الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

الحلقة الخامسة عشر من دنيا مدينة نصر


تدخل والدة طارق عليهم وهى منهارة باكية تصيح قائلة

ألحقونى طارق هيضيع منى ابنى الوحيد يازينب إللى طلعت بيه من الدنيا بيضيع وأنا هنا ولا قادرة أعمله حاجه.

محروس: أهدى بس يا أم طارق وفهمينا بهدوء وقعتى قلبنا من الخضة
والدة طارق: طارق بقاله يومين ما بيتصلشى بيه وهو متعود يكلمنى فى اليوم مرتين

ثلاثه على الأقل . طبعا قلقت عليه وحاولت كثير أتصل عليه ما ردشى عليه وهو كان سايبلى نمر أصحابه إللى فى كندا روحت أتصلت بيهم ما حدش فيهم رد خالص وده إللى جننى أكثر وقولت جايز لما بيشوفوا النمره ما بيردوش عليه أكيد فى حاجه عشان كده خايفين يردوا أمال يعنى ما بيردوش ليه . نزلت وأتصلت من السنترال إللى جمبنا قامت ردت عليه واحده تقريباْ مرات صاحبه وأول ما عرفت أنى والدة طارق أتلخبطت . فسألتها عنه فقالتلى مسافر وتوهت فى الكلام بعد كده. ثم تصيح بصوت باكى ياحبيبى يابنى أكيد جراله حاجه أنا عايزه أروحله دلوقتى سفرونى لأبنى أشوفه وأشوف حصله أيه بدل منا قاعدة هنا هجنن عليه.

آيه: وأنا كمان لازم أسافر أنا ما أقدرشى أقعد هنا وطارق جايز يكون محتاجنى .

محروس: أهدوا بس كده الأول نتأكد أن فى حاجه وجايز يكون فعلا مسافر وهو بخير وأنتوا بس إللى قلقلين زياده عن اللزوم . ثم ينظر لوالدة طارق قائلاْ
هاتيلى نمرة صاحبه وأنا هكلم معاه وأعرف فى أيه ولو أستدعى الأمر للسفر هنسافر كلنا دا طارق ابنى ذى ما هو ابنك بالضبط

فتنهار آيه باكيه فتحتضنها حلا فى تأثر وتحاول تهدئتها قائلة

أهدى يا آيه أن شاء الله هيكون بخير . يارب يكون بخير

فتنظر زينب لمحروس قائلة

أتصل بقى بمجدى وخليه يأجل الميعاد للأسبوع الجاى أحنا ولا فايقين لقراية فاتحه دلوقتى ولا فينا أعصاب لأى حاجه.

فتنظر عبلة لزينب نظرة تحمل البغض تجاهها

محروس: بس على الله ما يكونوش فى الطريق أصلا ميعادهم دلوقتى وأكيد أخواته هنا فى القاهرة من بدرى

حلا: ما فيهاش مشكله لما نأجل الميعاد هو من الأصل كان المفروض يتأجل 

والدة طارق: معلشى يا حلا يا حبيبتى والله غصب عنى وبعدين أنا ما يخلصنيش نأجل قراية فاتحتك أحنا عايزين نفرح بيكى يا حبيبتى 

حلا: لاه يا خالتى ولا يهمك أن كان عليه ولا عايزاها من الأصل بس أقول أيه إللى عايزه ربنا هيكون

فيرن جرس الباب

زينب: دا أكيد هما

محروس: دى ورطة أيه دى بقى هنقولهم أيه دلوقتى ؟

والدة طارق: لاه يا جماعه مادام جم لحد عندنا عيب نمشيهم خلاص قابلوهم وأنا بعد أذنكم هدخل مع آيه أودتها أنا ما فياش أعصاب أنى أقعد وأكلم مع حد ولا هيهدالى بال إلا لما أشوف طارق أدام عينى وأطمن عليه. يقطع الغربه وسنينها ياريته كان سمع كلامى وماسافرشى على الأقل كان زمانه أدام عينى دلوقتى ومطمنه عليه

زينب: ربنا أن شاء الله هيطمنا عليه ويكون بخير

يقوم محروس بأستقبال مجدى وأخوته فى حجرة الضيوف ويستأذن منهما للحظات حتى ينده لحلا 

أخت مجدى الكبرى: يخرب عقلك يا مجدى وقعت على الناس دول منين دول شكلهم متريشين ومرتاحين قوى ودول موافقين عليك على أيه أكيد بنتهم وحشه

مجدى: لا حلوه وهتشفيها دلوقتى وبعدين أختى حبيبتى أرجوكى بلاش عنيكى الحلوه تشتغل خالى الموضوع يمشى على خير 
أخت مجدى: أخص عليك يا مجدى أنا برده هقر عليك ولا أحسدك دا أنت أخويا حبيبى
بس برده لسه مستغربه الناس دى موافقين عليك ليه 

أخو مجدى الكبير: يا سلام وماله مجدى مهندس قد الدنيا وشباب هما هيعوزوا أيه ثانى وهما شكلهم مبسوطين ومرتاحين يعنى ماهماش محتاجين فلوس يعنى من الأخر بيشتروا رجل ومجدى سيد الرجاله

مجدى: الله يخليك يا أبيه ثم ينظر لأخته قائلاْ فى غيظ
أختى حبيبتى أرحمينى وأدعى أن الموضوع يمشى ذى ما أنا راسمله بالضبط وياريت تسيبينى أنا أكلم و ما تتطوعيش كعادتك وتكلمى عنى أنا الحمد لله ليه لسان وأعرف أكلم كويس خالى الموضوع يمشى على خير 

أخت مجدى: يارب يا خويا هو أنا أكره بس برده نفسى أشوفها

مجدى : أهى جايه علينا هى ووالدتها ثم ينظر إلى أخته قائلاْ

ذى ما وصيتك 

فما أن تدخل حلا عليهما حتى تصيح أخت مجدى مهللة وتنهض لتقبلها قائلة

بسم الله ما شاء الله أيه الجمال ده بصراحه يا مجدى عرفت تختار بجد قمر

زينب: ده من ذوقك يا حبيبتى بجد نورتونا وشرفتونا بالزياره وطبعا لازم هتكرر كثير ما أحنا خلاص هنبقى أهل 

أخت مجدى : طبعا يا حبيبتى طبعا ربنا يتمم بخير

ثم تحدث نفسها فى صمت بدهشة قائلة

ياختى البت حلوه وماهياش وحشة خالص ذى ما كنت فاكره أمال أيه إللى مخليهم يوافقوا على مجدى دا ولا حيلته أبيض ولا أسود عجايب شكلك محظوظ يا مجدى مع أنك بخيل جلده ولا عمرك دخلت عليه حتى بكيس جوافه بس أقول أيه نصيب وأنت طول عمرك تعرف أزاى تحسبها صح بس المرادى الله الوكيل حسبتها صح قوى.

تجلس مى فى حجرتها تستمع إلى الموسيقى وهى تقرأ فى أحدى الروايات حتى يرن هاتفها المحمول فتنظر إلى رقم المتصل لتجده تامر فتنظر إليه وتأخذ نفس عميق متسائلة

هتردى عليه ولا لأ يا مى ؟ بس هو عايز أيه منى؟ أرد وخلاص فتقوم بالرد عليه

تامر: مى أزيك 

مى : الحمد لله خير فى حاجه يا أستاذ تامر؟

تامر: أيه أستاذ تامر دى حاسس أنها ثقيله قوى

مى: أمال عايزنى أقولك أيه؟

تامر: تقوليلى ذى ما بقولك باسمى على طول من غير ألقاب أعتقد ما فيش ألقاب بين الأصحاب ولا أيه؟

مى: بس لما يكونوا أصحاب وأنا ما أعتقدشى أننا أصحاب

يصمت تامر لحظة قبل أن يجيب عليها قائلاْ

أنا آسف شكلى مضايقك وأنا طبعاْ ما أحبش خالص أنى أسبب ليكى أى ضيق . أنا آسف مره ثانيه وأوعدك أن ده ما هيتكرر ثانى ويغلق الخط

تشعر مى بالذنب والضيق وتلقى بالهاتف جانباْ ثم تخرج صيحة ضيق قائله يووه بقى شكلى كنت مزوداها قوى ...هو أنا كنت ناقصاك أنت كمان يا تامر ما كفايا إللى أنا فيه؟؟؟

بينما كانت بوسى تتحدث فى الهاتف مع صديقتها أنجى فى غرفتها قائلة

بوسى: الجو عندنا مكهرب قوى عشان طارق ربنا يستر بقى ويكون بخير

أنجى : طب وموضوعك هتأجلوه لحد أمتى؟

بوسى : هو النهارده الصبح والدة محمد كانت أتصلت بماما وحددوا ميعاد جديد الأسبوع الجاى عشان نقرى الفاتحه وننزل نشترى الشبكه بس الحقيقه ما أعرفشى بعد التطورات دى هيحصل أيه ؟

أنجى: لاه يا بوسى لازم تعملى حفله كبيره هو أنت هتنخطبى كام مره يعنى وبعدين تعزمى بقى كل أصحاب محمد وخصوصاْ تامر

بوسى : يا سلام وأشمعنى تامر يعنى

أنجى : كده يا بوسى أخص عليكى يعنى ما تعرفيش دا خطوبتك هتكون فرصه كويسه أنى ألاقى فرصه أكلم معاه وجايز بقى أقدر أوقعه ويحبنى ياه يا بوسى دا لو حصل هيبقى هو ده إللى هتخطبله على طول من غير تردد.

بوسى: أنت غريبه يا أنجى أمال الثانين إللى أنت مربطه معاهم دول أيه؟

أنجى : هما كويسين بس برده ما حدش فيهم مالى عينى قوى . بينى وبينك هو تامر ده إللى عينى عليه أما الباقى فلو يعنى حبكت هبقى أشوف أفضل واحد فيهم وأوافق بقى أنى أتخطبله وخلاص

بوسى : طب ما أستنى أنا كمان جايز يجيلى حد أفضل من محمد ده بينى وبينك بصراحه أنا ولا مبسوطه بيه ولا حاجه 

أنجى : يا حبيبتى أنت ما ينفعشى تستنى لأنك ما عندكيش فرصه أنك تختلطى بالناس ولا أهلك سايبينك على راحتك تخرجى وتروحى وبعدين بصراحه أنا لو كان محمد أتقدملى كنت هوافق واحد غنى وابن ناس يعنى كويس ما فيهوش عيب أى حاجه ثانيه بقى تقدرى أنت تغيريها براحتك وزمان قالوا جوزك وعلى ماتعوديه ومحمد ده واحد خام يعنى هيتشكل معاكى بسهوله يعنى أنت وشطارتك

بوسى: تتنهد قائلة

ياله أهو أرحم من غيره على الأقل أفضل من مجدى وأن كان على ستايل لبسه وحياته أنا هغيره ذى ما أنا عايزه وأول حاجه هبدأ بيها هى ست والدته إللى واضح جداْ أنها مسيطره عليه وأنا عشان أمشيه ذى ما أنا عايزه أول حاجه لازم أعملها أنى ما أخليش حد غيرى يكون ليه تأثير عليه حتى والدته.

تجلس عبله وحدها فى حجرة حلا وتقوم بفتح حقيبتها وتخرج منها صورة والدتها وما أن تقع عينيها عليها حتى تنهار باكية وهى تصيح بصوت باكى قائلة

سامحينى يا أمى ياحبيبتى سامحينى ..... آه سبتينى لمين بس..... سبتينى لناس ولا حاسين بيه ولا بوجودى ولا حاسين بالنار إللى فيه قايده وأب ولا حتى حاول أنه ياخدنى فى حضنه ويواسينى على بعدك يا حبيبتى ...آه يا ماما أكيد أنت حاسه بعذابى دلوقتى ...يا حبيبتى يا أمى عيشتى غريبه وموتى غريبه ثم تصمت للحظات وهى تفكر مع نفسها والدموع تنهمر من عينيها قائلة
بس أنا لازم أفوق لنفسى وكفاية لحد كده ولا هسمح أنى أعيش غريبه ويضيع منى حقى كفايه لحد كده يا عبله إللى بيستسلم للظلم يبقى يستحق أنه يتظلم وأنا أتظلمت كثير ولا هسمح أنى أتظلم ثانى ..أنا هعرف أخذ حقى كويس وهعرف أزاى أدفعك يا بابا ثمن السنين إللى فاتت .. ولا هسمح أنى أكون ضحيه ثانى لاه من النهارده هكون قويه وهقدر أعرفكم كلكم مين هى عبله إللى أتظلمت من كل إللى حوليها وأقرب الناس ليها وأولهم أنت يا محروس بيه يا بابا يا معلم يا كبير قوى أنا ليه حق عندك وحقى ده كبير قوى ومهما دفعت ولا هتقدر توفيه دينك كبير قوى يا حاج محروس وأنت يا زينب هانم دينك ذيه بالضبط ومهما دفعتوا هدنكم مديونين لأن دينكم ليه مالوش آخر...وجاه الوقت أنكوا تبتدوا تدفعوا وده هيكون على أديه أنا .....أيوه على أديه أنا.

بينما كان مجدى واخوته لا يزالون فى حجرة الضيوف يتحدثون مع حلا ووالدتها

مجدى: والله كان نفسى أجيبلك يا حلا أحلى هديه معايا النهارده بس قولت بقى تكونى معايا أحسن وتنقى هديتك بنفسك أصلى بصراحه أخاف ذوقى ما يعجبكيش وقولت الكلام ده لأختى حتى أسأليها

زينب: أزاى بقى ما يعجبهاش يا مجدى دا أنت كلك ذوق 

مجدى : والله يا ماما أنت إللى مخليانى أتمسك بالموضوع ده أنه يتم أصل بصراحه ما فيش حمى فى الدنيا بالطيابه والذوق ده كله وذى ما قولتلك قبل كده بحس أنك والله أحن عليه كمان من الست والدتى الله يرحمها

زينب : وأنت يا مجدى بجد بعتبرك ذى ابنى وبعدين يا حبيبى ولا تحط فى مخك موضوع الهدايا ده أنت هديتنا ولا تكلف نفسك خالص ويكون فى علمك لو أشتريت أى حاجه هزعل منك الأهم عندنا أنك تصون حلا وتحطها فى عنيك

مجدى : طبعا طبعاْ هو أنا هيكون ليه بركة إلا هى 

أخت مجدى تحدث نفسها فى صمت قائله

ولا قولتلى ولا حاجه بس أقول أيه طول عمرك شاطر فى الكلام ولا يتخاف عليك أبداْ والناس ذى ما أنا شايفه فرحانين بيك قوى مع أن العروسه من ساعة ما قعدت ولا فتحت بقها بكلمه بس واضح أن والدتها طايره بيك ومادام حماتك راضيه عنك يبقى يا سعدك ما هو طبعا مفتاح أى جوازه رضا الحمى وهى راضيه وأربعه وعشرين قيراط كمان.

فيدخل عليهما محروس قائلاْ

معلشى يا جماعه أتأخرت عليكم أصل فى ظروف كده مش ولابد فمعلشى بقى هنقرى بس كده الفاتحه النهارده ونبقى نحدد يوم بعدين لشرا الدبل معلشى الظروف حكمت

مجدى : خير يا حاج قلقتنى وبعدين أنا بقيت ذى ابنك دلوقتى وأحب أنى أطمن 

محروس : والله أنا لسه متصل بناس فى كندا دلوقتى وعرفت أن طارق ابن اخت الحاجه وخطيب آيه بنتى فى المستشفى عمل حادثه وهو فى غيبوبه دلوقتى بقاله يومين وأعتقد أننا هنسافرله عشان نتابع حالته هناك لأن حالته ما تسمحشى خالص بالسفر 

زينب : تصيح فى ذعر يا حبيبى يا طارق هى أمه عرفت 

محروس: أنا لسه ما قولتلهاش ولا هقدر أقولها هسيبلك أنت بقى الموضوع ده أنتى وحلا والمشكله الثانيه فى آيه كمان دى منهاره فى أودتها ولا عارف أزاى هنقولها

حلا: أنا هقوم أروحلها وهحاول أقولها وربنا يقويها

مجدى ينظر إلى أخته فى ضيق ويحدث نفسه قائلاْ فى غيظ

شكل عنيكى أشتغلت أنا كنت عارف من الأول أنك مش هترتاحى ولا هيهدالك بال إلا لما تنبرى فيها سرك باتع الحقيقه.

فيرن هاتف محروس المحمول فينظر إلى الرقم قائلاْ

ربنا يستر دا رقم صاحب طارق يارب يكون خير ويقوم بالرد عليه


والكل يترقب فيصيح محروس قائلاْ..........؟


ليست هناك تعليقات: