كان عمر على بعد عدة أمتار قليلة من مدخل العمارة وإذ بفجأة طفل صغير لا يتعدى عمره الثلاث سنوات يخرج منها ويركض مسرعاْ نحو الطريق ..وخلفه تركض فتاه تبدو فى العشرينات من عمرها تحاول الإلحاق به ولكنها تفشل......
وبتصرف بديهى ركض عمر خلفه ليلحق به قبل أن تصدمه إحدى السيارات المسرعه على الطريق...كانت حركة الطفل سريعه وعشوائيه ولكن عمر بعد مجهود نجح فى الإمساك به .
عاد إلى الفتاة وهو بصعوبه يلتقط أنفاسه الاهثة .....ألتقطت منه الطفل وأخذت تقبله بحرارة وتعنفه فى نفس الوقت على تصرفه هذا..... والطفل يضحك بطفوليه وبراءة وعقله الصغير لايدرك خطر ما فعله.
شعر عمر بقلبه يخفق لمرآها فوقف أمامها للحظات يتأملها فى صمت ....وكأنه فقد قدرته على الكلام ......حملت الفتاة الطفل بين ذراعيها وإستدارت عائده إلى العماره ثم وقفت وإلتفتت مره أخرى إلى عمر وكأنها تذكرت أنها لم تشكره
وإبتسمت قائلة فى إمتنان
شكراْ
لم تقل غير تلك الكلمه وتركته ودخلت العمارة وهى لاتزال تحمل الطفل بين ذراعيها تقبله وتضمه إلى صدرها وكأنها لاتصدق أنه لايزال على قيد الحياة .
إبتسم عمر وهز رأسه ولحق بها .....دخل العمارة وهرع على درجات السلم وقف عند باب شقته وتصنع أنه يبحث عن مفتاح الشقه وتطلع بحرص داخل شقة الجيران ليرى تلك الفتاة تقف مع العمال توجههم بأماكن وضع الأثاث بالشقة وهى لا تزال تحمل الطفل على كتفها....
.تأملها والإبتسامة ترتسم على شفتيه ..حتى أحس بخطوات أقدام تصعد درجات السلم...
وبحركه تلقائيه إبتعد عن شقة الجيران وعاد ليقف عند باب شقته ..يخشى أن يراه أحد وهو يتلصص على جيرانه ...... وعاد مرة أخرى يتصنع أنه يبحث عن مفاتيحه.
... ليرى رجل متقدم فى العمر يبدو فى منتصف الستينات....أصلع الرأس بدين يلقى عليه التحيه ويدخل شقة الجيران الجدد ...مما زاد من فضول عمر ليعرف من هذا الرجل....
.ما أن رآه الطفل حتى صاح مهللاْْ
بابا جه ...بابا جه
فأقترب الرجل من الفتاه ووضع قبله قصيرة على جبينها وحمل الطفل عنها وأخذ يداعبه والطفل يقبله فى سعاده
دارت التساؤلات برأس عمر ...هل هذا الرجل زوجها أم والدها؟ لهفتها على الطفل وقلقها عليه توحى بانه ابنها ..
صمت قليلاْ وقد بدت الحيره على ملامحه صائحاْ وهو لا يصدق
معقوله يكون الطفل ده ابنها والرجل ده زوجها!!!!
ثم يهز رأسه ويلوم نفسه على إهتمامه قائلاْ
وأنت مالك بيها يا عمر ؟ خلينا فى حالنا أحسن
ودخل الشقة وألقى التحية على والدته التى كانت تجلس فى غرفة المعيشه وبيدها إبرتين التريكو وقطعة من الصوف وبكرة خيط تنتهى من نسج الشال الصوف التى بدأت فى صنعه
سألته فريده عن أحواله ..فأجابها بلهجه تحمل نبراتها اليأس والأستسلام
لا جديد ...النهارده زى إمبارح وبكره زى النهارده ..
هزت فريده رأسها فى أسف وقد تملكتها الشفقة به ورسمت على شفتيها إبتسامه باهته وحاولت أن تشد من أزره قائلة بصوت الأم الحنون
إن شاء الله يا حبيبى ربنا حيصلح ليك الأحوال...أنا عارفه إنك طموح ونفسك تثبت وجودك ..بس الحال واقف على الكل ..وأنت الحمد لله عندك وظيفتين غيرك مش لاقى وظيفه واحده
فيهز عمر رأسه فى سخريه قائلاْ بلهجة مشوبه باليأس
أزاى بس يا ماما ححقق أحلامى وأثبت وجودى وأنا مدفون فى وظيفه حكوميه بالنهار ..وبليل بشتغل فى مكتب هندسى بيستغل مجهودى وتعبى من غير أى مقابل يذكر
... ...أنا أعمل معظم التصميمات والشغل وصاحب المكتب هو إللى يقبض ويدينى أنا ملاليم.....ولما أكلم وأطالب بحق تعبى ..يقولى لو مش عاجبك مع السلامه فى غيرك مستنين وبيتمنوا أنهم يشتغلوا هنا....
بدأ الغضب يلوح على وجهه فحاول تهدئة نفسه فصمت قليلاْ ثم نظر إلى والدته قائلاْ بصوته الحالم
أنا بحلم أن يكون ليه مكتب هندسى خاص بيه .....أنا إللى أستفيد من مجهودى وتعبى وأحفر اسمى فى السوق وأحقق أحلامى ..ثم يتنهد فى يأس قائلاْ
بس طبعا أزاى حقدر أحقق حلمى ومافيش فلوس....يعنى حفضل طول حياتى مدفون بين الشغل الحكومى بالنهار وإستغلال الشغل الخاص بليل.
فتنظر إليه فريده بتأثر تشعر بالعجز فهى غير قادرة على تقديم المساعده إلى ابنها فلا تملك غير أبسط ما تملكه الأم وهو الدعاء له بالتوفيق
أنفتح باب الشقه ودخل هانى منه عائداْ من الجامعه وأنضم لهما وقبل رأس والدته صائحاْ
باركولى
فينظر إليه عمر متسائلاْ فى لهجة توحى بالسخريه
على أيه يا عبقرى زمانك
فيضع هانى قدماْ فوق الأخرى ويجيبه بفخر قائلاْ
أنا النهاردة بقيت عضو فى الحزب الحاكم وهما وعدونى أنهم يساعدونى فى إنتخابات إتحاد الطلاب.. لأنى حكون ممثلهم فى الإتحاد.
فيرد عليه عمر قائلاْ بتهكم
قصدك جاسوس ليهم فى الجامعه
فيتجاهل هانى هجومه ويرد عليه ببرود قائلاْ
أنا طبعاْ عارف ومتأكد أن أى حاجه بعملها مش حتعجبك ولازم تقلل من أهميتها أو تسخر منها.
ثم يرمقه بنظرات مستفزه وكأنه يعانده قائلاْ
بس النهاردة بالذات مش حرد عليك لأنى مبسوط جداْ جداْ
فلا يجد عمر فائده من الجدال معه فيستأذن ويدخل غرفته ويسلم جسده لفراشه وهو يفكر فى الفتاة التى رآها اليوم جارته الجديده متسائلاْ فى دهشة
معقوله تكون فعلا زوجة الرجل ده؟ طب أيه إللى يخليها تجوزه ؟ وهى جميله وشابه ....ثم يتنهد ويعاتب نفسه قائلاْ
جرى أيه يا عمر وأنت شاغل نفسك بيها ليه ..هى حره ...ثم يغوص برأسه فى وسادته الناعمه ويقرر أن ينفض الأمر برمته من ذهنه فهو لا يعنيه فى شئ ولكنه بعد لحظات قليله يتعجب مرة أخرى صائحاْ
معقوله تكون فعلاْ زوجته!!!!!
لا تعرف أميره ما الذى دفعها لدعوة شاب مثل إيهاب لتناول الطعام معها عند حمام السباحه.....فهى لاتعرف الكثير عنه سوى أنه شاب مصرى ويسكن بجوارها فى المجمع السكنى ..كما أن المرات القليله التى رأته فيها رسبت بداخلها إنطباع بأنه شاب مستهتر ذو علاقات نسائيه متعدده وهى لم تعتاد على معرفة هذا النوع من الشباب
.....ربما التفسير الوحيد المنطقى لتصرفها هذا ....... هوأن آخر شئ كانت تريده فى نهاية هذا اليوم العصيب هو أن تقضيه بمفردها بشقتها الصغيره ..كانت بحاجه إلى أن تتحدث مع أحد ...تغير من روتينها اليومى حتى تعطى لنفسها الفرصه كى تهدأ قليلاْ وترى كيف ستتصرف مع دكتور محسن
تبادلا الحديث أثناء تناولهما الطعام عن إيهاب وأسباب هجرته إلى أمريكا وعن الولايات التى تنقل بينها وعن دراسة أميرة والأحوال والأوضاع فى مصر .
.لم يكن إيهاب يهتم بمعرفة الكثيرعن مصر..كان يقابل لهفتها وحديثها الحميم والمتحمس وشوقها للعودة إلى الوطن فى أقرب وقت .... ببرود وإبتسامة مجاملة يرسمها على شفتيه بين الحين والآخر .
.
نظرت إليه أميره متسائلة فى تعجب وإستنكار فى ذات الوقت قائلة
أنا مش قادرة أتصور أزاى قدرت تتحمل أنك ما تزورشى مصر طول الفترة الطويله دى؟ مصر ما وحشتكش؟
دنا كل إللى غيبته عنها أقل من أسبوع ....ووحشتنى موت ..كل حاجه مفتقداها ....حتى الحاجات إللى كانت بضايقنى هى كمان مفتقداها .....تخيل حتى الزحمه وحشتنى وكمان صوت بياع الأنابيب وهو بيخبط على الأنبوبه بالمفك بكل قوته الصبح بدرى وطبعا من غير ما يهتم أن فى ناس لسه نايمه وصوت الخبط بيزعجها
..ثم تضحك وكأنها تسترجع المشهد فى ذاكرتها وتستطرد قائلة
حتى وحشنى لما واحده ست مليانه جدا تروح خبطاك كتف فى ذراعك تطيرك من مكانك وتكمل طريقها عادى من غير حتى ما تعتذر
قالت ذلك وهى تضحك
فيومأ إيهاب برأسه ويبدو على ملامحه أنه لا يروق له الكلام
فتدرك أميره ذلك فتصمت قليلاْ ثم تطلعت إليه بعينيها العسليتين الواسعتين متسائلة وهى تراقب ملامح وجهه
ووالدتك يا إيهاب هى كمان ما وحشتكش؟
فيصمت إيهاب قليلاْ وقد بدا عليه التأثر ولكنه يعاند نفسه ويتصنع أنه لا يبالى أمامها ويشير بيده فى لامبالاه قائلاْ بثقه مصطنعه
طبعاْ لأ
فتفاجأ أميره برده هذا وتستنكره متسائلة
وليه طبعاْ لأ؟
فيومأ إيهاب برأسه صائحاْ وقد زادت حدة نبرات صوته
لأنها ماوقفتش جمبى وأستسلمت لواحد زى رأفت يتحكم فيها ...ولما أنا ثورت وطالبت بحقى وقفت تتفرج عليه بكل سلبيه وهو بيطردنى من بيتى.....
بدأ الغضب يسيطر على ملامح إيهاب وزادت حدة إنفعالاته فحاول تهدئة نفسه بإشعال سجارة وأخذ يحدق فى حمام السباحه فى صمت.
نظرت إليه أميره فى صمت فضلت أن تمنحه قليلاْ من الوقت كى يهدأ قليلاْْ ثم هزت رأسها قائلة
أنا طبعاْ مش حدخل فى تفاصيل لأنى ما أعرفشى ظروفها ....بس أنا أعرف حاجه واحده ومتأكده منها ثم تنظر إليه قائلة
يا إيهاب الأم زى الوطن بتستمد قوتها من قوة أولادها ووجودهم حوليها.
وقبل أن يرد إيهاب أنضمت لهما (جاكلين) تلك المرأه المتقدمة فى السن التى رأتها معه من قبل..كانت ترتدى فستان سهره قصير بدون أكمام أسود اللون يعكس لون بشرتها البيضاء المشوبة بالحمره ...تضع على وجهها المساحيق بطريقه مبالغة وألوان صارخة وكأنها تحاول أن تخفى أثر الزمن على ملامحها.....
طوقت إيهاب بذراعيها وبادرته بقبله على خده وهى تداعب خصلات شعره برفق ودلال متجاهله وجود أميره ترمقه بنظراتها الجريئه قائله بعتاب
حبيبى أنت لسه ما لبستش ..إحنا متفقين نروح الديسكو ونسهر مع بعض الليله.
قالت ذلك وهى تضغط يده بيدها وتتطلع إلى وجهه بشغف
لم تعتاد أميره على رؤية ما تراه ...شعرت بالحرج والخجل شغلت نفسها بالنظر إلى حمام السباحه حتى تتجنب رؤيتهما ..فقد اندمجا فى حديث هامس حميم مما زاد من شعورها بالحرج والأرتباك فهى لن تستطيع تحمل رؤية المزيد مما يحدث ... همت على الإنصراف ..فتنبه إيهاب ونظر إليها قائلاْ
أكيد هنكمل كلامنا ثانى
فأجابته أميره بإرتباك
لأ ..آه ...أكيد ..سلام وحملت طبق الطعام الخاص بها ولوحت بيدها مودعه وهرولت مسرعه نحو شقتها.
بعد أن أنهت رجاء عملها اليومى فى البنك إتجهت إلى مكتب حاتم منصور لتلتقى به كما هو متفق بينهما ..كانت تنتظر لقائهما بلهفه وسعاده بالغه ...كانت الساعات التى تقضيها معه بالنسبة لها ساعات فى الجنه
جنه حقيقيه تعيشها وتحس بالسعاده فيها وليست جنة خياليه تعيشها فى الخيال فقط.....كان يسعدها أنها تشعر بإهتمام حاتم منصور بها وبكل كلمه تقولها وكأنها حقاْ تعنى شيئاْ هاماْ بالنسبة إليه.
كانت تخشى قبل كل لقاء أن يكون هو الأخير بينهما ...وتظل قلقة حزينة لتودع هذا الحلم الجميل الذى تعيشه ..حتى يفاجئها حاتم بطلب رؤيتها مرة أخرى .....ففى تلك اللحظه تشعر وكأنها ولدت من جديد ....فأمامها يوما آخر فى الجنه
........
ما أن ألتقى بها حاتم حتى سلم عليها وعاتبها عن تأخيرها قائلاْ
أنت أتأخرتى النهارده ....أنا كنت خايف أنك ما تجيش
فتتسع إبتسامة رجاء وبصوتها الرقيق تعتذر إليه قائلة
أنا آسفه بس النهارده كان فى شغل كثير فى البنك وأول ما قدرت أخلص شغلى جيت على طول.
فينهض حاتم من على مكتبه ويقترب منها ويجلس على المقعد المواجه لها وهو يرمقها بنظراته قائلاْ
أنا ما قدرتش أكتب كلمه واحده النهاردة ..حتى المقاله إللى المفروض تكون فى المطبعه دلوقتى ماقدرتش أخلصها
فتنظر إليه رجاء بقلق متسائلة
ليه تعبان ؟
نظر إليها حاتم قائلاْ بصوته الناعم
كنت مشغول عليكى لأنك أتأخرتى ...وكنت خايف أكثر إنك ما تجيش..ثم يبتسم و يهز رأسه وكأنه لا يصدق ويكمل قائلاْ كأنه يحدث نفسه
أنا نفسى مستغرب أزاى أتعودت عليكى بالسرعه دى ...ثم ينظر إليها ويستطرد قائلاْ بصوت هادئ النبرات يمتلك مهاره فائقة فى حسن الإقناع
أنا بحس وكأنى بستمد إلهامى فى الكتابه من عنيكى
نظرت إليه رجاء فى صمت تجمدت ملامح وجهها وكأنه لا تصدق ما تسمعه ..
يا إلهى هل أنا أحلم من جديد ..هل ما أسمعه منه الآن ليس إلا حلم من أحلام اليقظه .....أم واقع حقيقى .
.تلفتت حولها وأستطردت محدثه نفسها فى صمت
ولكن أنا بالفعل معه فى مكتبه وهو يجلس أمامى ..ياليته يعيد ما قاله حتى أتأكد من أنه واقع وليس حلم
سادت فتره قصيره من السكون بينهما ثم نظر إليها حاتم متسائلاْ بصوت ملؤه القلق المصطنع
أنت إضايقتى؟ ..أنا آسف
فتهز رجاء رأسها فى نفى قائلة
لاه أبداْ بس متفاجأه ..
أقترب منها حاتم وبصوت هامس أكد عليها قائلاْ
بس دى الحقيقه وحسيت أن من حقك إنك تعرفيها..
أخذت تتأمله بعينيها الحائرة وعقلها لا يصدق ما تسمعه قائله بصوت ملؤه الحيرة والشك
مش قادره أصدق..أو بمعنى أدق خايفه أصدق.
فحاورها حاتم بعينيه متسائلاْ
ليه؟
فهزت رجاء رأسها بسخرية من نفسها وأجابته
لأنك حاتم منصور الكاتب المشهور وأنا رجاء ..معقوله أنت بتستمد إلهامك من عنيه أنا؟ مش قادره أصدق
فيؤكد حاتم ما قاله قائلاْ بنبره ناعمه لا تخلو من اللوم
بس دى الحقيقه..وبعدين أنا مش عاجبنى الطريقه إللى بتكلمى بيها عن نفسك ..أنت إنسانه ليك كيان ووجود ومكانه كبيره عند أسرتك وكل إللى حوليكى ..أما بالنسبه ليه أنا
صمت لحظة ليرى رد فعلها وهى تنتظر بشغف ماسيقوله وكأنه لاعب كره محترف يعرف متى وأين سيركل الكره ويسجل هدفاْ مضموناْ فى مرمى الخصم ويكمل قائلاْ
أكيد أصبح ليكى مكانه كبيره قوى فى حياتى أكبر من قدرتك على التخيل.
تسمرت رجاء فى مكانها وهى تحدق به غير مصدقه ما تسمعه
فيقترب منها حاتم هامساْ
رجاء ممكن توعدينى أنك تفضلى جمبى الفتره الجايه ....أنا محتاج لواحده زيك تكون جمبى
نظرت إليه متسائلة بدهشة وعدم تصديق
أتا ..أشمعنى أنا ...أنا مجرد قارئه عاديه زيى .....زى الآلاف غيرى ..
صمت برهه رتب فيها كلماته ثم أكمل قائلاْ بحماسه
أنت مش قارئه عاديه ..أنت الوحيده إللى فاهمه حاتم منصور كويس..أنا كنت مبهور وأنت بتكلمينى عن الشخصيات إللى كتبتها فى رواياتى ..كنت فاهمه أبعاد كل شخصيه وعايشه جواها كأنك كنت معايا وأنا بكتب عنهم ..أنت الوحيده يارجاء إللى حسيت أنها قريبه من حاتم منصورالإنسان ..قريبه من عقله ومشاعره وإحساسه .
.علشان كده محتاجك جمبى وأنا بكتب الروايه الجديده ....لأن البطله فيها كثير منك
تندهش رجاء مردده
منى أنا !
فيهز حاتم رأسه مؤكداْ
أيوه منك أنت ...أنا زي ما يكون كنت طول عمرى بدور عليكى وأخيراْ لقيتك ..بعد كل مقابله معاكى نفسى بتنفتح للكتابه بطريقه عمرها ما حصلت معايا قبل كده ..بكتب ساعات وساعات من غير ما أمل وعنيكى بتكون ملهمتى وحبر قلمى إللى ما بيجف أبداْ.
أحست برجفه تسرى فى جسدها وهى تستمع إليه كان يتكلم بلهجة ملؤها الصدق فمن الصعب ألا تصدقه..ثم نظرت إليه قائلة
الكلام ده كبير عليه قوى ..أنا عمرى ماكنت مهمه فى حياة حد
فيؤكد حاتم قائلاْ وهو ينظر فى عينيها
بس أنت أصبحتى مهمه فى حياتى يا رجاء
فتهز رجاء رأسها وهى لاتصدق قائلة بصوت متشكك
مش قادرة أصدق
فيأخذ نفساْ عميقاْ ويرد عليها مؤكداْ
لازم تصدقى لأن هى دى الحقيقه
بدا الشك على ملامح رجاء قائلة
خايفه يكون حلم وأصحى منه
فيبتسم قائلاْ
ده واقع ولازم تعيشيه
ثم يمد يده لها متسائلاْ
حتقفى جمبى يارجاء ؟
نظرت إليه نظرة طويله وبدا عليها وكأنها تفكر..فأعاد عليها الطلب مرة أخرى عندما لم تجب فى المرة الأولى...فأبتسمت ومدت يدها وسلمتها ليده قائلة
أكيد
فيشعر حاتم بالأرتياح ويضع يده الأخرى فوق يدها قائلاْ
أنا واثق من أن الروايه دى حتكون أهم وأجمل روايه حكتبها فى حياتى لأنك حتكونى بطلتها وملهمتى فى كتابتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق