الجمعة، 18 سبتمبر 2009

الحلقه السابعة من قصة المنزل الزجاجى

عند مبنى أبيض جميل وأنيق يتكون من دورين تحوطهما حديقة جميله وفناء خلفى صغير به حمام سباحه ومكان مخصص للشواء ..قام أسامه بركن سيارته فى الجراج الخاص بالمنزل وأتجه نحو الباب الداخلى ليقابل دكتور محسن ويتحدث معه فى أمر أميره كما وعدها.

أستقبلته زوجة محسن الأمريكية ورحبت به وإصطحبته نحو غرفة الضيوف وقالت أن محسن سيكون معه بعد خمس دقائق..أنتظره أسامه وهو يرتب أفكاره وكيف سيفاتحه فى أمر أميره
..فهو يعلم أن محسن عنيدا جدا وخاصة فيما يتعلق بعمله

وبالفعل أنضم له محسن صافحه وجلس على الأريكه ووضع ساقاْ فوق الأخرى وهو يرمقه بنظرات ذات معنى وكأنه يعلم سر زيارته المفاجئة إليه وقبل أن يفاتحه أسامه فى الأمر فاجئه محسن قائلاْ

أنا طبعاْ عارف أنت عايز تكلم معايا فى موضوع أميره ..بس علشان نوفر الوقت أنا مصمم على موقفى ومش هغيره..

فيحاول أسامه إقناعه قائلاْ

يا محسن البنت عندها إستعداد أنها تشتغل بس فى مجال رسالتها وده أعتقد من حقها

فيضحك محسن فى سخريه قائلاْ

أميره بتفكرنى ببنات الأرياف عندنا فى الكليه لما كنت فى مصر كانوا قبل ميعاد المحاضره بساعه يقفوا قدام باب المحاضره منتظرين الدكتور علشان يضمنوا أنهم يقعدوا فى الصف الأول ويكتبوا كل كلمه يقولها

..مخهم مقفل على الحفظ مايعرفوش حاجه اسمها فهم وتوسيع مخ...أميره زيهم بالضبط مقفله مخها ....عايزه تمشى على خط معين وماتحاولشى أنها توسع دائرة عملها ثم يكمل فى سخريه وإستهجان

انا مش فاهم واحده زى دى هتكون مدرس فى كلية العلوم أزاى .علشان كده العلم فى مصر ما بيتقدمشى خطوه..لأنه قايم على حفظ وتقفيل المخ..تخيل أنا المدرس فى واحده من أهم جامعات أمريكا ما أتعينتش فى الجامعه فى مصر وواحده من نوعية أميره هى إللى أتعينت.....وأنا متأكد أنها ما قدمتش بحث واحد يفيد البلد وماهى إلا مجرد ملقن للطلبه ..حافظه كلمتين تدخل المحاضره تسمعهم وتمتحنهم فيهم وخلاص..ثم يكمل بزهو

شوف أنا قدرت أنشر كام بحث مهم فى مجال العلوم وقدرت أحصل على كام منحه ماليه تساعدنى فى مجال البحث

فينظر اليه اسامه قائلاْ

انت عارف ان نظام البحث والعلم مختلف تماما بين مصر وامريكا

عادت الضحكه الساخرة تنساب من بين شفتيه قائلاْ بثقه

وهو ده الفرق بين مصر وامريكا ..ومن الواضح ان مافيش فايده ومصر حدنها متأخره والدليل ان بعد ثلاثين سنه الوضع زى ما هو و باعتين واحده زى اميره وصرفين عليها آلاف الدولارات علشان تتعلم هنا.

وأنا واثق أن فى أفضل منها كثير أحق بالفرصه دى بس طبعا علشان أميره حفيظه قدرت تحصل على درجات أعلى من واحد بيفهم أكثر ما بيحفظ.

فلا يجد أسامه فائده من الجدال مع محسن فيستأذن ويغادر المنزل متجهاْ نحو سيارته وهو يفكر كيف يستطيع حل هذا الخلاف بين أميره ومحسن .

.فأميره مصره على موقفها ومحسن هو الآخر مصر على موقفه ..فقد صدق ظنه وأن محسن دون أن يشعر يعاقب أميره ويعاملها بجفاء لأنها تذكره بتلك الفتاه الريفيه التى أستطاعت أن تتفوق عليه وتحصل على المكان الذى كان يحلم به فى الجامعه.....

لم يكن أمام يحيى مفر من أن يلبى دعوة والدته إليه لتناول طعام الغذاء معها..مع يقينه بأنها سوف تفاتحه مره أخرى فى أمر الزواج...

يا إلهى متى سيحصل الانسان على حريته فى المجتمعات العربيه ويستطيع أن يعيش الحياه كما يريد وليس كما يرغب الأخرون؟؟؟

قال ذلك وهو يشعر بالسخط البالغ لعجزه عن ممارسة أبسط حق من حقوقه وهو أن يعيش حياته كما يريد..

وبالفعل حدث ما كان يتوقعه ولكن هذه المره لم تفاتحه والدته فى أمر الزواج بل وجد عروس بالفعل فى إنتظاره.... فقد عزمت جارتهم مديحه وابنتها عبير على الغذاء ولذلك أثرت على حضور عمر دون أن تخبره بوجودهم

..فهم يحيى ما تريده والدته خاصة و أن معظم الحديث كان يدور عن عبير ..فوالدتها لم تكف لحظه عن الحديث عن جمال وحسن أخلاق ابنتها ووالدته تؤكد كلامها وعبير تجلس مصطنعة الخجل..

ويحيى لايملك غير أن يشاهد تلك المسرحية الهزليه فى صمت وإستسلام وهو يمنى نفسه بأن الوقت سوف يمر سريعاْ وينتهى من هذه المسرحيه ويعود مرة أخرى إلى حياته التى أختارها بيده وليس التى يحاول أن يفرضها عليه الأخرون
.
ولكن صمته هذا لم يروق لوالدته فنظرت إليه وهى تحثه على المشاركه فى حديثهم قائلة
ما تكلم يا يحيى ساكت ليه يا حبيبى

فيرسم يحيى إبتسامة بلهاء على شفتيه ويجيبها قائلاْ

بسمع كلامكم

أشارت إليه برأسها أن يتحدث مع عبير ولكنه تجاهلها ولكنها أصرت قائلة

أكلم مع عبير دى على فكره بتحب أغانى فيروز وبتحب الأدب والشعر زيك بالضبط

فيهز يحيى رأسه ويتصنع الأهتمام متسائلاْ

بجد وياترى بتحبى تقرى لمين من الأدباء؟

فتجيبه عبير بلا تردد

كلهم

فيتعجب يحيى قائلاْ

كل الأدباء .....يعنى مافيش حد معين بتفضلى أنك تقرى ليه؟

فتهز عبير رأسها وتجيبه بحرص

لاه بحب أقرأ ليهم كلهم

فيسود الصمت بينهما لبرهه قصيره فتشير إليه والدته مرة أخرى بعينيها ليتحدث مع عبير ..فيضغط يحيى على شفتيه فى ضيق ولكنه لايملك غير الإستسلام فينظر إلى عبير ويعاود سؤلاها قائلاْ

طب ياترى أيه أكثر أغنيه بتحبى تسمعيها لفيروز؟

فتجيبه عبير بنفس الرد

كلهم حلوين

فيهز يحيى رأسه ويبحث عن أى شئ آخر يتحدث معها فيه ثم ينظر إليها متسائلاْ

طب يا ترى فى رأيك أفضل أغنيه غنتها فيروز كانت أيه؟

فتجيبه عبير بلا تردد

أكيد حبيتك فى الصيف

فلا يروق ليحيى إجابتها ويعارضها قائلاْ

مع احترامى لرأيك فيروز ليها أغانى أجمل كثير من الاغنيه دى

فتدافع عبير عن رأيها قائلة

بس دى أكثر أغنيه مشهوره ليها

فيرد عليها بلهجة توحى بالتهكم والسخريه

دى أكثر أغنيه مشهوره عند الناس إللى ما بتسمعشى أصلاْ لفيروز

فزجرته والدته بعينيها كما تزجر الأم طفلها الصغير وقالت

وبعدين يا يحيى ده رأيها وهى شايفه كده

فتدخل والدة عبير فى الحديث قائلة

عبير ورثت عن والدها مكتبه كبيره مليانه كتب ..أصل المرحوم والدها كان غاوى قرايه

رمقها بعينيه قليلاْ ثم نظر إلى عبير وسألها وعلى وجهه إبتسامه ساخره

أكيد طبعاْ قريتى كل الكتب إللى فيها ..صح؟

فهزت رأسها وأجابته قائلة

يعنى شويه كده ..أصلى بفضل أقرأ من النت بتكون أسهل

أشارت إليه والدته بإيماءات خفيفه من حاجبيها وشفتيها أن يكف عن إستجواب عبير هكذا

فلم يملك يحيى غير الإستجابه وظل معظم الوقت صامتاْ يستمع إلى كلامهم وهو يتمنى أن يمر هذا الوقت الثقيل سريعاْ

وبعد أن أنصرفت عبير ووالدتها إلتفتت والدة يحيى نحوه وقد تملكها الغضب فثارت فى وجهه تعاتبه

وآخرتها معاك يا يحيى ..عايز أيه بالضبط ؟

فيتنهد يحيى متسائلاْ ببراءه مصطنعه

فيه ايه بس يا ماما

فتعاتبه والدته بحده قائلة

طول القاعده إما عامل وكيل نيابه ونازل فى البنت الغلبانه أسئله أما واكل سد الحنك وساكت

فيهز رأسه فى حيره مصطنعه قائلا

أنا مش قادر أقهم أنت عايزه منى أيه ....صممتى أنى لازم آجى النهاردة وأتغذا معاكى وماقولتليش أن هيكون عندك جارتك العزيزه وبنتها المصون وما أعترضتش ..طلبتى منى أنى أكلم معاها وأكلمت بعد كده شاورتيلى أنى أسكت وسكت ..أعملك أيه ثانى

فتنظر إليه قائله

أنت عارف أنا عايزه منك أيه كويس

فيصر يحيى على موقفه قائلاْ بلهجة حازمه

وأنا ميت مره قولتلك أنى مش عايز كلام فى الموضوع ده ..وأنت إللى مش راضيه تريحى نفسك وتريحينى معاكى

فترد عليه بتحدى قائلة

ومش حرتاح إلا لما أشوفك مجوز يا يحيى ..أنا مش حافضل ساكته أتفرج عليك وأنت بضيع منى ..جيرانك أتصلوا بيه وقالولى أنهم بيسمعوك بتكلم نفسك فى شقتك ..
حاستنى لحد أمتى لحد ما تجنن رسمى وتضيع منى

يترجاها يحيى أن تكف عن ضغطها عليه قائلاْ

ماما أرجوكى ..أرحمينى

ولكنها تصيح في وجهه قائلة

أرجوك أنت أرجمنى بقى ..مافيش حد عاقل فى الدنيا بيعمل إللى بتعمله فى نفسك ده ..أنت عايش ميت فى ذكرى واحده ماتت من سنين ..بس أنا صبرت عليك كثير ودلوقتى لازم أتصرف وقدامك خيار من أثنين ..أما أنا والدتك اللى لسه عايشه ..أو أمل خطيبتك إللى ماتت

فيحدق بها يحيى وهو لايفهم ما تعنيه بكلامها هذا متسائلاْ

مش فاهم قصدك أيه؟

فتنظر إليه بتحدى قائلة بلهجة تهديد

يعنى إما تجوز يا يحيى وتريح قلبى .إما تنسى أن ليك أم لسه عايشه وقلبى حيفضل غضبان عليك لحد ما أموت

فلا يصدق يحيى ما يسمعه ويتوسل إليها قائلاْ

حرام عليكى يا ماما ...أرجوكى بلاش تحطينى فى خيار صعب ما أقدرشى عليه

ولكنها تصر قائلة

ده آخر كلام عندى ..أنا شايفه أن عبير بنت ممتازه ..أتولدت وكبرت قدام عنينا ..وعارفين أخلاقها وأهلها كويس ..والبنت واضح أنها مياله ليك يبقى إما تروح معايا نزورهم ونحدد على طول ميعاد الفرح

..إما تخرج من هنا وتنسى أن ليك أم لسه عايشه على قيد الحياه ..زى ما أنا هنسى أن كان ليه ابن وده آخر كلام عندى يا يحيى ومش حرجع عن كلمه واحده فيه.


أستيقظت أميره فى الصباح الباكر وأخذت حمامها الساخن وأرتدت ملابسها وذهبت إلى المول لشراء لوازمها وهى فى طريق عودتها إلى شقتها فوجئت بأسامه يقف ينتظرها عند مدخل المجمع السكنى ..

فأندهشت مردده

أسامه

فيقترب منها أسامه ويسلم عليها قائلاْ

آسف لو كنت جيت من غير ميعاد بس أنت لسه ما عندكيش تليفون وما لقيتشى أى وسيله للأتصال بيكى

فتهز أميره رأسها قائلة

ولا يهمك خير فى حاجه

فيرد عليها قائلاْ

أنا الحقيقه عايز أكلم معاكى يا ترى عندك وقت

فتشير أميره برأسها فى ايجاب قائله

بالتأكيد حدخل بس الطلبات دى الشقه وهرجعلك حالاْ

عادت أميره إلى شقتها فى المساء ..شعرت بان الهموم قد تكابلت عليها ..فحديث اسامه معها زاد من شعورها بالقلق والكآبه ...فقد أخبرها بأن محسن صمم على موقفه وأخذ يحكى لها عن قصص ومشاكل واجهة زملاء لها أتوا فى بعثات من تخصصات مختلفه

..وأنها يجب أن تحتمل حتى تنتهى من رسالتها وتعود إلى مصر وليس أمامها خيار آخر...أحست بذلك الأنقباض الخفيف فى بطنها وألقت بجسدها على فراشها وبها إحساس ثقيل بالكآبة والحيره تصيح محدثة نفسها

يا إلهى ماذا أفعل ..هل أصمد وأصر على موقفى أم أستسلم وأفعل ما يريده منى دكتور محسن؟ أم أقدم طلب للبعثات أطلب فيه إلغاء بعثتى والعودة إلى مصر..فما فائدة وجودى هنا ..

هل تغربت من أجل العمل عند دكتور محسن ..أم الإستفاده من العلم والإنتهاء من الرساله كى أحصل على درجة الدكتوراه؟؟؟؟؟.

لم تستطع أميره النوم فى تلك الليله وظلت مستيقظه تفكر ...يدور بخلدها كلام أسامه عن المشاكل التى مر بها غيرها من طلبة البعثات وتارة كلام دكتور محسن لها ..وتاره الصوت الذى ينادى بداخلها لإلغاء البعثه والعوده إلى أحضان والديها ...والديها هنا تذكرت فرحة والدها عندما علم بأن ابنته سوف تسافر إلى أمريكا وتحصل على شهادة الدكتوراه ..

هل تخذله بعودتها بعد أقل من أسبوع من سفرها..... ظلت تتقلب فى فراشها ساعات وساعات تفكر وتفكر حتى تصل إلى قرار حاسم وتنفذه فى الصباح ..ثم تتنهد وتدعو الله قائلة

يا إلهى كن بجوارى وإهدنى إلى الطريق الصحيح

وفى الصباح الباكر إستيقظت أميره بعد أن نامت ساعات قليله وأرتدت ملابسها وتوجهت إلى مكتبة الجامعه وأخذت تقرأ فى قانون البعثات المصريه وتفهمه جيدا ...حتى توصلت إلى قرار ...

توجهت إلى مكتب دكتور محسن وقد حسمت أمرها وما أن دخلت عليه المكتب حتى نظرت إليه قائلة بثقه

دكتور محسن أحنا لازم نكلم مع بعض قبل ما أنفذ القرار إللى وصلت ليه
...
فينظر اليها محسن بدهشة ولكنه هز رأسه قائلاْ

ماعنديش مانع .....انا سامعك

جلست أميره فى المقعد المواجه لمكتبه وفكرت قليلاْ من أين تبدأ حديثها ثم حسمت أمرها ونظرت إليه قائله

كنت قريت مره مقاله أمريكيه بتكلم عن أربع طرق رئيسيه للتفكير من خلالهم الإنسان بيتخذ قراراته

فيعقد محسن حاجبيه فى دهشة قائلاْ

مش فاهم

فتصمت أميره قليلاْ وهى تفكر ثم تنظر إليه وتكمل كلامها قائله

الطرق دى بإختصار شديد

Win ….lose
Lose……..win
Lose …………lose
Win ………………win

فيشير إليها محسن بيده لتكمل كلامها قائلاْ

سامعك وبعدين

فتأخذ أميره نفساْ عميقاْ وتكمل كلامها قائلة

طبعا الحاله الأولى بتشير أن الانسان يفكر بس فى أنه يكسب وأن الطرف الآخر يخسر أما الحاله الثانيه ودى عادة بتكون نادره وهو أن الإنسان ممكن يقبل أنه يخسر مقابل أن الطرف الآخر يكسب.

بينما الحاله الثالثه بمعنى مختصر أن الإنسان يفضل أنه يخسر مقابل أن الطرف الآخر هو كمان يخسر ..يعنى ذى ما بنقول( عليه وعلى أعدائى)

الحاله الأخيره وهو الأنسان يفكر بطريقه تضمن ليه أنه يكسب والطرف الآخر هو كمان يكسب وده من رأيى من أنجح أنواع التفكير

فيمط محسن شفتيه ويعود بظهره للوراء ويضع ساقاْ فوق الأخرى قائلاْ بلهجة بارده

مش فاهم أيه علاقه الكلام ده بموضوعنا

فتنظر إليه أميره قائلة بحماسه

بالعكس الكلام ده فى صميم موضوعنا ثم تستطرد قائلة

حضرتك فى موضوعنا فكرت بس من خلال مبدأ انك تكسب وانا اخسر ..لما طلبت منى أنى اغير موضوع رسالتى وكمان أشتغل شغل خاص بالمعمل هنا من غير ما يكون ليه اى علاقه برسالتى او اى افاده ليه..يعنى فكرت فى مكسبك أنت بس فى مقابل خسارتى أنا لمجهود ووقت أنا وبلدى أولى بيه منك.

وانا كمان ممكن اختار الطريقه دى لو بعت للبعثات جواب طلبت فيه تغير حضرتك واخترت مشرف ثانى عليه وده من حقى طبقاْ لقانون البعثات إللى اطلعت عليه

..وانا بالفعل النهارده الصبح راسلت أكثر من دكتور فى جامعات مختلفه هنا بأمريكا وسألتهم ان كانو يقبلوا الاشراف عليه ولا لأ..وبالفعل لسه جايلى الرد من أستاذ بجامعه إلينوى وقال انه ماعندوش اى مانع......

لو انا عملت كده انت إللى حتخسر..أولاْ أنت حتجتاج حد يشتغل معاك فى البحث إللى أنت واخد عليه المنحه ..يعنى حتضطر أنك تعين حد جديد يعنى حتدفع مرتب غيرمصاريف التأمين بالإضافه أنه حيكون مجرد موظف بيشتغل ساعات عمله المخصصه ليه وبس ومش هيهتم سواء أن التجارب إللى بيعملها تنجح أو لأ .

أما أنا واحده كانت هتعمل ليك جزء كبيرمن الشغل بدون اجر لان اجرها مدفوع بالفعل من جانب البعثات غير أنى حكون حريصه أكثر منك على نجاح التجارب والعمل الجاد لأن ده حيكون شغل رسالتى ويهمنى أنى أطلع بنتائج صحيحه وبأسرع وقت.

لو فكرنا بطريقة انا اخسر وانت تخسر ..يعنى بمعنى أصح عليه وعلى أعدائى ..بمعنى انا كملت مع حضرتك بس ما اشتغتلش كويس أنت حتطعطل ومافيش نتائج تذكر حتطلع وأكيد ده هيأثر على المنحه وأحتمال كبير أنهم يوقفوها .

وأنا حرجع مصر من غير مااخلص حاجه غير أنى حكون ضيعت سنه أو سنتين من عمرى بلا جدوى.

فهنا يعتدل محسن فى قعدته وينصت لها بإهتمام وهى تكمل كلامها قائلة

اما بقى لو فكرنا ان كل واحد فينا يكسب... كده المعادله حيكون فيها عدل لينا احنا الاثنين .

.انا ماعنديش مانع زى ما قولتلك قبل كده انى اغير موضوع الرساله بتاعتى وكمان ماعنديش مانع انى اشتغل شغل إضافى معاك.. بس على شرط أن اسمى يتحط على أى بحث ساهمت فيه حتى ولو بعمل بسيط

وبالنسبه لرسالتى طبعا هشتغل فيها. بس لو حسيت انك بتخلينى اشتغل شغل اضافى عن مضمون رسالتى مش حعمله..... إلا لو كان فى مقابل مادى وبكده اعتقد نكون احنا الاثنين كسبانين

فيصيح محسن بإبهار قائلاْ

برافو تفكير منظم وعملى
..
فتنظر إليه أميره بترقب متسائلة

ورد حضرتك على كلامى ؟؟؟

يفكر محسن قليلاْ ثم ينظر إليها ويقف ويمد يده لها قائلاْ

موافق

فتنظر إليه أميره متسائلة

موافق على أيه

فيبتسم محسن ويجيبها قائلاْ

طبعا على أننا أحنا الأثنين نكسب

فتنشرح خلجات وجهها وتشعر بإرتياح وتمد يدها فى يده وتبتسم قائلة

وأوعدك أنى حكون طالبه مجتهده وأنك مش حتندم فى يوم من الأيام أنك أشرفت على رسالتى ثم صمتت قليلاْ ونظرت إليه قائلة

دكتور محسن انا وصلت للمكانه إللى أنا فيها بعد تعب ومجهود انا ولا بنت دكتور فى الجامعه ساعدنى علشان اوصل ولا اهلى ناس اغنيه وكنت باخد دروس خصوصيه

..انا ذاكرت وتعبت علشان اوصل للمكانه دى وحتعب اكثر علشان اقدر احقق نجاح اكبروأتعلم وياريت لو حضرتك تساعدنى حيكون افضل كثير من انك تحاربنى

فيرمقها محسن بنظرات إبهار ويبتسم قائلاْ

وانا موافق يااميره ده لانى دلوقتى بس حسيت انك بتفكرى بطريقه عمليه وانك مثال يبشر بالخير لباحثة علم اتنبأ ليها بمستقبل هايل .


لم تتخيل رجاء أنها ستشعر يوماْ بثقتها فى نفسها ..تلك الثقة المعدومه لديها ..ودت لو تصرخ فى وجه كل شخص تقابله وتصيح أنا ملهمة حاتم منصور ....

وكأنها ولدت من جديد لم تعد تفارقها إبتسامتها المشرقه غابت عنها تلك النظرة الحزينة البائسه ...ليحل محلها نظره مشرقه سعيده تحب الحياه وكل من حولها ....وكأن الدنيا صالحتها أخيراْ وشعر أحد بوجودها فى هذا العالم ..وليس أى شخص..فهو حاتم منصور.

وبعد أن أنهت عملها فى البنك مرت على بائع الجرائد لتشترى منه بعض المجلات والروايات الحديثه وأثناء بحثها وتجوالها بناظريها بين أعداد المجلات المتنوعه ...لفت نظرها غلاف مجله به صورة حاتم منصور ..فألتقطت المجله وقرأت العنوان وقد أصابتها الدهشة لما رأته قائلة فى عدم تصديق

معقوله.......؟.؟؟؟؟.

ليست هناك تعليقات: