الجمعة، 11 سبتمبر 2009

الحلقة الرابعة من قصة المنزل الزجاجى


دخل يحيى بترقب حجرة نومه ليفاجئ بحاتم يجلس على مكتبه يكتب فى روايته الجديده .

فيعقد حاجبيه فى دهشة وعلامات الإستغراب ترتسم على وجهه مردداْ

حاتم !

فيلتفت حاتم إليه وينهض من على المكتب ويقترب منه صائحاْ

يحيى ....أنت فين بقالى أكثر من ساعتين بحاول أكلمك وتليفونك المحمول مقفول.....كنت عايز أقولك أنى هبات عندك الليله...... أنت عارف أنا مابعرفشى أكتب فى البيت و بفضل أكتب هنا عندك خاصة وأنا بكتب فى بداية الروايه علشان الهدوء والجو الرومانسى ......

هنا بحس بالحب فى كل ركن من أركان البيت بيدينى دفعه وحماسه أنى أندمج فى الشخصيات وأكتب بطلاقه ..أما عندى فى البيت الكلمات والإحساس بيهربوا منى
.
فيشير يحيى بيده فى موافقة وترحاب قائلاْ

طبعا يا حاتم ده بيتك وعلشان كده أنا أديتك نسخه من مفتاح الشقه علشان تقدر تدخلها فى أى وقت

..بس أعذرنى أنا أتخضيت لما حسيت أن فى حركه فى غرفة النوم وماكنتش أعرف أنك هنا . عموماْ حصل خير و طبعاْ أنت مش محتاج توصيه البيت بيتك .

ثم يهز رأسه ويستطرد قائلاْ

أنام أنا فى غرفة المعيشه علشان تقدر تكتب فى هدوء.

فيتعجب حاتم قائلاْ

أنا مش فاهم أيه سر أنك تخلى المكتب فى غرفة النوم ! ما أنت عندك غرفه كامله فاضيه تقدر تعملها غرفة مكتب خاصه.

فتظهر بعض علامات التأثر على وجه يحيى ويجيبه بصوت هادئ النبرات وهو ينظر إلى صورة أمل المعلقة على الحائط

أنت عارف أن دى كانت فكرة أمل ..ماكنتشى عايزه أننا نبعد عن بعض حتى وأنا بكتب .. كانت شايفه أننا لو عملنا غرفة مكتب خاصة هقضى فيها معظم الوقت وهتكون سبب فى البعد والعزله بينا وأنا كنت مقتنع بوجهة نظرها.

يهز حاتم رأسه وصمت برهة قصيره يفكر ثم ينظر إليه قائلاْ

فى سؤال دايما بيتردد فى ذهنى لما بكون فى الشقه هنا.

فينظر إليه يحيى متسائلاْ

سؤال أيه؟

فيطلق حاتم تنهيده عميقه ويجيبه قائلاْ

يا ترى لو كانت المرحومه أمل لسه عايشه وأتجوزتم بالفعل ..كان الحب الكبير إللى كان بينكم فضل بنفس الدرجه ولا كان هيقل زى ما بيحصل مع ناس كثير أتجوزوا عن حب والحب يكاد يكون مات بعد الجواز .

فيرسم يحيى على شفتيه إبتسامة شاحبة خفيفة ويجيبه قائلاْ بثقه

ما أعتقدشى أبداْ أن الحب إللى بينى وبين أمل كان ممكن يموت أو يقل أو حتى يصاب بشيخوخه فى يوم من الأيام.

فلا يروق لحاتم تلك الثقه فيهز كتفه معترضاْ

يا سلام وأيه الثقه دى كلها

فيؤكد له يحيى قائلاْ

أنا واثق علشان أنا وأمل كنا عارفين يعنى أيه حب وأزاى نقدر نحافظ عليه ...ياما ناس كثير قابلوا الحب فى حياتهم وعاشوا قصص حب جميله وقويه بس للأسف ماقدروش يحافظوا عليها

...جميل جداْ أنك تقابل الحب فى حياتك بس الأجمل أنك تكون عارف قيمته و تقدر تحافظ عليه ...

ثم يبتسم وكأن شريط ذكرياته مع أمل يمر الآن أمام عينيه و يستطرد قائلاْ

طبعاْ مش حادعى أنى أنا وأمل عمرنا ما أختلفنا ..بالعكس أحنا كنا ذى أى أثنين
طبيعين بنختلف وبنزعل وبنتخاصم ..بس عمرنا ما قدرنا ننام وأحنا متخاصمين.....

فى آخر اليوم كنا لازم نتعاتب ونتصالح بعد ماكل واحد يسمع للثانى ويتفهم وجهة نظره.....كان كل واحد فينا دايماْ بيفكر فى سعادة الثانى وراحته وبالتالى أحنا الأثنين بقينا سعداء مع بعض .

ثم يتنهد تنهيده عميقه وينظر إلى حاتم قائلاْ

الأنانيه هى أول حاجه بتقتل الحب...وأختلاف الميول والأتجاهات بيصنع البعد والعزله بين الحبيبين .. علشان مابيكونش فيه قاعده مشتركه للنقاش بينهم ...

يمكن كنت أنا وأمل محظوظين علشان ميولنا وإتجاهتنا كانت تقريباْ واحده حتى الحاجات إللى كنا بنحبها..... ذوقنا إلى حد كبير كان متشابه فى الأغانى والمطربين والأدباء والمفكرين إللى بنفضل نسمع و نقرأ ليهم .

.كنا دايماْ بنلاقى مواضيع مشتركه تهمنا إحنا الأثنين نتناقش فيها .. الحوار كان دايماْ بيقرب منا لأنه كان بيساعد كل واحد فينا أنه يفهم الثانى ويتعرف على شخصيته أكثر.....

من رأيى الخاص يا حاتم أن الأختلاف فى الميول والأهتمامات بين الحبيبين بتكون سبب مهم وأساسى فى التباعد بينهم خاصة لو كل واحد ماحاولشى أنه يقرب من الثانى ويهتم بإهتمامات الطرف الآخر.

ثم أقترب من صورة أمل وظل يتأملها للحظات و أستطرد كلامه وكأنه يحدثها قائلاْ

ما أقدرش أنكر أنى كنت محظوظ علشان قابلت أمل... علشان كده أنا لحد دلوقتى متمسك بحبى ليها لأنى من الصعب أنى أقابل ثانى ذيها ..

كنا من شدة حبنا فاهمين بعض أكثر ماكل واحد فينا فاهم نفسه...كل واحد بيفكر فى الثانى وراحته أكثر ما بيفكر فى راحة نفسه وبالتالى الميزان بينا كان متوازن .

ثم يبتسم إبتسامه خفيفة تخفى وراءها ما يعانيه من حزن وألم ويلتفت ليواجه حاتم ويستطرد قائلاْ

أنا عارف ومتأكد أن ماحدش عاجبه أنى لسه عايش ذكرياتى مع أمل ورافض أنى أبدأ من جديد وأقتنع أنها ماتت

بس صدقنى يا حاتم أنا لو عملت كده هكون عايش ميت لأن ذكرياتى مع أمل هى إللى بتصبرنى على الحياه .....

أناممكن أجوز وأعيش حياة طبيعيه زى أى واحد ..بس هكون نسخه مكرره منك ومن ملايين غيرك ..عايشين والسلام .

أنا القدر حرمنى من حبيبتى والإنسانه الوحيده إللى كنت بلاقى نفسى معاها ورضيت بحكم القدر لأن ما كنش قدامى أى خيار ثانى غير الرضا والصبر ..بس مش هسمح لحد أنه يحكم عليه أنى أدفن ذكرياتى .... الشئ الوحيد إللى بيصبرنى وبيساعدنى على تحمل حكم القدر والرضا بيه .

فينظر إليه حاتم بتأثر متسائلاْ

لحد أمتى ؟ هو ده السؤال هتقدر تعيش كده لحد أمتى ؟

فيهز يحيى رأسه ويجيبه قائلاْ

لحد ما أحس أن ذكرياتى مع أمل ماتت جوايا وما أعتقدشى أن ده هيحصل فى يوم من الأيام .

ثم ينظر إلى مكتبته الموسيقيه ويتجه نحوها ويلتقط منها أسطوانة غنائية وينظر لحاتم قائلاْ

أنا هاخد أغنية فيروز(أنا لحبيبى وحبيبى إلى ) علشان أنا متعود أنى أنام عليها وهسيبك علشان تقدر تكتب براحتك.

فيشير حاتم بيده قائلاْ فى دعابة

آه طبعا أتفضل البيت ذى بيتك بالضبط

فيبتسم يحيى وينظر لحاتم قائلاْ

تعرف يا حاتم أننا متشابهين ..

فيعقد حاتم حاجبيه فى دهشة متسائلاْ

فى أيه؟

فيأخذ يحيى نفساْ عميقاْ ويجيبه قائلاْ وعلى شفتيه يرسم إبتسامه ساخره

أنت بتهرب من واقعك بالكتابه وأنا بهرب من واقعى بالذكريات...يعنى أحنا الأثنين بنهرب لشئ بنلاقى نفسنا فيه ...علشان نقدر نصبر على واقع أحنا عايشين فيه.

ويحمل الأسطوانه ويخرج إلى غرفة المعيشه ويقوم بتشغيلها ويلقى بجسده على الأريكه ويترك نفسه ليندمج مع كلمات الأغنية وصوت فيروز العذب الراقى

..فقد كانت أغنية أمل المفضله إليها والتى كانت تحرص على سماعها معه كل ليلة على الهاتف حتى يستغرقان فى النوم.

تخيل أمل وكأنها تستمع معه الآن إلى الأغنية تتمايل برأسها على لحنها الهادئ وهى فى قمة إنسجامها ..فزاد إندماجه مع الخيال فتجسدت صورة أمل أمام عينيه وكأنها بالفعل معه ....

فينهض من مكانه وأخذ يتراقص معها على أنغام الأغنية وكلما تشدو فيروز بكلمات الأغنية ( حبيبى ندهلى قلى الشتى راح ......رجعت اليمامة زهر التفاح......وأنا على بابى الندى والصباح.....وبعيونك ربيعى نور وحلى....أنا لحبيبى وحبيبى إلى ......يا عصفورة بيضاء لا بقى تسألى ......لا يعتب حدا ولا يزعل حدا....أنا لحبيبى وحبيبى إلى )
كلما زاد إندماجه مع الخيال حتى أعياه التعب فألقى بجسده على الأريكة وأستسلم للنوم العميق. وكانت صورة أمل وهى تبتسم إليه آخر ما رأته عينيه

بينما ظل حاتم يفكر فى تلك الفتاة التى رآها بالصباح فى البنك ..فقد ملكت تفكيره..فبداخله شعور قوى بأنها سوف تصبح ملهمته الجديدة ...نظرة عينيها توعده بذلك ولكن السؤال الأهم الذى ظل يراوده
كيف يمكن أن يتحدث معها ؟


وفى الصباح الباكر تستيقظ رجاء من نومها وتنهض من على فراشها تأخذ حماماْ ساخناْ وتنتهى من إرتداء ملابسها وتستعد للذهاب إلى مشوارها اليومى إلى البنك

تقف أمام المرآه لتلقى بنظرة أخيره على ملابسها وقبل أن تحمل حقيبة يدها وتغادر الغرفة يدخل عليها هانى قائلاْ

الحمد لله انى لحقتك قبل ما تنزلى

فتنظر اليه رجاء بدهشه متسائلة

غريبه أيه إللى مصحيك بدرى كده ؟

فيهز هانى رأسه ويجيبها قائلاْ بسخريه

أنا لسه مانمتش من الاصل ..

فتطلق رجاء تنهيده وهى لايروق لها حال أخيها وتنظر إليه متسائلة فى عجالة

وعايز أيه منى ؟..أنا مستعجله ومش عايزه أتأخر

فيصمت هانى قليلاْ وهو يداعب خصلات شعر رأسه ثم يمط شفتيه قائلاْ بترقب

عايز 250 جنيه

فتفاجأ رجاء وتحدق به متسائلة

250 جنيه ليه؟

فيصيح هانى بضيق وسخط وهو يجيبها وكأنه يدافع عن حق من حقوقه

بصراحه منظرى بقى وحش جداْ أدام أصحابى.... كل يوم هما إللى بيعزمونى عايز فى يوم أنا إللى أعزمهم ولو لمره واحده أحس فيها أنى مش أقل منهم .

فتنظر إليه رجاء بدهشة قائلة

عايز 250 جنيه علشان تعزم أصحابك .مش كثير ؟

فيضحك هانى قائلاْ بسخريه

250 جنيه ايه إللى بتكلمى عنهم .العزومه هتكلف 500 جنيه على الاقل ..أنا معايا منهم 200 لسه واخدهم بالعافيه من ماما ..وخمسه جنيه من جدتك طبعاْ أديتهوملى بعد ما سمعتنى قصص وحكايات عن الخمسه جنيه زمان وقيمتها وإن جدى الله يرحمه مات ومرتبه كان أربعه جنيه..... مع أنى لو أديتهم بقشيش للجرسون هيحتقرنى .

فتأخذ رجاء نفساْ طويلاْ وتصمت للحظات وهى تفكر ثم تنظر إليه قائلة

هانى أنت عارف كويس أن بابا بعد ما أنا أشتغلت بطل يدينى أى فلوس. وأنا مرتبى بيقضى مصاريفى ولبسى والحاجات إللى بشتريها لجهازى... يعنى ما أقدرشى أبدا أديك متين وخمسين جنيه علشان تعزم بيهم أصحابك

وبعدين ماحدش قالك تروح تصاحب ناس أعلى منك فى المستوى ..صاحب ناس ذينا كده ..ناس طبيعيه ..

فينظر إليها هانى قائلاْ بعتاب

يعنى أيه يارجاء مش هتدينى الفلوس ...يعنى يرضيكى منظرى يبقى وحش جداْ أدام أصحابى ..وبعدين أنا مش أقل من أى واحد فيهم ..أنا ابن الدكتور رأفت

فتخرج رجاء زفرة قصيره وتحمل حقيبة يدها وتخرج منها مبلغ من المال وتعطيه إليه قائلة

من الآخر يا هانى أنا كل إللى هقدر أديهولك ميت جنيه وممكن تبقى تاخد الباقى من عمر

فيهز هانى رأسه فى رفض قائلاْ بلهجة تحمل السخريه

عمر أيه ده كمان ..أنت عارفه أن مافيش كلام بينا ...وكل ما بيشوفنى لازم ينتقد أحوالى ويقعد ينصحنى ..كأنى أنا الفاشل وهو الفالح ....

ثم ينظر إلى الفلوس التى تحملها رجاء فى يدها ثم يضغط على شفتيه قائلاْ فى إستسلام

طب أقولك خليهم ميه وخمسين وأنا هحاول أتصرف فى الباقى.

فتومأ رجاء برأسها فى إستسلام قائلة

أمرى لله وتفتح حقيبتها وتخرج منها الفلوس وتعطيها إليه قائلة

بس يكون فى علمك دى آخر مره تطلب منى فلوس... أنا فى حاجات كثير عايزه أشتريها لجهازى وأنت عارف بابا مابيساعدشى حد .

فيخطف منها هانى الفلوس قائلاْ وهو يعدهم

أمرى لله ..أمتى بقى ربنا يتوب علينا من البيت ده .

ولا يجد هانى مفر من اللجوء إلى والده ....فكر قليلاْ كيف يمكن إقناعه.... فوالده
حريص جداْ أمام الفلوس ولا يعطيهم إلا القليل الذى بالكاد يكفى إحتياجاتهم اليوميه ...
.على الرغم من أنه ميسور الحال فمرتبه من الجامعه كبير بخلاف ما يملكه من ثروة فريده التى أصبحت ملكه بعد زواجه منها....ولكنه كان من طبعه البخل والحرص وحب جمع المال دون التمتع به .

لم يكن أمام هانى خيار آخر ..ولكنه يعلم الحيل والطريقه التى يمكن أن يقنع بها والده ويأخذ منه المبلغ المالى الذى يريده وأكثر مما يريد
.
وأتجه بالفعل الى حجرة مكتب والده ودخل عليه ليجده كعادته يجلس منكباْعلى مكتبه وأمامه مجموعة من الكتب والمراجع وورقة يدون بها ملاحظاته فيصيح هانى قائلاْ

صباح الفل على أحلى وأعظم دكتور فى الدنيا

فتتسع إبتسامة رأفت ويرد عليه الصباح قائلاْ

صباح الخير يا هانى

فيقترب منه هانى ويجلس على المقعد المواجه لمكتبه متسائلاْْ وهو يتصنع الأهتمام

أخبار أبحاثك العظيمه أيه يا دكتور؟ ...ثم يكمل فى نفاق قائلاْ

أمتى بقى هيقدروا قيمة أبحاثك العظيمة والمفيده ويدولك جايزه الدولة التقديريه

فيزداد شعور رأفت بأهميته ويعود بظهره للورا وينتفخ قائلاْ

أكيد فى يوم هيقدروا قيمتى وأنا كمان مش ساكت كل سنه بعد ظهور النتيجه بقدم شكوى فى اللجنه المختصه بالجوايز ..ماهى ماشيه بالكوسه والمعرفه

فيهز هانى رأسه ليظهر إتفاقه معه وينظر إليه قائلاْ بخبث

طب وإللى يقدر يساعدك

فيعقد رأفت حاجبيه فى دهشة متسائلاْ

أزاى ؟

فينهض هانى من مقعده ويقترب من والده ويحدثه قائلاْ

أنا ليه واحد صديقى والده كل سنه تقريباْ بيكون عضو فى اللجنه المختصه بجوائز الدولة التقديريه فى مجال العلوم

فينصت رأفت إليه فى أهتمام قائلاْ

وبعدين

فيكمل هانى

انا حازعمه مع أصدقاء ليه النهاردة وهحاول أقرب منه أكثر وأتعرف على والده وبعد كده نعزمهم عندنا فى البيت وأكيد لما والده يتعرف عليك و يعرف مجهودك العظيم فى خدمه البلد من خلال أبحاثك القيمه هيكون ليه دور كبير فى أنه يلفت نظر اللجنه لمجهودك وتاخد الجايزه إللى أنت تستحقها .

فيبدو أن الكلام قد راق لرأفت فيهز رأسه قائلاْ بثقه

ممكن طبعا

فيشعر هانى بالإرتياح فهو على وشك تحقيق هدفه فيسأله بحماسه

يعنى موافق

فيهز رأفت رأسه مؤكداْ

بالتاكيد

فهنا بدأ هانى بحرص وخبث يكمل حيلته قائلاْ

بس العزومه ياوالدى العزيز محتاجه فلوس كثير علشان صاحبى يعرف أنى ابن ناس ..وأنت عارف الناس الكبار دايما تحب تتعرف على إللى ذيهم ...وصاحبى ده والده متريش على الآخر وبعدين هو مش أقل منك ....دا أنت الدكتور رأفت .

فيسأله رأفت

عايز كام

فيرد هانى بلا تردد

500 جنيه

فيفاجأ رأفت بالمبلغ فيصيح قائلاْ

كام ! لا كثيرجداْ

فيقترب منه هانى هامساْ فى أذنيه وهو يحمسه

يا بابا دى جايزه الدوله التقديريه ماتستحقش 500 جنيه ..وبعدين لازم صاحبى يحس أنى ابن ناس قوى علشان هو إللى يحب أنه يقرب منى.
وذى ماقولتلك الناس دول تحب دايماْ تتعرف على إللى ذيهم أو أعلى منهم.

فيفكر رأفت قليلاْ وقد بدا التردد على وجهه ثم يستسلم لهانى قائلاْ

خلاص موافق ويخرج المبلغ من محفظته ويعطيه إليه قائلاْ

بس أتمنى أنى أشوف نتيجه..

فيقبله هانى وقد بدا عليه سعادة النصر صائحاْ

إن شاء الله طول ما هانى ابنك حبيبك بيخطط ليك أكيد هتاخد الجائزه السنادى وساعتها يبقى ليه الحلاوة الكبيره

ليست هناك تعليقات: