الاثنين، 12 أكتوبر 2009

الحلقة الحادية عشر من قصة المنزل الزجاجى


فوجئ يحيى عندما دخل شقته بأن كل شئ قد تغير وكأنها شقة أخرى مختلفة تماماْ عن شقته..... حتى الأثاث قد بدلته بأثاث آخر جديد

...أخذ يدور حول نفسه وهو لا يصدق مايراه فيصيح متسائلاْ بعتاب والغضب يسيطر عليه

ليه يا عبير ليه ..أحنا أتفقنا أنك حاتغيرى اللوحات والانتيكات ..مش حاتغيرى الشقه كلها

فتدافع عبير بشراسه قائلة

كان لازم اعمل كده عشان احس انها شقتى

فيرمقها بنظرات استنكار ويعاتبها بلهجة غلب عليها الضيق والحنق والغضب

ما قولتليش ليه انك حاتغيرى كل حاجه

لانى كنت عارفه ومتأكده انك مش حاتوافق

فيتملكه الغضب وهو يشعر بالسخط والضيق يعصران قلبه ويهز رأسه يميناْ ويساراْ وهو يحاول أن يسيطر على إنفعاله قائلاْ بحنق وصوت مستنكر مشوب بالمرارة

تقومى تحطينى تحت الامر الواقع..... ولا كأن ليه وجود او كيان او انك حتى تحترمى رغبتى

فتدافع عبير عن نفسها وهى تتجنب النظر اليه قائلة بثقة

انا اكلمت مع والدتك وهى اللى سمحت ليه بانى اعمل كل اللى انا عايزاه..وقالت ان دى اصبحت مملكتى انا... وانا اللى ليه حرية التصرف فيها والاهم انى احس بالراحه وأنا عايشه فيها.

وانا ماليش اى اعتبار عندك.... رأيى مش مهم ....قال ذلك بإستنكار

فتخرج عبير زفرة قصيره وبهدوء ترد عليه قائلة

ارجوك يا يحيى ما تكبرشى الموضوع اكبر من حجمه وخاصة فى ليلة دخلتنا ..أول ليله لينا مع بعض ..اللى المفروض انها تكون ليله سعيده مش نكد

فتلمع عين يحيى فجأة وكانه تذكر غرفة المكتب فهرول مسرعا نحوها ويفتحها ليجد غرفة النوم كما هى ولكنه لا يجد أى أثر لصور امل ولا الانتيكات واللوحات القديمه فيصيح متسائلا

فين صور امل؟

أتخلصت منها

ايه بتقولى ايه؟

اعتقد ان من حقى انى احافظ على حياتى معاك واول شئ كان لازم اعمله هو انى اتخلص من اى شئ يفكرك بامل

فين الصور يا عبير ؟

مش حاقولك لانك لازم تنساها عشان نقدر نعيش حياتنا مع بعض وتنجح

فهنا يتملك الغضب من يحيى ويقترب منها وقد بدا لها وكأنه على وشك ضربها وبصوت تغلب عليه الغضب والانفعال يعيد عليها السؤال قائلاْ


مش حاكرر سؤالى ثانى ياعبير وإلا حاخرج من هنا ومش هرجع ثانى ...فين صور أمل؟؟

فتخرج زفرة غاضبه وبصوت المغلوب على أمره تجيبه

فوق السطح هتلاقيهم فى كرتونه كبيره ومعاها بقية الكراكيب بتاعتها ..

ثم تشير إليه بسبابتها قائلة فى حسم وتهديد

بس يكون فى علمك أنا مش حاسمح بالصور دى أنها تدخل بيتى مره ثانيه ..ويا أنا لا هى فى البيت .

ولكن يحيى لايعير لتهديدها اى اهتمام ويتركها ويهرول مسرعا نحو باب الشقة ويفتحه ويصعد درجات السلم

ويصل إللى السطح وهو يبحث عن تلك الكرتونه بنهم وشوق كالطفل الصغير الذى ضل طريقه وأخذ يبحث عن أهله وسط الزحام.....

وما ان يرى الكرتونه الكبيره يقترب منها والدموع تترقرق بعينيه وهو لا يصدق ما يراه فآخر شئ كان يتوقعه أن يرى ذكرياته مع أمل ملقاه وسط الكراكيب والقمامة ومغطاه بالأتربه

...شعر بالمهانه والألم وهو يقترب منها بخطوات بطيئه أليمه ويركع أمامها وينهار باكيا وهو يعتذر

أمل أنا آسف سامحينى ..لو كنت أعرف أنها حاتعمل كده ماكنتش ابدا سمحت ليها ..حبيبتى أنا آسف... آسف ويحمل صورها ويضمهم إلى صدره ويخرج صيحة عميقه نابعة من أعماق قلبه الحزين قائلاْ

آآآه ......حتى ذكرياتى عايزين يحرمونى منها ....أيه القسوة دى كلها

وبعد فترة ليست بالقصيره قام بحمل الصور وألبوم الذكريات الخاص بهما وعاد إلى شقته مرة أخرى

ليجد عبير فى انتظاره فما ان تراه يحمل الصور حتى تعقد ذراعيها امام صدرها وتحدق به بنظرات ضيق وغضب قائلة فى تحدى

الصور دى مش حاتدخل بيتى يايحيى

انا آسف يا عبير انا نفذت ليكى كل شئ طلبتيه لكن المرادى أنا آسف مش حاقدر انفذ طلبك .

فترمقه عبير بنظرات غضب وتصر قائلة بتحد

وانا مصممه

فيرد عليها بكل هدوء

براحتك تقدرى تصممى زى ما انت عايزه وانا كمان مصر وحاحتفظ بالصور سواء كنت موافقه أو معترضه.

كظت على اسنانها فى غضب وهزت رأسها قائلة

اعتقد حايكون بينا كلام ثانى قدام مامتى ومامتك بكره ..و انا هنمام لوحدى فى غرفة النوم ونام انت بقى مع الصور فى غرفة المكتب بتاعتك ..وخلى الصور تنفعك

وتركته ودخلت غرفة النوم واغلقت الباب خلفها بقوة

لم يهتم يحيى وأحتضن بقوة الصور كما تحتضن الام الحنون رضيعها لتحميه من برد الشتاء بدفئ مشاعرها وخوفها عليه.

دخل غرفة المكتب وهو يحمل بين يديه الصور ويضعها على فراشه ويجلس بجوارها وهو ينظر إلى صور امل قائلاْ بحماسة وكأنه يبث القوة والعزيمه بنفسه ليستطيع المقاومة و الأصرار

مش حاسمح ليهم انهم يفرقوا بينا ..مش حاسمح ليهم أنهم يحرمونى من اجمل شئ فى حياتى ...مش حاسمح ليهم أنهم يتحكموا فى حياتى أكثر من كده .

.أنا نفذت ليهم كل إللى طلبوه منى ومن حقى أنى أحافظ على الشئ الوحيد اللى بيصبرنى على الحياه وهو ذكرياتى معاك يا اجمل واعظم حب فى حياتى .

فما أنا من بعدك إلا بقايا انسان تاهت منه الأمانى .

بعد أن عاد عمر فى المساء من المكتب الهندسى الذى يعمل به ..دخل مسرعاْ الى غرفته ومنها الى الشرفه ..أخذ يتنحنح ويطلق صفيرا كى تسمعه ياسمين وتخرج هى الاخرى إلى الشرفه

انتظر قليلاْ ولكن بلا فائده ..شعر باليأس وخيبة الأمل فقد أعتاد على رؤيتها كل يوم ...كم تمنى أن يراها....يرى إبتسامتها الجميله وتكون آخر وجه جميل يستمتع برؤيته قبل أن يستسلم إلى النوم..

. فقد تعلق بها بدرجة لم يكن يتخيل أنها ستحدث له يوما ما .....ولكنها حدثت .

حتى فجأه يضاء مصباح غرفتها..شعر بقلبه يحفق وكأن هذا النور قد أضاء قلبه وليس غرفتها وأخذ ينتظر بلهفة رؤيتها

خرجت بعد دقائق قليلة الى الشرفه وما أن رأته حتى إبتسمت تلك الابتسامه التى تذيبه وتشعره بأنه صار ملكا لها

تأملها للحظات وقلبه يصرخ أشعر وكأننى أحبك ..فإن لم يكن ما أشعر به الآن هو الحب ..فما هو الحب إذن؟؟؟

نظرت إليه وهى تبتسم قائلة بصوت رقيق مشوب بالخجل

مساء الخير يا بشمهندس عمر

تنهد وعينيه تتأملها بنظرات باسمة وأجابها

مساء الخير يا ياسمين

ساد الصمت بينهما قليلاْ والابتسامة البريئة الصافية تنر وجوههما

نظرت إلى السماء وتأملتها قائلة بصوت هامس وكأنها تحدث نفسها

الليله السماء فيها صافيه ونسمات الليل منعشه ..ثم نظرت إليه قائلة

أنا بحب الجو ده قوى

هز رأسه مؤكدا على كلامها وهو ينظر الى السماء

فعلاْ الجو رائع ونسمات الليل منعشه وصافيه ..أحنا حولينا كثير جمال ما بنحسش بيه لبساطته مع أننا لو أدركنا جماله لأنبهرنا بيه.

..ثم نظر اليها وأحاطها بنظراته الصارخة بإعجابه بها وأستطرد قائلاْ

.بس أكيد بنحس بالجمال أكثر لما نكون مع ناس بنحبهم أو على الاقل بنرتاح لما بنكون معاهم

أحمر وجهها خحلاْ وتهربت من ملاقاة عينيه والابتسامه الخجله تنر وجهها مما زادها وسامه فى عينيه وساد بينهما فتره قصيرة من الصمت مرة أخرى ثم رفعت رأسها ونظرت إليه متسائلة

عجبتك ام على ؟؟؟

تحفه ..من حلاوتها أكلت الطبق كله لوحدى

فإبتسمت قائلة

بالهنا والشفا..أنا عامله النهارده صنية بسبوسه ..أنا بعملها حلو قوى .. بشهاده كل اللى بيذوقها ..ياريت تقابلنى عند باب الشقه عشان تذوقها وتقولى رأيك

فيسألها عمر فى خبث

يهمك رأيى ؟؟

فيزداد شعورها بالخجل وتنكس رأسها لتتهرب من ملاقاة عينيه وتصمت دون أن تجاوبه

ساد الصمت بينهما مرة أخرى تبادلا النظرات والابتسامات البريئه الصارخة بالاعجاب ..كانت نظراتهما تقول كل شئ وتعبر عما يريد أن يبوح به القلب

..تأكد عمر فى تلك اللحظه أنه حقاْ يحبها وإلا ما معنى هذا الشعور الذيذ الذى يجتاحه ويشعره بسعاده غريبه لم يشعر بها من قبل ...رجفه منعشه تسرى بجسده كلما نظر فى عينيها..

..قلبه الذى يشعر وكأنه يسقط من بين ضلوعه كلما سمع صوتها ....تمنى لو صرح لها الآن بما يشعر به ولكن طبيعته الخجله منعته من أن يفعل

..فضل الصمت حتى يتأكد من حقيقة شعورها نحوه أولاْ حتى لا يصدم ويفقدها إلى الأبد. فيحرم من هذه المشاعر الجميله التى أعادته إلى الحياه وكأنه خلق من جديد
.
نظرت اليه متسائلة

ممكن اسألك سؤال شاغلنى ؟

فيجيبها بلا تردد

طبعا ممكن

فتفكر للحظات وقد بدا عليها التردد..فيدرك عمر ذلك فيؤكد عليها مرة أخرى

أنا مستنى السؤال وأوعدك بالاجابه

فتتسع إبتسامتها وتنظر اليه متسائلة

انت ليه ما اتجوزتش لحد دلوقتى ؟.. انت شاب وبتشتغل وابن ناس ومحترم وذوق ..فيك كل المواصفات إللى تحلم بيها اى بنت ..وتخليها سعيده لأنها حاترتبط بيك

فيصمت عمر ويتغير لون وجهه ..فتشعر ياسمين بالحرج وتعتذر قائلة

أنا آسفه ..أنا يظهر تجاوزت حدودى

لاه ابداْ أنا سعيد انك سألتى السؤال ده عشان يهمنى أنك تعرفى الاجابه عليه

...ويأخذ نفسا عميقا وقد بدا عليه التأثر ويجيبها قائلاْ بصوت يغلب عليه المرارة والشعور بخيبة الأمل

الحقيقه حاولت انى ارتبط مرتين فى حياتى بس فشلت فى المرتين.....أول مره كانت بعد التخرج أتقدمت لواحده كانت زميلتى فى الشغل كان بينا إستلطاف وقبول وتوافق فى الناحيه الاجتماعيه والثقافيه

..بس للأسف والدها طلب منى طلبات أكبر من قدراتى الماديه ....حسيت ساعتها بحرج شديد ..كان إحساس صعب عليه وقررت بعدها أنى مش أكرر التجربه إلا لما أستعد اكثرمن الناحيه الماديه ..عشان أجنب نفسى أنى أتعرض لنفس التجربه المحرجه...

وبالفعل بعدها بخمس سنوات... اتقدمت لزميله ثانيه ليه فى العمل... ..لكن للأسف تكررت نفس التجربه ووالدها طلب حاجات أكبر من امكانياتى

..وأكتشف انى كل ما بنتظر كل ما الطلبات بتغلى والأسعار بتزيد بمعدل أكبر بكثير من إللى أنا بقدر أدخره .. .

.فقررت انى اريح نفسى وأنسى موضوع الأرتباط والزواج
عشان أوفر على نفسى الاحراج

فنظرت إليه ياسمين بتأثر وقد بدا عليها التعاطف معه قائلة بلهجة غلب عليها الصدق

هما إللى خسرانين ...أنت إللى زيك المفروض الاهل يرحبوا بيه ويفرحوا لانه حايكون زوج لبنتهم... يصونها ويراعيها ...

فيحدق بها عمر غير مصدقاْ ويسألها بصوت مشوب بالأمل والشك فى أن يصدق ..يخشى أن تكون مجامله رقيقة منها أكثر من أن يكون حقاْ رأيها.

ده حقيقى رأيك؟؟

فأكدت له بحماسه

دى حقيقه .انا اتخطبت اكثر من مره قبل كده وصدقنى من خبرتى مع الرجاله مش من السهل انك تقابل رجل بمعنى الكلمه

فيفاجأ عمر ويعقد حاجبيه فى دهشة وإستغراب مردداْ

معقوله اتخطبتى اكثر من مره

فتهز ياسمين رأسها مؤكده

اتخطبت تقريبا ثلاث مرات ..بابا أصلا مؤمن بمقوله زواج البنات ستره فلما بيتقدم أى شخص ومن وجهة نظره بيكون شايفه مناسب ليه ... بيفرح جداْ وبيصمم انى اوافق حتى لو كنت معترضه على حاجات معينه فى العريس

..وماما تقولى ( يا بنتى يا حبيبتى مافيش حد خالى من العيوب ) وطبعا بستسلم وبوافق بس بعد مابتم الخطبه بكتشف عيوب اكثر مابقدرشى انى اتحملها بصمم على فسخ الخطوبه وما بيحصلشى نصيب .

وبدافع الفضول يسألها عمر

وياترى أيه كانت عيوبهم؟

فتصيح ياسمين قائلة بلهجة ساخره

لاه دنا ممكن أعمل كتاب اسمه( صدق أو تصدق ) هو أنا شوفت شويه .....عموماْ بإختصار

اول واحد كان غيور جدا لدرجه كانت تخوف ..كان بيغير عليه حتى من اخويا الصغير ولما كنا بنتعشى فى مطعم أو ندخل محل نشترى حاجه وحد بصلى يروح يتخانق معاه وممكن يطور الموضوع للضرب

...وفى الآخر قالى ان بعد الزواج مش حايكون فى خروج خالص لو حدى.... بصراحه خوفت منه وما أقدرتش أنى أستحمل غيرته وفسخت الخطوبه.

اما الثانى كان العكس تماما منفتح جدا فى الأول فرحت قولت الحمد لله رجل طبيعى بس للاسف اكتشفت أن ليه علاقات مع بنات غيرى كثير حتى بعد الخطوبه

... وأنه ضعيف جدا قدام الجنس الناعم ولما واجهته أعترف ووعدنى أنه حايحاول أنه يبطل ..بس طبعا على رأيى المثل ( إللى فيه داء لا يمكن يغيره )

والثالث بقى كان حكايه لوحده بخيل جدا بطريقه فظيعه.... طبعا ولا مره دخل علينا وهو فى معاه حاجه والمره الوحيده إللى خرجنى فيها ....قعدنا نلف على رجلينا لمده ثلاث ساعات من غير حتى ما نقعد فى أى مكان نشرب حاجه

..ولما حسيت أنى تعبت وطلبت انى اشرب حاجه ساقعه وشه اتغير وكان هيروح فيها .. طبعا حصل إللى قبله .

ومن بعدها بطلت انى اشوف أى عريس وأتعقدت وفقدت الثقه أن ممكن اقابل الشخص اللى يخلينى اغير موقفى

...وقولت لنفسى الجمال هو جمال الحظ مش الشكل ..انا ربنا منحنى الجمال بس للاسف حظى قليل

رمقها عمر بنظراته المعجبه قائلاْ فى ثناء

انت تستحقى احسن شاب فى الدنيا

فأتسعت إبتسامتها ونظرت إليه قائلة بصوتها الرقيق

وانت تستحق احسن بنت فى الدنيا.

تبادلا النظرات مرة اخرى ثم ابتسمت ياسمين قائلة

ايه رايك تحب نتقابل عند باب الشقه عشان تذوق البسبوسه

فيهز عمر رأسه مؤكداْ

طبعا لانى واثق من انها حاتكون احلى بسبوسه هذوقها فى حياتى .

بينما كانت أميره فى الجامعه فى طريقها إلى مكتب دكتور محسن تناقشه فى النتائج التى وصلت اليها فى بحثها حتى تقابل دكتور مايكل فما ان يراها حتى يرحب بها صائحاْ

كليوباترا

فتندهش اميره وتبتسم مردده

كليوباترا ..اشمعنى

لانك بتفكرينى بقوة شخصيتها..

ياريت أتمنى طبعا أنى أكون فى نفس قوة شخصيتها.. بس أكيد أتمنى أن نهايتى مش تكون زى نهايتها المؤلمه.

ياعزيزتى الانسان هو اللى بيختار نهايته ..وكليوباترا هى اللى اختارت نهايتها واكيد كانت مقتنعه بانها انسب نهايه لحياتها

فتومأ أميره برأسها موافقه على كلامه

وجهة نظر تستحق التفكير

تقبلى دعوتى على العشاء الليله..الحقيقه عندى فضول أنى أكمل الحوار معاكى

تفاجأ اميره بدعوته وتفكر قليلا ثم تومأ برأسها موافقة

مافيش مانع

أتوقع أنه حايكون عشاء رائع وأنى حاستمتع بالحوار مع كليوباترا

فأتسعت إبتسامتها وأبدت سعادتها بهذا الإطراء

نظر مايكل فى ساعة يده وصاح قائلاْ

عندى اجتماع هام مع بعض الطلبه فى مكتبى ... لا تنسى موعدنا الليله يا كليوباترا

فتهز أميره رأسها مؤكده

أكيد

وتقف تراقبه وهو يخترق طريقه نحو مكتبه ..كانت نظراتها تكشف إعجابها وإنبهارها بشخصيته ..ثم شقت طريقها هى الأخرى نحو مكتب دكتور محسن.


فى الصباح الباكر انعقدت جلسه يرأسها والدة يحيى وحماته وبالطبع عبير يتناقشون معه فى امر احتفاظه بصور امل وما حدث بينه وبين عبير فى ليلة دخلتهما.

دافع يحيى عن حقه فى الاحتفاظ بالصور...وعن غضبه لما فعلته عبير دون أن تستشيره ولكن والدته أعترضت ورحبت ودافعت عن حق عبير فيما فعلت.

...حاول يحيى المعارضه ولكنه لم يجد إستجابه من أحد ...شعر بالعجز وخيبة الأمل لم يحتمل وغادر الشقة وهو يشعر بالسخط والغضب

ذهب إلى مكتبه وألقى بجسده على مقعده وهو يشعر بحمل ثقيل من الكآبه والهم على كتفه...

فيسلم رأسه بين راحتيه وهو يفكر كيف يتصرف وماذا يفعل؟؟

دخل عليه حاتم المكتب صائحاْ

معقوله دا كلام عم عبده بجد...أنا ماصدقتش لما قال أنك فى مكتبك...هو فى عريس فى الدنيا يروح مكتبه فى صباحيته.

فيرفع يحيى رأسه وقد بدا على ملامحه التعب والأرهاق ويرد عليه قائلاْ بصوت مهموم

مكتبى أصبح المكان الوحيد الخاص بيه وإللى ممكن أحس بوجودى و نفسى فيه من غير ما حد يتحكم ويسيطر عليه.

فعقد حاتم حاجبيه فى دهشة وهو لا يفهم عن أى شئ يتحدث يحيى ويجلس فى المقعد المواجه له متسائلاْ

مالك يا يحيى حصل أيه يخليك مضايق ومهموم بالشكل ده؟

فيأخذ يحيى نفساْ عميقاْ مهموماْ ويرد عليه بنبره بائسه

حصل أنى حاسس بأصعب إحساس ممكن يحس بيه الانسان ...إحساس بشع ...مؤلم...مر..إحساس بالعجز والخداع وأنك مغلوب على أمرك

...حاسس بالمهانه وأنى مش قادر أحافظ على أبسط حق من حقوقى ...حاسس بالسخط والغضب على كل إللى حوليه ..وحاسس بالعجز أنى مش قادر أعمل حاجه

ممكن تهدأ ...وينهض ويرفع سماعة التليفون ويطلب كوب من عصير الليمون البارد إليه ثم يقترب منه مرة أخرى وهو يشعر بالتأثر والضيق من أجله قائلاْ

أنا عارف أن الموضوع يخص الخلاف إللى حصل بينك وبين عبير بخصوص صور أمل

..والدتك أتصلت بيه كانت قلقانه عليك وكانت فاكره أنك معايا وحكت ليه إللى حصل.

فيهز يحيى رأسه نافياْ

مش أمل يا حاتم ...الموضوع أكبر من أنى عايز أحتفظ بمجرد صور ...أمل عايشه جوايا ..الصور مش هى الشئ إللى هيخلينى أحتفظ بذكراها

....الموضوع أنى حاسس أنى أنخدعت فى إنسانه المفروض أنها أصبحت زوجتى ....وأنى مضطر أنى أعيش معاها ...يا حانم أنا مش منافق ولا بعرف أخدع أو أغش ...أنا أهم حاجه فى حياتى الوضوح ...وللأسف عبير خدعتنى .....أنا مصدوم فيها وفى الطريقه إللى أتبعتها معايا .

فيخرج حاتم زفرة قصيره ويومأ برأسه قائلاْ

أنا طبعا مش بدافع عنها بس يا يحيى خلينا واقعيين ..مافيش أى ست أو رجل يقبل أن يكون فى شخص آخر فى حياة الأنسان المرتبط بيه ...

فيصيح يحيى فى سخط

وافقت ليه من الأول ..ليه خدعتنى وقالت أنها موافقه ومرحبه وسعيده أنى لسه مخلص لحبى لأمل ...ليه مش أكلمت معايا بوضوح ..ليه أستخدمت أسلوب الخداع
..
.يا حاتم أنا لما أكلمت معاها حسيت أن ممكن يكون فى أمل أنى حاكون سعيد فى حياتى معاها ...حسيت أنها متفهمه كل حاجه وحاتقدر أنها تساعدنى أنى ممكن أحبها ...

وده كان السبب الرئيسى إللى حفزنى أنى أكمل موضوع الأرتباط ...بس إللى عملته معايا بالطريقه المهينه دى ....خلتنى أفقد أى أمل أن ممكن الحياة تستمر بينا .

فينظر إليه حاتم متسائلاْ

ناوى تعمل أيه؟

فيصيح يحيى بصوت يغلب عليه الحيره والمرارة والشعور بالعجز قائلاْ

مش عارف ...بس كل إللى أنا واثق منه ..أنى مش قادر أغفر ليها الأسلوب والطريقه إللى أتعاملت بيها معايا ...

مش قادر أتقبل فكرة أنى ممكن أعيش مع إنسانه خدعتنى ......فاهمنى يا حاتم ؟؟

نظر إليه حاتم فى حيره قائلاْ

أنت معاك حق طبعاْ ..بس يا يحيى أنت أخترت أنك تستسلم من البدايه ...كمل لحد الآخر ...عيش زى ما بقية الناس عايشه

سبق وقولتلك أن ماحدش بيكون راضى عن حياته مهما كانت ....أنت أتجوزت من عبير عشان ترضى والدتك ..خلاص عملت إللى عليك وكملت الوجهه الاجتماعيه ...
كمل إللى عملته وعيش حياتك بعد كده زى ما أنت عايز

ويستطرد قائلاْ

عايز تحتفظ بصور أمل ...أحتفظ بيها فى مكان خاص بيك مش لازم يكون البيت ..ممكن هنا فى المكتب ..أو فى أى مكان ثانى ...المهم أنك تعيش حياتك زى ما أنت عايز وفى نفس الوقت ترضى إللى حوليك

فينظر إليه يحيى قائلاْ بلهجة مشوبه بالمرارة

وأكون نسخه ثانيه منك

فيحدق به حاتم للحظات وقد بدا عليه التأثر ثم يرد عليه قائلاْ بثقه

حاتكون نسخه ثانيه من ملايين عايشين كده.

فلا يملك يحيى غير الصمت وهو بداخله يرفض تلك الحياه وهذا الأسلوب



حول مائدة الطعام ألتفت الاسره يوم الجمعه لتناول طعام الغذاء ..نظر رأفت إلى رجاء قائلاْ وهو يقطع بالسكين قطعة اللحم التى أمامه فى طبقة

فؤاد أتصل من ساعه وطلب منى أنه يزورنا بعد المغرب عشان يقرأ الفاتحه

فتفاجأ رجاء وتنظر إلى والدها فى دهشة قائلة

بالسرعه دى !!!

الرجل مستعجل عشان يلحق يخلص اجراءات سفرك معاه

بس يا بابا أنا ما أعرفشى عنه أى حاجه ..وهو كمان أنا واثقه أنه ما يعرفشى عنى أى حاجه

أيه الكلام الغريب اللى بتقوليه ده ..ما يعرفشى عنك أى حاجه أزاى ..طبعا عارف كل حاجه وأحنا كمان نعرف عنه كل حاجه

يا بابا أحنا نعرف عنه الحاجات الماديه بس ..يعنى وظيفته وعيلته بس هو شخصيا ...أنا ما أعرفشى عنه أى حاجه

وعايزه تعرفى عنه أيه إن شاء الله ....قال رأفت ذلك بلهجة ساخره

يعنى من حقى أنى أتعرف عليه أكثر ونكلم مع بعض عشان نتعرف ..هو يفهمنى وأنا أفهمه وأعرف طريقة تفكيره ..مميزاته ..عيوبه ..أحلامه طموحاته ..دا المرتين إللى زارنا فيهم ما أكلمشى معايا كلمتين على بعض .

.كل كلامه إما مع حضرتك أو مع ماما وعمر وهانى وقليل جدا معايا ولا كأنى أنا العروسه... يبقى أزاى نقرأ الفاتحه !!!

فتمط جدتها شفتيها وتتدخل فى الحديث قائلة

يا عينى علينا كنا زمان بنتجوز من غير حتى ما نشوف شكل العريس ..الواحده مننا كانت بتسمع الزغاريد فى البيت

فتسأل هو فى أيه ..تعرف أن كتب كتابها أتكتب ...أما اليومين دول قال أيه لازم البنت تقعد مع عريسها وتكلم معاه ..وتوافق أو ترفض... .بنات آخر زمن.

فيصيح هانى

ياه أنت قديمه قوى يا نينه دلوقتى البنت هى إللى بترسم على الولد وكمان هى إللى بتروح تكلمه وقريب كمان هى إللى حاتروح تخطبه من أهله.

فتمط شفتيها قائلة وهى تنظر إلى عمر بنظرات ذات معنى

آه أنت حاتقولى ...بيعملوا أم على وبسبوسه والله أعلم بكره حايعملوا أيه ثانى .

فيتجاهل عمر تلميحاتها ويستمر فى تناول طعامه دون النظر إليها

فتنظر فريده إلى رأفت قائلة

رجاء عندها حق يا رأفت ..من حقها أنها تكلم معاه وتتعرف عليه أكثر ..دا حايكون زوجها ..أنا مش شايفه أى داعى للأستعجال.

فيترك رأفت الشوكه تقع من يده لتحدث صوتاْ عالياْ عند إرتطامها بالطبق ويصيح فى عصبيه وغضب معترضا عما يقال

أنا مش فاهم أيه لازمته الدلع ده ..الرجل عريس ممتاز ..مهندس ومقتدر وجاهز للزواج وقال أنه مش محتاج منا أى حاجه وأن شقته فى السعوديه جاهزه من كله وعنده شقة تمليك فى مدينة نصر ثمنها حاليا لا يقل عن نصف مليون جنيه

.. وجاهز لكل طلباتنا وسعيد وفرحان لأنه هيناسبنا ... وأتصل وطلب أنه يقرأ الفاتحه ..عايزينى أقوله أيه ..لا معلشى بلاش نقرأ الفاتحه أصل العروسه لسه مش مقتنعه بيك

..وبعدين دى قراية فاتحه مش كتب كتاب ..الرجل عايز يدخل البيت بطريقه رسميه ..يعنى جاد فى موضوع الارتباط مش زى ما بنسمع عن قصص شباب كثير بتدخل البيوت بغرض تسلية الوقت ...عايزين أيه ثانى ولا هو دلع وخلاص .

أنا عارف يا بابا هو حد أصلاْ لاقى عرسان اليومين دول ..قال هانى ذلك ثم نظر إلى رجاء وأستطرد قائلاْ

يا بنتى دول شاحين من السوق وبعدين شقة تمليك وعربيه ومهندس ..نصيحه من أخوكى إللى عايز مصلحتك أمسكى فيه بأديكى وسنانك قبل ما يطير منك وواحده ثانيه ترسم عليه

فلا يروق لعمر كلام هانى فيرمقه بنظرات مستنكره وينظر إلى رجاء قائلاْ

من حقك يا رجاء أن تكلمى معاه مره وأثنين وثلاثه قبل ما توافقى على الأرتباط بيه ..دى حياتك أنت وأنت لوحدك إللى هتعيشيها وأنت المسئوله عنها

..الزواج مش شقه وعربيه ووظيفه ..الزواج عشره مع شخص من حقك أنك تكونى مرتاحه ليه وفى توافق بينكم فى الشخصيه والميول والأفكار ..عشان يكون زواج ناجح ومستقر.

مما يثير ضيق رأفت فيثور عليه بغضب قائلاْ

بدل ما تعقلها ..ماهى لو كانت أختك شقيقتك ما كنتش قولتلها كده وأهتميت بمصلحتها

فيفاجأ عمر بأتهامه هذا فيدافع عن نفسه قائلاْ

رجاء اختى يهمنى سعادتها ومصلحتها وعمرى ما فكرت أنها مش اختى شقيقتى ..بالعكس رجاء أقرب واحده ليه فى البيت ده وهى عارفه كده كويس

فيهب رأفت واقفاْ قائلاْ فى حده

آخر كلام عندى ...فؤاد عريس ممتاز وأنا مش مستعد أنى أضيعه عشان دلعكم ده ..النهاردة حانقرأ الفاتحه زى ما هو طلب وبعد كده حايكون قدامك وقت تقعدى معاه زى ما أنتى عايزه ...

بس يكون فى علمك عشان تكونى عارفه أنا مقتنع بيه وشايف أنه زوج مناسب ليكى جدا وأنا هنا الوحيد إللى أحدد أيه هو المناسب ..أنا رجل البيت وأدرى واحد بمصلحة كل اللى فيه....

وفى المساء وقفت رجاء فى المطبخ تعد فنجان القهوة لعريسها كما طلبت منها والدتها ..دخل عليها عمر ونظر إليها قائلاْ

والدك عايزك عشان تكونى موجوده وهما بيقروا الفاتحه

فهزت رجاء رأسها وقالت بنبرة سخريه مشوبه بحسره

طب والله كويس أنهم سمحوا ليه أنى أكون موجوده وهما بيقروا فاتحتى

فأقترب منها عمر ووضع يديه على كتفيها ونظر فى عينيها قائلاْ

رجاء أنت أكيد عارفه ومتأكده أنى بحبك ويهمنى مصلحتك وأنى اتمنى دايما انى أشوفك سعيده

فهزت رجاء رأسها مؤكده وبصوت هادئ قالت

أكيد متأكده من حبك ليه يا عمر ...بالعكس أنا حاسه أنك الشخص الوحيد فى البيت ده اللى حاسس بيه...

عشان كده يهمنى رأيك ..أنا حاسه أنى تايهه مش قادره آخذ قرار بخصوص فؤاد ..أنت رأيك فيه أيه ؟

أنا لحد دلوقتى ماعنديش أى أعتراض على شخص فؤاد بس أنا مش مهم ولا رأيى أى حد منا مهم ..الأهم هو رأيك أنت ...

فهزت رأسها فى حيرة قائلة

مش قادره أحدد ...حاسه أن الفرحه جوايا مطفيه ...وفى نفس الوقت مش قادره أرفض لأنى مش عارفه أرفضه ليه وفى نفس الوقت أوافق عليه ليه

...أنا ما أعرفشى أى حاجه عنه ..وهو كمان مش بيحاول أنه يعرفنى أكثر ..وده إللى ممكن محيرنى .

فيخرج عمر تنهيده عميقه ويهز رأسه فى حيره قائلاْ

أحتمال يكون أنه منتظر لما يكون فى أرتباط رسمى بينكم عشان يكلم معاكى بحريه ...التفسير ده ملائم أكثر لشخصيته ومن الواضح أنه شخص متدين ومتعمق فى الدين

....لكن عموما النهارده حاحاول أتكلم معاه فى مواضيع مختلفه ومن خلال مناقشته معايا نحاول نتعرف عليه وعلى طريقة تفكيره

..وبعد قراية الفاتحه أعتقد أنه حايكلم معاكى أكثر وحايكون عندك فرصه أنك تتعرفى عليه وتفهميه ..لكن لو فى أى وقت حسيتى انه مش مناسب ليكى أوعدك أنى حاقف جمبك ومش حتخلى عنك .

فشعرت رجاء بالراحه وأبتسمت قائلة

ربنا يخليك ليه يا عمر .


بعد أن عاد يحيى من مكتبه بالجريدة التى يعمل بها دخل إلى غرفة مكتبه بشقته دون أن يتحدث مع عبير ..

.جلس على مكتبه وقد بدا على ملامحه الالم والحزن العميق يشعر بالسخط على عبير وانها وضعته تحت الامر الواقع ...شعر بعجزه وغضبه المكبوت يكاد ان ينفجر بداخله ..أخرج من جيبه محفظته وسحب منها صورة أمل وأخذ يتأملها بعينيه الحزينه

فتحت عبير باب الغرفه برفق ووقفت تتأمله فى صمت وقد بدا على ملامحها التردد وكأنها تبحث عن الطريقه والكلمات المناسبه لتبدأ حديثها معه.

فتقترب منه بترقب وهدوء وعينيها على صورة أمل التى غاص يحيى بخياله معها لدرجة جعلته لايشعر بوجودها معه فى الغرفة ..تغلبت على ضيقها وأقتربت منه

وهمست فى أذنيه قائلة بصوت ناعم

حبيبيى قاعد لوحده ليه وسايبنى

فيتنبه يحيى لوجودها وينظر إليها بنظرة جامده وتحولت بعض ذلك إلى نظرة ضيق ونفور منها قائلاْ بلهجة تحمل الاستنكار

حبيبك

فتؤكد قائلة فى حماسه

طبعا حبيبى ...ثم رمقته بنظرة عتاب قائلة بدلال

عندك شك انك حبيبيى

فيخرج تنهيده عميقه وينظر اليها قائلاْ

انا مش حاقدر اخدعك ياعبير ولا أكذب عليكى ...أنا فعلا زعلان وحاسس بغضب ولولا انى مش انفعالى بطبيعتى ..كان اكيد رد فعلى على اللى عملتيه كان حايكون غير كده

هو انا عملت ايه بس يا حبيبى ....منا عملت كل ده عشان بحبك

فيرمقها بنظرات شك

فتؤكد قائلة

طبعا بحبك ..اى انسان فى الدنيا لما بيحب بجد بيغير على حبيبه ..وانا حبيتك قوى ومن حقى انى احافظ على حياتنا مع بعض واحميها من اى خطر ممكن انه يدمرها وينهى علاقتنا قبل ما تبدأ



ثم تفكر قليلاْ وتستطرد قائله بصوت مقنع غلب عليه الصدق

..كان لازم اتخلص من اى شئ بيفكرك بالماضى ...عشان تقدر تعيش الحاضر وتحس بيه وتحس بحبى ليك...يايحيى اى ست فى الدنيا بتنجرح لما تحس ان زوجها بيفكر فى واحده ثانيه ...حتى لو كانت انسانه ميته مالهاش وجود فى الدنيا

..بس ليها وجود فى عقل وقلب زوجها ...وانا ست زى اى ست بحس وبتألم وبغير ..ومش عيب ابدا انى اعترفلك بحبى ليك

...انا عارفه ومتاكده انك زعلان منى عشان اتخلصت من كل شئ بيفكرك بيها ..بس عندى امل انك حاتغفرليه لما تعرف وتتاكد انى عملت كده عشان بحبك وعايزه حياتنا تنجح وتحبنى زى ما انا بحبك

بدا تأثير كلامها واضحا على يحيى ..فخفت حدته وغابت عنه النظره الغاضبه ونظر إليها معاتباْ

بس يا عبير سبق واكلمت معاكى فى الموضوع ده قبل ارتباطنا واعترفتلك انى لسه بحب امل ومااعتقدشى ان ممكن حبها يموت جوايا فى يوم من الايام

وانتى رحبتى بالحب ده وأن السبب الرئيسى اللى مخليكى موافقه على الارتباط بيه هو اخلاصى لحبها حتى بعد ما ماتت..راح فين كلامك ده ؟؟

فعلا انا كنت صادقه معاك بس ماقدرتش ..حاولت صدقنى وماقدرتش ..اول مادخلت الشقه حسيت بيها فى كل ركن فى البيت بتتحدانى وبتقولى انها هى سيدة البيت مش انا ..

.مااقدرشى انكر انى حسيت بالغيره وهى إللى خلتنى أتصرف كده.

انا اسفه يا يحيى إن كنت سببت ليك اى ألم.... بس انا ألمى كان اكبر لما حسيت انى ماليش وجود فى بيتى

لانها مسيطره على كل ركن فيه.وخوفت أنى كمان مايكونشى ليه أى وجود فى قلبك بعد كده ..وكنت هجنن لما كنت بفكر أن ده ممكن يحصل.

ثم تركع امامه وتمسك يديه وتنظر فى عينيه بعينيها الباكية وتعتذر اليه بنبرة غلب عليها صدق الرجاء

يحيى ارجوك سامحنى لانى حبيت انك تحس بيه وانى احس انى كأى زوجه زوجها بيحبها... وانى سيدة البيت وأميرته...

أنا كان كل تفكيرى أنى لو أتخلصت من كل حاجه بتفكرك بيها ...ممكن تحس بيه ..
انا آسفه يا يحيى ما كنشى قدامى اى خيار ثانى

.. هو ده الحل الوحيد إللى كان قدامى ..... عارفه ومتاكده انك مش هتنسى امل بس حلمت انك ممكن تحبنى انا كمان ..ممكن يكون حلم مستحيل بس بيراودنى الامل فى انه ممكن يتحقق...

ثم تنظر اليه بعين متسائلة

انا غلطانه يا يحيى عشان حاولت انى اخليك تحس بيه؟

انا غلطانه عشان حبيتك؟

انا غلطانه لانى بحاول انى اخلق فى قلبك حبى ؟

فينظر اليها يحيى بتاثر

فتستطرد قائلة

ممكن يا يحيى بقلبك الكبير انك تغفرلى انى حبيتك

ثم تسلم راسها لراحة يده وتحدثه قائلة

محتاجه لحضنك يا يحيى ...محتاجه احس بحنانك واسمع دقات قلبك ..أحن وأكبر قلب قابلته فى حياتى

ثم ترفع رأسها وتنظر فى عينيه متسائلة

يا ترى من حقى انى احلم انك فى يوم من الايام ممكن تحبنى ؟؟

فينظر اليها يحيى فى صمت لبرهة قصيره وقد بدا عليه التأثر ويهب واقفا ويمسك يدها ليساعدها لتقف هى الاخرى ويهز راسه فى ايجاب قائلا

اكيد يا عبير

تقع منه دون ان يشعر صورة امل فتلمحها عبير فتدوس عليها بحذائها حتى لا يراها وتنظر اليه قائلة فى دلال

ليلة دخلتنا اتأجلت كده كثير ولا انت رأيك ايه؟

فيبتسم ويطوقها بذراعيه ويصطحبها إلى غرفة النوم وقبل ان تغادر حجرة المكتب

تستدير وتنظر الى صورة امل الملقاة على الارض بنظرة انتصار وشماته وكانها تقول

لها ها انا انتصرت عليكى واخذته منك .


بعد أن تمت قراءة الفاتحه نظر فؤاد إلى رأفت وأستأذنه قائلاْ

ممكن أتحدث مع العروس على إنفراد

فصاح رأفت مرحباْ

طبعا ..ثم نظر إلى فريده وعمر ونهض قائلاْ

البيت بيتك يا بشمهندس فؤاد

شعرت رجاء بالتوتر وأنتظرت أن يتحدث معها وهى قلبها تتصارع دقاته من القلق

أقترب منها فؤاد وجلس فى المقعد المجاور لها قائلاْ

صلى على النبى يا أخت رجاء

رددت رجاء بينها وبين نفسها فى صمت بدهشة

أخت !!..أنا المفروض عروستك

فأعاد فؤاد قائلاْ

ماتصلى على النبى يا اخت رجاء

اللهم صلى عليك يانبى

أيوه كده بارك الله فيك ...شوفى يا اخت رجاء .. في الحديث النبوي الذي رواه مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.

ومن حكم سليمان بن داود عليهما السلام قوله: (( المرأة العاقلة تبني بيتها والمرأة السفيهة تهدمه )).

وقال الحرري في احدى مقاماته: القرينة الصالحة ترب بيتك ، وتلبي صوتك ، وتغض طرفك ، وتطيب عرفك وهي قرة عينك وريحانة انفك ، وفرحة قلبك ، وخلد ذكرك.

وقال حكيم : سعادة الاسرة تتوقف على المرأة أكثر من توقفها على الرجل.

نظرت إليه رجاء فى دهشة وهى تحاول أن تستوعب ماذا يريد أن يقول

ويستطرد قائلاْ

خلاصه الأمر ..أهم حاجه فى الزواج هو الزوجه الصالحه ...وأنا أتعشم خيرا أنك حاتكونى بمشيئة الله زوجه صالحه لأنك من أصل طيب وواضح على والدتك أنها ست أصيله ومطيعه لزوجها والمثل الشعبى يقول( أقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها )

قال ذلك وهو يضحك ضحكه بدت لرجاء بلهاء

ثم أستطرد قائلاْ

ومن أهم صفات الزوجه الصالحه ..بلا شك طاعة الزوج فى كل أمر وحفظ غيبته ..وأنا أهم نقطه عندى هى الطاعه بلا شك.

ففضلت رجاء الصمت كى تستمع إلى بقية حديثه إلى النهاية

فوضع ساقاْ فوق الأخرى وأستطرد يشرح لها ما يعنيه قائلاْ وهو يحرك يديه وكأنه يلقى خطبة الجمعه على المنبر

الطاعه فى كل شئ وعدم الجدال ..الجدال أكثر شئ بيفسد على المرأه أنوثتها وجمالها ...والرجال قوامون على النساء بلا شك ..

فهنا نظرت إليه رجاء متسائلة

يعنى أنا مش حايكون ليه أى رأى

يا أخت رجاء المركب إللى ليها ريسين تغرق ..أنت وظيفتك حاتكون زوجه ومربيه لأولادنا إن شاء الله ..وظيفه جليله خلق الله لها المرأه وأكرمها بيها ..وكما قال الشاعر الكبير الأستاذ أحمد شوقى

الأم مدرسة إذا أعددتها....أعددت شعبا طيب الأعراق.

شعرت رجاء بالسخط والرفض لكلامه وطريقته ..هل سيكون دورها فى المنزل مجرد مربيه لأولاده؟؟

وأين كيانها ووجودها كزوجه وشريكه لحياته؟؟ هل يمكن أن توافق على أن تعيش بتلك الطريقه ؟؟ هل تلك هى أحلامها التى طالما حلمت بها ؟؟

نظر إليها فؤاد قائلاْ

وكمان فى شرط مهم لازم توافقى عليه

فعقدت حاجبيها متسائلة

شرط أيه؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: