الاثنين، 15 ديسمبر 2008

الحلقة الثانية والثلاثون من قصة دنيا مدينة نصر

تقف زينب وبناتها أمام غرفة الأنعاش بالمستشفى بعد أن تم نقل محروس إليها بعد تعرضه لأزمه قلبيه حاده. وقد كان الحزن والقلق يخيمان على وجوههما 

بينما كانت عبله تقف فى جانب وحدها وقد كانت جامده الملامح صامته تنظر تارة إلى أخواتها وهم يبكون وتارة إلى غرفة الأنعاش التى يرقد بها والدها وكأنها تشاهد مشهد فى فيلم لم تستطيع تحديد مشاعرها هل هى قلقة على والدها كما ترى أخواتها ؟ هل هى لايعنيها حقاْ والدها؟ أم ماذا؟ ولكنها لم تستطع الأجابة فقد كانت تكتفى بالمشاهده وكأنها ليست جزء مما يحدث وكأنه لايعنيها فى شئ . ولكنها دون أن تشعر تذكرت والدتها ومشهد موتها وهى وحدها لم يكن أحد بجوارها يشعر بها يحاول مواساتها أو يخفف عنها....فتساقطت بعد العبرات الحزينة من عينيها وأكتفت بالصمت والمشاهدة

وفى الجامعة كانت مى تجلس مع تامر فى الكافتريا يتحدثان عن حياتهما معاْ فينظر تامر إلى مى قائلاْ

طبعاْ مافيهاش نقاش هتكملى الجامعه ولو عايزه تكملى كمان ماجستير ودكتوراه ذى ما تحبى دا شئ يرجعلك وطبعاْ هشجعك وهساعدك بس لازم تحطى فى أعتبارك أن الحياة بينا مش هتكون واقفه على طموحك وبس لازم تعرفى أن هيكون فى مسئوليات ثانيه مهمه وماتقلش أهميه عن النجاح العملى ذى الأولاد وتربيتهم .

مى: أيوه ما هو ده بقى بداية الكلام ..ما هى بتبدأ بكده 

تامر: مى أنا كلامى واضح للأسف فى ستات كثير بتهتم بشغلها أكثر من بيتها والنتيجه بتكون أولاد ضايعين وبعدين ما أنت قولتيلى أنك كنت بتضايقى لما كانت والدتك بتهتم بشغلها عنك وكنت مفتقداها فى حياتك...أنا كل إللى بطلبه منك أنك تعملى توازن بين دراستك وشغلك وطموحك وبين بيتك والأولاد...أنا بؤمن بحرية المرأه فى الشغل وأثبات ذاتها وبؤمن بمبدأ مساعدة الرجل للست بس برده بؤمن بأن الست إللى ما تقدرشى توفق بين الأثنين يبقى لازم من الأول تختار هى عايزه أيه ويبقى أدامها طريق واحد تمشى فيه..... أما نظام بين البينين ده بيكون نتيجته فى الآخر فشل فى البيت

مى: يعنى أيه يا تامر عايزنى أتنازل عن حلمى بأنى أكون دكتوره

تامر: ما أعتقدشى أنى قولت كده

مى: ما ده معنى كلامك

تامر: مى أنا كلامى واضح

مى: وأنا محتاجه وعد منك هيتوقف عليه موافقتى على أتمام الجوازه دى 

تامر: وأنا قولتلك لو هتقدرى توفقى بين الأثنين أنا ماعنديش أى مانع وبالعكس هقف جمبك وهشجعك وعلى قد ما هقدر هساعدك أعتقد أن كلامى واضح

مى: ما أعرفشى ليه مش مطمنانى لهجتك وبعدين على أى أساس هتحدد أنى قدرت أوفق بين الأثنين ماهو طبعا لازم هطلعنى ما قدرتش مهما عملت وأنى مهمله فى بيتى 

تامر: ليه لازم 

مى: عشان معنى كلامك أنك متأكد أنى مش هقدر

تامر: مى يا حبيبتى

مى: حبيبتك

تامر: أنتى لسه عندك شك فى ده

مى: كنت محتاجه أسمعها

تامر: أعتقد أن عنيه كانت بتقولهالك على طول

مى: بس لما سمعتها حسيت بيها أكثر

تامر: عشان بقى من حقى دلوقتى أنى أقولها

مى: كنت خايفه أنى ما أسمعهاش منك 

تامر: كنت خايف أنك ما تقدرهاش وما أشوفشى الفرحة إللى فى عيونك دلوقتى لما قولتها

مى: عارف لما قولتها حسيت أنى عايزه أسيب كل حاجه كنت بحلم بيها بس أكون معاك وده أحساس لأول مره بحسه 


تامر: وأنا عشان بحبك عمرى ما هسمح أنك تتنازلى عن أى حلم حلمتى بيه عشانى بالعكس هيكون كل أملى أنى أقدر أساعدك فى تحقيق أحلامك

مى: بجد يا تامر

تامر: سؤالك ده بيضايقنى لأنه معناه أنك بتشكى في صدق كلامى

مى: كنت محتاجه أتأكد منك

تامر: وأنا بوعدك أننا طول ما أحنا بنحاول نقرب من بعض وبنسمع لبعض أكيد حياتنا هتكون ذى ما كنا بنحلم بيها

مى: أوعدك أنى هوفق بين حياتنا وبين حلمى

تامر: وأنا أوعدك أنى أساعدك...بس بقى يعنى من حقى ذى ما قولتلك بحبك تقوليهالى أنت كمان

فيحمر وجه مى خجلاْ وتهرب من ملاقاة عينيه قائلة

أسمعها من قلبى وهو هيقولها

تامر: غريب أمر البنات ده يعنى لما ما نقولشى كلمة بحبك يزعلوا وتقولك أنت ما بتحبنيش ولما هما ما يقولهاش مش عايزينا نزعل وتقولك اسمعها من قلبى أنا بكسف.
بس أنا بقى ما أقدرشى أزعل منك لأنك الملاك إللى ربنا هدانى بيه

مى: عارف يا تامر عمرى ما كنت أتخيل أنى هحب حد فعلاْ وأكون سعيده وأنا بكلم معاه كده ...حتى لما كنت بشوف آيه وطارق وكنت بشوف قد أيه بيحبوا بعض كنت ساعات بسأل نفسى يا ترى هيجى عليه يوم وأحب وأتحب كده

تامر: طبعا يا حبيبتى أنت تستحقى أنك تتحبى لأنك انسانه نقيه ..مى يا حبيبتى حياتنا ممكن تكون ذى ما أحنا عايزينها طول ما أحنا الأثنين بنحبها وعايزينها تنجح...الحياة الزوجيه ذى الزرعه كل ما تديها رعايه كل ما تعيش أكثر وتنضج وتثمر . عشان كده لازم نحاول أحنا الأثنين على قد ما نقدر أننا نعمل كل إللى نقدر عليه عشان نكبر حبنا جوانا ونحميه من الدنيا ونحميه من أى شئ ممكن يسرقه منا...وده هيحصل بالتفاهم والمصارحه والمشاركه ...مافيش حاجه أسمها أنت أو أنا فى بس أحنا لأننا هنكون بعد الجواز واحد لو نجحت حياتنا ده هيحقق لينا أحنا الأثنين السعاده ...عشان كده لازم حلمنا يبقى واحد وهو نجاحنا 

مى: ياه يا تامر كلامك حميل قوى وريحنى خالص

تامر: مش كلام وبس يا مى لازم يكون فى فعل...مش هضحك عليكى وهقولك حياتنا هتبقى جنه ...لأ أكيد هنختلف لأننا بشر ......أكيد فى يوم هتزعلى منى .....أكيد فى يوم هزعل منك.....بس المهم أننا نلحق نفسنا ونصلح أخطائنا وده هيكون بالمصارحه ورغبة كل واحد فينا فى القرب من الثانى ونحمى نفسنا من الأنانيه لأنها بداية الفشل

مى: أوعدك يا تامر بأنك هتكون مرايتى إللى بشوف فيها نفسى

تامر: وأنا أوعدك أنى أسمعك وأفهمك

مى: عارف يا تامر أحسن حاجه بحبها فيك أنك بتاخدنى براحه وبتقنعنى بهدوء ومهما كنت منفعله بتسحبنى بهدوء من أنفعالى وتخلينى أسمعك بعقلى وده فى الآخر بيكون نتيجته أنى بقتنع بكلامك وبحس قد أيه أنك أنسان رائع 

تامر: ذى ما قولتلك يا مى حياتنا لازم أحنا إللى نتحكم فيها ومانخليش أى شئ مهما كان يأثر على علاقتنا .....بس صحيح أخبار طارق وآيه أيه؟

مى: لحد دلوقتى لسه مافيش جديد ...بس آيه يا حبيبتى الله يكون فى عونها والدها فى المستشفى وأعصابها تعبانه خالص قلقانه عليه....وبقت بين نارين عايزه تسافر لطارق قبل ميعاد عمليته عشان تكون جمبه خصوصاْ أنه خلاص متوقع يعملها فى أى وقت وفى نفس الوقت مش قادره تسيب والدها وتسافر خصوصاْ أنهم لحد دلوقتى مش عارفين نهاية إللى حصله أيه

تامر: هو ليه تعب فجأه كده فى سبب؟

مى: آيه ما تعرفشى بالضبط التفاصيل بس تقريبا حاجه فى الشغل يعنى آيه نفسها مش عارفه بس بتخمن أنه بخصوص الشغل لأنه كان مرهق قوى الفتره إللى فاتت

تامر: ربنا معاهم ...بس لازم يكون جمبهم رجل فى الظروف دى هما مهما كان بنات لوحدهم

مى: حتى جوز أختهم الكبير عزه بقاله أكثر من شهرين غايب ومايعرفوش حاجه عنه

تامر: خلاص تعالى نروحلهم دلوقتى ونقف جمبهم لحد ما ربنا يقوم والدهم بالسلامه . 
ثم ينظر إلى مى قائلاْ

مى أنا بفكر فى حاجه كده وعايز أعرف رأيك فيها

مى : خير

تامر: بخصوص محمد

فتنظر إليه مى فى دهشة قائلة
ماله محمد.......؟

بينما كانت حلا تقف فى جانب تبكى وهى تدعى الله أن يقف مع والدها وينجيه مما هو فيه حتى تجد سامح يهرول نحوها قائلاْ

آنسه حلا خير أخبار السيد الوالد أيه؟


حلا: ربنا يستر لسه مافيش جديد بس أنت عرفت منين؟

سامح: البواب قالى

حلا: ربنا يستر وينجيه يارب

سامح: إن شاء الله خير المهم مافيش أى حاجه أقدر أعملها

حلا: شكراْ يا بشمهندس بس أهم حاجه الدعاء مافيش أدامنا غيره

سامح: طب فى أى وقت تحبى تروحى كليتك ...تقدرى تروحى وأنا هدنى هنا جمب الست الوالده وأخواتك .أنا عارف أنك مشغوله فى الأمتحانات اليومين دول

حلا: لاه منا كلمت دكتوره هاله وهى مقدرة الظروف وسمحتلى بأنى أستنى هنا لحد ما يجد جديد وربنا يقوم بابا بالسلامه يارب

سامح: يارب إن شاء الله

بينما تنظر عزه إلى عبله فى ضيق قائلة

أنت وشك نحس علينا من يوم مادخلتى البيت وكل حاجه خربت

فتنظر إليها عبله فى صمت دون أن ترد عليها

ولكن زينب تنهر عزه قائلة

كفايه يا عزه .....كفايه إللى أحنا فيه

عزه: لاه يا ماما مش كفايه .أنا مش عارفه أيه ممكن يحصلنا بعد كده 

عبله: لو هيريحك أسيب المستشفى دلوقتى حاضر همشى جايز النحس يتفك 

زينب: لاه يا عبله دا أبوكى ذى ما هو أبوها ومن حقك تطمنى عليه ذيها بالضبط

فتنظر لها عبله فى دهشة وأستغراب فلم تكن تتوقع منها هذا الرد

بينما تصيح عزه فى عصبيه قائلة

خليها تمشى وتغور كفايه لحد كده ماحدش عارف لسه مستنينا أيه من براكتها ماهى وش خراب ذى أمها

زينب: هو فعلاْ كفاية لحد كده ....عشان ربنا يرحمنا لازم أحنا الأول نرحم ثم تنظر إلى عبله قائلة

أنا ظلمتك يا عبله وربنا يعلم أنا مش شريره بس كان غصب عنى خيانة أمك ليه وغدرها خلتنى ما أقدرشى أسامح أو أغفر أستسلمت لضعفى أدام كرهى ليها وعاملتك بذنبها وأعتقد ربنا دلوقتى بياخدلك حقك منا....سامحينى 

فتقف عبله أمامها وقد عجزت عن الكلام أو تصديق ما تسمعه وهى تحدق فى وجهها بدهشة حتى ترد عليها قائلة

أول مره أسمعك تقوليها

زينب: عشان أول مره أحس بأنى ظلمتك....أيوه والدتك هى إللى ظلمتنى لما أجوزت جوزى وخلته يطلقنى ......بس أنا ظلمتك لما حرمتك من أبوكى وخليته يهملك ....سميه الله يرحمها ماتت وربنا يسامحها بقى على كل إللى حصل منها زمان . وحرام أنى أدنى أعاقبك على ذنب أنت مالكيش يد فيه ....أنا أستسلمت للكره إللى جوايا بس ربنا عاقبنى بكل إللى بيحصل ده عشان كده برجوكى تسامحينى 

فبدون أن تشعر عبله تتساقط بعض العبرات من عينيها وهى تنظر إلى زينب قائلة

يااااااااه عمرى ماكنت أتوقع أنى هسمع الكلمة دى منك

زينب: الأنسان ضعيف يا عبله وكثير بيستسلم للشر إلى جواه بس لما بيراجع نفسه بيندم وبيطلب السماح عشان يقدر يعيش .....سامحينى يابنتى ذى ما أنا دلوقتى سامحت أمك من كل قلبى ...خلاص لازم ننسى كل إللى حصل ونبدأ صفحة جديده من غير ذكريات مرة وقاسيه عشان نقدر نعيش بسلام وربنا يسامحنا على كل إللى فات

عبله: تفتكرى بسهوله كده ممكن ننسى

زينب: لازم ننسى يا عبله عشان ربنا يسامحنا ونقدر نعيش

عبله: أنت ظلمتينى كثير وجرحتينى قوى وحرمتينى من حنان ورعاية أبويا ...خلتينى أعيش يتيمة الأب وأنا أبويا عايش على وش الدنيا......عارفه كان فى أيام أمى كانت بدنها سهرانه طول الليل تعيط بحرقة وهى خايفه يجي بكره عليها مايكونشى معاها ثمن الدوا إللى بتاخده عشان تقدر تعيش ...عارفه كانت عايزه تعيش ليه مش عشان حباْ فى الدنيا لأ ....عشان كانت خايفه عليه من بعدها لو سابتنى وحدى هعيش أزاى وأنا ماليش حد غيرها لأنها كانت متأكده أنك هترمينى وهتمنعى أبويا من أنه ياخذ باله منى .........كان فى أيام بتمر علينا وأحنا خايفين من بكره وغدره وأحنا لوحدينا منغير ما يكون فى حد يحمينا...أنا إللى كنت بتعذب ميت مره وأنا بدخل بيتك وبطلب مساعده عشان مش قادره على ثمن دوا ماما وأنت كنتى بتعاملينى كأنى شحاته وجايه أشحت ...عارفه الأحساس ده لما يكون ليكى أب عايش على وش الدنيا ومش قادره تترمى فى حضنه وتحسى بحنانه ...عارفه لما كنت طفله صغيره وبسأل ماما ليه مش ليه أب بيجى ويلعب معايا ذى ولاد الجيران ومالاقيش عندها إجابه ....لما كنت بشوف أخواتى عايشين فى عز أبويا وخيره وأنا محرومه منه ومن عزه......أنت ظلمتينى وحتى لما أمى ماتت مالقيتشى منك غير القسوه وما أحترمتيش حزنى عليها.....عايزانى بسهوله كده أقولك سامحتك...طب على أيه ولا أيه عايزانى أسامحك ...ياريت كنا بنقدر نسامح بسهوله بس للأسف القسوه إللى أتربيت عليها على أيدك نسيتنى يعنى أيه كلمة سماح

فتنظر إليها زينب والدموع تنسال من عينيها قائلة

عرفتى دلوقتى ليه كنت بقسى عليكى ...عشان ما قدرتش أسامح أمك ولا أغفرلهاغدرها بيه بعد ماكنت فاتحلها بيتى وبعطف عليها دخلت هى البيت وسرقت جوزى وخلته يطلقنى عشان قدرت تضحك عليه وتقنعه بأنها هى إللى هتحقق ليه حلمه ...لما كنت بقسى عليكى كان عشان كل ماكنت بشوفك كنت بفتكرها وبفتكر إللى عملته فيه ...بس صدقينى يا عبله أنا لأول مره هقولها ومن قلبى ....أنا سامحت سمية ولأول مره بشوفك دلوقتى عبله بنت محروس مش عبله بنت سميه...... ذيك ذى عزه وحلا وبوسى وآيه ماتفرقيش عنهم حاجه فياريت أنت كمان تسامحينى يا بنتى 

فتحدق عبله فى وجهها مردده 

بنتك

فتومأ زينب برأسها بإيجاب قائلة

أيوه بنتى 

عبله: بجد

زينب: ربنا يشهد أنى بقول الصدق ..كفايه لحد كده ..كفايا نضيع عمرنا فى ذكريات ماضى أليم عذبنا وأتعذبنا معاه ..لازم نبص للمستقبل عشان نقدر نعيش بقلب صافى وبأمل أن ربنا يرحمنا برحمته
عبله: لأول مره بشوفك بنظره جديده غريبه عليه ..لأول مره بحس بالحنيه فى صوتك بدل القسوه

زينب: هتسامحينى يا بنتى 

عبله: ربنا يسامحنا كلنا

بينما كان محمد يجلس فى غرفته فتدخل عليه والدته قائلة

محمد يا حبيبى أنت هدنك حابس نفسك فى أودتك كده كثير

محمد: فيه أيه بس يا أمى منا بخلص شغلى وبعدين من أمتى وأنا ليه فى الخروج ما أنت عارفه ابنك مالوش فى الخروج خالص

والدته: وده غلط يا حبيبى

محمد: أنت إللى بتقولى كده يا أمى 

فترد عليه والدته قائلة

صحيح كنت زمان بفرح لما كنت بتقعد جمبى فى البيت وماكنتش ذى الشباب بتخرج وبتسهر ........بس دلوقتى بقيت ندمانه أنى كنت بشجعك على ده

فيعقد محمد حاجبيه فى دهشة قائلة 
ليه؟

فتتنهد والدته قائلة

عشان أنت مش بنت يا حبيبى أنت شاب ومن حقك تخرج وتتفسح وتسهر مع أصحابك ذيك ذى أى شاب ثانى فى سنك 

فيبتسم محمد قائلاْ

يا أمى مش معنى أنى شاب يعنى لازم أخرج وأسهر وبعدين أنا مبسوط كده

والدته: ولحد أمتى يا حبيبى هدنك كده.........يا محمد أنا صحيح كنت مقفله عليك وكنت دايماْ بخليك جمبى بس أنا مش هعيشلك على طول يا حبيبى فى يوم لازم هفارقك فيه ومش عايزه يجيى اليوم ده وتكون فيه لوحدك

محمد: آه قولى كده بقى ......هتكلمينى ثانى فى موضوع الجواز ....يا أمى أعتقد كفاية لحد كده

فتنظر إليه والدته قالئه

طبعا لازم هكلمك ثانى فيه مش معنى فشل خطوبه أنك مش هتجرب حظك ثانى 

محمد: يا أمى أنا خلاص ما بقتشى بفكر فى الجواز والأرتباط دلوقتى . أنا محتاج وقت مع نفسى أفكر فيه وبعدين أستعجل ليه منا أستعجلت مره وكانت النتيجه ذى ماحضرتك شوفتيها 

والدته: يعنى أيه هدنك كده من غير جواز ومش هفرح بيك ولا هشوف عيالك قبل ما أموت

محمد: أمى يا حبيبتى كل شئ بأوان وما أعتقدشى أن أوانه دلوقتى خالص فياريت تريحى نفسك من أى كلام معايا لأنى بجد المرادى مش هقدر أسمع كلامك ...كفايا أنا طاوعت حضرتك مره وجيت على نفسى ومشيت فى موضوع ما كنشى ينفع من البدايه عشان أريح حضرتك

فتجيب عليه والدته قائلة

ماهو عشان ماكنشى عندك خبرة يا حبيبى

محمد: خبرة أيه يا أمى إللى بتكلمى عنها

والدته: خبرة أزاى تتعامل مع البنات ...أنا ما بدافعشى عن بوسى طبعا بوسى كانت غلطانه ..بس أنت برده يا حبيبى ما كنتش مهتم بيها ولا قدرت تخليها تحبك ....البنت لما بتحب بتتغير عشان ترضى إللى بتحبه 

محمد: أمى أرجوكى بلاش نكلم فى الموضوع ده ..أنا وبوسى ماكناش ننفع لبعض أحنا مختلفين فى كل حاجه ولو سمحتى لو عايزه تريجينى أنسى بقى الموضوع ده


والدته: ربنا يهديك يا محمد يارب

محمد: ربنا يهدينا كلنا يا أمى

وفى المستشفى تنظر حلا فى ساعتها قائلة

وبعدين بابا بقاله أكثر من ست ساعات جوه وماحدش طمنا عليه

بوسى: ربنا يستر أنا بقيت خايفه قوى

حلا: وبعدين هندننا ساكتين كده من غير ما فى حد يجى يطمنا

بوسى: أنا روحت للدكتور وأكلمت معاه وقالى مافيش أدامنا حاجه غير الأنتظار ولو عدى أربعه وعشرين ساعه عليه من غير أى مضاعفات ده هيكون مؤشر كويس وأمل أن ربنا ممكن ينجيه

حلا: يارب نجيه يارب

فتنضم لهما مى وتامر فتسأل مى عن آيه فتخبرها بوسى بأنها فى الكافتريا فتذهب لها مى وتحدثها قائلة

آيه يا حبيبتى أخبارك أيه دلوقتى

آيه: الحمد لله أنا كويسه بس هموت من القلق على بابا

مى: إن شاء الله هيكون بخير

آيه: أشتريتى فستان الفرح

مى: لاه طبعا هنأجل كل حاجه لحد مانطمن على والدك وبعدين أحنا طول عمرنا كنا بنحلم نجوز فى يوم واحد عايزانى أجوز من غيرك ولا أيه؟

آيه: أنا ماعدشى عندى أمل فى حاجه

مى: ليه يا آيه التشائم ده إن شاء الله والدك ربنا هينجيه وطارق كمان وتجوزوا وكل حاجه ترجع لطبيعتها

آيه: بقيت خايفه من الأمل ...لأنى كل ما بقول خلاص كل شئ هيرجع ثانى ذى الأول ألاقى الأمل بيتسرق منى

مى: يا آيه بلاش تفكرى بالطريقه دى

آيه: كان نفسى أسافر لطارق ونجوز قبل ما يعمل العمليه عشان مهما كانت النتيجه أكون مراته وما أديش أى فرصه أننا نفترق

مى: كلميه يا آيه 

آيه: حاولت أكلمه التليفون على طول مقفول وماعنديش نمرة الأوتيل ولا أعرف هو نازل فين...وحتى نمرة صاحبه كانت مع بابا ..وبابا ذى ما أنت عارفه فى غيوبه ماحدش عارف هيفوق منها أمتى
أنا خايفه قوى يا مى لطارق يضيع منى ...خايفه قوى لبابا يجراله حاجه وأفقد الأثنين...أحساس صعب قوى أنك تحسى بالخوف من أنك تفقدى أغلى ناس فى حياتك


مى: خالى ثقتك فى ربنا كبيره إن شاء الله بعد العسر يسر خالى أيمانك وثقتك بربنا كبيره وهو أكيد بإذن الله هينجيهم

آيه: يارب أحفظلى طارق وبابا وماتفرقشى بينا أبداْ

بينما كان الكل ينتظر خارج غرفة محروس حتى يخرج منها الدكتور قائلاْ......؟


ليست هناك تعليقات: