تنظر آيه إلى حلا وقد بدا عليها الحيرة قائلة
طارق المفروض هيعمل العمليه بعد شهرين
فتومأ حلا برأسها قائلة
طب ما أحنا كلنا عارفين ده أيه الجديد؟
فتأخذ آيه نفس عميق قائلة
الجديد إن طارق قالى إن نتيجة العملية ماهياش مضمونه وبالعكس جايز يكون فى مخاطر ثانيه ممكن تسببها العمليه لانها هتكون فى العمود الفقرى وجايز تسبب شلل دائم ليه
حلا: يا ساتر يارب بس إن شاء الله تكون العمليه ناجحه مين عارف رحمة ربنا كبيره
آيه: أنا طبعا هموت من القلق على طارق وبدعيله كل لحظه وكل ساعه. بس أنا عايزه آخذ رأيك فى مسأله مهمه ولازم تقفى معايا لأنى متأكده إن الكل هيعارض وأولهم طارق
حلا: طبعاْ يا آيه هقف معاكى بس لو أقتنعت
آيه: أنا عايزه أسافر مع طارق وأكون جمبه وهو بيعمل العمليه
حلا: طبعا كلنا هنكون معاه وأعتقد ما حدش هيعارض فى ده
آيه: يا حلا أنا عايزه أسافر مع طارق وأنا مراته
تحدق حلا فى وجه آيه فى دهشة قائلة
آيه أنت عارفه أنت بتطلبى أيه؟
آيه: أيوه يا حلا أنا عايزه أريح نفسى من أى ضغط هيكون عليه وهواجهه بعدين . طارق بالنسبالى مش مجرد خطيب ولا حبيب حتى ...طارق هو الرجل الوحيد إللى أنا عايزاه يكون جوزى وعمرى ما هوافق أن حد غيره يكون جوزى وحتى لو العمليه لا قدر الله فشلت وسببت ليه أى مخاطر برده هكون مراته لأنى حتى لو ما أجوزتوش مش هجوز حد غيره ومهما مر عليه العمر مش هغير رأيى . فعشان كده عايزه أريح نفسى من أولها وأقطع أى كلام فى الموضوع ده وعايزاكى تكونى معايا وتقنعى
طارق وبابا لأنى متأكده أن ما حدش هيوافق بسهوله
حلا: أيوه يا آيه بس أنا كمان ما أحبش إنك تاخدى أى قرار ممكن تندمى عليه فى المستقبل
آيه: أنا لو ما عملتش كده دلوقتى جايز أندم بعدين أننى ما صممتش علىه
حلا: بس الجواز غير الحب يا آيه
آيه: مين قال كده ؟ أيه قيمة أنك تجوزى وأنت قلبك وعقلك وروحك ميتين . يا حلا جواز لمجرد الجواز جايز يكون جحيم جايز يكون مقبره بتدفنى فيها نفسك وأنت حيه. أيه قيمة أنى أجوز أنسان سليم وكويس وأخلف ويبقى عندى أولاد وأعيش حياة طبيعيه ذى كل البشر وأنا قلبى وعقلى وروحى مع طارق ..ليه أظلم نفسى والأنسان إللى هرتبط بيه ....عارفه يا حلا لو طارق موافقشى أنا عمرى ما هجوز حد ثانى غيره لأنى بكون بظلمه وبظلم نفسى لأنى عمرى ما هكون ليه إلا جسد بس
فتنظر إليها حلا فى صمت برهه من الوقت ثم تتنهد قائلة
تعرفى كلامك صح ما أنا أهو مخطوبه بقالى خمس شهور وكل يوم قبل ما أنام أحاول أقنع نفسى أن بكره هيكون أفضل وأنى هقتنع بمجدى ..بس للأسف بصحى من نومى ثانى يوم وأكتشف أنى لسه بضحك على نفسى وأنى عمرى ما هقتنع بيه
آيه: الجواز من غير أقتناع جحيم يا حلا
حلا: فعلاْ جحيم وماحدش بيتعذب غيرك ولا حد بيحس بيكى
آيه: حلا مع أنك أنت اختى الكبيره بس هقولك نصيحه ياريت تفكرى فيها كويس .لو فعلا حاسه أن ما فيش أى أنسجام أو توافق بينك وبين مجدى ياريت تلحقى نفسك قبل ما تلاقى فى خطوه جديده بتتاخذ وساعتها هيبقى التراجع صعب قوى
حلا: بفكر كل يوم وكل ساعه وكل دقيقه بس محتاجه شجاعه
آيه : يعنى أيه شجاعه؟ دى حياتك يا حلا والجواز قرار مصيرى عليه هتتوقف بقية حياتك يعنى لازم تكونى مقتنعه
حلا: فعلاْ لازم أكون مقتنعه ولازم أكون إيجابيه أكثر من كده وأتحمل نتيجه قرارى مهما كانت عواقبه
يجلس عز أمام التلفزيون يتابع ماتش كورة فتقترب منه عزه بدهشة متسائلة
أنت أيه إللى مقعدك فى البيت دلوقتى ؟ المفروض إنك تكون فى المعرض
عز: الحاج ما هواش فى المعرض
عزه: ليه ؟
عز: الحاج مشغول فى المشروع إللى داخل فيه مع إللى اسمه رؤوف
عزه: طيب دى فرصتك أنك تثبت للحاج أنه ممكن يعتمد عليك فى غيابه .المفروض تقعد فى المعرض وتباشره فى فترة غيابه بدل قاعدتك تتفرج على الكورة
عز: الماتش ده مهم ده النهائى بعد ما هيخلص هنزل افتح المعرض. كده كده السوق نايم اليومين دول
عزه: أنت يا رجل عايز تنقطنى بقولك لازم تثبت لبابا أنك يعتمد عليك تقوم تقولى هتفرج على الماتش
عز: يا عزه ريحى دماغك خلاص عبله سابت الشغل مع الحاج مع أن بقى بصراحه أبوكى هو إللى خسر على الأقل كان زمانها ساده مكانه دلوقتى
فتصيح عزه فى غيظ قائلة
لاه دا أنت فعلاْ ناوى على نقطتى . يا عز ميت مره أقولك خالى بابا يثق فيك أكثر أنت المفروض ذراعه اليمين أنت شايف مجدى محلق عليه أزاى
عز: مجدى ده أنا مابرتحلوش خالص
عزه: يا فرحتى بأنك ما بترتحلوش ..بابا بيرتحله ودى المشكله ..أنا ما أعرفشى أيه إللى كان وكسنى وخلانى أجوزك
عز: كده يا عزه
عزه: يا شيخ عماله أحذرك وأقولك خالى بالك من الأفاعى إللى حولين الحاج وأنت ولا هنا
عز: خلاص يا عزه عشان أريحك هنزل أتفرج على الماتش فى المعرض
فتصيح عزه قائلة مافيش فايده
وينزل عز المعرض وقد جلس وحده يفكر وقد بدا عليه الحزن والضيق فتدخل عليه عبله قائلة
أزيك يا عز هو بابا فين؟
عز: فى أرض المشرع ما جاش المعرض بقاله اربع أيام
عبله: والله ما أنا مقتنعه خالص بموضوع المقاولات ده
عز: البركة فى خطيب اختك هو إللى طلعها فى دماغه
عبله: عارف أنا بصراحه خايفه على الحاج من الموضوع ده خصوصا أنه بيشتغل مع رؤوف. رؤوف مش سهل وكثير خان ناس أشتغلوا معاه
عز: ياله أهو حر فى حياته وشغله
فتنظر عبله إلى عز متسائلة
أنت مالك فى حاجه؟ شكلك مش طبيعى
فيتنهد عز قائلاْ
أبداْ مضايق شويه
عبله: من أيه؟ عز أحنا أخوات لو فى حاجه ياريت تقولى وأنا هسمعك
عز: عزه مراتى ما بقتشى عارف أزاى أرضيها بقت عصبيه وكثير بتزعلنى منها وما بتحاولشى حتى تصالحنى ولا بتهتم بيه ولا بطلباتى وكل يوم أقول لنفسى أكيد بكره هتحس بيه وهتحسن معاملتها بس للأسف بتزيد للأسوأ
عبله: فعلاْ أنا ملاحظه كده . بس من غير زعل يا عز العيب عليك أنت. أصل أنت الرجل والمفروض تقدر تخليها تحترمك وتعاملك أفضل من كده
عز: مشكلتى أنى بحبها .أنا أشتغلت هنا عند الحاج من وأنا فى الثانوى ودخلت الجامعه وأتخرجت وأنا بشتغل عنده عزه كانت ملاك جميل هادى كانت حلم بالنسبالى بعيد كان صعب أنه يتحقق كانت السعادة عندى لما كانت تيجى وتمر على الحاج فى المعرض بعد ما ترجع من مدرستها وأبصلها وهى تكسف وتبص فى الأرض كنت بحلم بيها ليل نهار وكنت عارف أنها عمرها ما هتكون ليه لحد ما حسيت ناحيتها بقبول وأنها بتبادلنى نفس الشعور ووعدتنى أنى لو كلمت الحاج هتخلى والدتها تقنعه وفعلاْ الحاج وافق وأعتبرنى ابنه لأنه كان بيحبنى . كنت طاير من الفرحه والسعاده وكنت ضعيف جدا أدامها وكان كل همى أنى أسعدها بس للأسف سنه ورا سنه عزه فهمت حبى ليها غلط وبقت تعاملنى كأنها السيد وأنا العبد وكنت بتحسسنى دايما بالفرق اللى بينا وأنا استحملت عشان بحبها كنت بقول لنفسى وماله ماهى دى الحقيقه وسنه ورا سنه لحد ما بقيت واخذ على كده
عبله: بس دا صعب قوى يا عز أزاى تقبل على كرامتك ده
عز: الحب وأحساسى بالجميل ناحية الحاج خلونى أستحمل
عبله : عايز نصيحتى سيبها
عز: أنت بتقولى أيه؟
عبله: الست ما بتحبش الرجل الضعيف عزه لو حست أنك قوى هتعيد حسابتها فى التعامل معاك
عز: والحاج أبص أزاى فى وشه
عبله: دا وضع مؤقت سيبها شويه وحسسها أنك جاد وأنك ممكن تعيش من غيرها وأنك سيبت كل فلوسها وأشتريت كرامتك .صدقنى هتعيد حسابتها ومعاملتها ليك هتتغير خالص
عز: وأفرض ما عملتشى كده
عبله: تبقى أشتريت كرامتك .أيه معنى حبك ليها وهى ما بتقدرشىى الحب ده
عز: عندك حق ولازم أعمل كده عشان تعرف أنى تعبت وأن ليه كرامه وأنى أستحملتها عشان بحبها مش عشان فلوس أبوها إللى عمرها ما همتنى ولا سعيت وراها
بينما كانت آيه تجلس فى الكافتريا مع مى يتناولان بعض السندوتشات فتسأل مى آيه قائلة
تفتكرى طارق ووالدك هيوافقوا ؟
آيه: أتمنى أنهم يوافقوا من غير تعب قلب لأنى هصمم ولو حكمت هعمل كل الطرق الممكنه عشان أقنعهم بالموافقه
مى : ربنا يوفقك إن شاء الله ويهديهم
آيه : يارب
فيقترب منهم دكتور أشرف
فتصيح آيه فى ضيق قائلة
ييه شكل دكتور أشرف جاى علينا
مى: هو عايز منك أيه
آيه: أنا عارفه
فينضم إليهما أشرف قائلاْ
آنسه آيه تسمحيلى بكلمه
فتنظر آيه لمى وتهب واقفة من مكانها قائلة
خير يا دكتور أشرف
دكتور أشرف: الحقيقه عايز رقم تليفون والدك
فتعقد آيه حاجبيها فى دهشة متسائلة ليه؟
دكتور أشرف: أبداْ عايز أغير عربيتى وعارف أن المعرض عنده فى موديلات كويسه
آيه: طب ما تروح المعرض وتشوف العربيه إللى أنت عايزها .أيه لازمة رقم تليفونه
دكتور أشرف: أنت عارفه أنا مشغول عشان بخلص أوراق بعثتى وما عنديش وقت أنى أروح أكثر من مره المعرض فأفضل أنه يكون موجود عشان أشترى فى ساعتها ونخلص على طول. هو يضايقك فى حاجه أنك تدينى رقم المحمول الخاص بيه؟
فتومأ آيه برأسها قائلة لاه طبعاْ أتفضل . وتقوم بأعطائه الرقم
بينما كان سامح يجلس فى غرفته يقوم بكتابة مصاريفه وما سيتبقى من المرتب
.
فيتنهد قائلاْ
ما فيش فايده مهما كان المرتب كبير برده بيتبخر الحياة عماله بتغلى والمصاريف بتكثر ولازم يا حلو تدخل بند المظهر فى المصاريف .ما هو طبعاْ ما ينفعشى تكون فى شركة كبيره كده وهو كل إللى عندك طقمين . طب وحيرة أيه دى بس ياربى ثم يسرح لحظه فى صورة حلا وكلامها فيغمض عينيه قائلاْ
فوق يا سامح حلا دى حلم بعيد جداْ عنك وبعدين دى مخطوبه وبنت ناس وأنت يا دوبك لسه بتبدأ حياتك أحلم على قدك أحسن بدل ما تحلم حلم أكبر حتى من أنك تحلم بيه
بينما كانت بوسى تجلس فى غرفتها تستمع إلى الأغانى فتدخل عليها زينب والدتها متسائلة
هو محمد بقاله فتره ما بيجيش ليه هنا يا بوسى
فتجيب عليها بوسى بلامبالاه قائلة
أحسن ريح
فتحدق زينب فى وجهها بدهشة قائلة
يعنى أيه أحسن دى ؟ هو أنتوا أتخانقتوا؟
بوسى : بصى ياماما ياريت ما تدخليش فى الموضوع خلينى أمشيه ذى ما أنا عايزه . ماهو لازم يسمع كلامى من أولها وإلا هيمشى دايماْ إللى هو عايزه
زينب: أنت بتقولى أيه؟ يا بوسى محمد ابن حلال وطيب وابن ناس ليه تضيعيه من أيدك
بوسى : يا ماما لو سمحتى أنا لازم أتعامل معاه بطريقتى وما تخافيش هيرجع وهيعمل كل إللى أنا عايزاه بس أنت بس ما تدخليش وبكره هتشوفى
زينب: يا وكستى فى بناتى سواء كنتى أنتى ولا اختك حلا إللى تعبانى معاها
بينما يجلس محروس فى غرفة المكتب الخاصه بيه فى شقته يفكر مع نفسه
فتدخل عليه عبله متسائلة
قاعد لوحدك ليه يا جميل؟
محروس : بفكر ومحتار
عبله : بعد الشر عليك من الحيره خير قولى وممكن أساعدك
محروس: النهارده جالى شاب وطلب أيد آيه
فتعقد عبلة حاجبيها فى دهشة قائلة
آيه؟ آيه مخطوبه لطارق
محروس: الله أعلم يا عبله هتكمل خطوبتها ولا لأ
عبله: مش فاهمه
محروس: طارق من أسبوع كلمنى بصراحه عن آخر كلام قالهوله الدكتور بتاع كندا عن العمليه وقالى بصراحه أنه بيحل آيه من أى أرتباط بيه لو العمليه فشلت
عبله: يا ساتر يارب دى آيه بتحبه قوى
محروس : كلنا بنحبه طارق دا شاب مافيش ذيه كثير فى زمانا ده. تعرفى يوم ما طلب أيد آيه كنت طاير من الفرحه وكان هاين عليه أجوزهاله فى ساعتها لولا أن آيه كانت صغيره. طارق رجل بجد مع أنه وحيد أمه وأترملت عليه وهى فى عز شبابها ولكنه عمره ما كان مدلع وكان طول عمره مريحها وأتربى أدام عنينا وكان هيصون آيه وهطمن عليها معاه. بس برده الوضع مختلف طارق ابنى حقيقى بس آيه برده بنتى وخايف عليها حياتها مش هتكون سهله مع طارق لو بعد الشر حصله حاجه ولو أستحملت سنه أثنين صعب تستحمل السنه الثالثه ولا الرابعه وهتتعذب . أنا متأكد أنها هتصمم أنها تكمل مع طارق بس خايف تندم بعدين ويكون فات أوان الندم
عبله:طب والحل
محروس : مش عارف الشاب إللى متقدملها حاجه تفرح معيد عليها فى الكليه وشكله ابن ناس ومستقبله هايل وفى نفس الوقت طارق برده صعبان عليه . بس هو نفسه بيفضل مصلحه آيه خصوصاْ أن نتيجه العمليه احتمال فشلها كبير
عبله: طبعاْ آيه عمرها ما هتسيب طارق بنفسها يبقى لازم طارق هو إلى يسيبها
محروس: يعنى أيه؟
عبله : سيبلى أنا الموضوع ده يا حاج وأنا هتصرف فيه . بس قولى الأول أنت رديت على المعيد بأيه؟
محروس: طلبت منه يأجل الموضوع لحد ما آيه تخلص الأمتحانات يعنى أدامنا ثلاث شهور
عبله: كويس قوى كده وربنا يسهل إن شاء الله
بينما كان سامح يجلس فى مكتبه فى الشركة حتى يفاجأ بمن يقف أمامه فيرفع سامح رأسه ليرى من.....؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق