يتسمر محمد فى مكانه عندما يرى مى التى كانت هى الأخرى تقف فى مكانها تنظر إليه فى ترقب.
بينما كانت آيه تنظر لهما فى دهشة تحدث نفسها فى صمت قائله
أنا عارفه أنه مش هيكلم هو تقريبا بالع أبو الهول . يا بنى أنطق يابنى غلبتنى معاك أحسن حاجه أنى أسكت أحسن خططى مش بتمشى معاه خالص. بس يعنى هندننا كده كثير ولا أيه
يتنهد محمد قائلاْ بصوت ينم عن خجله وأرتباكه قائلاْ
أنا آسف
فتصيح آيه فى صمت محدثة نفسها أبو الهول نطق لا إله إلا الله قادر على المعجزات والله.
تنظر إليه مى وقد أحمر وجهها خجلاْ عندما تحدث محمد قائله بصوت خافت
على أيه بتتأسف؟
يجيب محمد عليها قائلاْ
لأننى كنت معجب بيكى بس والله مش كنت عارف أنك مرتبطه. أنا عارف طبعاْ أنك كنت حاسه بنظرات أعجابى
يزداد أحمرار وجه مى وهى تنظر إلى الأرض دون أن ترفع عينيها لمواجه محمد وقد عجزت عن الكلام.
فلا تجد آيه مفر غير أن ترد هى عليه قائله:
يا أستاد محمد مى مش مرتبطه بحد. الشخص إلى حضرتك شوفته معاها يبقى طارق خطيبى أنا.
فتتسع عين محمد وهو يحدق فى وجه آيه وقد أرتسمت ملامح السعادة والمفاجأه
على وجهه قائلاْ
بجد صحيح ثم ينظر لمى متسائلاْ
يعنى أنت مش مرتبطه وكنت واخده بالك منى صح يعنى موافقه على أعجابى بيكى ولا مش موافقه.
يزداد أرتباك مى وهى تهرب من ملاقاه عينيه ولا تجد مفر سوى أن تهرول مسرعه نحو السلم لتصعد إلى شقتها
فتصيح آيه : يادى النيله مش هنخلص من الموال ده ثم تنظر إلى محمد قائله
بس يا أستاد محمد هى كمان معجبه بيك بس دى ما أنت شايف هى خجوله قوى وأول مره تتحط فى موقف دى ده .بس هى معجبه بيك وأنت معجب بيها وياريت يعنى تخلصونا من الليله دى .
محمد: وأنا أكثر معجب بيها وفرحان قوى أنها خجوله وأنى أول واحد أحطها فى موقف دى ده. بصى يا آنسه ياريت تبلغيها أنى واخد الموضوع بجد وأنى عايز بس أكلم معاها عشان نحدد ميعاد عشان أجيب الوالده وأتقدملها رسمى .
آيه : بالسرعه دى أنتوا مش تعرفوا حاجه خالص عن بعض. دا أحنا حتى لسه عارفين اسمك بالصدفة النهارده
محمد: طب أنتوا شايفين أيه الصح . أنا أصلى بصراحه ما خبيش عليكى ما أعرفشى أزاى بنتصرف فى المواضيع دى .أنا كل إلى يهمنى أنها تتأكد أنى واخد الموضوع جد.
آيه : والله أنا عندى أقتراح لو وافقت عليه يبقى كويس قوى.
محمد : ياريت أيه هو؟
آيه: أيه رأيك لو تكلمها على التليفون يعنى تعرف شخصيتها وهى تعرفك أكثرولو حسيتوا أن الموضوع ماشى يبقى خلاص تتقدم رسمى وكمان نكون خلصنا الأمتحانات . ماهو مش معقول تتقدملها وأحنا فى عز الأمتحانات كده ولا أيه؟
محمد: خلاص دى ما تحبى . بس ممكن رقم التليفون.
آيه : آه طبعاْ
وبعد أن أعطته رقم الهاتف تنظر إليه متسائله بس أنت أيه إلى جايبك الدور هنا.
محمد : آه معزوم عند صاحب العمارة الحاج محروس الأباصيرى صحيح تعرفى فين شقته بالضبط
تنظر إليه آيه فى دهشه مردده: حاج محروس هو أنت..........
حتى تجد والدها يخرج من باب المصعد فترتبك قائله طب أسيبك بقى ماشى باى
وتهرول مسرعه نحو السلم قبل أن يراها والدها.
وفى شقة محروس الأباصيرى
يجلس الحاج محروس مع محمد ووالدته ومعهما زوجته زينب ثم ينظر محروس لزينب قائلاْ
هى فين بوسى مش جت تسلم على الضيوف ليه؟
زينب: ما أنت عارف بوسى بتكسف.
وفى تلك اللحظه تخرج بوسى من غرفتها.
تقترب منهم بوسى وهى تنظر إلى الأرض فى خجل وهى تدعى الله فى سرها
يارب يكون أمور وستايل يارب . ثم ترفع عينيها لتقع على محمد وما أن تراه حتى تصيح فى سرها يانهار أسود ده عود القصب .أيه الحظ الهباب ده يعنى الشاب الوحيد إلى أتريق عليه يكون هو العريس
والده محمد: ما شاء الله أيه الجمال ده تعالى يا حبيبتى أقعدى جمبى هنا . ثم تنظر إلى محمد نظره لها معنى قائلاْ شايف القمر ده يا محمد ما شاء الله أدب وجمال.
محمد ينظر إلى السقف قائلاْ فى لا مبالاه آه فعلا ربنا يخلى ثم ينظر فى ساعة يده قائلاْ والله يا حاج كان نفسى أقعد أكثر من كده بس أنا فعلا مشغول وأكيد هتكرر ثانى الزياره ثم يهب واقفاْ ويشير إلى والدته قائلاْ يالا بينا يا أمى .
محروس: والله ما شبعنا منك أنت والحاجه لازم تنورونا ثانى بالزياره قريب.
محمد : إن شاء الله
تدخل بوسى غرفتها مسرعه وهى لا تطيق نفسها قائله أيه النيله إلى أنا فيها دى يعنى أعجب بتامر يجيلى عود القصب . يعنى أصبر أصبر وفى الآخر أجوز ده. لاه أنا أكلم أنجى أحسن هى الوحيده إلى هتفهمنى .وتقوم بالأتصال بأنجى صديقتها وتحكى لها عما حدث:
أنجى: هو أنت عبيطه ماله يعنى دا عريس لقطه.
بوسى: أنت يا أنجى إلى بتقولى كده . لاه يا ستى أنا عايزه أجوز شاب أمور وستايل وروش كمان دى تامر كده.
أنجى : ياحبيبتى الأهم الفلوس مش الشكل . أنا لو جالى محمد ده هوافق عليه على طول شاب وغنى وشكله مش بطال أما إلى دى تامر ده مجرد أعجاب والله لو أتقدم ليه يبقى حاجه كويسه بس مش أرفض عريس لقطه عشان أستنى حلم.
بوسى : بس محمد ده مش إلى فى خيالى . وبعدين لبسه عادى خالص وكشرى كده وشكله جد قوى. أنا عايزه أجوز واحد يخرجنى ويفسحنى أمشى معاه كده وأنا مبسوطه بس محمد ده شكله مقفل قوى وخنيق كده دا مش أكلم كلمتين على بعض . لاه أنا عايزه واحد روش مش واحد خنيق . هو أنا ناقصه خانقه. دنا بحلو باليوم إلى أجوز فيه عشان أخرج وأتفسح وأمشى كده مع جوزى فى كل مكان.
أنجى : بطلى عبط محمد ده عريس لقطه . الأهم الفلوس وأنت بقى تقدرى تشكليه على مزاجك بعد الجواز. يا حبيبتى كله بيدور دلوقتى على الفلوس . أهم حاجه الفلوس.
بوسى : تطلق ظفرة قصيره فى ضيق قائله أدينى هسكت لما أشوف آخرتها أيه هو لسه ما حدش فى البيت كلمنى يظهر مستنين لما هو يكلم بابا رسمى .
أنجى : خلاص أستنى لما باباكى يكلمك ووافقى عليه ولو مش موافقه أبعتهولى أنا هوافق.
بينما كانت مى وآيه يتحدثان عن محمد فى غرفة نوم مى :
مى : يعنى هو هيكلمنى على الموبايل . ياه يا آيه أنا مكسوفه قوى قوى أول مرة أكلم شاب فى حياتى كده. طب أكلمه أزاى. طب أقولك كلميه أنت.
ترفع آيه أحدى شفتيها قائله نعم يا حبيبتى أنا خلاص دورى ولحد كده أنتهى . أنت بقى منك ليه. أنا آوت بره الموضوع .أنت عايزه طارق يضايق ولا أيه.
فيرن جرس الهاتف المحمول الخاص بمى فتنظر إلى رقم المتصل فتجده رقم غريب قائله
ممكن يكون هو
آيه: طب ردى عليه . أيه اللخمه دى.
مى : فى أرتباك حاضر ثم ترد قائله بصوت مرتبك خافت آلو
محمد: آنسه مى أنا محمد
مى : أيوه يا أستاد محمد سمعاك
محمد: أنا طبعا مش هعطلك عشان عارف أنك عندك أمتحانات . أنا بس حبيت أقولك أنى بتمنالك التوفيق . ولو يعنى هتسمحيلى ممكن أبقى أكلمك عشان يعنى أممممممممم نتعرف أكثر وآجى بعد كده البيت أتقدم رسمى
مى : يزداد أحمرار وجها وترتبك وهى تنظر لآيه
فتشاور لها آيه بيديها حتى ترد عليه
مى : طبعا طبعا سلام بقى دلوقتى وتغلق الخط مسرعه ثم تصيح قائله ياه أنا مكسوفه قوى قوى
فتضحك آيه قائله فكرتينى يابنتى بأيام زمان.....أيهه أيام لما كنت بكسف ووشى بيحمر لما طارق بيكلمنى ثم تكمل فى دعابه قائله. إلا ياختى بطل وشى يحمر هو مات الحياء جوايا ولا أيه.
مى : أنا مبسوطه قوى قوى وحاسه أن قلبى بيدق جامد وعايزه أصرخ بصوت عالى وعايزه أضحك وعايزه أعيط
آيه : حيلك حيلك هو بشحمه ولحمه المهبب إلى اسمه الحب دى أعراضه . بس أنا بقى عندى ليكى علاج مفعوله أكيد ....أننا نداكر عشان الأمتحان يا فالحه ولا هنسيب الأمتحان ونقعد نحب عشان نطب فى الآخر .
مى : ليه كده يآيه فوقتينى لازم يعنى سيرة الأمتحان. خلاص تعالى نداكر مع أنى عارفه شويه وطارق هيتصل وتسبينى وتقعدى ترغى معاه.
آيه: طيب يبقى نلحق نداكر قبل ما طارق حبيبى يتصل.
تجلس حلا فى غرفة نومها على المكتب الخاص بها تقرأ فى أحدى الكتب وتقوم بتدوين بعض الملاحظات حتى يرن هاتفها المحمول فتنظر إلى الرقم لتجده رقم دكتور هشام . فتأخد نفس عميق قائله
أعمل أيه دلوقتى أرد عليه ولا لأ. بس هو أكيد هيزعل لو مش رديت .أيه بس الحيره إلى أنا فيها دى ياربى . هرد وخلاص وتقوم بالرد عليه
دكتور هشام: أيه يا حلا فينك ماشوفتكيش خالص النهارده .أنا قلقت عليكى
حلا: أبداْ كنت مشغوله مع دكتوره هاله وكلفتنى بحاجات كثير قوى وعايزه أخلصها لأنها تقريباْ مش عاجبها شغلى خالص.
دكتور هشام: أنا حسيت بفراغ كبير قوى النهارده عشان ما شوفتكيش. حسيت وكأن فى حاجه نقصانى تايهه منى
حلا : تصمت ولا ترد عليه
دكتور هشام: أرجوك يا حلا ماتعمليهاش ثانى أنت عارفه أنا برتاح فى الكلام معاكى قد أيه. واليوم إلى ما بشوفكيش فيه بحس أنه يوم ضايع ما كنشى ليه لزوم فى حياتى.
حلا: تصمت برهه قصيرة من الوقت ثم تجيب عليه قائله حاضر يا دكتور هشام بس بعد أدنك أنا فعلا ْ مشغوله قوى دلوقتى ومش هقدر أكلم معاك.
دكتور هشام: وأنا ما أقدرشى أعطلك لأن نجاحك يهمنى وطبعا مش محتاج أقولك أنى تحت أمرك فى أى مساعده
حلا: طبعاْ طبعا تصبح على خير يا دكتور هشام .وتغلق الخط بسرعه . ثم تلقى بالهاتف على المكتب وتهب واقفة وهى تحدث نفسها قائله يظهر أن الموضوع أكبر فعلاْ يا حلا مما كنت أنت متصوره. أعمل أيه بس ياربى؟ أعمل أيه؟ أنا كمان برتاح فى الكلام مع دكتور هشام لأنه بيفهمنى ومثقف. بحر من المعرفة مبهوره بيه وبشخصيته. بس بحبه وبحترمه كأخ ...صديق. شخص بيعوضنى عن جهل أهلى وعن البعد الفكرى والثقافى إلى بينى وبينهم. بس لهجة وكلامه معايا دلوقتى بتقول أن فيه حاجات كثير قوى ما كنتش واخده بالى منها. ويظهر أنى أنا الوحيده إلى مش كنت واخده بالى والكل ملاحظ حتى دكتوره هاله. أكيد الكل كان ملاحظ . بس ياربى حرام ليه كل حاجه حلوه فى حياتى أتحرم منها . يعنى الأنسان الوحيد إلى قابلنه فى حياتى وبحترمه وبقدره وبيفهمنى وبلاقى نفسى معاه لازم أبعد عنه. أيوه يا حلا لازم تبعدى عنه العقل بيقول كده وأنت طول عمرك ماشيه بالعقل. حتى وأن كان صعب عليكى تحرمى نفسك من النور الوحيد إلى فى حياتك لآن النور ده مش من حقك.
وفى منزل عبله تجلس والدتها سمية أمام التلفزيون تشاهد إحدى المسرحيات وهى تضحك عليها وقد كانت سمية على الرغم من صغر سنها فهى فى العقد الرابع من عمرها ولكن المرض جعلها تبدو أكبر من سنها كثيراْ
فتنظر إليها عبله فى تردد وهى تبحث كيف تفاتحها فى أمر فريد فتقترب منها قائله
بتحبى أنت المسرحية دى قوى يا ماما ودايما بتضحكى عليها مع أنك شوفتيها أكثر من ميت مره
سمية : ولو شوفتها مليون مره برده هضحك عليها دا فن زمان فن أصيل مش يبطل أبداْ مهما مر عليه الزمن
عبله: آه معاكى حق ثم تكز على سنانها وهى تبحث كيف تخبرها بالأمر
سميه تنظر إليها قائله: شكلك عايزه تقولى حاجه أنت بنتى وأنا عرفاكى ما دام قعدتى القاعده دى كده جمبى وعماله تكزى على سنانك يبقى فى حاجه
عبله: فعلاْ يا ماما فى موضوع مهم قوى عايزه أفاتحك فيه. بس ياريت تفهمينى ومش تستعجلى فى الرد لأنى تقريباْ موافقه عليه.
سميه : هو أيه ده إلى أنت موافقه عليه؟
عبله : تقترب منها وتقبل رأسها قائله طبعا أنت نفسك تفرحى بيه وتجوزينى .
سميه : طبعا دا يوم المنى عندى . ياريت أطمن عليكى قبل ما أموت. بس هو مين فى حد متقدملك ؟
عبله : أيوه شخص غنى قوى ومعجب بيه قوى وبصراحه أنا فكرت وشايفه أنه فرصه كويسه ليه .
تنظر إليها سمية وقد أرتسمت ملامح السعادة على وجهها متسائله
طب هو مين واحد زميلك فى الشغل ؟
عبله : تنظر إليها فى ترقب قائله فريد بيه صاحب المصنع إلى بشتغل فيه
تختفى الأبتسامة من وجه والدتها وهى تحدق فى وجه عبله مردده
فريد ....بس ده مجوز وقد أبوكى فى السن.
عبله : تهب واقفة من مكانها وتتحدث بعصبيه قائله
أيوه بس غنى وهينقلنى لحياة ثانيه وهيوفر ليه كل إلى أتحرمت منه بس أنا موافقه وعشان يكون الموضوع بالمره بقى كمان هنجوز عرفى . بس يا ماما هيعيشنى فى شقه حلوه وهيحطلى فى البنك متين الف جنيه وشبكه بخمسين ألف يعنى جوازه لقطه وفرصه مش هتكرر ثانى .
تصمت سمية وقد بدا على وجهها الحزن والحسره والدموع تنسال من عينيها قائله بصوت واهن حزين
نفس الكلام إلى قالهولى خالك الله يرحمه من خمسة وعشرين سنه وكأن الزمن بيعيد نفسه وهدنى أدفع ثمن غلطة غلطتها زمان طول عمرى.
عبله : غلطة أيه؟
سمية: تنظر إلى أبنتها قائله
كنت دايما بتسألينى ليه سبت أبوكى ومش دنتنى على دمته وليه مش بيسأل عليكى وأنا كنت بهرب من الأجابه . مش كنت عايزه أهز صورتى أدامك بس لأ . لازم تعرفى عشان مش تغلطى نفس الغلطه وضيعى عمرك دى ما عمرى ضاع. السر إلى خبيته عليك ..............هو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق