الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

الحلقة الرابعة عشر من دنيا مدينة نصر

تحاول مى أن تصالح آيه بعد أن عادت إلى البيت فتذهب إليها وتتحدث معها فى حجرتها قائلة

مى: خلاص بقى يا آيه عشان خاطرى سامحينى بجد أنا ماكنتش فى وعى كنت مصدومه من كلام محمد وكنت ذى مايكون متخدره ومش عارفه أنا بعمل أيه ولا بتصرف أزاى.

فتنظر إليها آيه وقد بدا عليها القلق والتوتر قائلة

لاه يا مى كان لازم تكونى أقوى من كده . محمد غلط فى حقك وأنت غلطتى فى حق نفسك لما سمحتى لكلامه ده أنه يأثر عليكى. بس المشكله دلوقتى هى إللى أنا فيها وطارق إللى قفل معايا مره واحده وماحاولشى يكلمنى ثانى بعد كده . أنا قلقانه عليه جداْ وخايفه ليكون جراله حاجه أو يكون زعلان منى . وبصراحه بقى هو ليه حق أنه يزعل بس هو كده بيعذبنى أنا هجنن ونفسى أعرف هو فين دلوقى عايزه أطمن عليه حتى لو كان زعلان منى أنا راضيه بس أطمن أنه بخير ده أهم حاجه عندى دلوقتى .

فتحاول مى أن تخفف عنها قائلة

أن شاء الله هيكون بخير .هو بس تلاقيه زعلان ولا حاجه بس ولا يهمك أنا هكلمه وهحكيله على كل إللى حصل وطارق أنسان عاقل أكيد هيتفهم الظروف وهيسامحك . ياريت كل الشباب كانو ذى طارق كده ربنا يخليكوا لبعض طارق رجل بمعنى الكلمه ويستحق منك كل الحب .

آيه: طارق أحلى هديه ربنا هدانى بيها . يارب بس يكون بخير وأطمن عليه.

وفى حجرة محمد يجلس تامر مع محمد يتحدثان فيسأله تامر قائلاْ

أنت خلاص هتمشى فى موضوع جوازك من بنت الحاج محروس خالى بالك يا محمد ده جواز يعنى مافيهوش هزار لو لسه محتاج تفكر أو تعيد حساباتك يبقى لازم تاخذ وقتك قبل ما تاخد أى خطوه فيه بنات الناس مش لعبه كفايه جرحت واحده بتسرعك . مالهاش لزوم أنك تجرح واحده ثانيه.

محمد: لاه خلاص أصلاْ ما بقتشى تفرق معايا أى واحده ذى غيرها والبنت كويسه وعيلتها كويسه وعاجبه ماما يبقى خلاص ما فيش لزوم للتفكير خلينا نخلص.

تامر: نخلص أيه يابنى دا جواز هو لعبه لازم تختار أنسانه يكون فى تفاهم بينكوا وتكون عندك رغبه قويه أنها تشاركك حياتك.

محمد: ده كلام القصص أما الواقع كله ذى بعضه . الجواز يعنى بيت ينفتح وأسره تكون وتمشى الحياه ذى ماهى ماشيه مع كل خلق الله.

تامر: أنت غريب يا محمد وما أعرفشى أنت أزاى بتفكر كده. البنات أنواع وشخصيات وكل بنت بتفرق عن غيرها فى كل حاجه وذى ما الولاد برده أنواع وشخصيات وعشان الحياة تنجح بين الأثنين لازم يكون فى توافق بينهم فى الميول والأفكار والأهم من كل ده رغبه أكيده بين الأثنين فى حياة مشتركه تجمعهم. بس هسألك سؤال وتجاوبنى عليه بصراحه

محمد: خير أسأل.

تامر: أنت لسه بتفكر فى مى ؟؟؟

محمد: لاه خلاص الموضوع أنتهى بينا ومافيش أى مجال للتفكير فيه ربنا يسهلها بقى فى حياتها مع أنسان ثانى . ثم ينظر إلى تامر متسائلاْ

بس أنت بتسأل ليه؟

تامر: لاه أبداْ حبيت بس أسأل عشان أطمن عليك . عموماْ أسيبك أنا دلوقتى عشان ألحق أنام أنا عندى شغل بكره بدرى وعايز أكلم ناس ضرورى دلوقتى ومش عايز أكلمهم فى وقت متأخر أكثر من كده سلام.

وما أن يغادر تامر الشقة ويصل إلى سيارته ويقوم بالأتصال بمى حتى يطمئن عليها

بينما كانت مى لازالت مع آيه فى حجرة نومها فما أن تسمع رنين الهاتف فتنظر إلى رقم الطالب فى دهشة متسائلة

دا رقم غريب ما أعرفوش

آيه : طب ماتردى وتشوفى مين جايز تكون مامتك بتكلمك من تليفون حد ثانى.
فترد مى لتجده تامر يحدثها قائلاْ

مى أزيك ياترى عامله أيه دلوقتى أتمنى تكونى أحسن. أنا طبعا ما أقدرتش أنام قبل ما أطمن عليكى .

مى : آه شكرا أنا أفضل الحمد لله .

تامر: يا ترى هتروحى النادى بكره ؟

مى : لاه ما أفتكرشى وعموماْ شكراْ على سؤالك تصبح على خير وتغلق الخط.

فتنظر إليها آيه فى دهشة متسائلة

أيه يابنتى ليه عاملتيه وحش كده؟ الرجل كثر خيره بيسأل عليكى وبعدين دا كفايه وقفتوا معاكى النهارده بصراحه خلانى أغير فكرتى خالص عنه وأحترمه بجد.

مى: أنا لسه فايقه من صدمه ومحتاجه وقت عشان أفوق وبعدين هو خاد منى رقم التليفون وقالى عشان أطمن عليكى . بس ده مايعنيش أنه يكلمنى على طول كده دا أنا كنت لسه معاه من ساعتين ليه بقى بيتصل دلوقتى؟

آيه : يا سلام واحد وكله ذوق وحب يطمن عليكى ثانى

مى: لا يا آيه أنا إللى عملته هو إللى صح عشان لو كان فاكر أنى واحده سهله أو عايز يتسلى معايا يعرف من دلوقتى أنه غلطان وبعدين خلاص كفايا لحد كده أنا محتاجه أركز فى مستقبلى أحسن.

آيه : بصراحه مش عارفه أقولك أيه بس برده . تامر كان جدع معاكى وماكنشى يستحق منك أنك تكلميه بالطريقه الجافه دى.

مى : أهو إللى حصل بقى وخلاص بلاش نكلم ثانى فى الموضوع ده.

آيه: براحتك . بس ربنا يسهل بقى وطارق يكلمنى أحسن مش هقدر أنام إلا لما أطمن عليه.

بينما كانت حلا فى غرفتها تفكر مع نفسها فى حالها وما ستفعله مع مجدى هذا الشخص الذى فرض عليها الزواج منه دون أن يكون لها أى وجه حق فى الأعتراض عليه.

وبعدين يا حلا هتعملى أيه الموضوع دخل فى الجد وماحدش راضى يسمعلك أو حتى يسألك أيه رأيك ولا أنت عايزه أيه . ثم تنهد فى حيرة قائلة هى دى عادة كل إللى حوليه معايا كل واحد بيقرر من غير ما يعمل حساب لوجودى . ثم ترد على نفسها قائلة

بس ده جواز يا حلا معقوله هتوافقى أنك تجوزى أنسان ما فيش أى قبول منك ناحيته . يبقى كان أيه لازمة صبرك السنين إللى فاتت دى كلها ماكنتى أجوزتى من زمان 

طالما كانت النتيجه واحده . ثم تخرج صيحة حزينة قائلة

ليه الناس بتفرض علينا قوانين لازم نمشى عليها حتى لو كنا رافضينها أزاى يارب أجوز انسان ما فيش أى توافق بينا بمجرد أنى بنت والمجتمع بيفرض عليه أنى أجوز وإلا أحصل على لقب عانس إللى هيدنه ملازمنى طول عمرى . آه يارب أقف جمبى ونورلى بصيرتى أنا محتجالك قوى قوى.

بينما فى المستشفى تقف عبلة أمام الغرفة التى تركد فيها والدتها والقلق يفتك بها خوفاْ عليها وهى لا تتوقف عن الدعاء يارب نجيها يارب. ... أنا ماليش غيرها فى الدنيا . بينما كان محروس يقف بعيداْ عنها وقد بدا عليه التوتر هو الآخر 

فيخرج الطبيب من الغرفة فتهرول نحوه عبله متسائلة

خير يا دكتور هتكون بخير صح؟

الطبيب: للأسف الأزمه القلبيه شديده المرادى وربنا وحده إللى قادر على كل شئ

فتتسمر عبلة فى مكانها برهة قصيرة من الوقت وكأنها تحاول أن تستوعب ما قاله لها الطبيب ثم تهرول مسرعة نحو والدتها ويلحق بها محروس 

فتنظر إليهما سمية بوجهها الشاحب الذى يفتك المرض بملامحه وبصوت واهن تحدثهما قائلة

محروس أوعدنى أنك تاخد بالك من بنتك أنا حاسه أنى هموت . أرجوك دا آخر طلب هطلبه منك خلينى أموت وأنا مطمنه عليها .

عبله : بعد الشر عليكى يا ماما أن شاء الله هتكونى بخير أنا واثقه أن ربنا هيخليكى ليه

سميه: الموت للى ذيى راحه ونعمه . أنا إللى خايفه عليه هو أنت . أوعدينى ياعبله أنك هتصونى نفسك ومش هتجوزى إللى اسمه فريد ده ..أوعدينى خلينى أموت وأنا مرتاحه لو كنتى فعلاْ بتحبينى.

محروس: وهى أصلاْ تقدر تجوزه دنا كنت دفنتها ودفنته معاها.
عبله ترمق والدها بنظره تحمل الغيظ والضيق منه ثم تنظر إلى والدتها وتقبل يديها قائلة 

أوعدك يا ماما أنى هعمل أى شئ تطلبيه منى بس أرجوكى قومى ليه بالسلامه أنا ماليش غيرك....ماما ...ماما ردى عليه ما.....ما 

ثم تصيح وتنهار باكيه ماما هتسبينى لمين ...أنا ماليش غيرك 
فيتسمر محروس فى مكانه وهو يردد لاحول ولا قوة إلا بالله ...لا حول ولا قوة إلا بالله.

بينما فى منزل محروس لازالت تجلس زينب تنظر عودة زوجها وكانت تجلس معها 

بوسى وهى تقلم أظافرها وتنضم إليهما حلا

زينب: أنا خلاص دمى بيغلى بس لما أشوفك يا محروس

بوسى: ولا يهمك زمانه جاى أبقى طلعيه عليه بقى

حلا: بدل ما تقوميها هديها أحسن هى مش نقصاكى 
فيرن جرس الهاتف فتقوم بوسى بالرد عليه لتجد ه والدها فما أن تسمع زينب بوسى وهى تقول بابا تقف مسرعة بجانبها ولكن بوسى تغلق معه قبل أن تتحدث إليه زينب 

فتنظر إليها زينب فى ضيق متسائلة
قالك أيه البيه؟

بوسى: طنط سمية والدة عبله ماتت وهما دلوقتى بيخلصوا إجراءات دفنها.

تتجمد ملامح زينب من المفاجأه ثم تردد لا حول ولا قوة إلا بالله...... لا حول ولا قوة إلا بالله وتدخل غرفتها دون أن تنطق بكلمة واحده

فتنظر بوسى لحلا فى دهشة قائلة

أيه ده غريبه أنا حاسه أن ماما زعلت عشانها 

حلا: دى رهبة الموت يا بوسى ما حدش بيفرح أبداْ لموت حد حتى لو كان أشد أعداءه.

ويعود محروس إلى البيت ومعه عبله التى بدت وكأنها تائهة دامعة العينين حزينة الملامح فما أن تدخل عبله الشقة حتى تستقبلها زينب وبناتها

زينب : البقيه فى حياتك ربنا يرحمها ويغفرلها بقى إللى عملته
فتتدخل حلا وتمسك يد عبله قائلة

انتى هتقعدى معايا فى أودتى لحد ما نخصص ليكى اوده لوحدك تعالى معايا عشان تشوفيها أتمنى أنها تعجبك

وتذهب معها عبله . فتنظر زينب إلى محروس فى ضيق متسائلة
يعنى أيه هتقعد معانا على طول 

محروس: بقولك أيه أنا تعبان ومرهق من ليلة أمبارح ومش ناقص وجع دماغ وبعدين دى بنتى عايزانى أسيبها تقعد لوحدها كفايه كانت هضيع نفسها وضيع اسمى معاها

زينب : طب وعريس حلا إللى جاى بكره مع أخواته يقرى فاتحتها . أوعى تقولى هنأجل الموضوع

محروس : ما فيهاش حاجه لما نتصل بيهم ونأجلها للأسبوع إللى بعده

زينب : لاه دا مش هيحصل قراية فاتحة حلا هتكون بكره ذى ما أتفقنا ومافيش أى تأجيل. كفايه موضوع بوسى إللى أتأجل مايبقاش موضوع حلا كمان وخصوصاْ أن حلا بتتلكك وما هتصدق تأجله وأحنا عايزين نمشى الموضوع ونخلص

فتخرج حلا من غرفتها ومعها عبله فيحدثها محروس قائلاْ

أيه رأيك يا حلا تحبى نأجل قراية فاتحتك للأسبوع الجاى 

حلا: ياريت طبعا ده لازم أزاى يعنى نقرى فاتحه وزغاريد وطنط سمية لسه ميته 

زينب : يعنى أيه الكلام ده وبعدين ما بنتها هى إللى موتتها بحسرتها عليها . يعنى تبقى غلطة ست عبله وتيجى على دماغنا أحنا

فتنظر إليها عبله فى غضب وتتركهما وتدخل غرفة حلا 

فتنظر حلا إلى والدتها فى ضيق قائله

كان أيه لازمته الكلام ده وبعدين أنا مش مستعجله خالص على قراية الفاتحه دى ولا أصلاْ عايزه الموضوع 

محروس: لاه هنمشى قراية الفاتحه عادى بس من غير زغاريد نبقى نأجل الحفله لبعدين ونخليها مع كتب الكتاب

زينب: يعنى أيه مش هنفرح بيها كلام أيه ده هى الواحده بتجوز كام مره

حلا: مش لازم لما ندبح الفرخه نعملها فرح . أدبحوها أحسن بهدوء وتتركهما وتدخل مسرعة إلى غرفتها

محروس: البنت دى مأثره فيه قوى لولا أنى عايز مصلحتها ماكنتش غصبت عليها كده

زينب: بكره هتعقل وهتاخد عليه وهتنشغل بعيالها عشان كده عايزين نمشى الموضوع على طول من غير تأجيل خلينا نفرح بيها بقى فى بيت عدلها

وفى مساء اليوم التالى تجلس حلا أمام المرآة والدموع تسكن عينيها وقد غابت عنها سعادتها فلم تتخيل أبداْ أن حالها سيكون هكذا فى ليلة كتلك . تلك الليلة التى تتمناها وتحلم بها أى فتاة فهى بالنسبة إليها مجرد كابوس كم تحلم أن ينتهى سريعا 

فتدخل عليها عبله و الحزن لا يزال يخيم على ملامح وجهها وتنظر إلى حلا قائلة بصوت واهن 
مبروك يا حلا 

تنظر إليها حلا فى تأثر وترد عليها قائلة

عبله أنا عارفه أنك أكيد زعلانه من ماما بس هى ماما والله طيبه بس ساعات الأنسان العند بيعميه وبيخليه يتصرف تصرفات أكيد هيندم عليها بعدين لما يقعد مع نفسه ويراجع تصرفاته

تتنهد عبله وتجيبها قائلة

آه طبعاْ أكيد . ربنا يتملك بس بخير

حلا: لا ونبى بلاش الدعوه دى . أدعيلى ربنا يخلصنى منه على خير. كل إللى بتمناه أن بابا وماما يشفوه بعيونى عشان يرحمونى منه

عبله: ياه للدرجادى 

حلا : أهو أنت هتشوفيه بنفسك أنسان مستفز حقيقى بس بقى للأسف هنا مالكيش حق الأعتراض أهلاْ بيكى فى بيتنا

فتدخل آيه عليهما وهى القلق كاد أن يفتك بها قائلة

حلا ألحقينى أنا خلاص هجنن . أنا ما أعرفشى أى حاجه عن طارق حتى خالتى هتموت من القلق عليه وهو ولا بيرد على تليفون ولا بيتصل وأصحابه كمان مابيردوش علينا خالص وده إللى مزود قلقى

حلا : أهدى بس أن شاء الله يكون خير 

آيه : أنا هجنن أحساسى بالعجز هيجننى 

تنظر إليهما عبله وهى تحدث نفسها فى صمت قائلة

كل واحده فيكم مشغوله بنفسها وبحالها ولا واحده منكم حست بيه ولا حسستنى بأنى أختها مشغولين بنفسكم ولا حاسين بالنار إللى فيه وحرقة قلبى على أمى إللى أدفنت من غير حتى ما يتاخد فيها عزاء . آه جوايا نار قايده ما حدش حاسس بيها وكل ما بص فى وش واحده فيكم بتزيد أكثر أنا بكرهكم... بكرهكم كلكم.

يرن جرس الباب فتفتح الخادمه لتجدها والدة طارق تدخل وهى تبكى منهارة وتصيح قائلة


ألحقونى طارق هيضيع منى .........؟




ليست هناك تعليقات: