الخميس، 17 يوليو 2008

الفصل السابع والعشرون من دماء على جسر الحب

يحدق شكرى فى وجه رنين برهة قصيرة من الوقت قبل أن يتحدث قائلاْ

سوف أعود إلى مكتبى فورائى الكثير من الأعمال . فهنا مكان عمل ولا يوجد هنا أى مجال للدلع أو للكسل . ثم يرمق خالد بنظرات ذات مغزى ويتركهما ويغادر المكتب.

فتنظر رنين إلى خالد فى دهشة متسائلة

ما به وماذا يقصد بكلامه هذا؟

فيحاول خالد أن يحتوى الموقف . فيقترب منها وهو يحتويها بنظراته التى تنم عن حبه
وشوقه إليها قائلاْ

لا تشغلين بالك أنت بهذه الأشياء التافهة. وتضيعين علينا أجمل لحظة فى كلام لن يفيد. ثم يرمقها بنظراته الوالعة بحبه إليها قائلاْ

كم أفتقدتك فكلما أبتعدت عنك أشعر وكأن روحى قد فارقتنى . ففى كل مرة تغيبين فيها عن عينى أخشى ألا أراكى مرة أخرى ويتملكنى القلق حتى ألقاكى وأشعر بأنفاسك تلامس وجهى ويديك تحتضن يدى فأشعر بالأمان وأنك معى وأما عينى .

فتنظر رنين فى عينيه بحب وتجيبه قائلة

لا تقل ذلك يا حبيبى فلا تسمح للقلق والخوف أن يفسد علينا سعادتنا . فأنا لك وأنت لى ولن يفرق بيننا أى شئ مهما كان حتى الموت . فستبقى أرواحنا معاْ .

فيضمها خالد بشدة وكأنه يخشى أن تضيع منه قائلاْ ياليتك تعلمين كم أحبك وسأظل أحبك للأبد.

فتجيبه رنين قائلة أعلم يا حبيبى وثق فى أننى أحبك كما تحبنى ولا تخشى شيئاْ فالحب الذى يجمعنا أقوى من أن يموت.

وفى المساء تجلس رنين فى حديقة القصر بين الزهور والخضرة فهى تعشق الطبيعة وخاصة الزهور فهى تجد سلوتها وهى تجلس وحولها الزهور برحيقها المنعش وألوانها البراقة فأستسلمت رنين إلى هذا الجمال لتغوص فيه بخيالها وهى تستمتع بجمال الأغصان المحملة بالزهوربألوانها البراقة وهى تتمايل مع هبات النسيم الذى يبدو وكأنه يغازلها وهى تتمايل عنه فى إستيحاء والقمر يبسط نوره الهادئ على الأغصان ليعكس ضيه جمالها .

حتى ينضم إليها شكرى الشايب فما أن تراه رنين وهو مقبلاْ عليها حتى تشعر بخفقان قلبها وإضطرابها . فيجلس شكرى فى المقعد المواجه إليها قائلاْ بصوته الأجش الصارم الثابت النبرات

أنا ألاحظ أنك دوماْ تفضلين الجلوس هنا ترى ما السر فى ذلك؟

فتحاول رنين التغلب على إضرابها وتجيبه وهى تحاول أن تشغل عينيها بجمال الزهور قائلة

أننى أعشق الطبيعة وخاصة الخضرة فأنا أجد نفسى هنا ودائماْ ما أغوص بخيالى فى بحور هذا الجمال.

فوضع شكرى ساقاْ فوق الأخرى وهو يمط شفتيه وهو يبدو عليه غير آبه بما تقول متسائلاْ

أين خالد ؟ فأنا لا أراه معك وأنا لا أعتاد على رؤيته بعيد عنك فهو منذ أن تزوج بك وهو لا يفارقك وكأنك تسحرين إليه. يلقى شكرى بتلك الكلمات دون النظر إلى رنين.

ففاجئتها كلماته هذه وأخذت تحدق فى وجهه برهة قصيرة من الوقت وعلى وجهها علامات عدم التصديق تحاول أن تستوعب ما قاله . هل هو يتهمها بأنها تسحر لخالد؟

هل وصل به التفكير إلى هذا المستوى المتدنى؟
أنا لا أصدق. فحاولت أن تتغاضى عن إهانته تلك إليها وردت عليه بهدوء مشوب بنبرة تحد قائلة

أنه سحر الحب الذى سحر قلوبنا منذ أن ألتقينا ولم يكن ذلك بأيدينا وأعتقد أنك تعلم جيداْ أننى قد قاومت هذا الحب منذ البداية ولكن القدر أراد لحبنا أن يكتمل ويتوج بالزواج ولم يكن لى أى دخل فى ذلك.

فأخذ شكرى يحدق فى وجهها برهة من الوقت فى حين بقيت هى جالسة أمامه فى ثبات دون أن تخفض بصرها بل أصرت على أن تقابل نظراته هذة إليها بنظرات إصرار وتصميم . فهى منذ أن تزوجت من خالد وهى تشعر بوجود حاجز بينهما وأنه يعاملها بتحفظ بعض الشئ ولكنها كانت تتغاضى عن ذلك فطالما خالد يحبها ويسعى دائماْ لأرضاءها فلماذا تشغل تفكيرها بوالده . ولكن السؤال الذى يدور فى ذهنها الآن ماذا يريد منى شكرى الشايب؟ وما سر جلوسه معى الآن ترى هل يريد أن يفاتحنى فى أمر ما؟ أم أن هناك شيئاْ آخر؟ لا أدرى ولكن كل ما أشعر به الآن هو القلق والخوف أخشى مما سيقوله لى.

فبدت ملامح القلق والشرود تظلل وجهها وهى تحاول أن تخفى إضطرابها متسائلة

أعتقد أنك تريد أن تتحدث معى فى أمر ما ؟ هل أنا محقة فى ذلك؟

فيصطنع شكرى إبتسامة غير حقيقية على وجهه قائلاْ أكثر ما يعجبنى بك هو ذكائك . أنا بالفعل أريد أن أتحدث معك .

فتسأله رنين فى ترقب قائلة عن أى شئ؟

فمط شكرى شفتيه قائلاْ فى برود مصطنع عن تلك الملاجئ والجمعيات الخيرية التى تهدرين مالى عليها لقد تحدثت مع خالد فى الأمر ولكنه يبدو لم يأبه بكلامى ومازال مستمراْ فى هدر أموالى التى عانيت حتى أجمعها . وهو يصر على أهدارها على تلك الجمعيات وأعتقد أنك أنت وراء كل ذلك أليس كذلك؟

فتنظر إليه رنين فى دهشة قائلة

أهذا هو الأمر إذن !!!

ولكننى لا أفهم ما سر غضبك هكذا ؟ أنا لا أفهم ماذا تريد منا أن نفعل ؟ هل نمتنع عن مساعدة المحتاجين !!! فهذا فرض علينا وليس منة منا عليهم . فنحن إذا لم نفعل ذلك سيعاقبنا الله فى الآخرة ألا تعلم ذلك؟؟؟؟

فهب شكرى من فوق مقعده غاضباْ وهو يحدثها قائلاْ

كيف تجرئين على التحدث إلى على هذا النحو ؟ أنا الآن تأكدت من أنك وراء ذلك الهراء الذى يقوم به خالد . أنا لا أعرف ماذا تريدين إلا تحمدين ربك على ما أنت فيه !! أنك الآن زوجة لابن أكبر رجل أعمال ألا تعلمين ما معنى ذلك؟ ومن أنت حتى تعلميننى ما يجب على أن أفعله؟

قال ذلك وهو يحدقها بنظرات ناريه مشيراْ إليها بسبابته أسمعى أنت هنا فى مملكة شكرى الشايب أنا هنا من يأمر ويحكم وأنت يجب أن تعلمين حدودك فى عالمى هذا الذى صنعته وحدى ولن أسمح بأن يأتى اليوم الذى تعلمنى فيه فتاة مثلك ما الذى يجب علي عمله.

فترد عليه رنين بتحد قائلة أنا أعرف حدودى جيداْولست بحاجه لمن يعرفنى إياها. كما أن مملكتك هذه لا تعنينى بشئ ولولا أننى أحببت خالد ما كنت تزوجته فلم يهمنى أنه خالد ابن شكرى الشايب بل ما همنى هو أنه خالد الذى يحبنى وأحبه كما لا تغضب هكذا من أجل إنفاق بعض المال على أعمال الخير لأن ما أنفقناه سبرد علينا بملاين مضاعفة من الثواب فى الآخرة والرحمة بنا فى الدنيا. وأنا لا أفهم ما سر غضبك هذا؟؟؟؟ أكل ذلك من أجل بضعة آلاف لن تضرك بشئ !!. لقد أنفقنا أنا وخالد أكثر من هذا المبلغ فى حفل زواجنا وشهر العسل عندما كنا نظوف بلدان العالم . أعتقد يا شكرى بك أن الأمر أكبر من ذلك فما الذى يقلقك منى ؟ وياليتك تكون صريحاْ معى حتى أستطيع أن أفهمك.

فيحدق بها شكرى وعينيه تقذفها بنظراته النارية قائلاْ أبتعدى عن مملكتى فلن أسمح لك بأقتحامها ولا أريد أن أراكى مرة أخرى فى الشركة ولا تتدخلين فى أمورها وخاصة الموظفين وهذا إنذار . فأنت لم تقابلين بعد شكرى الشايب غول السوق والأفضل لك ألا تقابلينه ويتركها وينصرف.

فتسمرت رنين واجمة فى مكانها تحاول أن تستوعب ما قاله لها تواْ.

كل ذلك وقد كان خالد يقف فى شرفة حجرة النوم يراقب ما يحدث وقد بدا على وجهه

القلق والخوف من نتيجه هذا الحوار. ويذهب ليلتقى برنين قائلاْ

رنين أرجوك لا تغضبين من أبى . فهو رجل طيب ويحبك ثقى بى ولكنه يحب عمله ولم يروق له تدخلك فى شئون الشركة هذا كل ما فى الأمر وأرجوكى أن قال لك أى شئ قد أغضبك سامحينه . فأنت زوجتى وحبيبتى وهو أبى لا أحب أن تتوتر العلاقة بينكما فلن أحتمل ذلك.

فتحاول رنين أن تتماسك أمام خالد وأن تتظاهر بأنه لم تشعر بالضيق من كلام شكرى إليها قائلة

خالد حبيبى والدك فى مقام أبى ومهما قال لن أغضب منه ويكفى أنه أبيك حتى أغفر إليه أى أساءة .

فيرمقها خالد بنظراته الحانية قائلاْ

رنين لا أريد أى شئ مهما حدث أن يعكر علينا صفو حياتنا . فأنا أحبك ومؤمن بكل ما تؤمنين به ولا أريدك أن تشكين لحظة واحدة فى ذلك.

فتبتسم رنين قائلة أعلم يا حبيبى كل ذلك ولا تقلق فلن يؤثر أى شئ مهما كان على حبى إليك وكما وعدتك من قبل سأظل أحبك حتى آخر قطرة فى عمرى . فحبنا حتى أقوى من الموت.

وفى المكتب يجلس خالد مع شوقى يتناقشان فى تفاصيل الصفقة الجديدة التى سوف تخوضها الشركة

فيتحدث خالد قائلاْ فى حماس

أتمنى أن ترسى علينا هذه الصفقة فهى هامة حقاْ فأذا فزنا بها فستغطى تكاليف خسارتنا فى الصفقة السابقة.

فيمط شوقى شفتيه قائلاْ فى ثقة

لا أطمئن فهى أصبحت ملكنا بالفعل.

فيندهش خالد متسائلاْ لما أنت متأكد هكذا . فنحن لم نسلم كراسة المناقصة بعد فمن أين لك بهذة الثقة؟

فيضع شوقى ساقاْ فوق الأخرى قائلاْ بثقة

لأنها أصبحت ملكنا بالفعل.

فتزداد دهشة خالد مردداْ أنا لا أفهمك ماذا تقصد بأنها أصبحت ملكنا بالفعل؟

فيرد عليه شوقى فى برود قائلاْ لا يهم أن تفهمنى فكل ما يهمك هو أن تكون الصفقة ملكك وأنا وظيفتى هنا أن أحقق لك ذلك ودوماْ كنت أنجح فى هذا الأمر.

أليس كذلك؟؟؟؟

فيحدق خالد فى وجهه بإستنكار متسائلاْ

أليس من حقى أن أعرف كيف تدار أعمالى!!!!

فيضحك شوقى تلك الضحكة التى تنم على خبثه ودهائه قائلاْ

هذا الأمر أكبر منك وخاصة الآن.

فيسأله خالد بترقب هل تقوم بأعمال غير قانونية؟ أتتبع أساليب ملتوية فى إدارة الشركة؟

فيضحك شوقى ساخراْ من خالد قائلاْ


فى عملنا هذا لا يوجد فرق بين القانونى واللا قانونى. فالمهم هو أن تحصل على ما تريد وأن تكون الفائز فى النهاية حتى تمتلك السوق بلا منازع. ودوماْ كنا ننجح فى ذلك.

فيرمقه خالد بنظرات إستنكار قائلاْ

أنا لا أحب أن تدار أعمالى بتلك الطريقة وذلك الأسلوب الرخيص فأنا أحب أن تكون أعمالى سليمة بعيدة عن تلك الألاعيب الملتوية فقد كانت رنين على حق عندما كانت تشك فى طريقتك فى إدارة الشركة .

فيضحك شوقى ساخراْ . وخالد ينظر إليه فى دهشة وهو لا يفهم ما الذى يضحكه هكذا ؟

متسائلاْ ما الذى يضحكك هكذا؟؟

فيقترب شوقى من خالد ويواجهه وجها لوجه قائلاْ له فى تحد

لولا تلك الأساليب ما كانت رنين هذة زوجتك الآن يا خالد بك...........

فيعقد خالد حاجبيه فى دهشة وترتسم على وجهه ملامح الأستنكار متسائلاْ

ما هذا الهراء الذى تقوله؟؟ ما علاقة زواجى برنين بهذا الأمر؟؟؟؟؟

فيرد عليه شوقى قائلاْ بصوته الخبيث أنسيت كيف كانت حالتك قبل أن تتزوج بها ؟؟؟؟

فقد قلت لى أنك على أستعداد لتفعل أى شئ فى سبيل زواجك منها وقد حققت لك رغبتك كما أعتدت دوماْ أن أفعل.

ولا تظهر لى الدهشة وجهلك بالأمر فقد قلت لك بأننى سوف أساعدك فى الزواح منها وأنه لو كان زوجها هو العقبة بينكما فلا تهتم به وأعتقد أن كلامى معك كان واضحاْ ومفهوماْ جيداْ ومعنى ذلك أنك شريك معى فى قتل عادل . ولك أن تتخيل ماذا سيكون شعور رنين عندما تعلم بأنك أنت قاتل عادل زوجها ولا تنسى مقولتلك لى بأنك على أستعداد لفعل أى شئ فى سبيل الزواج منها مهما كلفك الأمر . فالأفضل لك ألا تعبس معى وأن أبقى صديقك أفضل من أن أصبح عدواْ لك لأننى لا أستسلم بسهولة

ثم يرمقه بنظراته الخبيثة الكريهة من أسفل إلى أعلى ثم يضحك ضحكة مخيفة قائلاْ

أنك ما زلت صغيراْ على اللعب مع الكبار يا خالد .ثم يتركه ويغادر المكتب.

فيتسمر خالد فى مكانه مصدوماْ لا يصدق ما سمعه تواْ هل هو قاتل عادل؟ يا ألهى ما هذا الكابوس.

أنا لا أصدق عادل ...أنا...كيف؟ آهن لو علمت رنين بهذه الكارثة فسوف تنتهى حياتى . نعم فالموت عندى أهون من أن تعلم بأننى لى يد فى موت عادل. ثم يطلق صيحة حزينة حائرة وهو يحدث نفسه قائلاْ

ولكننى لم أقتله ولم أفكر يوماْ فى موته. إلا الموت ..إلا الموت. وكيف سأعيش بعد الآن بعد أن علمت بأننى كنت سبب فى موت أنسان برئ لم يكن له ذنب فى أننى أحببت رنين. يا ألهى أنا لا أصدق هذا الكابوس كيف سأواجه رنين وأنا حتى عاجزاْ عن مواجهة نفسى. آه لو علمت رنين بذلك سوف تكرهنى وتكره اليوم الذى قابلتنى فيه. ولكننى برئ نعم برئ يارب كن معى فأنت الوحيد الذى تعلم الحقيقة . ماهذا الجحيم الذى ألقانى فيه شوقى ؟؟؟؟

وينهار على مقعده وهو يكاد أن يفقد عقله الذى لايزال غير قادراْ على أستيعاب ما سمعه تواْ من شوقى وهو يفكر كيف ستكون حياته بعد أن علم الحقيقة ؟ ورنين كيف سيواجهها بعد الآن؟؟؟؟؟؟

ويعود خالد إلى القصر وهو مهموماْ حزيناْ يفكر فيما قاله شوقى متسائلاْ ما العمل لو علمت رنين بأننى أنا وراء مقتل زوجها ؟ أنها بلا شك سوف تحتقرنى ومهما كان حبها لى سينهار هذا الحب وستبقى دماء عادل عائقاْ أمام حبنا وستبنى سداْ بيننا . فلقد تساقطت الدماء على جسر الحب.

وتمر الأيام وخالد على حالته تلك حائر حزين مهموم . فلم يعد خالد المرح الهايم بالحب بل صار يتجنب لقاء رنين والتحدث معها . فهو يخشى أن ينهار أمامها فكلما كان يراها كان يرى صورة عادل تقف أمامهما وهو يصرخ فى وجهه ما ذنبى حتى تقتلنى ؟؟؟

فصار يتهرب من العودة إلى البيت ورؤية رنين فهو يخشى أن تلاحظ عليه شيئاْ وتقرأ فى عينيه ما يشغله وهو لن يحتمل نتيجة ذلك .

وعند منتصف الليل وحالة من السكون تخيم على المكان تقف رنين فى شرفتها لترى خالد يجلس مع نفسه فى حديقة القصر وقد بدا عليه الحزن ويخيم الوجوم على وجهه.

فتسأل نفسها فى قلق وحيرة قائلة

ما بك يا خالد ؟ ما الذى يشغلك عنى هكذا؟ وما سر تلك الحيرة التى أراها تسكن عينيك؟ فأنا على يقين من أنه يوجد ما تخفيه عنى . فعيناك تتهرب من ملاقاة عينى وكأنك تتهرب من الحديث معى . وأصبحت تتأخر بالساعات خارج المنزل وأنت الذى كنت من قبل لا تقدر على البعد عنى للحظة واحده. ترى ما هى حقيقة الأمر الذى تخفيه عنى يا خالد؟ آهن لو تخبرنى وتريحنى من هذه الحيرة قبل أن تفتك بى وتقودنى للجنون.

ويستمر الحال هكذا خالد يتجنب لقاء رنين . ورنين تسأل نفسها ماذا جد على خالد؟
ولكن يبقى سؤالها بلا إجابة فهى على يقين من أنه يوجد شئ يؤرق خالد فهو يكاد لا ينام فهى تشعر به وهو يتقلب فى فراشه طوال الليل وكأن هناك شيئاْ ما يكدره ويعذبه ولكن ما هو فلا تدرى .

فكم من مرة سألته ولكنه كان يتهرب من الإجابة عليها ويتحجج بأنه مرهق من العمل وضغطه عليه ولكنها بالطبع لا تصدق هذا المبرر الواهن.

فماذا تفعل وهى ترى الحاجز بينهما يعلى ويكبر؟ هل ستبقى واقفة فى مكانها تتفرج على حب عمرها وهو يختنق أمام عينيها؟ أم ما ذا تفعل ؟ وهل هى فى يديها حقاْ شيئاْ كى تفعله؟

آهن من تلك الحيرة . فهذا هو ما كانت تخشاه فسعادتها التى طالما حلمت بها وتمنتها هاهى مهددة بالضياع ولا بيديها أى شئ كى تفعله؟

ولكن هل ستستسلم رنين دون أن تعرف ما سر تغير خالد ؟ وما الذى


يشغله...............؟

ليست هناك تعليقات: