الجمعة، 11 سبتمبر 2009

الحلقه الخامسه من قصة المنزل الزجاجى

كان لابد من أن تلتقى أميره بدكتور محسن حتى تتحدث معه عن خطوات العمل معاْ ومن أين ستبدأ ...

ذهبت إليه فى الصباح إلى مكتبه وسألته عن المطلوب منها أن تفعله خلال الفتره الحالية ولكنه تفاجئ به يطلب منه تغيير بروتوكول الرساله ومضمونها

فتنظر إليه فى دهشة متسائلة

ليه؟

فيجيبها محسن قائلاْ

الحقيقه أنا لسه جايلى منحه ماليه على موضوع كنت ناشر عنه بحث ولازم أركز مجهودى فيه ..ففكرت بدل ما أشتت نفسى بين موضوع رسالتك وموضوع البحث ..نخلى الأثنين واحد مادام الأثنين فى مجال تخصصك

فتفكر أميره قليلاْ وقد بدا عليها الأرتباك والتردد فقد فاجئها دكتور محسن بهذا التغيير ثم تنظر إليه قائلة

بس كده هنضيع وقت أعقبال ماأبعت للكليه وأقولهم أنى هغير موضوع الرساله ومجلس القسم ينعقد ويقول رأيه ويبعتولى الموافقه..أعتقد مش أقل من شهر.

فيهز محسن كتفه فى لامبالاه قائلاْ

مافيش مشكله أنا أصلاْ لسه أدامى شهر على الأقل لحد ما أبدأ الشغل فى الموضوع إللى جالى عليه المنحه ...خلال الفتره دى تقدرى تشتغلى مع زمايلك فى حاجات ثانيه ..على العموم أنا حضرتلك أكثر من حاجه المفروض أنك تبدأى فيها مع أسامه ولورا ...

فتسأله أميره

والشغل إللى هشتغله هيكون ضمن موضوع رسالتى؟

فيرد عليها محسن بنبره جافة وحادة بعض الشئ

أميره أنا هنا إللى بحدد أنت هتعملى أيه وأى شغل أطلب منك أنك تعمليه يبقى تعمليه على طول من غير أى نقاش

فلا يروق لأميره كلامه وتجادله قائلة بثقه

أزاى يادكتور المفروض أنى أكون عارفه أ نا بشتغل أيه بالضبط والشغل ده هيفيد الرساله بتاعتى ولا لأ ..وأعتقد فى البعثات بيدفعولى علشان كده..الكلام ده لو كنت موظفه عندك فى المعمل .

.أما أنا طالبة دكتوراه سايبه بلدى ومتغربه علشان أعمل شغل معين خاص بالرساله بتاعتى . ومش مطلوب منى أبداْ أنى أشتغل أى شغل إضافى طالما أنى مابخدشى مرتب عليه ..أنا إللى بيصرف عليه هنا البعثات مش حضرتك...

فيرمقها محسن بنظرات متحديه ثم يرد عليها بنبرة تهديد قائلاْ

يكون فى علمك بجواب واحد منى للبعثات أقدر ألغيلك بعثتك لو قولتهم أنك مابتشتغليش

فتقابل أميره نظراته المتحديه بثبات وترد عليه قائلة فى إستنكار

أفهم من كده أن حضرتك بتهددنى

فيرد عليها قائلاْ بلهجه حازمه

تفهمى من كده أنك تعملى إللى أطلبه منك من غير أى جدال..علشان مصلحتك

آثرت أميره الصمت ... فهى من طبعها ليست إنفعاليه ولا تظهر مشاعرها واضحة على ملامحها ولم تعتاد على سرعة الرد ..فضلت أن تعطى لنفسها فرصة للتفكير لترى كيف يمكن أن تتصرف معه .

وبعد أن تغادر مكتبه تذهب إلى المعمل وهى سارحة تفكر كيف تتصرف مع محسن ....فهى ترفض تهديده ومعاملته لها وكأنها تحت رحمته .

وما أن تدخل المعمل تلقى بجسدها على أحد المقاعد دون أن تتحدث مع أحد..

فينظر إليها اسامه بدهشه فهى تبدو مهمومة حزينه وكأن هناك شيئاْ ما يكدرها ويشغلها فهى حتى لم تلقى التحية عليه فأقترب منها متسائلاْ

مالك يا أميره فى حاجه؟

فلا تستطيع أميره التحكم والسيطره على إنفعالاتها أكثر من ذلك فتصيح قائلة بضيق وحنق

دكتور محسن طلب منى أنى أشتغل شغل خارج نطاق رسالتى ..غير أنه فجأه قرر أنه يغير موضوع الرساله ..... منا كنت على أتصال معاه وأنا فى مصر ليه ماطلبشى منى تغيير الرساله وأنا هناك ..ليه أستنى لحد ما أكون هنا .وده هيعطلنى على الأقل شهر ..

فيحاول أسامه تهدئتها ويدافع عن موقف دكتور محسن قائلاْ

جايز ماكنش متأكد أنه هيقدر ياخد منحه ماليه علشان يكمل بيها بحثه وتجاربه فى الموضوع ده..

فتشير أميره بيدها فى أنفعال قائلة

ده بيهددنى أنى لو ما أشتغلتش شغل أضافى خاص بيه... أنه هيبعت للبعثات يقولهم أنى مابشتغلشى

ثم صمتت برهه حتى تهدأ من إنفعالها وتنظر إلى أسامه وتعتذر إليه قائلة

أنا آسفه أنا أنفعلت عليك ..بس أنا لو ماكنتش خرجت الثورة إللى جوايا كان ممكن يجرالى حاجه..أنا سيطرت على إنفعالى وغضبى بالعافيه وأنا معاه .

فيتقبل أسامه إعتذارها ويحاول التخفيف عنها قائلاْ

أنا أكيد فاهم يا أميره ومقدر حالتك ..وأنا أوعدك أنى حاتكلم مع محسن وأكيد هنوصل لحل

فتصيح أميره بإنفعال وتصر على موقفها وكأنها تحث نفسها على التماسك وعدم الإستسلام قائلة

هو طلب منى أنى أغير موضوع الرساله وأنا هنفذ إللى هو عايزه ولحد مايجيلى موافقه من الكليه فى مصر..أنا مش هدخل المعمل ده ومافيش أى شغل إضافى هشتغله خارج رسالتى

...ولازم يكون عارف كده كويس..... أنا مستعده أشتغل أربعه وعشرين ساعه يعنى اليوم بالكامل بس يكون فى مضمون رسالتى ..بس مش هشتغل أبداْ أى ساعه واحده زياده خارج نطاق الرساله.

فيهز أسامه رأسه قائلاْ

خلاص يا أميره أنا هكلم معاه وإن شاء الله مش هيكون فى مشاكل ...محسن إنسان طيب بس هو الغربه علمته أنه يتعامل بجفاء على عكس طبيعته غير ظروفه الأجتماعيه والمشاكل إللى أتعرض ليها كل ده أثر عليه

فتصر أميره على موقفها قائله بلهجه حازمه

وأنا مش هغير موقفى لأنى مقتنعه بأنى الصح ..أنا عمرى ما أتعودت أنى أتنازل علشان أمشى أمورى ..ولا عملت كده فى مصر ولا هعمل كده هنا...ياريت تفهمه ده كويس.

وتحمل حقيبة يدها وتغادر المعمل .

وهى فى طريقها إلى شقتها تجد الشاب الذى أعتادت أن تراه كل يوم يقف فى مكانه عند باب المجمع السكنى ولكن فى تلك المره يقف وحيداْ.... وكعادته ظل يرمقها بنظرات متفحصه كانت تثير دهشتها وخوفها بعض الشئ....

وظلت التساؤلات تدور بذهنها ..هل يكون شاب أمريكى عنصرى ضد العرب ..فقد سمعت الكثير عن قصص العنصريين وكراهية البعض للعرب والمسلمين بعد أحداث سبتمبر الشهيره...

.هل يمكن أن يكون يفكر فى إيذائها ؟ فنظراته إليها لاتريحهها ..

.يا إلهى ماذا أفعل؟ وأنا هنا وحيده لا أعرف أحداْ ؟ فتذكرت الشاب المصرى الذى حاول أن يتحدث معها فى أول ليله لها هنا ..فقد قال لها أنه يسكن بجوارها..ولكن أين هو فمنذ تلك المرة وهو لم يحاول أن يتحدث معها مرة أخرى ولا تعرف عنه شيئاْ سوى أن اسمه إيهاب هذا كل ماتتذكره.

فتسرع من خطواتها حتى تبتعد عن هذا الشاب ولكنها لأول مره تشعر به يلاحقها وكلما تسرع من خطواتها يسرع هو ..فتأكدت من أنه يقصدها هى ...يا إلهى ماذا تفعل ؟ هل تصرخ طالبة النجده ؟ أم تركض مسرعة حتى تدخل شقتها وتغلق الباب وراءها جيداْ

ولكنه يسرع من خطواته وكأنه يصر على ملاحقتها حتى ينده عليها باللغه العربيه قائلاْ

آنسه أميره ممكن لحظة

فتقف أميره فى ذهول محدثة نفسها

أنه يتحدث العربيه ..ثم تلتفت وتواجهه وهى تنظر إليه متسائلة بدهشة

أنت عربى ؟؟؟

فيبتسم وهو يقترب منها قائلاْ

أنا مصرى

فتزداد دهشة أميره قائلة

بس شكلك وملامحك ..يعنى عنيك خضره وشعرك بنى وبشرتك بيضاء ..أفتكرتك أمريكانى

فتتسع إبتسامته ويرد عليها قائلاْ

أنا ورثت العين الملونه من والدتى ولون البشره والشعر من والدى ...ثم يمد يده ليصافحها ويعرفها بنفسه قائلاْ

أنا إيهاب جارك هنا فى المجمع

فلا تصدق أميره نفسها وتبدو الدهشة وعدم التصديق على ملامحها قائلة

إيهاب .....أنت إيهاب ..معقوله سبحان الله أنا كنت لسه بفكر فيك ..علشان تحمينى منك

فيعقد إيهاب حاجبيه فى دهشة وهو لا يفهم ماتعنيه

فتهز أميرة رأسها قائلة

أسفه أصل الموضوع لخبط معايا ..أصل نظراتك ليه كانت مخوفانى شويه أفتكرتك واحد عنصرى من إللى بيكرهوا العرب وماكنتش عارفه أعمل أيه وأتصرف أزاى وأنا هنا لوحدى وفجأه أفتكرتك وندمت أنى ما أتعرفتش عليك

فيضحك إيهاب قائلاْ

الحقيقه أنا كنت متردد فى أنى أكلمك ثانى بعد ما أحرجتينى فى المره الأولى

فتعتذر إليه أميره قائلة

أعذرنى على الطريقة إللى أكلمت بيها معاك بس أنا طبعاْ كان عندى حق.

فلا يروق لإيهاب إصرارها على صحة موقفها ويجادلها قائلاْ

لاه طبعاْ ذوقياْ كان المفروض أنك على الأقل تشكرينى وتعتذرى بأدب أنك مش هتقدرى تكلمى معايا

مما يثير ضيق وغيظ أميره فترد عليه بإصرارمدافعة عن موقفها

وأنت من الأصول ماكنشى المفروض أنك تخبط على بنت قاعده لوحدها فى وقت متأخر ولا كنت فاكرنى واحده من البنات إللى أنت بتعرفهم

فيهز إيهاب رأسه وهو لايروق له كلامها قائلاْ

أنت إنسانه غريبه

فتصر أميره قائلة بتحدى

أنت إللى نسيت الأصول

فلوح بيده فى ضيق قائلاْ

خلاص أنا غلطان أنى كلمتك ثانى

فتتحداه أميره قائلة

براحتك..أنا أصلاْ ما طلبتش منك أنك تكلم معايا ولا هطلب منك حاجه من الأصل

فيرمقها إيهاب بنظرة إستعلاء قائلاْ

فلاحه

شعرت أميره بالغضب والإهانه من الطريقه التى قال بها الكلمه ولكنها تحاول جاهده أن تكتم غيظها وتأثرها بالكلمة التى جرحتها وترمقه بنظرات إزدراء وهى تدافع عن نفسها قائلة بتحدى وثقه

لو علشان بحافظ على الأصول أبقى فلاحه.... يبقى أنا أفتخر أنى فلاحه

أستدارت ومضت مسرعه نحو شقتها ..ظل إيهاب يراقبها وهى تسرع من خطواتها حتى أختفت من أمام عينيه ..بعد أن دخلت شقتها وأغلقت بابها عليها.

تلقى بحقيبة يدها على الأرض والغضب والضيق يتملكانها..تراءت أمام عينيها أحداث اليوم.... فقد كان يوماْ عصيباْ بدأ بمشاكلها مع دكتورمحسن وأنتهى بحوارها السخيف مع هذا الشاب... .

.شعرت بالوحدة وقسوة الغربه تمنت لو كانت والدتها وأبيها بجوارها لتحكى لهما وتسمع نصيحتهما..ولكنها الآن وحدها و يجب أن تواجه مشاكلها بنفسها ..وتتغلب عليها فهى فتاة قوية ولن تضعف أبداْ

قرر حاتم أن يبدأ مغامرته الجديده ففى الصباح ذهب إلى البنك بحجة سحب مبلغ مالى من حسابه حتى يلتقى بملهمته الجديده ..

دخل البنك وأخذ رقماْ من الموظف المختص وجلس فى المكان المخصص للعملاء وهو يبحث بعينيه عنها حتى شعر بإرتياح عندما رآها تجلس عند الشباك تتحدث مع أحد العملاء ..

أنتظر دوره وهو يتمنى أن يكون رقمه عندها ..وبالفعل جاء دوره وأتجه نحو الشباك وهو يرمقها بنظراته المتفحصه فى تلك المره تأمل ملامحها جيداْ ورسم إبتسامة خفيفة على شفتيه وهو ينظر إليها

فقابلته رجاء بإبتسامه متسائلة

أى خدمه يافندم؟

فيجيبها حاتم قائلاْ

الحقيقه أنا ليه أكثر من حساب هنا فى البنك مابين وديعه وشهادات إستثمار وحساب كاش ..وكنت عايز أجدد بياناتى عندكم وأسحب مبلغ بسيط من حسابى حوالى ثلاث آلاف جنيه

فتبتسم رجاء قائلة

تحت أمرك يا فندم وتعطيه ورقه ليكتب فيها بياناته حتى تراجعها عندها بالكمبيوتر وبعد أن ينتهى حاتم من كتابة بياناته ويعطيها الورقه يظل يفكر فى حجه جديده ليكمل الكلام معها

وأثناء مراجعة رجاء للبيانات تنظر بدهشة صائحه وهى لاتصدق نفسها

معقوله حضرتك حاتم منصور الكاتب الروائى ..أنا مش مصدقه نفسى أنا من أشد المعجبين بحضرتك وبأسلوبك فى الكتابه

شعر حاتم براحة وبنشوة الأنتصار فهاهى الظروف تتيح له فرصة التحدث معها دون أن يختلق حجه لذلك

فتتسع إبتسامته وهو يتصنع إمتنانه لكلامها قائلاْ

مرسى جداْ وياترى قريتى معظم كتاباتى

فتجيبه رجاء بحماسه

أنا تقريباْ عندى نسخ لكل رواياتك ..أنا بحب جدا أسلوبك فى الكتابه ..إحساسك ووصفك لمشاعر المرأه بجد هايل ..حضرتك من الكتاب النادرين إللى بيقدروا يعبروا بجد عن إحساس المرأه ..خاصة المرأه الرومانسيه الخياليه..... أنت وصفتها كويس جداْ فى روايتك ( من أنا ) . إللى بعتبرها من أجمل الروايات إللى قريتها فى حياتى.

فتتسع إبتسامة حاتم قائلاْ

من الواضح أنك قارئه جيده لأعمالى وده يسعدنى جداْ ثم يخرج من حقيبته نسخة من روايته الجديده ويكتب عليها إهداء بعد أن يسألها عن اسمها ويعطيها إليها قائلاْ

ويشرفنى ويسعدنى أنى أهديكى نسخة من روايتى الجديده

فتتسع إبتسامة رجاء قائلة بلهجة ملؤها السعادة

أنا بالفعل عندى نسحه منها بس طبعا النسخه إللى مكتوب عليها الأهداء هتكون أفضل

فيسألها حاتم

أنت قريتى الروايه؟

فتجيبه رجاء بلا تردد وبتلقائية

طبعا سهرت عليها لما أشتريتها وخلصتها كلها ..روايه بجد هايله وده رأى كل النقاد والقراء

شعر حاتم بإرتياح ونظر حوله قائلاْ

الكلام معاكى ممتع جداْ بس مش عايز أعطلك البنك زحمه وفى عملاء كثير منتظرين... علشان كده ياريت لو نقدر نكمل كلامنا فى وقت ثانى ....أصل أنا بهتم بأراء القراء وبحب أتناقش معاهم وبما أنك قارئه جيده لأعمالى ..أكيد يهمنى أنى أعرف رأيك فى كل روايه كتبتها .

فلا تصدق رجاء نفسها قائلة

معقوله

فيسألها حاتم

أيه تضايقى ؟

فتهز رجاء رأسها بنفى قائلة بحماسه

بالعكس ده شئ يسعدنى جدا ذى ماحضرتك تحب نتقابل فين

فيفكر حاتم للحظات قليله ثم يقترح عليها قائلاْ

تحبى تزورينى فى المكتب ياترى عارفاه؟

فتجيبه رجاء بلا تردد

طبعاْ فى جريدة الحياة

فيؤكد حاتم عليها

هنتظرك النهارده بعد الساعه أربعه فى مكتبى بالمجله....أعتقد هيكون ميعاد مناسب تكونى أنت خلصتى شغلك فى البنك وأنا كمان خلصت كتابه المقاله الأسبوعيه الخاصه بيه ونقدر نكلم ونتناقش براحتنا

فتتسع إبتسامة رجاء وهى لاتصدق نفسها مؤكده

أكيد يا فندم هكون عندك فى الميعاد.


بعد أن أنتهت أميره من إعداد طبقها المفضل ( المسقعه باللحم المفروم) أفترشت مجموعة من الجرائد على الأرض حتى تضع عليها الطعام ...وبعد أن أنتهت من تحضير سفرتها الصغيرة قامت بإحضار عيش التوست الأسمر البديل الأمريكى للخبز البلدى الشهير ثم جلست على الأرض وبدأت فى تناول طعامها
وهى تستمتع بمذاق أكلتها المحببة إليها

حتى سمعت صوت طرقات على باب منزلها فأندهشت متسائلة من سيزورها الآن ونهضت من مكانها و أتجهت نحو الباب متسائلة

مين؟

فسمعت صوت إيهاب يحدثها من خلف الباب قائلاْ

أنا إيهاب يا آنسه أميره

فردت عليه بحده بعض الشئ

عايز أيه يا أستاذ إيهاب ..

فصمت إيهاب قليلاْ ثم أعتذر إليها قائلاْ

أنا آسف

ففكرت أميره للحظات ثم قامت بفتح الباب ونظرت إليه بعتاب قائلة

أنت جرحتنى ..مع أنى لوفى نظرك أكون فلاحه علشان بحافظ على الأصول.....يبقى أنا بفتخر إنى فلاحه..

فيعتذر إليها إيهاب مرة أخرى وقد بدا الندم على وجهه قائلاْ

أنا آسف ..أنا فعلا ْ تجاوزت حدودى معاكى ..علشان كده بعتذرلك لثالث مره

فتقبل أميره أعتذاره قائلة

خلاص وأنا تقبلت أعتذارك

فيشم إيهاب رائحه قلى الباذنجان فيصيح قائلاْ

معقوله أنت كنت بتقلى باذنجان

فتهز أميره رأسها مؤكده

أيوه أصلى الحقيقه بحب أكلة المسقعه جدا وبصراحه النهارده كان يوم سخيف بالنسبالى وعلشان أحاول أخفف عن نفسى عملت أكله بحبها

فيصيح إيهاب قائلاْ

ياه أنا بقالى أكثر من خمستاشر سنه ما أكلتش مسقعه آخر مره أكلتها كانت من أيد ماما ..قبل ما أهاجر على أمريكا

فتصمت أميره للحظات وكأنها تفكر فى شئ بتردد ثم تعرض عليه قائلة

لو تحب ممكن نتغذا سوى ..بس طبعاْ علشان أنا فلاحه فهناكل عند حمام السباحه

فينظر اليها إيهاب بعتاب متسائلاْ

أنت لسه زعلانه؟

فتهز أميره رأسها بنفى قائلة

لاه خلاص مش زعلانه ..ثم تنظر إليه متسائلة

عايز تاكل مسقعه؟؟؟

فيهز إيهاب رأسه فى إيجاب قائلاْ بترحاب

ياريت

فتبتسم أميره قائلة

ثوانى هجيب الأكل وناكل عند حمام السباحه.

لم تصدق رجاء نفسها أنها تحدثت مع حاتم منصور كاتبها الروائى المفضل ... وأنها كانت معه فى مكتبه .فقد مر الوقت معه سريعاْ ..ولكنه كان ممتعاْ .... تحدثت معه عن رواياته والشخصيات التى كتب عنها ..كان يسعدها نظرات الإبهار التى كانت تراها فى عينيه عندما كانت تحدثه عن أعماله ودرايتها الكامله بأبعاد كل شخصيه كتب عنها فى رواياته..

.فلم تكن تتخيل أبداْ أنها سوف تلتقى فى يوم من الأيام بحاتم منصور وتتبادل معه الحديث كما حدث اليوم ..فقد كان حلم لم تجرؤ على حلمه يوماْ ...

وهاهى تقابله بالفعل فى الحقيقه ... وما أسعدها هو رغبته فى مقابلتها مرة أخرى ليكمل حديثه معها عن أعماله لأنه أسعده النقاش معها ويرغب فى تكرار ذلك مرة أخرى
هذا ما قاله لها.

يا إلهى حاتم منصور يرغب فى مقابلتى مرة أخرى .. فمن أنا فى عالم حاتم منصور حتى يهتم بمعرفة رأيى فى أعماله ويتناقش معى فيها؟؟؟

أعلم أنه أمر أغرب من الخيال ولكنه حدث... وكم يسعدنى أنه حدث... فأنا لأول مره فى حياتى أشعر بأهميتى وأن هناك من يهتم بمعرفة رأيى ..ومن ؟؟؟؟ حاتم منصور ...ياله من أمر غريب!!!!


وبينما كان عمر فى طريقه إلى العمارة التى يسكن بها حتى يلفت نظره وجود سيارة نقل أساس كبيره تقف عند مدخل البوابة الرئيسية..يقوم العمال بحمل ما بها من أساس ونقله إلى الداخل ..إذن فالشقه الخاليه التى توجد أمام شقتهم سوف تسكن أخيراْ

حتى تنبه لشئ خطير فركض مسرعاْ ليمنع الكارثة........؟؟

ليست هناك تعليقات: