الاثنين، 15 ديسمبر 2008

الحلقة الثالثة والثلاثون من دنيا مدينة نصر



يلتف الجميع حول الطبيب وتسأله زينب فى لهفة وقلق قائلة

خير يا دكتور محروس هيكون بخير طمنى ربنا يخليك؟

الطبيب: هو دلوقتى نايم وياريت ماحدش يزعجه ويستحسن ماحدش يدخل عليه عشان أى مجهود هيكون خطر عليه حتى الكلام

حلا: هو دلوقتى حالته أفضل يعنى ساعات الخطر عدت؟

الطبيب: ذى ما قولتلكم قبل كده دى أزمه قلبيه عنيفه . بس عموماْ ساعات الخطر عدت بس لسه محتاج راحه عشان كل شئ يرجع لطبيعته ومن غير مضاعفات

فتصيح عزه بصوت باكى قائلة

ياحبيبى يا بابا كان مستخبيلك فين كل ده....فينك يا عز كان المفروض تكون معانا دلوقتى دا أنت السند الوحيد لينا

فتنظر إليها عبله وتفكر مع نفسها قائلة

فعلاْ عز المفروض يكون معانا دلوقتى وكفايا بعد لحد كده. أعملى حاجه واحده صح يا عبله وكلميه أنت الوحيده إللى عارفه رقم تليفونه الجديد وتقوم بإخراج هاتفها المحمول من حقيبتها وتبتعد قليلاْ عنهما وتقوم بالأتصال بعز حتى يأتى إليهما...وبالفعل كان عز فى المستشفى فى أقل من ساعة وما أن يدخل 
المستشفى ويصل إليهما حتى يهرول نحو عبلة ويسألها بلهفة قائلاْ

خير يا عبله أخبار الحاج أيه دلوقتى ؟

عبله: الدكتور بيطمنا بس بابا لسه ما فاقشى .....أنا بس ما أعرفشى هو أيه إللى حصله وليه وقع فجأه كده

عز: أنا عرفت السبب كلمت المهندس إللى كان بيشتغل معاه الحاج وقالى أن معياد تسليم المشروع فاضل عليه أقل من شهر والمشروع ما خلصى وبكده الحاج هيدفع غرامه تأخير والمصيبه أن المبلغ إللى قالى عليه المهندس كبير قوى أنا نفسى أنصدمت لما عرفته أنا ما أعرفشى أزاى الحاج ورط نفسه الورطه دى؟

فتنظر إليه عبلة فى ذهول وهى تحدث نفسها بصمت قائلة

أنا السبب ......أنا السبب

فينظر عز إلى عزه زوجته ولكنه سرعان ما يبتعد بعينيه عنها وينظر إلى عبله قائلاْ

هروح أكلم الدكتور بنفسى عشان أعرف منه التفاصيل وينسحب بهدوء دون أن ينظر إلى عزه . ولكن عزه ظلت ترمقه بعينيها حتى أختفى من ناظريها فتنظر إلى عبله 

فتهرب عبله من ملاقاة عينيها حتى تتجنب أى كلام معها.

وفى المساء يأتى سامح كى يطمئن على حلا ووالدها فى المستشفى وما أن تراه حلا حتى تسلم عليه قائلة

ليه بس تتعب نفسك يا بشمهندس وتيجى ثانى

سامح: والله أنا عارف أنى مقصر وكان لازم أدنى معاكم طول اليوم بس ظروف الشغل والمكتب إللى بشتغل فيه مخلينى مقصر وغصب عنى ما قدرتش أعتذر لأن فى شغل كثير لازم أعمله

حلا: يا بشمهندس أحنا كويسين وكمان أنا عارفه أن النهارده الخميس وأنت متعود تسافر البلد فى الأجازه الأسبوعيه بتاعتك عشان كده ياريت تريحنى وتسافر وما تشغلشى بالك خالص بينا

سامح: لاه منا ما ينفعشى أنزل البلد الأسبوع ده وأسيبكم وأنتم فى الظروف دى

حلا: يا بشمهندس سامح صدقنى أحنا بخير بس أنت أدعى أن بابا يقوم بالسلامه لينا هو ده الأهم دلوقتى. أما غير كده عز جوز أختى معانا وأحنا بجد مش محتاجين حاجه غير الدعاء فياريت ما تعطلشى نفسك خصوصاْ أنك قولتلى أنك هتكلم مع أهل عروستك عن التفاصيل الجواز الأسبوع ده وأحتمال تقروا الفاتحه كمان وما يصحش تأجل الميعاد خصوصاْ وأنتم لسه فى البدايه أعتقد أن ده ممكن ما يديش أنطباع كويس عند أهل العروسه عنك لو من أولها كده ما ألتزمتش بالميعاد. 

سامح: فعلاْ عندك حق وبجد لولا فعلاْ أنى متفق مع أهل العروسه على الميعاد من الأسبوع إللى فات ما كنتش هسافر أبداْ وأسيبكم فى الظروف دى.

حلا: صدقنى يا بشمهندس أنا فعلاْ بعتبرك أخ ولو أحتجت لأى حاجه مش هتردد فى الأتصال بيك

سامح: ياريت ده يكون وعد

حلا: وعد يا بشمهندس

وفى صالة الأستقبال بالمستشفى تجلس مى بجانب تامر وكانت بوسى تجلس فى المقعد المواجه لهما وتنضم إليهما أنجى وهى توجه كلامها لبوسى قائلة 

أزى والدك دلوقتى يا بوسى؟

بوسى: الدكتور بيطمنا بس لسه مافيش جديد

أنجى : إن شاء الله هيقوم بالسلامه

فتنظر أنجى إلى تامر وتجلس بجوار بوسى قائلة

هو تامر بيعمل أيه هنا؟

بوسى: ماهو خطب مى صاحبة آيه فكراها

أنجى: ربنا يتملهم على خير

فتنظر إليها بوسى قائلة
من قلبك

أنجى: صدقينى يا بوسى الأيام السوده إللى عشتها فى جوازتى غيرتنى خالص حتى أنا ما بقتشى عارفه نفسى ولا بقى يهمنى حد ولا فى دماغى حد أنا كنت عايشه فى كابوس سد نفسى عن الدنيا كلها 

بوسى: أنا بقى تايهه ولا بقيت عارفه أنا عايزه أيه ولا هعمل أيه وما أخبيش عليكى لما شوفت تامر مع مى لقيت نفسى بسأل ياترى أشمعنى مى هتجوز تامر وأكيد هى سعيده معاه وأنا قاعده لوحدى دلوقتى ومش عارفه حتى مستنينى أيه؟

أنجى: ياترى كنا غلط قوى كده عشان ده يكون حالنا فى الآخر ولا ده كان قدر ومكتوب علينا وكان لازم نشوفه

بوسى: كل إللى أنا عارفاه أنى ما بقتشى عارفه مين صح ومين غلط ....لأنى ببساطه ما بقتشى لاقيه حد حوليه سعيد ولا حاله عدل حتى آيه إللى كانت الوحيده فينا إللى سعيده وعارفه طريقها أيه بقت تايهه هى كمان .......بقينا كلنا تايهين

أنجى: بس صدقينى أصعب أحساس هو الخوف وعدم الأمان

بوسى: أصعب أحساس هو أنك تحسى أنك تايهه ومش عارفه طريقك

أنجى: هنرجع ثانى لنفس السؤال ...ياترى كنا غلط ولا دا كان قدر

بوسى: مش مهم السبب مادام النتيجه واحده

بينما فى الجانب الآخر يتحدث تامر مع مى قائلاْ

أيه رأيك فى إللى قولتهولك

مى: ياريت يا تامر بس تفتكر ممكن؟

تامر: نحاول مش هنخسر حاجه على فكره هو جاى دلوقتى

مى: معقوله أنت كلمته

تامر: أيوه وصممت أنه يجى ويسأل على الحاج وهو فى الأول كان معترض عشان ما يتفهمشى مجيته غلط وأنه عايز يرجع لبوسى ...بس أنا أقنعته بأن ده واجب خصوصاْ أنهم لوحديهم وطارق مسافر وفى الآخر وافق

مى: ربنا يقدم إللى فيه الخير ثم تنظر إليه فى خبث قائلة

فاكر أنجى دى كانت من معجبينك ولا نسيت

فيبتسم تامر قائلاْ

أحلى حاجه بحبها فيكى هى الغيره بيبقى شكلك جنان وأنتى غيرانه

مى: يا سلام على كده شكلى هيبقى جنان على طول لأن معجبينك كثير

تامر: أنت بتغيرى بجد...مى يا حبيبتى أنت واثقه فى حبى ليكى ولا لأ

مى: الغيره طبع إللى بيحب

تامر: الغيره شئ جميل بس أخاف تتحول لطوق يخنق

مى: يعنى أنت ما بتغيرشى عليه

تامر: مين قال كده بينى وبينك بغير حتى لما حد بيبصلك بكون هاين عليه أخبيكى من عيون الناس وماحدش يشوفك غيرى ...بس بقاوم الأحساس ده على طول عشان ما أخليهوش يتحكم فيه أكثر ويخنق الحب الجميل إللى أتولد جوايا ليكى وبيكبر يوم عن يوم

مى: ربنا يخليك ليه يا تامر ونبنى عشنا الصغير ذى ما كنت طول عمرى بحلم وعارف نفسى فى أيه كمان

تامر: نفسك فى أيه؟ قولى بس وأنا شبيكى لبيكى حبيبك وجوزك بين أديكى 
أحلامك هتكون أوامر بالنسبالى

مى: نفسى يكون فرحى مع فرح آيه ذى ما كنا بنحلم زمان ....أنت ما تتصورشى آيه بالنسبالى أيه ....آيه اختى وصدقيتى يا ما حلمنا سوا وياما فرحنا وحزنا سوا وصعبان عليه قوى أنها بعيده عن حبها أكيد هى محتاجه طارق جمبها دلوقتى فى الظروف دى......طارق هو الأنسان الوحيد إللى كان بيديها الأحساس بالأمان إللى أى بنت فى الدنيا بتحلم بيه

تامر: طب أيه رأيك لو أكلم طارق فى كندا ونحاول نصلح بينهم

مى: ياريت يا تامر بجد فرحتى عمرها ماهتكمل إلا لو آيه وطارق رجعوا لبعض ثانى 
إن شاء الله كل شئ يبقى خير
.
حتى يلمح تامر محمد فينده عليه قائلاْ

محمد تعالى أحنا هنا.....فما أن تراه بوسى حتى تشعر بالأرتباك وهى تنظر إليه 

ولكنه لم ينظر إليها وتجنب ملاقاة عينيها وتجاهلها تماماْ وأتجه نحو مى وتامر قائلاْ

أخباره أيه دلوقتى ؟

تامر: هو الدكتور قال أن حالته مستقره لحد دلوقتى بس لسه ما سمحشى ليهم بالزياره ثم ينظر إليه قائلاْ

أيه يا محمد مش هتسلم على بوسى

محمد: مافيش داعى أنا هروح أسلم على مدام زينب وهمشى على طول وأهو بكده أكون عملت الواجب ذى ما أنت عايز وما تطلبشى منى أكثر من كده

فتنظر إليه مى فى ضيق قائلة

وليه جاى على نفسك كده 

فينظر إليها محمد قائلاْ

يعنى أنت عايزانى أعمل أيه؟

تامر: يعنى أقعد معاهم شويه دول مهما كان كانوا نسايبك فتره

محمد: أديك قولتها كانوا نسايبى ...بص يا تامر أنا فاهم أنت عايز أيه.....بس أحب أريحك لو بوسى دى آخر واحده فى الدنيا أنا مش هرجعلها ثانى

وقد قال محمد هذا الكلام بصوت مرتفع فسمعته بوسى مما جعلها تشعر بالأحراج فنظرت إلى أنجى وقد تأججت الدموع فى عينيها ولكنها تماسكت وأقتربت منهما قائلة

مع أنى مش فاهمه أيه إللى بيحصل بالضبط بس على الكلمه إللى أنا سمعتها أعتقد أن من حقى أنى أرد عليها ثم تنظر إلى محمد وهى توجه كلامها إليه قائلة فى حدة

يا أستاذ محمد أنا ما طلبتش من حد أنه يتوسط عشان ترجعلى وأعتقد أنى أنا إللى فسخت الخطوبه عن إذنكم وتتركهما وتنصرف وتقوم أنجى بالألحاق بها

فتنظر مى إلى محمد فى عتاب قائلة

ليه كده يا محمد حرام عليك تجرحها كده وهى أكيد أعصابها تعبانه عشان والدها ...هى عادة فيك أنك تجرح كده فى الناس 

فيطلق محمد زفرة قصيرة فى ضيق قائلاْ

أنا ما قصدتش أنى أجرحها......أنا بس حبيت أوضحلها أنى مش جاى هنا عشان أرجعلها وبصراحه لما شوفتها أضايقت 

تامر: خلاص يا محمد أنت حر لو تفضل أنك تمشى دلوقتى خلاص براحتك.......بس عشان أحنا أخوات قبل ما نكون ولاد خالات أنت غلطت وبصراحها أحرجتها أدامنا

محمد: دايماْ ولازم أكون أنا الغلطان ....عموماْ أنا فعلاْ غلطت عشان سمعت كلامك وجيت هنا وأنا عارف ومتأكد أنت كنت عايزنى آجى ليه عن إذنكم ويتركهما وينصرف

فتتنهد مى قائلة

مافيش فايده فى محمد على طول متسرع وبيجرح من غير ما يحس 

تامر: محمد قلبه طيب جداْ وأنا متأكد أنه لما يقعد مع نفسه ويراجع إللى عمله هيحس بغلطته

مى: بس دايماْ بيراجع نفسه متأخر بعد ما يكون خسر كثير ....المشكله دلوقتى فى بوسى أكيد زمانها مضايقه ومحرجه مننا

تامر: أحنا كنا عايزين خير وحاولنا محاوله وفشلت خلاص يبقى ما نشغلشى بالنا بقى بيها كثير إللى حصل حصل

مى: ربنا يقدم إللى فيه الخير وماحدش عارف بكره فيه أيه

تخرج الممرضه من غرفة محروس وتحدثهم قائله تقدروا تتدخلوا تشوفوه دلوقتى بس ياريت ما تكلموش معاه كثير لأنه لسه الأرهاق خطر عليه..فيدخلوا جميعا مهرولين الى الغرفه حتى يطمئنوا عليه وكانت عبله آخر واحده تدخل الغرفه وقد وقفت من بعيد تنظر إليه وقد هالها منظره وهو يرقد على الفراش شاحب الوجه زائغ العينين لا يستطيع الكلام 

فتنظر إليها زينب قائلة

تعالى يا عبله قربى عشان محروس يشوفك أكيد محتاج يشوفنا كلنا حوليه 
فتنظر إليها فى صمت وتقترب بهدوء وهى تنظر إلى والدها بترقب وملامحها مشدودة متهجمه تجر قدميها نحو فراشه وما أن ينظر إليها وتقع عينيه فى عينيها حتى لا تستطيع أن تقاوم دموعها وتنهار باكيه وتلقى بنفسها عليه وهى تبكى بحرقة وبصوت مسموع

فتحاول حلا تهدئتها قائلة 

عبله أرجوكى اهدى إن شاء الله هيكون بخير الدكتور قال ماحدش يزعجه وأنت كده بتزودى همه

فتحاول عبله أن تتماسك وهى تنظر إليه قائله 

بابا أرجوك تماسك عشان خاطرى أنا ماليش حد غيرك فى الدنيا ...أنا نفسى أترمى فى حضنك وأبكى 

فينظر إليها محروس وبصوت واهن يحاول أن يتكلم قائلاْ بصوت متلعثم
سامحييييينى يا بنتى

فتنهار عبله والدموع تنسال من عينيها بلا هوادة قائلة

سامحنى أنت.......سامحنى أنت

فيدخل الطبيب عليهما وما أن يرى ما يحدث حتى يصيح فيهم بعتاب قائلاْ

أيه ده يا جماعه أنتم كده بضروه لو سمحتم أخرجوا بره دلوقتى وسيبوه يرتاح كده خطر عليه

فيحاول محروس جاهدا الكلام وينده قائلاْ~

آيه

فتهرول آيه نحوه قائلة
أيوه يا حبيبى عايزنى فى حاجه

محروس: طاااااااارق
آيه: ماله طارق يا حبيبى

الطبيب: مش معقول كده الكلام خطر عليه

محروس: أنا ظلمت طارق

آيه: أيه يا بابا بتقول أيه؟

فينظر محروس لعبله قائلاْ

عبله أتصرفى أنت...أنت الوحيده إللى تقدرى تصلحى إللى أنا عملته

عبله: حاضر يا بابا ما تشغلشى بالك أنت ...أنا هعمل كل حاجه ذى ما أنت عايز وأحسن بس أنت ما ترهقشى نفسك عشان خاطرى.......عشان خاطرنا كلنا

وفى كندا كان طارق يجلس مع نفسه يفكر فى آيه وهو يمسك هاتفه المحمول فى يده يقوم بكتابة رقم هاتفها ولكنه لايستطيع أن يضغط على زر الاتصال فلم تطاوعه يده على ذلك فيتنهد قائلاْ
هتقدر يا طارق تنساها ...هتقدر تبعد عنها كده بسهوله ...دى آيه يا طارق عارف يعنى أيه آيه
آيه حب عمرك إللى أتولد جوالك يوم ما هى اتولدت ...
فاكر لحظة ما شلتها وهى لسه مولوده وكان عمرها فى الدنيا ساعات وقولت دى هتبقى مراتى ...دا أنت كنت ما بتخليش حد يشيلها غيرك وأنت أول واحد علمها المشى وعلمها الكلام ...دى أتولدت وكبرت وأتعلمت على أيدك يا طارق .....آيه دى حته منك ...هتقدر كده بسهوله تنساها طب أزاى هتقدر ؟ هو فى حد بسهوله يقدر ينسى نفسه
آآآآآآآآآه أنا تعبان وحيران ..تعبان لأنها وحشتنى قوى وحيران لأنى مش عارف أعمل أيه؟ نفسى أسمع صوتها وفى نفس الوقت مش قادر أكلمها...صحيح كان نفسى ألاقيها أدامى دلوقتى بتصرخ وتقولى وحشتنى وفى نفس الوقت خايف عليها من المجهول إللى مستنينى والله أعلم بقى هيكون أيه......وياترى هقدر فعلاْ أعيش من غير آيه .....سؤال صعب قوى أنى أقدر أجاوب عليه.....حتى يرن جرس هاتفه المحمول فينظر إلى الرقم فى دهشة قائلاْ نمرة مين الغريبه دى شكلها من مصر معقوله تكون آيه؟؟؟؟

بينما تنظر آيه إللى عبله وقد بدا عليها الحيرة متسائلة

بابا يقصد أيه يا عبله؟ وأزاى بابا ظلم طارق؟

فتنظر إليها عبله قائلة

هقولك كل حاجه بس ياريت ما تزعليش من بابا ولا منى أحنا كنا بنفكر فى مصلحتك

آيه: أرجوكى أكلمى بسرعه لأنى بدأت فعلاْ أفقد أعصابى

عبله : حاضر يا آيه هقولك كل حاجه وأملى كبير أنك تفهمى الوضع صح


وما أن تعلم آيه ماحدث حتى تعاتب عبلة والدموع تنهار من عينيها قائلة

أنتم أزاى تعملوا كده ؟ بأى حق توقعوا بينى وبين طارق ومين أداكم الحق أنكم تجرحوه بالشكل ده ؟ أنا مش قادره أصدق أن بابا يعمل كده...طب أنت وأنا عارفه أنك أصلاْ ماعندكيش قلب حابسه نفسك فى دور البنت المظلومه والقسوه عمت قلبك عن معنى كلمة الحب ولا عمرك هتعرفى تقدرى قيمة حب عظيم ذى إللى بينى وبين طارق....بس بابا أزاى يعمل كده ...دا طارق يا بابا ...طارق أزاى تجرحه كده .....أزاى تقسى عليه كده ...دا طول عمره ابنك قبل ما يكون خطيبى وابن خالتى ...أزاى ...أزاى ....آآآآآه أنا هموت هجنن طارق كل الفتره دى فاكر أنى أتخليت عنه عشان عريس جديد أتقدملى .....

ثم تصيح فى وجهها قائلة

ليه تعملوا كده ...ليه تشوهوا صورتى أدامه وتجرحوه بكل قسوه فى عز ما هو محتاجنا جمبه ليه؟ مش كفايه إللى هو فيه؟

فتحاول عبله الكلام قائلة

أنا مش هدافع عن نفسى ولا حتى زعلانه منك عشان الكلام إللى قولتيه عليه......بس بابا فكر بمنطق أب خايف على بنته من مستقبل جايز ماتكونشى مقدره حقيقته كويس الجواز يا آيه غير الحب.

فترد عليها آيه بصوت يحمل نبراته المرارة قائلة

أنتم عملتم جريمه عمرى ما هقدر أسامحكم عليها بسببكم أتعذبت وكنت هجنن وأنا بسأل نفسى أزاى طارق يسيبنى كده ؟ أزاى فجأة ينسى حب أتولد جوانا وعاش سنين وطارق يا عينى زمانه كان بيموت فى اليوم ألف مره وهو فاكرنى بيعته...عارفه يعنى أيه بيعته ..عارفه يعنى أيه مشاعر أنسان فجأه تنهان ومن مين من أعز وأقرب الناس ليه ؟ طبعاْ عمرك ماهتحسى ولا هتقدرى الكلام إللى بقوله

فتنظر إليها عبله وبصوت مختنق ترد عليها قائلة

بالعكس أنا أكثر واحده أقدر أحس بمعنى كلامك ....لأنى أنجرحت قبل كده وأتهانت مشاعرى قبل كده

آيه: كويس أنك عارفه عشان تقدرى قيمة الجريمه إللى أشتركتى فيها

عبله: كل شئ هيتصلح يا آيه ...أنا هكلم طارق وهحكيله على كل حاجه وهو أكيد هيسامحك

آيه: والعذاب إللى أتعذبناه من غير أى ذنب بسببكوا

عبله: كلنا أتعذبنا يا آيه من غير مايكون لينا أى ذنب ..كلنا بقينا ظلمه ومظلومين ...كلنا جرحنا وأتجرحنا ولو قعدنا نفكر مين ظلم مين ....ومين جرح مين ..هنلاقى كلنا فى الآخر بقينا مجروحين. عشان كده لازم نسامح ونبدأ صفحه جديده ونبدأ من أول السطر بأننا نسامح بجد من قلبنا عشان نقدر نعيش عيله واحده بجد.....أنا ذى ما قولتى كثر القسوه إللى أتعرضت ليها جمدت قلبى بس مهما كان أنا لسه ليه قلب ولسه بيحس وبيتألم ...وبتألم فى اليوم ألف مره وأنا بعيده عنكم حتى لما بقينا تحت سقف بيت واحد كنت برده بعيده عنكم محرومه من أحساس الأخوه إللى بجد .....كنت بتعذب وأنا مش حاسه أن حد فيكم حاسس بيه ولا حتى مرحب بوجودى غير طبعا نظرات الكره إللى كانت بتلاحقنى من مامتك وأختك عزه.....بس أنا خلاص قررت أنى أريحكم منى وهبعد عنكم عشان نقدر نعيش من ثانى من غير كره أو ظلم والحل الوحيد أنى أنا إللى أبعد 

فتنظر إليها آيه فى تأثرقائلة

أنا آسفه يا عبله أن الأحساس ده وصلك....أنا فعلاْ ظلمتك بس من غير ما أحس وذى ما أنت قولتى لازم ننسى عشان نقدر نعيش...ونبدأ سطر جديد وعشان نبدأ السطر ده لازم تكونى معانا وفى وسطينا ......أخت لينا مش مجرد بنت بابا ذى ما كنت طول عمرى بسمع.... لأ أختى

فلا تستطيع عبله أن تمنع دموعها المنهارة وتنظر إلى آية قائلة

ياه كلمه حلوه قوى ...أختى

فتقوم آيه بضمها بين ذراعيها قائلة

طبعاْ أختى

فتنضم إليهما بوسى وما أن تراهما على تلك الحاله حتى تنظر إليهما فى دهشة 

ولكنها تحدث عبلة قائلة

بابا عايزك ضرورى يا عبله 

عبلة: بابا عايزنى أنا ليه فى أيه.......؟

ليست هناك تعليقات: