الجمعة، 4 سبتمبر 2009

الحلقة الثانية من قصة المنزل الزجاجى


الحلقة الثانية

قامت أميرة من نومها بفزع وهى تنظر إلى الباب بترقب ونظرات الرعب تملئ عينيها وتنهض وتقترب من الباب فى خطوات بطبئة قائلة بصوت مرتبك

مين؟؟؟

فتسمع صوت شاب مصرى اللهجة يجيبها من خلف الباب قائلاْ

أنا إيهاب يا آنسه أميرة أفتحى

فتعقد أميره حاجبيها فى دهشة مرددة

إيهاب ! ثم تسأله

إيهاب مين ؟ وعايز أيه ؟

فيجيبها قائلاْ

أنا إيهاب جارك دكتور محسن كان كلمنى عنك وقالى أنك هتوصلى النهاردة وحبيت أعرفك بنفسى لو كنت عايزه حاجه ...أنت غريبه وأكيد ماتعرفيش لسه حاجه هنا ...ياريت تفتحى علشان نقدر نكلم ونتعرف

فتنظر أميره إلى ساعة يدها لتجد الساعه الثانية عشر بعد منتصف الليل..فتطلق زفرة قصيرة وترد عليه بحده بعض الشئ قائلة

يا أستاذ إيهاب أظن بما أنك مصرى يعنى أكيد تعرف فى الأصول كويس وأعتقد ما يصحش أنك تخبط على بنت قاعده لوحدها فى وقت متأخر ذى ده ولا علشان فاكر أننا فى أمريكا يبقى خلاص ننسى الأصول.

فيفاجأ إيهاب بردها هذا فلا يحاول أن يدافع عن نفسه أو يجادلها بل كل مافعله هز رأسه فى لامبالاه وأنصرف متجهاْ نحو شقته المجاورة لشقتها دون أن يقول لها شئ

ظلت أميرة واقفة عند باب شقتها لدقائق قليلة تنتظر منه أى رد ولكن بعد أن طال
إنتظارها تأكدت من إنصرافه فأخذت نفساْ عميقاْ وعادت مرة أخرى إلى وسادتها التى صنعتها من ملابسها

وسلمت رأسها إليها تمنى نفسها بالنوم حتى لساعات قليلة قبل أن تستيقظ باكراْ لتبدأ رحلتها فى بلاد العم سام كما يطلقون على أمريكا.

فشلت محاولاتها المستميته للنوم على الرغم من إرهاقها وتعبها من رحلة السفر الطويلة ..... فهى لم تعتاد على المكان بعد.... كما أن خوفها وقلقها من المجهول ظل يسيطران على تفكيرها...

شعرت وكأن مطارق رهيبة تدق برأسها بلا هوادة.. حتى فوجئت بأن الساعه أصبحت السابعة صباحاْ
.
أخذت حماماْ ساخناْ وتمنت لو كانت أحضرت معها من مصر بعض من البن المفضل لها لتصنع لنفسها كوب كبير من القهوة ..كم تفتقده الآن .

قامت بفتح حقيبتها لتخرج منها الملابس التى سوف ترتديها ....فقد قامت قبل سفرها بشراء مجموعة من الملابس الأنيقه الغالية والتى كلفتها أكثر من نصف مدخراتها ..ولكن لا يهم فالأهم أن تظهر بمظهر لائق بطالبة دكتوراه .

ولكى تبدو بصورة طيبه ومشرفه للفتاة المصرية بالخارج ولا تعطى لأحد الفرصة للسخرية منها سواء من مظهرها أومن عملها ....وكأنها تحمل على عاتقها صورة الفتيات المصريات .... فهى سفيرة لهن ويجب أن تكون صورة مشرفة ونموذجية فى كل شئ ...هكذا كان تفكيرها
.
أختارت تايير كحلى طويل به بعض التطريزات على أطرافه على طراز النقوش الفرعونية .... فهى تعلم ولع الغرب جيداْ بكل ما يتعلق بالحضارة الفرعونية...

حملت حقيبة يدها ..وألقت بنظرة رضا أخيره على نفسها من مرآة الحمام ...تأكدت من غلق جميع نوافذ الشقة وأتجهت نحو الباب

تذكرت والدتها..كم تفتقدها الآن فقد كانت يومياْ قبل ذهابها للجامعة تقبل رأسها ويدها وهى بدورها تضع كفها على رأسها وتمررها على باقى جسدها وتتمتم بالرقية ثم تدعو لها بحرارة بالتوفيق وأن يحفظها الله من شر عين الناس وحقد قلوبهم.

أغلقت الباب خلفها جيداْ وأخذت نفساْ عميقاْ وتوكلت على الله لتبدأ رحلتها فى تجربتها الجديدة

وهى فى طريقها إلى الباب الخارجى للمجمع السكنى الذى تسكن فيه لاحظت شاب بدا لها من الوهلة الأولى أنه شاب أسبانى أو إيطالى فهو يحمل المزيج من الملامح الأوروبية والدم والهيئة العربية من العيون الخضراء و البشرة الخمرية الفاتحة والشعر الكستنائى اللون والقامة المتوسطة والجسد النحيل....

يقف عند مدخل المجمع مع فتاة ترتدى فانلة حماله تغطى بالكاد بطنها وشورت قصير من الجينز تبدو ملامحها من الشعر الذهبى القصير والبشرة البيضاء النقية والجسد النحيل والقامة القصيرة أنها فتاة أمريكية فى العشرينات من عمرها

..كان يداعب خصلات شعرها ويهمس فى أذنيها ببعض الكلمات وهى تطلق ضحكات عالية فى دلال ... ولكنه عندما رآها ظل يرمقها بنظرات متفحصة وكأنه يعرفها

...أندهشت أميرة من نظراته ولكنها تجاهلتها وأسرعت من خطواتها وهى تتجنب النظر إليه وهى تتسائل هل يعرفها هذا الشاب؟؟؟

قامت بجولة إستغرقت ساعات من مكتب لآخر لإنهاء إجراءات إنضمامها لمعمل الدكتور محسن والجامعة. وبعدها إتجهت إلى مكتبه حتى تتفق معه على خطوات سير العمل بينهما ولكنها لم تجده وأخبرتها سكرتيرته بأنه لن يأتى إلى المكتب إلا بعد الظهر

فأطلقت أميرة صيحة حيرة وهى تحدث نفسها متسائلة

ماذا أفعل الآن؟

حتى سمعت صوت يحدثها من الخلف ويقطع عليها تفكيرها متسائلاْ

آنسه أميرة ؟؟

فألتفتت أميره لتواجه شاب يبدو فى نهاية الثلاثين من عمره طويل القامة قوى البنيان
يحمل العديد من الملامح العربية الأصيلة من الشعر الأسود الداكن الكثيف الناعم والبشرة السمراء وشارب كثيف فوق شفتيه عينيه عسلية اللون و ممتلئ الجسد قليلاْ. تأملته للحظات وإبتسمت مؤكده

أيوه

فتتسع إبتسامته ويرحب بها قائلاْ

أنا أسامه فهمى بشتغل مع محسن وهكون زميلك فى المعمل طول فترة وجودك هنا بأمريكا

فترحب به أميرة وتشعر بداخلها براحه لوجود شاب مصرى آخر معها فى معمل الدكتور محسن

فساد الصمت بينهما للحظات قليلة ثم أبتسم أسامة وعرض عليها أن يصطحبها فى
جولة للجامعة والمعمل قائلاْ

تعالى معايا أفرجك على المعمل إللى هيكون فيه معظم شغلك وكمان تاخدى فكره عامه على المكان والجامعة وتتعرفى على بقية زمايلك

فتهز أميرة رأسها فى ترحاب قائلة

ياريت أكون شاكره ليك جداْ يا دكتور

فيهز أسامه رأسه ويعترض قائلاْ

هنا مافيش ألقاب أنا أسامة على طول من غير دكتور والكل كده هنا .أنا عارف أنك هتاخدى وقت لحد ماتقدرى تفهمى الوضع هنا ماشى أزاى... لأنه مختلف تماماْ عن الوضع فى مصر.

بس أكيد مش هيكون فى صعوبه فى فهمه بالعكس أنا واثق من أنك إن شاء الله هتكونى مبسوطه وهتقدرى تعملى شغل كويس

فتشعر أميرة بالراحة لأول مرة منذ وصولها فطريقة أسامه الودودة فى كلامه معها وترحابه بها بثت بداخلها إحساس بالأمان والطمأنينة ...فخففت من حدة توترها وقلقها
و أنها ليست وحدها وهى تستقبل عالمها الجديد بكل ما فيه من تغيرات وتحديات

على عكس تماماْ أسلوب وطريقة دكتور محسن معها عندما أستقبلها فى المطار والذى كان له دور كبير فى زيادة درجة توترها وقلقها
..

وأثناء جولتهما فى الجامعة يقدم لها أسامه بعض النصائح ويحدثها عن طريقة وأسلوب العمل والطريقة الأفضل للتعامل مع زملائها. وأميرة تنصت لكل كلمه يقولها بإهتمام وكأنها تسجلها فى ذاكرتها حتى تحفظها جيداْ ولا تنسى كلمة منها.....

ولكنها بعد مرور أكثر من ساعة يهاجمها التعب الذى بدا واضحاْ عليها

فينظر إليها أسامة متسائلاْ

مالك ؟ شكلك لسه مرهقة من السفر

فتبتسم أميرة إبتسامة خفيفة وتجيبه قائلة بصوت مرهق

فعلاْ وكمان ما أقدرتش أنام خالص وبقالى أكثر من ثلاث ساعات بلف من مكان للثانى علشان أخلص الأوراق وبصراحه أكثر الجذمه أصلها أول لابسه وماسكه على رجليه جامد وهاين عليه أقلعها

فيضحك أسامة قائلاْ

على فكره هنا تقدرى تقلعى جذمتك وتمشى حافيه ماحدش هيبص عليكى ولا هيهتم ..أنا ملاحظ أنك لابسه رسمى وأكيد أنت لاحظتى أن الكل لابس ملابس عاديه يعنى بنطلون جينز وتى شيرت....

لبس بسيط ومريح ماحدش هنا بيهتم بالمظاهر الأهم هو الشغل ..لو بتقدمى شغل كويس الكل هنا هيقدرك ...المقياس هو الشغل والألتزام..أما اللبس والمظهر فده آخر حاجه ممكن أن حد يهتم بيها...

ثم ينظر إليها متسائلاْ فى دعابة

هاه تحبى تقلعى جذمتك

فتهز أميرة رأسها فى نفى قائلة

لاه هستحمل مش للدرجادى.

فيبتسم أسامة ويقترح عليها قائلاْْ

تعالى نروح الكافتريا أعزمك على قهوة وبالمره ناكل حاجه ..أنت أكيد ما أكلتيش حاجه النهاردة

فأكدت له أميرة قائلة

أنا ما ذوقتش طعم الأكل من إمبارح وبصراحه أكل الطيارة عبارة عن عينات ..بس مش
عايزه أكلفك خلينا نمشيها نظام أمريكانى وكل واحد يدفع لنفسه أنا معايا فلوس

فيبتسم أسامه قائلاْ

المرادى خلينا نمشيها نظام مصرى وأعزمك وبعد كده نبقى نمشيها أمريكانى

وفى الكافتريا وأثناء تناولهما لكوب القهوة الأمريكية المضاف إليها كريمة الفانليا بعد أن تناولا وجبة خفيفة من البيتزا وسندوتش الهمبورجر
تنظر إليه أميرة متسائلة

صحيح يا أسامة أنت جيت أمريكا ليه ؟ وأمتى وأشتغلت فى مصر ولا لأه؟

فيضحك أسامه لدقائق لدرجة أثارت دهشة أميرة وهى تنظر له متسائلة بصمت لماذا يضحك فهى لم تسأله عن شئ يدعو إلى الضحك هكذا؟؟؟

فينظر إليها ويعتذر ويجيبها قائلاْ

قصتى أصلها قصه عجيبه قوى وأعذرينى كل مابفتكرها بيصيبنى نوبه هيستيرية من الضحك ..تصدقى لسه بضحك مع أن مر عليها أكثر من خمستاشر سنه

فيزداد فضول أميره وهى تنتظر منه أن يحكى لها

فيكف أسامه عن الضحك وينظر إليها قائلاْ

أنا ياستى خريج كلية الطب البيطرى جامعة المنوفيه. أتعينت أول ما أتخرجت فى وحدة صحيه تابعه لمركز بالمنوفيه واترفدت بعد التعين بست أيام بس

فتعقد أميرة حاجبيها فى دهشة مرددة

ست أيام !

فيهز أسامه رأسه مؤكداْ أيوه ست أيام

فتسأله أميرة بإستغراب

ليه؟

فيعود أسامه بظهره للوراء ويأخذ نفساْ عميقاْ ويجيبها قائلاْ

ليه دى بقى هى سبب ضحكى..كل الموضوع إن جالى فى الوحده واحد فلاح معزته عيانه فعالجتها علشان كده أترفدت

فتعقد أميره حاجبيها فى دهشة قائلة

علشان عالجتها أترفدت!

فيضحك أسامه ويكمل قائلاْ

المدير بعد ثلاث أيام أستدعانى لمكتبه وقالى أزاى يا دكتور تصرف ألفين جنيه ونص على علاج معزه

فجاوبته ببساطه لأن المعزه كانت عيانه وأنا عالجتها والحمد لله أتعالجت وعاشت

فشخط فيه بغيظ وقالى تصرف الفين جنيه ونص علشان تعالج معزه ماكانوا دبحوها

طبعا بصيتله بدهشه ورديت عليه

أعتقد أنى متخرج من كلية الطب البيطرى علشان أعالج الحيوانات مش علشان كل مايجيلى حيوان تعبان أقول لصاحبه أدبحه علشان نوفر فلوس علاجه وإلا يبقى يلغوا كلية الطب البيطرى أفضل ويقفلوا الوحده .

فبصلى وقالى بسخريه

وأستفدنا إن شاء الله أيه من علاجها

فجاوبته

أستفدنا أن المعزه عاشت

المهم بعد جدال طويل فى الآخر خيرنى إما أدفع الالفين جنيه ونص إللى أتصرفوا على علاج المعزه إما أترفد

وطبعاْ أترفدت

فتهز أميره رأسها قائلة دون أن يبدو عليها إن كانت متعاطفة معه أم لا

الحقيقه هى قصه غريبه فعلاْ

فينظر أسامه إلى ساعة يده ثم يبتسم وينظر إليها قائلاْ

أعتقد محسن زمانه فى مكتبه دلوقتى لو عايزه تقابليه

فتطلق تنهيده تنم عن تعبها وتحمل حقيبة يدها وتنهض قائلة

لاه أنا بجد ميته من التعب ومحتاجه أرتاح بكره إن شاء الله هقابله

وبينما كانت أميره فى طريقها إلى المجمع السكنى الذى تسكن فيه فوجئت بنفس الشاب التى رأته فى الصباح يقف فى نفس المكان ولكن فى هذه المرة معه سيده تبدو فى نهاية الأربعينات من عمرها

..يهمس فى أذنيها وهى تقوم بمداعبة خصلات شعره وتطلق ضحكات صاخبة عالية... وما أن يلمح أميره حتى يبتعد قليلاْ عن تلك السيده ويرمقها بنظراته المتفحصة دون أن يكون على وجهه أى تعبير...


ولكنها تتجاهله وتسرع من خطواتها وتتجه نحو شقتها وتدخلها مسرعة وتغلق الباب خلفها جيداْ وهى تتساءل ترى من هذا الشاب ولما يحدق بها هكذا كلما يراها؟؟؟؟

بعد يوم شاق ومرهق من العمل والمناهدة مع عملاء البنك تعود رجاء إلى منزلها وهى تحلم بفراشها لتسلم جسدها إليه وتستمتع بالراحة والهدوء.

وما أن تخطو بقدميها داخل شقتها تجد والدتها تجلس على مقعدها المفضل بجوار النافذه وفى يدها أبرتين تريكو وبكرة من الصوف تشغل نفسها بعمل بلوفر جديد
.
و جدتها تجلس أمام التلفاز فى غرفة المعيشة ....ووالدها كعادته يحبس نفسه داخل مكتبه يكتب فى أبحاثه وعمر لا يزال فى عمله وهانى لم يستيقظ من نومه بعد فقد عاد إلى المنزل السادسة صباحاْ بعد أن أنتهى من سهرته مع أصدقائه ولن يستيقظ إلا على المغرب ليستعد لسهرة جديده كما يحدث كل ليلة
.
فتقبل رأس والدتها وجدتها وتلقى بجسدها المرهق على الأريكة صائحة

أنا ميته من الجوع هناكل أمتى يا ماما

فتجيبها فريده والدتها قائلة

الأكل جاهز غيرى هدومك والأكل هيكون على السفره وتنهض وتتجه نحو المطبخ لتحضر لها الغذاء

فتقترب رجاء من جدتها وتجلس بجوارها وتطوقها بذراعيها هى تداعبها قائلة

وأنت يا تيته بتتفرجى على أيه بإهتمام قوى كده؟

فتجيبها وعينيها على شاشة التلفاز تجلس بمقربة منه حتى تستطيع السمع جيداْ تتابعه بإهتمام وكأنها تخشى أن يفوتها كلمة قائلة

بتفرج على المسلسل بس أنا مش فاهمه يسرا هنا مجوزه من مصطفى فهمى مع أنها فى القناة الأولى فى المسلسل الثانى مجوزه من واحد ثانى خالص ..هى مجوزه اثنين ازاى ؟

فتضحك رجاء وهى ترد عليها قائلة

ياتيته منا كل مره أقولك أن كل ده تمثيل ومش حقيقى وأنت ترجعى تنسى وتصدقى أنه حقيقى

فتظهر علامات الدهشة على وجهها قائلة

يا سلام يعنى كل ده تمثيل وهى مش مجوزه من مصطفى فهمى ولا العيال دول عيالها !!

فتهز رجاء رأسها وهى تضحك قائلة

أيوه يا تيته كل ده مجرد تمثيل

فتهز رأسها وعلامات الأستغراب ترتسم على وجهها قائلة

يا سلام يا ولاد عيشنا وشوفنا والله عجيبه ثم تعود وتتابع المسلسل بإهتمام مرة أخرى ثم تعود وتتسائل

أزاى الرجل ده هنا.... دا لسه ميت إمبارح فى المسلسل الثانى ؟؟؟

فتصيح رجاء قائلة

لاه مافيش فايده أنا أقوم أغير هدومى أحسن

وتدخل غرفتها وتلقى بجسدها المرهق على فراشها وتستريح قليلاْ ثم فجأة تعتدل فى جلستها وكأنها تذكرت شيئاْ هاما كادت أن تنساه.

فتفتح حقيبة يدها لتخرج منها رواية حاتم منصور الجديده وتحتضنها بين يديها وتضمها إلى صدرها وكأنها تحتضن كنز ثمين ثم تنهض وتتجه نحو مكتبتها وتضع الرواية على إحدى رفوفها بجوار باقى الروايات التى تقتنيها وهى تحدثها قائلة

خليكى هنا مؤقتاْ بين زمايلك لحد ما أتغذا وأسهر عليكى منا مش هقدر يجيلى نوم إلا لما أقرأ كل سطر وكل كلمه مكتوبه فى الروايه .

كانت رجاء تجد سلوتها وسعادتها فى قراءة الروايات و الأشعار الرومانسية..متعتها عندما تعيش دور البطله تتألم لآلامها وتسعد لسعادتها .. تعيش كل كلمة وكل سطر يسطر به الكاتب فى روايته

... تمنى نفسها بأنها قد تعيش يوماْ قصة كهذه القصص ...قد تجد هذا الحب الذى طالما حلمت به وعاشت تتمناه ..ولكن كان أملها يموت كل يوم أمام عينيها عندما كان يمر دون أن تلقاه ...فهربت من نار واقعها إلى جنة خيالها...

تحتوى مكتبتها العشرات والعشرات من الروايات الرومانسيه لمختلف الكتاب والأدباء العالميين والعرب وعلى رأسهم معظم روايات يوسف السباعى ويوسف إدريس وغيرهم من عمالقة كتاب الرومانسيه وحاتم منصور من الكتاب المعاصريين

..كانت تعشق أسلوبه ووصفه للأحاسيس والمشاعر ... تجد نفسها فى كل كلمه تنطق بها بطلاته وكأنه يكتب عنها ولذلك كانت تحرص دوماْ على شراء رواياته ومتابعة جميع أعماله منذ أول رواية كتبها حتى آخر رواية ...

ثم تعود مرة أخرى لتلقى بجسدها على فراشها وهى تتسائل

ترى هل سيكتب لها القدر أن تعيش يوماْ قصة حب حقيقيه فى عالم الواقع ..أم سيكون الخيال دوماْ هو ملاذها من جفاء وقسوة واقعها عليها؟؟؟

ليست هناك تعليقات: