الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

الحلقة السادسة عشر من دنيا مدينة نصر


يصيح محروس قائلاْ بجد طب هو كويس؟ يعنى الدكاتره قالوا أيه؟ طمنى يابنى وحياة والدك....خلاص أحنا هنحجز على أول طياره وهنكون عنده . شكراْ يابنى ربنا يطمنك وأنا طبعاْ مش هوصيك خالى بالك منه وأحنا على طول أن شاء الله هنكون عندكم.

الكل ينظر إلى محروس فى ترقب فتسأله زينب فى لهفة قائلة

خير يا حاج طارق فاق وبقى بخير طمنى الله يخليك

محروس: الحمد لله صاحبه قالى أنه لسه فايق من الغيبوبه دلوقتى وعمال ينده على آيه .تقريباْ لأنها كانت آخر واحده معاه على التليفون ساعة الحادث عقله لسه بيفكر فيها . المهم دلوقتى أنا هسافر ليه .

فتدخل عليهما والدة طارق قائلة وأنا كمان هسافر معاك أنا جواز السفر بتاعى جاهز طارق حبيبى كان مجهزهولى عشان الحج 

محروس : مع أنى ما أحبش أنك تتعبى نفسك أصله سفر بعيد دى كندا فى آخر بلاد المسلمين بس خلاص مادام ده هيريحك ياله حضرى نفسك لحد ما أسأل أيه أجراءات السفر وهنحتاج فيز ولا أيه النظام . ثم ينظر إلى مجدى قائلاْ 

معلشى يا مجدى يابنى أنت شايف الظروف وبصراحه أفضل نأجل قراية الفاتحه شويه لحد ما نطمن على طارق خليها لبعد ما نرجع من السفر معلشى يابنى أنت بقيت واحد مننا دلوقتى وأكيد هتقدر الظروف

يشعر مجدى بالضيق ولكنه يتظاهر بالموافقة قائلاْ

آه طبعا ....طبعا ودى عايزه كلام وأنا بعد إذنك هبقى أتصل كل يوم فى البيت عشان أطمن عليهم فى غيابك ما أحنا خلاص بقينا عيله ولا أيه؟

محروس طبعاْ طبعاْ

بينما كانت آيه تجلس فى حجرتها منهارة تحتضن صورة طارق والدموع تنهار من عينيها وهى تردد بصوت هائج حزين قائلة

سامحنى يا طارق ......سامحنى يا طارق

فتدخل عليها مى وهى تشعر بالذنب وتنظر إليها فى تأثر وتقترب منها وهى لاتعرف كيف تبدأ معها الكلام ثم تجلس أمامها وتنظر إليها قائلة

أنا آسفه يا آيه أنا بجد حاسه بالذنب وأنى أنا السبب فى كل إللى حصل أرجوكى سامحينى مع أن أنا مش قادرة أسامح نفسى خالص 

فتنظر إليه آيه بعينيها الباكية قائلة

ربنا يسامحنا كلنا ويقف مع طارق ويشفيه يارب ....أنا لو حصله حاجه هموت.... بجد الموت عندى أفضل .دا فاق من الغيبوبه وهو بينده عليه يا مى ....ثم تكمل بصوت باكى قائلة أنا السبب فى إللى حصله أنا السبب

فتحاول مى تهدئتها قائلة

آيه حبيبتى أهدى حرام عليكى كده دا نصيبه كل شئ مكتوب علينا ولازم هنشوفه المهم دلوقتى أنه يقوم بالسلامه والحمد لله باباكى قال أن صاحبه طمنه وأهو باباكى هيسافر مع خالتك وطارق هيجى معاهم وهتطمنى عليه بنفسك

آيه: كان نفسى قوى أروح معاهم بس بابا مارضيش قالى لسه أقبال ما أطلع جواز سفر هاخد وقت وهما مستعجلين على السفر . حاسه بالعجز وأنا هنا وهو بعيد عنى حاسه بيه بيتألم وأنا بعيده آخر حاجه كنت أتوقعها أن هيجى يوم طارق هيكون فيه محتاجلى وأنا بعيده عنه ولا قادره أساعده ...أحساس صعب قوى يا مى صعب قوى ....قوى.

فتقوم مى بضم آيه بين ذراعيها وهى تحاول أن تخفف عنها قائلة

إن شاء الله طارق هيكون كويس وهيوصل بالسلامه وهتشوفيه وهتقفى جمبه وربنا هيشفهولك لأن طارق شاب محترم وأكيد ربنا هيقف معاه...... إن شاء الله هيقف معاه.

بينما كان محروس يجلس على مكتبه فى المعرض يفكر مع نفسه حتى فجأه يجد عبله تقف أمامه وهى تبتسم قائلة

بتفكر فى أيه كده وشاغل بالك ؟؟؟؟ 

محروس: عبله أنت أيه إللى نزلك هنا ؟ فى حاجه؟

عبله : أبداْ حسيت بيك كده على الفطار كنت مشغول وسرحان مع نفسك فقولت أكيد فى حاجه شغلاك فحبيت أطمن عليك...ثم تنظر إليه متسائله ما هو أنا بنتك وليه الحق أنى أقلق عليك ولا أيه؟؟؟؟

محروس: ياه يا عبله أنت الوحيده إللى خادت بالها أن فى فعلاْ حاجه شغلانى.

فتتسع أبتسامة عبله قائلة

لأنى بنتك من لحمك ودمك هما كلهم مشغولين دلوقتى بطارق بس أنا بقى مشغوله بيك أنت 

محروس: والله فيكى الخير

عبله : هاه قولى بقى أيه إللى شاغلك جايز لما نفكر سوى أقدر أساعدك

محروس: لاه دى مسأله كده بخصوص الشغل 

عبله: طيب كويس أنها بخصوص الشغل لأن فى أحتمال كبير فعلاْ أنى أقدر أساعدك
ينظر إليها محروس فى دهشة متسائلاْ

أشمعنى ؟

عبله : أنت نسيت أنى كنت بشتغل وكنت دايسه فى السوق يعنى عندى خبره وبعدين نظام السوق معظمه واحد بس بيختلف بس فى أنواع البضاعه

محروس: طيب حيس كده بقى المشكله أن المفروض بعد أسبوع أنى أستلم شحنة عربيات جديده لسه واصله من اليابان والمفروض أنى كنت هستلمها بنفسى من المينا بس طبعا أنا هسافر بعد بكره عشان طارق وبينى وبينك عز جوز اختك لخمه وخايف ليبوظ الدنيا ويعكها وهو أصلاْ بيغرق فى شبر ميه وأنا محتار ولا منى قادر على تأجيل سفرى عشان طارق الغلبان إللى مرمى لوحده فى المستشفى ده ولا منى قادر على تأجيل موعد أستلام الشحنه دى مواعيد وأتفاقات ولازم تحترم وفيها غرامات وخراب بيوت والبديل الوحيد إللى أدامى هو عز ودا حل فى مخاطره كبيره قوى 

فتتسع أبتسامة عبلة قائلة

شوفت بقى أن كلامى معاك هيجيب نتيجه أزاى أولاْ يا أحلى أب فى الدنيا ماتشيلشى خالص هم أستلام الشحنه أدينى أنت بس كراسه المواصفات وأنا هذاكرها كويس وأنا بنفسى هروح أستلمها من المينا هيكون عز معايا مجرد شيال شنطه بس طبعا هحتاج توكيل منك عشان أقدر أمضى وأخلص كل الأجراءات بنفسى 

فيحدق محروس فى وجهها بدهشه متسائلاْ

وأنت هتفهمى فى الكلام ده يا عبله؟

فتجيب عليه عبله بكل ثقة قائلة

طبعاْ هفهم ما أخبيش عليك فريد كان معظم شغل المصنع راميه عليه ماهو كان بيستجدعنى وطبعاْ هو كان عايز يجوزنى ليه ما هو عشان شطارتى

يتعصب محروس قائلاْ

ماتجبليش سيرة الموضوع ده بيعصبنى أنا ما صدقت نسيته.

فتضحك عبلة قائلة فى مكر

خلاص بقى يا بابا يا قمر أنت ..كانت غلطه . المهم دلوقتى أدينى بقى كراسة مواصفات العربيات وحالتها عشان أراجعها كويس وأكون عارفه أنا بستلم أيه بالضبط وأقارنها بالشحنه إللى هستلمها وأوعدك أن كل شئ هيتم كأنك كنت موجود بالضبط وطبعا هتابعنى بالموبايل هى التكنولوجيا سابت حاجه دلوقتى 

فينظر إليها محروس فى أبهار قائلاْ

لأول مره أحس أن ربنا أدانى الولد إللى كان نفسى فيه

عبله: طبعا وأجدع ولد كمان وهتشوف بنفسك

بينما كان محمد يجلس فى غرفته سارحاْ يفكر فى مى يتذكر ملامحها الملائكيه ضحكتها الصافية صوتها الرقيق فيقوم بالأستماع إلى أغنية أم كلثوم فات الميعاد وبقينا بعاد . 

فتدخل عليه والدته وهى تنظر إليه فى ضيق وهى لا يروق إليها حال ابنها قائلة

وبعدين يا محمد هدنك على الحال ده كثير.... يابنى ياحبيبى هو أنت غاوى تغلبنى معاك

فيقوم محمد بإيقاف الأغنيه وينظر إلى والدته قائلاْ خير يا أمى مالى.... أيه إللى ماعجبكيش فى حالى ؟

والدة محمد: قول أيه إللى عاجبنى وبعدين أنا قولتلك هنروح النهارده نسلم على الحاج محروس قبل ما يسافر وسيادتك لسه ما لبستش لحد دلوقتى 

محمد: ييه أنا بصراحه ماشايفشى أى لزوم للزياره دى .أحنا لسه ما فيش أى شئ رسمى بينا عشان نروح نسلم عليه

والدة محمد: أزاى بقى يا محمد احنا بينا كلمه ويعنى شبه متفقين على كل حاجه . ثم تخرج من جيبها علبة قطيفه صغيره وتفتحها لتريه مابداخلها قائلة

شوفت بقى أشتريت امبارح الخاتم الجميل ده عشان تهديه لخطيبتك البنات يا حبيبى بيحبوا الرجل إللى يجيبلهم هدايا 

فيتذكر محمد كلامه مع مى

محمد: تحبى أجيبلك هديه أيه معايا وأحنا بنزوركم أنا طبعا كان نفسى أجيبلك حاجه مفاجأه بس خوفت لأنى الحقيقه ما بفهمشى فى حاجات البنات قوى وبصراحه عايز أجيبلك حاجه تفرحى بيها

مى: يا محمد أنا بجد مش عايزه حاجه أنت هديتى وكفايا عليه قوى كمان بجد سعادتى الحقيقيه أنك تكون سعيد معايا هو ده إللى أنا بتمناه

تلاحظ والدة محمد سرحان ابنها فتحدثه قائلة

رجعنا للسرحان ثانى 

يتنبه محمد لكلامها قائلاْ

خير يا أمى بتقولى أيه

فتمط والدته شفتيها قائلة فى ضيق أبداْ هقول أيه يعنى عجبك الخاتم

محمد: المهم يعجب العروسه 

والدته : لاه هيعجبها دا خاتم غالى يستاهل صابعها بس ياله بقى ألبس عشان مانتأخرشى على الناس

محمد: أمرى لله لما نشوف آخرة إللى أحنا فيه ده أيه

والدته: آخرته كل خير طبعاْ إن شاء الله

وفى النادى تجلس مى وحدها وهى تقرأ فى أحدى الروايات حتى تقع عينيها على تامر وهو يجلس مع أصدقائه على أحدى الطاولات القريبة منها فتندهش متسائلة

غريبه تامر هنا من أمتى؟؟؟ ومحاولشى حتى أنه يسلم عليه أيه يكون زعل منى بجد وخلاص ماهيكلمنيش ثانى ؟؟؟؟ وطب أنت أيه إللى مزعلك ماهو ده إللى أنت كنتى عايزاه . يووه بقى والله منا عارفه بس ما أحبش أنه يزعل منى هو بصراحه كان لطيف جداْ معايا وما كنتش أحب أنه يزعل من طريقتى معاه. مى بقولك أيه ريحى دماغك وروحى أحسن أنت ولا ناقصه تامر ولا أى حد دلوقتى بس برده هو زعلان منى بجد طب أروح أكلمه ...ييه أنا هروح أحسن. وتقوم بلم حاجتها ومغادرة النادى.

بينما كان تامر يراقبها بعينيه من مكانه ولم يغفل عنها حتى أختفت عن ناظريه تماماْ.

بينما كان يجلس عز مع زوجته عزه على مائدة الغذاء يتحدث معها عما حدث فى المينا

عز: بصراحه عبله كانت ولا أجدع رجل ولا كأنها كانت مولوده فى المينا لو شوفتيها وهى بتكلم مع موظفين الجمارك وتفاصل معاهم لحد ما قدرت تخرج الشحنه من غير أى خساره لاه بجد تصدقى ولا الحاج محروس نفسه كان يقدر يعمل إللى هى عملته بنت جدعه بجد

تشعر عزه بالغيرة قائلة فى ضيق

يا سلام وهى أصلاْ دى كانت شغلانه ما أى حد كان يقدر يعمل كده

عز : لاه شغل المينا مافيش أى حد يقدر يخلصه بالساهل دا بيحتاج ناس مخلصه ودايسه فيه كويس

عزه: وهى ياعنى ست عبله كانت دايسه فيه دى كانت شغاله فى مصنع ملابس وبعدين أنت أزاى تسمح أنها تعمل كل حاجه لوحدها أهى دلوقتى هتبان أدام بابا أنها هى إللى خلصت كل حاجه

عز: ماهى دى الحقيقه ياعزه أنا فعلا كل إللى عملته أنى كنت بوريها السكه والموظفين وهى إللى كانت بتتصرف فى كل حاجه

فتصيح فيه عزه بسخريه قائلة

يافرحتى بيك ياسبع البرومبه أهى دلوقتى أكيد هتخلى بابا يشغلها معاه وأكيد الهانم راسمه أنها تبقى الكل فى الكل ماهو طبعا ماهى بنت سميه إللى رسمت قبل كده على بابا وعرفت تخليه يرمينا كلنا زمان عشان خاطر عيونها والهانم طبعا طالعه لأمها والله أعلم راسمه على أيه بقى . لكن لاه وحياة أمى إللى لسه عايشه على وش الدنيا لأكون مفتحلها قوى ولو كانت هى بنت سميه أنا بقى عزه وهنشوف مين إللى هيضحك على مين فى الآخر

يحدث نفسه عز وهو ينظر إلى عزه فى غيظ قائلاْ

والله البنت غلبانه أنت بس إللى نيتك سوده بس هقول أيه هو الطيب كده لازم ينداس فى عالمنا ده ربنا يلطف بينا

تجلس آيه فى حجرتها حائرة قلقة تمسك تليفونها المحمول بين يديها تنتظر مكالمة من طارق أو حتى والدها حتى يطمئنها على طارق حبيبها

فتدخل عليها حلا وهى تنظر إليها فى تأثر قائلة

هدنك على الحاله دى كثير

فتجيبها آيه بصوت حزين قائلة

لحد ما أطمن على طارق وأسمع صوته بنفسى أنا عايزه أفهم ليه طارق ما بيكلمنيش بنفسه طالما الحمد لله فاق من الغيبوبه حتى صوت خالتى قلقلنى أكثر وأنا بكلمها حاسه كده أن فى حاجه مخبينها عليه وطارق إللى ما كلمنيش خالص ده ..معقوله أنا كنت فاكره أنه أول ما هيفوق هيكلمنى على طول وبعدين بجد ما أعرفشى ليه مش مصدقه موضوع أنه تعبان ولا قادره يكلم عشان كده مابيكلمنيش أنا خايفه قوى يا حلا ليكونوا بيضحكوا عليه ومخبين مصيبه عنى .

حلا: إن شاء الله خير بس أنت أهدى بس وبعدين ياستى ما هما خلاص راجعين مصر بعد ثلاث أيام يعنى هتشوفى طارق ذى ما أنت عايزه وهتطمنى عليه بنفسك 

آيه : ياريت يا حلا نفسى بجد أشوفه وأطمن عليه . أنا هجنن وأسمع صوته 

حلا: إن شاء الله هيقوم بالسلامه وهتجوزوا وهتخلفوا وهتكون ليكم أحلى حياة كفايا أنكم مختارين بعض وعايزين بعض.

فتنظر إليها آيه فى تأثر قائلة

وأنت يا حلا لسه برده ناويه تستسلمى لبابا وماما وهتكملى فى موضوع مجدى ده

تومأ حلا برأسها فى حسرة قائلة

وأنا بأديه حاجه ثانيه
آيه : أيوه بأديكى أنك ترفضى وتصممى على الرفض دا جواز يا حلا ومجدى الحقيقه أنا نفسى ما برتحلوش خالص وده كمان شعورك أنت يبقى أزاى هتجوزيه!!!!! 

حلا: بصوت حزين تجيب عليها قائلة

ربنا يقدم إللى فيه الخير ومين عارف بكره فيه أيه كل أملى فى بكره وأنا أملى فى ربنا كبير


وفى المطار تذهب العائلة كلها لأستقبال طارق وكانت آيه أكثرهم لهفة وشوق لرؤيته والأطمئنان عليه وما أن تلمح آيه والدها حتى تصيح فى لهفة بابا أهو وخالتى وووثم 



تصمت وقد فاجئها ما رأته ...........؟؟؟؟؟


ليست هناك تعليقات: