الاثنين، 3 نوفمبر 2008

الحلقه الثانية عشر من دنيا مدينة نصر



يقف محروس وهو ينظر إلى سمية فى دهشة متسائلاْ

سمية أيه إللى فكرك بيه وجابك هنا. ياه عدى زمن طويل قوى على آخر مره شوفتك فيها .

تنظر إليه سميه وهى تبحث كيف تفاتحه فى الأمر فتقترب منه وقد بدا عليها الوهن وقلة الحيلة قائلة

إللى جابنى هنا هو الشديد القوى أغلى حاجه فى حياتى شيفاها بضيع أدام عينى . حاولت أنقذها بس فشلت. قولت أروح لأبوها جايز يكون فاكر أنه لسه أبوها وأنها بنته حته منه ومن لحمه ودمه.

يحدق محروس فى وجهها متسائلاْ فى دهشة

قصدك عبله؟ مالها فى أيه؟

فتحاول سمية أن تقاوم دموعها قائلة

عبله بضيع منا يا محروس بضيع ولازم نلحقها . أرجوك ما عدشى فى أدامى غيرك ولو مالحقتهاش هضيع منا للأبد. أنا عمرى ما شيلتك همها وياما عدى علينا أيام سوده ولا عمرى جيتلك ولا قولتلك ألحقنى . بس صدقنى المرادى ما قدرتش ومستحيل أدنى واقفه عاجزه وأنا شايفه بنتى بضيع أدام عينى وأقف أتفرج .

محروس : ممكن تفهمينى فى أيه ؟ وتقوليلى مالها عبله؟؟؟؟

وبينما كانت بوسى تقف أمام المرآه تصفف شعرها تدخل عليها آيه متسائلة فى أستنكار

صحيح إللى أنا سمعته من ماما ده يا بوسى؟

فتكمل بوسى تصفيف شعرها دون أن تنظر اليها قائلة

سمعتى أيه؟

آيه: أن محمد جاى النهاردة هو ووالدته عشان يخطبوكى ويقروا فاتحه.


بوسى : يبقى ذى ما سمعتى بالضبط

فتسألها آيه فى أستنكار

وأنت أزاى توافقى على حاجه ذى دى وأنت عارفه أنه من عشر أيام بس كان رايح يخطب مى

فتلقى بوسى بالمشط جانباْ وتواجه آيه متسائلة

وما خطبهاش ليه؟

آيه : المشكله ما خطبهاش ليه. المشكله أنت أزاى توافقى عليه وأنت عارفه أنه كان عايز يجوز مى . أزاى تقبليها على نفسك؟؟؟؟؟

بوسى : بصى يا آيه عشان أريحك محمد يا حبيبتى لو كان عايز مى كان أجوزها . بس هو ما خطبهاش يعنى ما بيفكرشى فيها . وكده كده كان هيجوز واحده ثانيه وهو أختارنى أنا . وأنا شيفاه عريس كويس يبقى مافيش أى مشكله . وبعدين دا هو حايله راح زارهم فى البيت فى ناس بتخطب وبتفسخ وبترجع تخطب ثانى . الدنيا ما بتقفشى على نقطه معينه ولا أيه؟

آيه : بس أنت عارفه ومتأكده أنه ما بيحبكيش.

فتضحك بوسى فى سخريه قائلة

ولا أنا بحبه يعنى خالصين.

آيه : أنا مش فاهمه أنت أزاى تفكرى بالطريقه دى وليه ؟

بوسى : عشان أريحك يا آيه عايزه تعرفى ليه بفكر بالطريقه دى ؟ عشان هى دى الطريقه إللى ماشيه اليومين دول مسألة عرض وطلب ولو حصل توافق بين الشروط والمواصفات الموضوع بيتم. بس هى دى كل الحكايه. أما بقى مسألة ليه بفكر كده عشان يا حبيبتى مالقيش نفسى مضيعه عمرى أستنى الوهم ذى ما أختك حلا كده دنتها تستنى الفارس إللى تحبه وتكون سعيده معاه ويفهمها وتفهمه يعنى الشعارات الخايبه دى . وفى الآخر أهى هتجوز جوازه مهببه عشان خلاص ما عدشى فى فايده هتستنى أيه ثانى ولحد أمتى ؟ لما تبقى تيته ومين أصلا هيسمحلها تستنى أكثر من كده. وأنا بقى يا أختى العزيزه ما أحبش أنى فى يوم أكون فى مكان حلا.

آيه : منطق غريب

بوسى : هو ده المنطق الصح وبعدين ماتزعليش على صحبتك قوى بكره تلاقى أحسن منه هى مستعجله ليه 

آيه : لا ه يا بوسى . أنا إللى زعلانه عليها أنت . أما مى فأنا متأكده أنها هى الكسبانه

بوسى : طيب ما دام متأكده كده . دوشانى ودوشة نفسك ليه من الصبح فى كلام مالوش أى لازمه.

تتنهد آيه قائلة

معلشى يا ستى أنا آسفه وأسيبك بقى عشان ما أعطلكيش وأدوشك أكثر من كده.

بوسى : أيوه كده برافو عليكى . ممكن تروحى لحلا هتلاقيها حابسه نفسها فى أودتها بتندب حظها ولا أقولك أحسن تروحى تواسى صحبتك هى محتاجاكى دلوقتى أكثر منى .

فترد عليها آيه فى ثقة قائلة

ومين قالك أن مى زعلانه . مى أكبر بكثير من أن موضوع ذى ده يأثر عليها.

وبينما كانت مى تحبس نفسها فى غرفتها تبكى منهارة فتدخل عليها آيه متسائلة

فى أستنكار

نفسى أعرف بتعيطى ليه دلوقتى هو ده إللى أحنا أتفقنا عليه؟

فتنظر إليها مى بعين يسكنها الدموع وبصوت حزين تجيب عليها قائلة

أنا ما بعيطشى عليه هو أنا بعيط على نفسى . صعبان عليه نفسى قوى يا آيه حاسة أنه ضربنى قلم جامد على وشى فجأة من غير أى ذنب أكون عملته . طب أنا عايزه أفهم ليه ؟ سؤال هيجننى طب يقولى السبب عشان أعرف.

آيه : هيكون أيه يعنى السبب . بصى يا مى من الآخر محمد خلاص أنسيه هو أنسان قليل الذوق أنا ما أعرفشى هو بيفكر أزاى . من عشر أيام كان مجنون عليكى وجه لحد عندك وهو إللى بدأ وأكلم وكان مستعجل قوى . ماشى نفرض أن فى سبب خلاه ما يقدرشى يكمل فى الموضوع لحق ينسى بسهوله ويروح يخطب واحده ثانيه هو الجواز بالنسباله أيه بدله هيشتريها لو ما عجبتنيش دى آخذ الثانيه . لاه يا مى دا ما يتبكيش عليه ولا دمعه واحده. وأيه رأيك بقى أنا إللى صعبانه عليه بوسى أنها وافقت على المهزله دى .

فتخرج مى زفرة حزينه مفعمة بالحيرة قائلة

صدقينى يا آيه أنا بجد عمرى ما هزعل أنه خطب بوسى أنا بس مكسوفه قوى من منظرى أدام ماما وطارق وكل الناس إللى عرفوا الموضوع وكمان أنى لحد دلوقتى ما أعرفشى أيه السبب إللى خلاه يسيبنى كده.

آيه: بلاش الكلام ده يا مى ما حدش يقدر يكلم عليكى ربع كلمه حتى مامتك ماكنتشى مقتنعه بيه . وبعدين الصدمه إللى ما تقتلش تقوى وأن شاء بكره تقابلى أحسن منه وأنسان يكون يستحقك بجد.

مى : لاه ولا أحسن منه ولا غيره أنا خلاص ما عنتش قادره أفكر فى تجربه جديده أنا هركز فى مستقبلى وبس النتيجه على الأبواب ويارب أجيب مجموع كبير وأخش كلية الطب ذى ما بحلم.

آيه : أيوه يا عم ناس عايزه تخش طب وناس عايزه تجوز وتقعد فى البيت بس أعمل أيه طارق مصمم أنى أكمل وأدخل جامعه.

مى : طبعا يا آيه عنده حق إلا مستقبلك دا أهم حاجه فى حياتنا

آيه : طب بقولك ما كفايه كآبه ونروح النادى نفك شويه عن نفسنا بدل الحابسه دى ومافيش أى أعذار ده فرض وواجب النفاذ.

مى : مع أنى بجد أفضل أنى أقعد فى البيت بس ما أقدرشى أرفضلك طلب كفايه أنك سايبه أختك إللى المفروض قراية فتحتها النهارده وقاعده معايا

آيه: طبعا يابنتى أحنا أخوات وذى ما بوسى أختى أنت كمان أختى . وبجد كان نفسى أكون فرحانه أكثر من كده لبوسى بس غصب عنى خوفى عليها أكبر من فرحتى .

مى : لاه أن شاء الله هتكون سعيده ومن قلبى ربنا يكرمهم ويسعدهم أن شاء الله.

وفى شقة محروس

يصل محمد مع والدته إلى الشقة وتفتح لهم الباب عزة أبنة محروس الكبرى وتستقبلهم فى حجرة الضيوف

وتدخل لتنده والدتها لتقابلهم وتجلس معهم

تدخل عزه حجرة نوم والدتها لتجدها تحاول الأتصال بمحروس ولكن هاتفه المحمول فى كل مرة يكون مغلقاْ

فتصيح فى عصبيه قائلة

راح فين ده بقالى سعتين بطلبه ومحموله مقفول ولا موجود فى المعرض يبقى راح فين وهو عارف أن محمد ووالدته جاين يخطبوا بوسى . شايفه عمايل أبوكى إللى تنقط.

عزه : هادى نفسك بس يا ماما زمانه جاى أن شاء الله . هو بس تلاقيه بيخلص مشوار مهم ولا حاجه.

زينب : مشوار أيه إللى أهم من قراية فاتحة بنته.

ثم تحدق فى وجه عزه متسائلة

أنت شكلك عارفه حاجه ومخبيه عليه . قوليلى جوزك قالك هو راح فين . منا عارفه جوزك أصله سهن وما أعرفشى أخذ منه حق ولا باطل فى الكلام.

عزه : ياه يا ماما . خلاص هقولك مع أنى ما كنتش عايزه أقولك عشان ماتحرقيش فى دمك.

زينب : فى أيه ما تكلمى .

عزه : أبداْ عز قالى أن النهارده العصريه فاتت على بابا فى المعرص سمية والدة عبله وقعدوا يكلموا بتاع ساعة وفجأه راح قايم وخرج معاها . وعز قالى أنه كان عصبى قوى حتى لما سأله عز هو رايح فين شخط فيه جامد وقاله وأنت مالك . بس ومن ساعتها وعز ما يعرفشى عنه حاجه.

فتصيح زينب قائلة

أيه سميه محروس خرج مع سميه . وأيه أصلا إللى جابها عنده المعرض وفكرها بيه بعد كل السنين دى . أحنا مش هنخلص من موالها هى وبنتها . لأ والهانم منقيه يوم قراية فاتحة بوسى . ماشى يا محروس بس لما ترجع .

عزه : أهدى بس يا ماما . وبعدين أحنا سايبين الناس بره لوحدهم عيب كده ما يصحش وروقى ما تخليهمشى يحسوا بأن في حاجه ما أحناش ناقصين . كفايه بابا إللى ما جاش لحد دلوقتى .

وفى حجرة الصالون يجلس محمد مع والدته فيجدثها قائلاْ

أيه قلة الذوق دى سايبنا كده لوحدنا .دا أحنا لسه على البر أمال لما نخش فى الجد هيعملوا أيه؟

والدة محمد: أهدى بس يا محمد تلاقى فى حاجه دول ناس كلهم ذوق وفرحانين بيك قوى . دى الحاجه زينب كانت هطير من الفرح لما كلمتها وحددنا ميعاد لزيارتهم.

محمد : آه ما هو واضح بقالنا نص ساعة قاعدين لوحدنا ولا حتى قدمولنا كباية مايه .

ثم يحسس على جيبه قائلاْ

ياه دنا شكلى نسيت الموبايل فى العربيه هنزل أجيبه بسرعه لحد ما يفتكروا أننا موجودين.

وبينما كان محمد فى الطريقة إلى المصعد الكهربائى كانت مى هى الأخرى بداخله فما أن يدخل محمد حتى يفاجأ بها بداخله . فينظر إليها وهى تحدق فى وجهه وقد تجمدت ملامحها عند رؤيته.

محمد: لو هيضايقك ممكن أستنى لحد ما تنزلى أنت الأول وأنا حتى ممكن أنزل على السلم .

فتجيب عليه مى بثبات قائلة

ومين قالك أنى هضايق أنت ذيك ذى أى واحد كان ممكن يركب دلوقتى معايا . صدقنى ما هياش فارقه معايا

فنظر إليها محمد قائلاْ

أنا آسف.

فتسأله مى فى دهشة قائلة

على أيه .

محمد يحدثها بعصبيه وبأرتباك قائلا

بس أنا ما غلطش مامتك هى السبب فى كل ده.

فتزداد دهشة مى مرددة وهى تتسائل قائلة

ماما . ماما مالها؟

محمد : يعنى ما تعرفيش ماما مالها . ثم يكمل فى سخرية قائلاْ

أيه ما بتتفرجيش على أفلامها ولا أيه ؟ ولا جايز بقى ذى ما ماما بتقول أنا إللى كنت مخدوع أصلاْ والبراءة والخجل كل ده تمثيل طبعاْ وأنت هتجبيه من بره ما هو كله من تعليم الست الوالده. ومين عارف ما خفى كان أعظم والموضوع ما هواش قاصر على التمثيل بس . ما هو طبعا الشقة الفخمة وعربيه بسواق كل ده هيكون منين يعنى ؟ من التمثيل بس ولا من حاجات ثانيه؟

فلا تكاد أن تصدق مى ما تسمعه منه ولا تملك غير أن تصرخ فيه قائلة

أخرس ولا كلمه ثانيه سواء عنى أو عن ماما . مع أنى عمرى ما كنت راضيه عن المشاهد إللى بتمثلها ماما. بس أمى أشرف أنسانه فى الدنيا ولا هسمحلك ولا أنت ولا أى حد أنه يكلم عنها كلمة واحده . وبجد أنا إللى سعيده أن الموضوع ده ما تمش . لأنك ما تستحقش أنك تدخل حياتى وتتركه وتذهب مسرعة لتقابل آيه التى كانت تنظرها أمام سيارتها . فتنظر إليها آيه متسائله فى دهشة 

أيه إللى أخرك كل ده؟

مى : من غير سؤال ياله بينا نمشى بسرعه من هنا 

وبالفعل يركبان السيارة وينطلق السائق بهما.

وفى شقة سمية


ينتظر محروس وصول ابنته و الدم يغلى فى عروقه لا يصدق ما قالته له سمية متسائلاْ

هى الهانم متعوده أنها تتأخر بره كده كثير؟

سمية : أن شاء الله تكون على وصول هى بس تلاقيها بتجيب طلبات ولا حاجه

فيجيب عليها محروس بسخرية


طبعا تلاقيها بتجيب جهاز العروسه . مش هى بقت عروسه برده . ما هى دى آخرة تربيتك يا هانم

سمية تجيب عليه بصوت واهن مرهق من التعب والمرض قائلة

مالوش لاذمه الكلام ده دلوقتى . مش هنفتح دفاتر قديمه ونقعد نحاسب مين إللى غلط فى الثانى المهم أننا نلحق بنتى قبل ما ضيع نفسها.

محروس : وهى فين الهانم أحنا قربنا على العشا والهانم لسه ما شرفتشى ولا تكون راحت أجوزت وخلاص.

سميه : لا بعد الشر هى لسه ما أجوزتشى.

محروس : والله عال عايزه تفضحنى وتعرنى وسط الخلق. هقول أيه ما هى تربية .... ولا بلاش . أنا دمى بيغلى خلقه.

فى دخلة عبلة من باب الشقة وما أن ترى والدها أمامها حتى تلقى بما فى يديها من أكياس على الأرض مرددة فى دهشة بابا

فيقترب منها محروس وعينيه يملؤها الغضب قائلاْ

أيوه بابا يا فاجرة . عايزه تفضحينى يا بنت ال......


ويهوى على وجهها بصفعة قوية

فتصرخ سميه قائلة بنتى......؟ 

ليست هناك تعليقات: