البعد.

فتنظر إليها عبله قائلة

سبيلى أنا الموضوع ده .....أنا عارفه أزاى أصالحهم على بعض

فتنظر إليها زينب وفى لهفة تقول

بجد .....ياريت أحسن الموضوع طول قوى وبدأت أقلق

فتخرج عبله وراء عزه وتحدثها قائلة

تحبى نتكلم شويه ولا لسه برده واخده موقف منى

فترد عليها عزه فى ضيق قائلة

عايزه أيه؟

عبله: عايزه مصلحتك

عزه: ومن أمتى بقى أن شاء الله تهمك مصلحتى ...بصى يا عبله لو كنتى فكرانى هبله ولا عبيطه يبقى معلشى ما عرفتنيش كويس ...أوعى تكونى فكرانى خايل عليه إللى عملتيه....أنا عارفه أنتى عملتى كل ده ليه ...مش حباْ فى بابا ولا كنت خايفه على فلوسنا لأ ....عشان مصلحتك عشان يحصل إللى حصل دلوقتى وماما ترجع كل حاجه لبابا عشان تورثى بعد كده ومش كده وبس ودلوقتى طبعا هتبقى المتحكمه فى كل حاجه وطبعا هتنزلى المعرض ثانى وبابا هيسلملك كل حاجه ومش بعيد تاخدى كل حاجه لنفسك وترمينا ذى ما كانت أمك ناويه تعمل زمان....شوفتى بقى أنا فهماكى أزاى

فتحدق عبله فى وجهها بثبات دون أن ترد عليها ولكنها تومأ برأسها بعد برهة قصيرة قائلة

طبعاْ مش هحتاج أقولك أن أصلاْ فلوس أبوكى كلها كانت هضيع لولا إللى أنا عملته ولا هحتاج أقولك ربنا لوحده يعلم أنا عرضت نفسى للخطر قد أيه عشان أنقذ الموقف ولسه حياتى فى خطر ...ولا هقولك كفايه حرام تجيبى سيرة أمى بالطريقه دى وهى ميته و بين أدين ربنا وما يجوز عليها إلا الرحمه.....ولا محتاجه أقولك أنى جيت وراكى دلوقتى عشان أقولك أنك لازم ترجعى جوزك

فترد عليها عزه بعصبيه قائلة

يا سلام وأنت بقى إللى هتعرفينى أزاى أرجع جوزى

وقبل أن تكمل عزه كلامها تقاطعها عبله قائلة

لأنه بيحبك يا عزه

فتتجمد ملامح عزه برهة قصيرة من الوقت وهى تنظر إليها فى ذهول قائلة 

عرفتى منين

عبله: غريبه أنك بتسألى السؤال ده...المفروض تكونى عارفه أنه بيحبك من أول لحظه شافك فيها من أيام زمان لما كنت لسه بنوته صغيره بضفاير ....وبتروحى بابا المعرض كل يوم بعد المدرسه عشان بس تشوفيه.....فاكره 

عزه: أنت عرفتى منين ؟

عبله: عشان عز حكالى من غلبه وحزنه على حبه ليكى إللى أعتبرتيه أنت ضعف ...عزه أعتقد أن بدل ما أكلم معاكى ...... الأفضل أنك تكلمى مع جوزك إللى بيحبك وياما أتمنى يشوف منك حب بدل معايره وقلة أحترام .....أنا بقولك الكلام ده عشان عايزه مصلحتك ومصلحة أولادك عز تعبان وخلاص ما بقاش قادر يستحمل ذى زمان والنتيجه أنه ممكن يسيبك...الأنسان بيكون ليه قدره معينه على الأحتمال ولما بيتعب بجد ما بيقدرشى يستحمل ثانى فالأحسن أنك تفكرى مع نفسك وتسأليها أنتى فعلا بتحبيه وعايزه تكملى معاه ولا خلاص دى هتكون النهاية ولو وصلتم لنقطة النهاية أعتقد مش هيكون فى ثانى بداية

فتنظر إليها عزه وقد بدا عليها التأثر بالكلام

فتتنهد عبلة قائلة

أعتقد أنك بتحبيه وإلا ماكنتيش أجوزتيه من الأول وأنت عارفه كل ظروفه وهو كمان بيحبك أنت .....وأجوزك عشانك أنتى مش عشان بابا ولا فلوسه وأكيد أنت عارفه ده كويس وصدقينى يا عزه من النادر أن الست تلاقى أنسان يحبها بجد فياريت ما تضيعيش الأنسان ده من بين أديكى ...عنوان عز معايا ياريت تروحيله وتعتذريله وتصفو كل الرواسب إللى بينكم عشان الحب ده حرام يموت وما تنسيش أن بينكم أولاد حرام يتحرموا منكم وأسألينى أنا يعنى أيه طفل يتحرم من أنه يعيش بين أبوه وأمه وتكون حياته طبيعيه ذى باقى البشر

فتنظر إليها عزه فى تردد ولكن زينب تخرج من الغرفه وقد كانت تستمع إلى الحديث وتنظر إلى عزه قائلة

أسمعى الكلام يا عزه وروحى صالحى جوزك

فتبتسم عزه وتهرول مسرعه إلى الخارج .فتنظر زينب إلى عبله قائلة

شكراْ يا عبله
فتبتسم عبله قائلة

بتشكرينى على أيه ......دى اختى 

فتومأ زينب برأسها قائلة

فعلاْ أختك وربنا يخليكم لبعض

وتقوم آيه ومى بشراء فستان كتب الكتاب والفرحة والسعاده لا تفارقهما فأخيراْ سوف يتزوجان ومعاْ فى نفس الليله كما كانا يتمنيان دوماْ...فتصيح آيه فى سعادة قائلة

أنا مش قادرة أصدق نفسى أنا حاسه كأنى بحلم وبصراحه خايفه لأصحى من الحلم

مى: ربنا يتم على خير يارب مع أنى لسه مش مصدقه أنى هبقى على ذمة رجل ذى ما بيقولوا....حاسه أنى متخدرة ومنساقة كده ومش قادرة أستوعب ...معقوله خلاص هجوز وهيبقى ليه أسرة خاصه بيه

آيه: تامر شاب ممتاز يا مى ياريت تكونى عارفه ده كويس

مى: عارفه يا آيه ...أنا كل يوم بلاقى نفسى بحبه بجد ومع أنى فى البداية كنت متردده وقلقانه بس كل يوم تامر كان بيقدر يخلينى أثق فيه أكثر وأرتاحله أكثر وألاقى نفسى بشتاقله وسعيده أنه هيكون شريك حياتى

آيه: هو ده الحب ياختى...هو بحلاوته وبشحمه وبلحمه

مى: ياه يا آيه أخيراْ رجعتى تهزرى ذى زمان

آيه: مادام رجعتلى روحى وهبقى رسمى حرم الأستاذ طارق يبقى لازم ترجع آيه ذى زمان

بينما كان عز يقف فى المحل الذى يعمل به حتى يفاجأ بعزه تقف أمامه فى المحل 

فما أن يراها حتى يتسمر فى مكانه من وقع المفاجأه متسائلاْ

عزه أنت أيه إللى جابك هنا؟ وعرفتى مكانى منين؟

فتعاتبه عزه قائلة

كده برده ياعز أهون عليك كل الفتره دى تغيب فيها عنى وعن أولادنا ....يعنى ما وحشنكشى

عز: كان لازم أعمل كده ياعزه عشان أنقذ كرامتى 

عزه: هتسامحنى لو طلبت منك السماح

فينظر إليها عز قائلاْ

أنتى فين يا عزه...فين عزه البنت الرقيقه الجميله إللى كنت لما بشوفها بحس أنى ملكت الدنيا وماكنتش بتمنى إلا أنى أسعدها ليه بعد الجواز أستغليتى حبى ليكى وبقيتى تعاملينى كأنى عبد أشترتيه ...مع أنى ياما عاتبتك وياما أترجيتك وللأسف ماكنشى في فايده

فتنظر إليه عزه وتجيب عليه قائلة
كنت خايفه أيوه كنت خايفه منك لتتحول فى يوم ذى بابا وتسيبنى ذى ماهو عمل مع ماما أنا الوحيده إللى فى اخواتى إللى فاكره الأيام دى كويس لأنى كنت واعيه عنهم ....ماما كانت ست مسالمه مع بابا والنتيجه انه غدر بيها ولما رجعتله وكانت شديده عليه كان خاضع ليها خوفت لو مابقيتشى شديده معاك تغدر بيه أنت كمان .....

عز: يا ه ياعزه ....ماكنتيش واثقه فى حبى ليكى

عزه: إللى شوفته زمان بين بابا وماما خلانى ما أثقشى فى أى حد

عز: ودلوقتى راجعه ليه عشان تكملى طريقتك وتقتلى بأيدك حبى ليكى عشان أوهامك بأن دى الطريقه الوحيده عشان تحافظى عليه

عزه: لاه يا عز أنا رجعت عشان بجد مابقتشى قادره على بعدك...عارفه أنك مش هتصدقنى ولا أنا نفسى مصدقة نفسى ....بس كل إللى أنا عارفاه ومتأكده منه أنك لمابعدت عنى كنت حاسه أن فى حاجات كثير قوى نقصانى وكنت محتجالك قوى وكان نفسى أعرف مكانك عشان أجيلك وأعتذرلك ودلوقتى أنا هنا وبعتذرلك وبطلب منك أن تسامحنى ونبدأ صفحة جديده ده لو كنت لسه بتحبنى 

عز: أنا بحب عزه البنت الجميله إللى خطفت قلبى من أول مره شوفتها

عزه: وأنا هكون هى يا عز وأوعدك هكون واحده ثانيه وهحاول على قد ما أقدر أنى أعوضك عن إللى فات

فينظر إليها عز قائلاْ

وحشتينى قوى يا عزه ووحشنى ولادى

عزه: ربنا يخليك ليهم وليه

وفى شقة محروس يقام حفل بسيط لكتب كتاب مى وآيه على تامر وطارق قاصر على أفراد العائلة وبعض الأصدقاء 

فقد بدت آيه ومى فى كامل زينتهما ولم تفارق الأبتسامه وجههما فتجلس آيه بجوار طارق وهو عينيه تكاد أن تصرخ من سعادته أحبك وهى تبادله نفس النظرات الصارخة بحبه 

بينما كان تامر متألقاْ كعادته فقد بدا كأحد نجوم السينما فى بدلته السوداء ومى بجواره ترتدى فستانها ذو اللون الفزدقى الذى يعكس لون بشرتها البيضاء وقد بدت كملاك رقيق ولا تفارقها أبتسامتها الرائعه التى كانت تضفى على جمالها الملائكى جمالاْ ورقه

وبالرغم من بساطة الليله إلا أن سعادتهما كانت تفوق الوصف

فتنظر بوسى إلى حلا وتسألها قائلة
هو ...هو ده الحب يا حلا؟

حلا: أيوه يا بوسى هو.....وأجمل حاجه أنك تجوزى أنسان تكونى سعيده بيه......وأدامك مثال أهو حفلة بسيطه فى بيت يعنى ولا قاعه كبيره ولا مطربين مشهورين يحيوا الحفل ....بس الأبتسامه إللى على وشوشهم بتقولك قد أيه هما سعداء

بوسى: تفتكرى هيجى يوم علينا ونبقى مكانهم ونجوز ناس نكون فرحانين بيهم 

حلا: ما حدش عارف أيه المصير إللى هيكون مستنيه يا بوسى ....بس مهما عدى عليه الزمن عمرى ما هضعف ولا هوافق أنى أجوز أنسان ...أنا مش مقتنعه بيه

بوسى: تفتكر أنا ممكن أقابل الأنسان ده؟

حلا: طبعا ممكن بس الأهم أنك فعلاْ تكونى مقدره قيمته وتحافظى عليه...الجواز نفسه شئ جميل...بس الأجمل أنك تجوزى وأنت سعيده

بينما كانت عبله متألقه وكانت تتحدث مع معظم الحاضرين فى سعادة فهى لأول مره تشعر بأن تلك هى أسرتها فتنظر إليها زينب وتحدثها قائلة

أقبالك يا عبله أنت وأخواتك لما نطمن عليكم يارب
عبله: يارب

ينظر طارق إلى آيه متسائلاْ

آيه لآخر مره بسألك أنت متأكده من أنك فعلاْ عايزه تكتبى الكتاب....أحنا ممكن نستنى ..فتقاطعه آيه قائلة

من غير تردد طبعاْ وذى ما قولتلك قبل كده مهما كان إللى هيحصل أنا ليك وعمرى ماهكون لأى حد ثانى غيرك مهما كان وسعادتى هى أنى أكون جمبك حتى لو قضيت بقية عمرك على الكرسى المتحرك ده لأنى بحبك أنت ...شخصك أنت ولاعمرى هقدر أكون لأى حد غيرك ومهما كان القدر مخبى ليك هكون جمبك وعمرى ماهفارقك حتى الموت مش هيقدر يبعدنى عنك لأنى روحى هدنها حوليك تحرسك وتطمن عليك

طارق: ربنا يخايكى ليه يا حبيبتى ويقدرنى وأسعدك
...
آيه: سعادتى يا طارق ...أنك تفضل جمبى ومهما كان القدر مخبيلنا نكون مع بعض...ماحدش عارف القدر بيكون مخبيله أيه ..بس الأهم أن مهما حصل نكون مع بعض ونواجه مصيرنا بأيمان ورضا لقضاء ربنا 

طارق: إن شاء الله ....طول ما فى قلوبنا حب حقيقى هنفضل على طول مع بعض وهنقدر نواجه أى مجهول مهما كان.

بينما كان محمد يقف فى جانب لوحده ينظر إلى مى وتامر والسعادة تبدو عليهما...لم يكن يعلم هل يشعر بالغيرة أم بالندم ولكنه كان يعلم شيئاْ واحداْ أنه ليس سعيدا


فتقترب منه والدته قائلة

أقبالك يا محمد يارب ...نفسى أفرح بيك يا حبيبى ومن غير ما تشخط فيه ولا تجادلنى ...أنا شايفه بوسى أتغيرت حتى والدتها قالتلى أنها أتغيرت خالص وأهى إللى نعرفه أحسن من إللى ما نعرفوش فكر كده يا حبيبى ....دنا نفسى أفرح بيك وأنت شايف أهو الكل بيجوز وأنت مش ناقصك حاجه

محمد: ثانى يا أمى هنعيده ثانى ...عموماْ عشان أريحك حاضر هفكر بس ياريت ما تكلميش حد من نفسك لحد ما أقولك أنا

والدته: ربنا يهديك يا محمد يابنى يارب

بينما تصيح عزه فى عز قائلة

هو أنت مافيش فايده فيك أنا نبهت عليك أنك تدنك واقف مع بابا وما تسيبوش لحظه برده سايبه لوحده ..هو أنت ما بتسمعشى كلامى أبداْ ...أتعلم من عبله إللى على طول لازقه ليه وواكله عقله

فينظر إليها عز فى عتاب قائلاْ

ثانى يا عزه بتشخطى فيه ثانى دا أنا راجع البيت ما بقاليش يومين هو ده وعدك ليه؟

عزه: يووووه معلشى سامحنى ..ماهو أنت برده بتنقطنى يا عز..........

عز: خلاص ..خلاص ماهو مافيش فايده حاضر هروح أدنى لازقله عشان تنبسطى بس يارب ترتاحى

ويحدث نفسه قائلاْ عزه هى عزه......بس هعمل أيه أمرى لله...قدرنى يارب وصبرنى

بينما تتحدث أنجى مع بوسى قائلة

شايفه والدة محمد ما شالتشى عنيها عنك شكلها كده لسه عايزاكى لأبنها

بوسى: لاه يا أنجى ما ينفعشى لو ما أتعلمناش من تجاربنا يبقى هنغلط ثانى ......أنا ومحمد ما ننفعشى لبعض لأننا من الآخر ما حبناش بعض ولا حاولنا أننا نقرب لبعض وما أعتقدشى أننا هنقدر نقرب....صدقينى يا أنجى أنا حاسه أن فى حاجه جوايا متغيره وبعدين أنا عرفت أن كان فى دكتور كان معجب بيه لما كان بابا فى المستشفى ولما عرف أنى ما كملتش الثانويه العامه ما أكلمشى ثانى وبصراحه الموضوع ده جرحنى قوى وقررت أنى آجى على نفسى وأذاكر عشان ما يحصليش الموقف ده ثانى حتى لو كانت الشهاده مالهاش لازمه ولا هتفيدنى بس على الأقل هتعملى كرامه وما يبقاش اسمى صاقطه ثانويه عامه 

انجى: ياريت نقدر فعلاْ نعيش حياتنا وننسى كل إللى حصلنا كانت تبقى الحياة سهله قوى ثم تكمل فى دعابة قائلة

بينى وبينك الواد تامر ده طالع من عينى الواد شكله ولا نجوم السينما ....شوفتيه عامل فى البدله أزاى قمر

فتضحك بوسى قائلة

ورجعت ريما لعادتها القديمه .....بينى وبينك مافيش فايده فينا

فيضحكان

بينما كانت حلا تقف وحدها تفكر قائلة يا ترى يا حلا هتقابلى فعلاْ الأنسان إللى بتحلمى بيه ولا العمر هيجرى بيكى من غير ما تقابليه وهدنك مستنيه سراب كل ما العمر بيجرى هو بيبعد والأمل يموت..حتى ترى سامح وهو يبحث عنها حتى يسلم عليها وما أن يراها حتى يقترب منها قائلاْ

مبروك وربنا يارب يباركلهم على خير

حلا: شكراْ يا بشمهندس وأقبالك

سامح: وأقبالك
.......
ويقوم المأذون بكتب الكتاب وسط زغاريد وتهانى ومباركة المدعوين

فينظر تامر إلى مى قائلاْ

أوعدك بأنى أكون صديق وحبيب وأخ وأب وسند ليكى قبل ما أكون زوج

فتبتسم مى فى خجل وتنظر فى عينيه قائلة

وأنا أوعدك بأنى أكون زوجه مطيعه وأعمل كل إللى أقدر عليه عشان تكون راضى عنى وسعيد معايا

بينما تنظر آيه إلى طارق غير مصدقه وهى تقول

أخيرا يا طارق بقيت مراتك

طارق: حبيبتى ومراتى وأغلى انسانه فى حياتى ....يارب يقدرنى وأسعدك

آيه: طول ما أنت جمبى هكون سعيده

فتقوم زينب بأطلاق الزغاريد

فيحدث محروس نفسه قائلاْ

دنيا ماحدش عارف أيه المكتوب ليه فيها ولا القدر مخبيله أيه

ومرت أيام ووراها شهور وتمت سنين

وفى نفس العمارة وفى نفس الشقة كانت فى حفلة زفاف ثانيه لعروسه وعريس جداد والمعازيم تقريبا نفس الوجوه مع وجوه جديده ...كان الكل فرحان وسعيد وطبعاْ فرحة زينب كانت فوق الوصف وهى عماله تسلم على كل المعازيم وتملى الدنيا زغاريد ......أيام عدت ووراها سنين جد فيهم على كل واحد جديد وجديد 

عبله كانت شايله شغل المعرض كله خاصه وأن محروس نظرا لظروف صحته قل تواجده بالمعرض وكان سايب الشغل كله عليها وطبعا بمساعدة عز إلى رجع ثانى للشغل مع محروس بعد زن عزه مع أنه كان رافض بس طبعاْ ما قدرشى يقاوم زن وأصرار مراته وفى المعرض أتعرفت عبله على رجل أعمال عنده شركه تصدير وأستيراد ميسور الحال وفى الأربعينات من عمره كان أجوز مره وهو فى بداية حياته ولكنه أختلف مع مراته وطلقها وبعد كده ما أجوزى ثانى لحد ما شاف عبله كان بيشترى عربيه جديده من المعرض وأعجب بيها وعرض عليها الجواز وعبله رحبت وكان شرطها أنه يسمحلها بمتابعة الشغل لأنها الوحيده إللى فى أخواتها إللى تقدر تديره وهو وافق وخلفت منه ولدين وبعد كده بدأت تساعد جوزها وبدأت تدير الشركه معاه وسابت إدارة المعرض لعز وأصبحت واحده من سيدات الأعمال المعروفين فى السوق وطبعا كانت عزه أكثر واحده فرحانه بالقرار ده لأن عز بقى المسئول الوحيد عن المعرض.. 

أما مى وتامر فكانت حياتهم حياة هاديه كانو دايماْ بيحاولوا يحلوا مشاكلهم بهدوء بس كان الضغط على مى كبير لأنها كانت بتحاول توفق بين دراستها وبيتها وكانوا متفقين على تأجيل الأنجاب لحد ما مى تخلص بس مى حست بعد كده بأن تامر نفسه فى أنه يكون له طفل وفعلاْ بعد ثلاث سنين جواز خلفت أول مولوده ليهم وسمتها غاده على اسم والدتها وده بصراحه كان عبء عليها اكثر بس تامر كان متعاون خصوصاْ أن والدته أتنقلت لتعيش معاهم فى البيت وكانت بتهتم بالبيبى وساعدت مى كثير وبالفعل اتخرجت مى وأتعينت معيده فى الكليه وأختارت أنها تتخصص فى قسم أكاديمى وتتنازل عن طموحها فى أنها تتخصص فى الجراحه وتفتح عياده ذى ما كانت بتحلم عشان تقدر تهتم أكثر ببيتها وبنتها ......خصوصاْ أنها لاحظت أن تامر بدأ يضايق من أنشغالها عن بيتها وعن تربية بنتها وهى نفسها حست بأنها مش هتقدر على ده وأنها هتحرم نفسها من الأهتمام أكثر بتربية بنتها وهتعيد نفس إللى حصل معاها زمان لما كانت والدتها معظم الوقت غايبه عنها وإللى ربتها كانت جدتها ففضلت أنها تتنازل عن جزء من طموحها عشان أسرتها وتقدر تحقق التوازن بين أهتمامها بأسرتها وبين طموحها.

أما أنجى صديقة بوسى أتجوزت واحد كان زميلها فى المعهد كان بيحبها ومرتبط بيها زمان كان واحد من اللسته بتاعتها قبل ما ربنا يهديها وسافرت معاه لظروف شغله فى دول الخليج

أما بوسى فذاكرت وخادت الثانويه العامه بس بمجموع يا دوبك دخلها معهد خاص وأجوزت بعد كده من واحد مصرى زميل طارق وكان مهاجر كندا وبيدور على عروسه ولما عرف أن آيه عندها أخت حب أنه يتعرف عليها وفعلاْ تم القبول وهاجرت معاه بوسى لكندا وخلفت منه ولد وبنت 

أما طارق فعمل أكثر من عمليه بعد كده و فى الآخر بدأ ثانى يقدر يمشى على رجليه ويمارس حياته الطبيعيه بس طبعا كانت سايبه أثر وكان ما بيقدرشى يمشى مسافات ولا يقف كثير ولا يعمل مجهود كبير وكان بيعرج فى مشيته بس عمر ما ده أثر على علاقته بآيه إللى وقفت جمبه طول فترة العلاج إللى خادت سنين وعدت عليهم أيام قلق وألم بس كانت آيه دايماْ واقفه مع طارق وبتشجعه لحد ما ربنا أكرمهم فى الآخر بعد ست سنين جوازوعلاج بولد جميل كان ثمرة صبرهم 

أما محمد بقى فأجوز بعد كام سنه وبعد إلحاح من الست والدته بواحده قريبتهم وطبعا كانت أختيار والدته وهو كل إللى عمله أنه وافق عليها وراح وأتقدملها ومعاه والدته وأجوزها حياته كانت تقليديه رتيبه بس أهو كان ذيه ذى حياة ناس كثيرعايشه والسلام

أما العروسه إللى كانت قاعده وجمبها عريسها والفرحة والسعادة كانت مرسومه على وشها ...ماهو مافيش أجمل من الفرحه إللى بتيجى بعد طول أنتظار........هى حلا إللى العمر كان بيمر بيها وناس عليها أجوزت وخلفت وهى دنتها متمسكه برأيها وشرطها عشان تجوز وهى أنها تقابل الأنسان إللى ترتاح ليه وتحس أنه هو الشخص إللى هتعيش معاه بقية حياتها وهو دكتور فى كلية الهندسه تعرفت عليه فى مؤتمر كانت حضرته وكان برده بيؤمن بنفس الأفكار وكان بيرفض فكرة الأرتباط لمجرد الجواز وبس ولما حصل تعارف بينهم أكتشفوا أن بينهم حاجات كثير مشتركه وفى أقل من ست شهور أتفقوا على الأرتباط وبالفعل أتقدم لوالدها إللى رحب بيه جدا وأتفقوا على كل شئ وسط مباركة وسعاده الجميع.

فتنظر زينب إلى محروس قائلة

خلاص البيت هيفضى عليه أنا وأنت يا محروس

فيرد عليها محروس قائلاْ فى سخرية

أعمل ايه قدرى أنى أقضى بقية عمرى وشى فى وشك

فتضحك زينب قائلة

يا سلام هو أنت أصلاْ تقدر تستغنى عنى ....دنا قدرك 

فيضحك محروس قائلاْ

ومافيش حد يقدر يهرب من قدره

فتنظر زينب بعينيها إلى أسرتها وتحدث محروس قائلة

الحمد لله سترنا البنات وشوفنا عيالهم والحمد لله ربنا كرم حلا وأطمنت عليها...دنا كنت خايفه عليها قوى

محروس: هى دى الدنيا كل شئ فيها بميعاد ومكتوب ومهما جرينا ولا عملنا فى الآخر المكتوب هو إللى بيكون...المهم ربنا يسعدهم ...وأهى دنيا كل واحد فينا ليه فيها حكاية وماحدش بيكون عارف حكايته هيكون مكتوب فيها أيه...ربنا يسامحنا على خطايانا ويحسن خاتمتنا يارب..

فتقترب منهم عبله قائلة

ياله يا جماعه عشان ناخذ صورة جماعيه مع العريس والعروسه

فيتجمعوا جميعاْ حولين حلا وعريسها وهم ينظرون إلى كاميرا التصوير والأبتسامة العريضه على وجوهم

ينظرون إلى المستقبل وحكايات يوم جديد فى الدنيا
.
تمت بحمد الله.


ليست هناك تعليقات: