الاثنين، 8 ديسمبر 2008

الحلقة الثالثة والعشرون من دنيا مدينة نصر





تمسك عبلة ورقة الاسئلة وهى تحدث نفسها قائلة

لو الاسئلة تسربت هتبقى مشكله بس لو اتباعت هتبقى مشكله اكبر ما أعتقدشى انها ممكن تعدى بسهوله جايز يكون فيها فصل لحلا ثم تصمت لحظه وهى تفكر مع نفسهاوهى تنظر إلى الورقة وقد بدت فى صراع مع نفسها حتى 

تدخل عليها حلا قائلة

عبلة تحبى أعملك كباية لبن معايا

فترتبك عبلة وتضع الورقة على المكتب وتجيب عليها وقد بدا عليها الأرتباك قائلة

آه يا ريت

فتنظر إليها حلا فى دهشة قائلة

مالك فى حاجه

فتجيب عليها عبله وهى تتصنع الثقة قائلة

أبداْ بس كنت سرحانه مع نفسى وأنت لما دخلتى فجأة خضتينى

حلا:أنا آسفه يا عبله كان المفروض أنى أخبط على الباب قبل ما أدخل آسفه بجد

عبله: لاه ما فيش حاجه

حلا: تقترب من المكتب قائلة

أحسن حاجه اشيل ورقة الأسئله وأعينها فى شنطتى أحسن لو حصلها حاجه أو ضاعت ما عنديش أستعداد أسهر ثانى وتقوم بوضع ورقة الأسئلة فى حقيبتها الرقمية وتغلق عليها وتغادر الحجرة

فتخرج عبلة زفرة قصيرة وهى لا تعرف إن كانت سعيده لما حدث أم لا فقد تملكها أحساس لا تستطيع تفسيره ولكنها تلقى بجسدها على الفراش وهى تحاول أن تلتقط أنفاسها وكأنها قد أنتهت تواْ من سباق للجرى

بينما كانت تجلس بوسى مع محمد فى حجرة الضيوف فى منزلهم وتحدثه قائلة

أنا عايزه أفهم أنت معترض على أيه

محمد: معترض على كل حاجه

بوسى : يا سلام وليه بقى إن شاء الله

محمد:ما أعتقدشى إنها حاجه محتاجه سؤال . أنا عايز أفهم أيه إللى يخلينى أعمل فرح يكلفنى فوق الميت ألف وأشترى عفش بمتين الف وأروح أعمل شهر العسل 
فى باريس ...ليه كل ده ومين عاقل يعمل كل ده أصلاْ

فتجيب عليه بوسى بنرفزه قائلة

إنجى خطيبها هيعمل ليها كل ده .عارف ليه عشان بيحبها وفرحان بيها وما بيحسبهاش زيك بالورقه والقلم

محمد: وليه تبصى لغيرك جايز يكون خطيبها ظروفه سامحه .أنا بقى ظروفى ما تسمحشى . يا بوسى أنا حطيت معظم الفلوس إللى والدى الله يرحمه سبهالى فى الشقه والعربيه والباقى يا دوبك هنجيب بيه العفش وأفضل أنى ما أخلصى كل الفلوس إللى معايا .لأن مرتبى مع أنه معقول مش هيقضى مصاريفنا الحياه كل يوم بتغلى عن اليوم إللى قبله وأفضل يكون معانا فلوس عشان تكون سند لينا لو أحتاجنا حاجه ما حدش ضامن الظروف

بوسى :وليه تحسبها بالشكل ده . لو أحتاجنا حاجه بعد الجواز بابا يبقى يساعدنا ماهو هيساعد حلا فى كل حاجه حتى الشقه هيديهالها من غير ما جوزها هيدفع مليم واحد فيها غير العفش طبعا.

محمد: بصى يا بوسى أنا الحمد لله والدى مات وسابلى إللى يكفينى وزياده ولا هقبل على نفسى إنى أخذ حاجه من حد خصوصاْ إنى مش شايف أى داعى لكده هنعمل فرح معقول وهنقضى شهر العسل فى مصر ذى بقية خلق الله .الأجانب بيجوا من آخر الدنيا عندنا وهوديكى يا ستى أحسن الأماكن .بس كله هيكون فى حدود المعقول

فتنظر إليه بوسى فى ضيق قائلة

ياريت تكون ملاحظ أنك دايما بتعمل إللى أنت عايزه ومابتسمعشى كلامى فى أى حاجه بطلبها منك

محمد: الكلام ده مش صحيح وأنت عارفه ده كويس

بوسى : أنا ما بقتشى عارفه حاجه وأعتقد كده أننا محتاجين ناخذ هدنه ونعيد التفكير فى موضوع أرتباطنا

فينظر إليها محمد برهة قصيره ثم يومأ برأسه قائلاْ

براحتك يا بوسى ثم يلتقط تليفونه المحمول من على الطاولة وينصرف

فتطلق بوسى زفرة قصيرة فى ضيق قائلة
ولا يهمنى

وبينما كانت حلا فى طريقها للكلية تقابل سامح على سلم العمارة فما أن تراه حتى تبتسم قائلة

سامح أزيك

سامح: آنسه حلا أخبارك أيه؟

حلا: أخبارك أنت أيه ؟ وعامل أيه فى الشغل

سامح: الحمد لله هو صحيح لسه شوية حاسس بغربة وسط زمايلى بس الحمد لله

حلا: غربة أزاى يعنى ؟

سامح: الحقيقه حاسس أن كلهم مستوايات عاليه قوى وكل واحد فيهم عنده عربيه ومستوى كده الحقيقه بعيد عنى كثير بس الحقيقه هما كويسين معايا وما بيحسسونيش بأى فرق . يعنى على الأقل دا الظاهر أدامى الله أعلم بقى بيقولوا أيه من ورايا

حلا: ولا يهمك المهم يكون عندك ثقه فى نفسك وتثبت نفسك من خلال شغلك هو ده إللى هيكلم عنك وخصوصاْ فى الشغل الخاص أهم حاجه هو شغلك وهو ده إللى بيهمهم

سامح: شكراْ

فتنظر إليه فى دهشة وعلى شفتيها ابتسامة رقيقه متسائلة على أيه؟

سامح: إنك دايماْ بتدينى ثقه فى نفسى وبتشجعينى

فتبتسم حلا فى خجل قائلة

أنا ما بعملشى أى حاجه .أنا بس بقولك الحقيقه إللى لازم تعرفها كويس وهو أن الأنسان بيتقاس بعمله ومجهوده بغض النظر هو ابن مين ولا معاه كام

فيومأ سامح برأسه قائلاْ

فى دنيتنا دى بيفرق كثير أنت ابن مين ومعاك كام

حلا: جايز بس ده ما يمنعشى إن الأنسان قيمته فى شخصيته وقدرته على صنع مستقبله ..ياما ناس أتولدوا وفى بقهم معلقه ذهب وما قدروش يحافظوا على الفلوس

سامح: أكيد عموماْ الكلام معاكى ممتع فعلاْ بس خايف أعطلك وما أخبيش عليكى أنا كمان خايف أتأخر

حلا: طبعاْ أتفضل أتمنالك يوم سعيد

سامح: أتمنالك حياة سعيده لأنك تستحقيها

بينما كانت مى فى غرفتها تذاكر ولم تغير السواد بعد مرور أكثر من شهرين على وفاة والدتها وقد وضعت صورتها أمامها على المكتب فيرن هاتفها المحمول فتنظر إلى الرقم لتجده تامر فتتنهد فى حيرة وترد عليه قائلة

أيوه يا تامر

تامر: أخبارك أيه دلوقتى ؟

مى : تامر دى ثالث مره تكلمنى النهارده تطمن عليه

تامر: عايز أطمن عليكى

مى : بس أنا مش صغيره

تامر: والدتك وصتنى عليكى

مى : بس مش بالطريقه دى أنا حاسه أنى بقيت عبء عليك

تامر : ليه بتقولى كده

مى :بص يا تامر من غير زعل أنا مش مرتاحه لسؤالك عليه كل شويه

تامر: بصى يا مى لو فاكره أنى بسأل عليكى كنوع من الواجب تبقى غلطانه

مى : أنا كل إللى أنا عرفاه أنى مش مرتاحه

تامر:يعنى أفهم من كلامك أنك مضايقه دلوقتى لأنى بكلمك

فتصمت مى ولا تجيب عليه

تامر : جاوبى عليه يا مى لو سمحتى

مى : لأ مش مضايقه

تامر : على فين هيودينا عنادك يا مى

مى : تامر محتاجه وقت أقف فيه مع نفسى عشان ما أغلطشى ثانى فى أختيارى

تامر: هستناكى بس تسمحيلى أسأل عليكى كأخ

مى : أنت أحسن أخ

تامر: طب فى أمل أكون أكثر من أخ

مى: ما أقدرشى أوعدك دلوقتى بأى حاجه لأنى أنا نفسى مش عارفه أى حاجه أنا ملخبطه وعايزه يوم ما آخذ قرار أكون قده وما أندمشى عليه .حياتى ما عدتشى ناقصه أى غلط خصوصاْ أنى بقيت لوحدى

تامر: بغض النظر هيكون أيه قرارك عمرك ما هتكونى لوحدك أنا أخوكى قبل أى شئ وحتى لو ماكنتش أنا سعيد الحظ إللى هينول قلبك أنا أخوكى إللى هيوصلك لحد باب بيتك على الشخص إللى هيختاره قلبك

فتصمت مى ولا تجيب عليه

بينما كان محمد يجلس فى غرفته يفكر مع نفسه فتدخل عليه والدته متسائلة

محمد يا حبيبى ليه قاعد لوحدك كده

محمد: أبداْ بفكر فى حالى

والدة محمد: ماله حالك يا حبيبى ؟ دا أنت ربنا بيحبك وإن شاء الله هتجوز بنت ذى القمر وبنت حلال

فيتنهد محمد قائلاْ

أمى أرجوكى أفضل أنى ما أكلمشى دلوقتى

والدة محمد: خير يا محمد شكلك مش مطمنى هو حصل حاجه بينك وبين بوسى

محمد: أنا فكرت كثير وقررت أفسخ الخطوبه

والدة محمد: أنت بتقول أيه؟ هو أحنا هنعيده ثانى

محمد: يا أمى قبل ما تسمعينى أى كلام ده قرار بوسى ما هواش قرارى أنا

والدة محمد: أكيد زعلتها ما هو مش معقول من نفسها كده هتسيبك

محمد: هو أنا عشان ما أزعلهاش لازم أوافقها على كل حاجه حتى ولو كانت مش معقوله

والدة محمد: أحسن حاجه أنكم تكتبوا كتابكم ونعجل بالجواز قبل ما الشيطان يدخل بينكم أكثر من كده

محمد: بقولك أحتمال نسيب بعض تقومى تقوليلى نكتب الكتاب

والدة محمد: أنا متأكده أنها مش هتسيبك ولا أهلها هيوافقوا على حاجه ذى كده ولا أنا نفسى هوافق أحنا ما صدقنا .يا بنى يا حبيبى نفسى أفرح بيك وأشوف اولادك قبل ما أموت العمر بيجرى ولو عشتلك النهارده ما حدش ضامن بكره

محمد: بصى ياماما عشان أريحك أنا مش هتصل بيها ولا هكلمها لحد ماهى تكلم وترجع عن طلباتها إللى مش شايفلها أى مبرر وده آخر كلام عندى لأن ده كلام العقل

والدة محمد: أنا هكلم مع الست زينب وإن شاء الله ربنا يهدى الأمور بينكم ويبعد عنكم الشيطان وشر العين

وفى المساء تجلس حلا مع نفسها تفكر فى حياتها وهل ستكون قادرة على تكملة حياتها مع مجدى فتدخل عليها آيه حجرتها متسائلة

فاضية يا حلا

فترحب بها حلا قائلة

ولو مش فاضيه أفضالك يا آيه


آيه: الحقيقه عندى مشكله وعايزه آخذ رأيك فيها


حلا: خير يا حبيبتى سمعاكى ؟

ليست هناك تعليقات: